مقتطف علي صالح المصري - فصل الدين عن الدولة جزء من الدين نفسه وفي خدمة الرب ذاته*

*فصل الدين عن الدولة جزء من الدين نفسه وفي خدمة الرب ذاته*
كان الهدف من الدين صناعة دستور تستقيم به الحياة من الفوضى فتحسنت الحياة و اصبح الدين ادره سليمه و تطور الدين الى قانونا يحكم الناس ولم
لكن اليوم تم استخدام الدين لخلق الفوضى . و نصب العراقيل وتقييد الحياة باسم الدين
لاننا كمسلمين جعلنا الدين قانونا مطلقا يديره فقهاء اقتصر علمهم عند حفظ القران والحديث ولم يكن لديهم اي فقه عن ببقية العلوم التي قد تساهم في تحسين ادراتهم للمجتمع
ومع ذلك نرى الكثير منا يؤمن بكلما يقولون ويسلم تسليما مطلقا ان كلامهم لا يقل اهميه عن القرأن . ولهذا السبب نحن بحاجة الى وعي باهمية الدين لتنوير الروح وليس لقيادة الشعوب وقد بقيت شعوب الغرب تحت رحمة فقهاء الكنيسه كما هو وضعنا اليوم كان هم الانسان الاروربي وشغله الشاغل هو شرأء مغفرة الرب بالمال او الدم . وبقي الانسان الغربي عاجز عن الصناعه والابتكار والانتاج والاكتشاف ينظر الى الحياة مجرد نفق للعبور ليس الا و لا يجد في نفسه ما يدفعه الى الاعمار والتطوير و حينما ظهر البنائيون لقيادة ثورة ضد الكنيسه . اعتبرهم الناس رجعين وخارجين عن المالوف واستنكروهم باعتبارهم ينتقدون الدين وقتلوهم باعتبار صوتهم يغضب الرب وان قتلهم مرضاة للرب . ولكن بعد ان نجحت الثوره ادركت اوروبا ان فصل الدين عن الدوله كان جزء من الدين نفسه وفي خدمة الرب ذاته . حتى لا يتم استخدام الدين لاغراض سياسيه ويتم تحويله وتبديل احكامه . فاصبح الدين قائما بذاته خالصا لوجه الرب و تمت ادراة الدوله بسياسه بعيدة عن قميص الدين يستطيع الجميع ان ينتقدها اذا لاحظ فسادا بدون ان يشار اليه انه ينتقد الدين المقدس ويتم سحب الثقه من احد قيادتها طالما ليس شخصا مقدسا بدون اي اعتراظ من المجتمع واستطاع المجتمع نفسه ان يعيش متساويا ويرغب بالحياة ويرغب في خدمة الشعب ويحلم الجميع انه من حقه ان يصير قائدا او حاكما . واصبح ميزان التميز بين افراد الشعب هو العلم والكفاءه فتولدت في روح الشعوب حب المنافسه والتميز والتعلم و اكتساب المهارات و التنافس في خدمة البشريه فظهر المخترعين والصناع وانتشرت المصانع وازدهرت الحياة واستمر الدين يراقب الضمير الانساني وعلاقته بالرب واستمرت الحياة والنهضه الانسانيه ولم تقتصر ثمار النهضه على اوروبا فقط بل وصلت الى العالم الاسلامي والعربي واستفدنا من خدماتهم ومصانعهم ومونتجاتهم واكتشافاتهم فيما بقي العالم الاسلامي بشكل عام والعربي بشكل خاص سوق استهلاكيه لهم وبقينا تحت سيطرتهم اقتصاديا وعسكريا و سياسيا . ذلك لاننا خلدنا ما رفضوه وسلمنا رقابنا لمن يسمون انفسهم المحدثين باسم الرب يصورون لنا الاساطير ويعلقون لنا الشعارات الرنانه والاحلام الورديه لنبقى على حالنا في الجهل ليسهل عليهم حكمنا و اقتيادنا كالقطيع ويبقون في راس السلطه يحكمون وينعمون بالحياة بينما نحن نعيش على فضلاتهم نسمع ونطيع نصفق وننفذ .نقتل بعضنا البعض لتحقيق مصالحهم واطماعهم وهكذا يتم استخدام الدين لخلق الفوضى وليس دستورا لتنظيم الحياة .
بقلم الكاتب أ/علي المصري

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...