لا استطيع الا ان اسجل اعتراضى الحاسم والقاطع على تلك اللوحة الجدارية الفرعونية التى تدعى النائحات التى تعلو صفحة احتجاج ( وكذلك على تلك الاحالات الى دون كيشوت ) . فالثورة لم تمت ولايريد لها الموت الا جلاديها ومن سقطوا على ركبهم خائرين . من اراد ان يكتب شهادة وفاته فليكتبها وليعلن على الملا انه يخون دماء الشهداء وليجلل نفسه بخزى الهارب من المعركة . سمعتم هنا ان هذه معركة طويلة لن تكسب الا بالحشد والتنظيم والرؤى الصائبة الدقيقة الخالية من الاوهام . مع ذلك هناك شئ مات بالفعل - او ينبغى ان يموت -هو اوهام اصحاب المراثى وحافرى القبور . انظروا وراقبوا الشرارات المشتعلة فى كل ركن من اركان بلادنا وسترون ان واجبكم هو ان تجعلوا منها حريقا ثوريا واحدا بتحريضكم ودعايتكم وتنظيمكم . نحن لم نهزم مادمنا نقاوم . وانا مع احتجاج مادامت منارة وراية للثائرين الذين دفنوا الى الابد بجسارتهم الشابة طوال عام كامل الاكذوبة الاسطورة التى دامت قرونا عن خنوع وانصياع وذل الشعب المصرى لحكامه . نحن لم نمت ولم نهزم . ومع ذلك وحتى لو هزمنا فليس لنا الا النضال مجددا . فلنقاوم معا متضافرين تلك الروح المحبطة اليائسة ولننهض معا من اجل وطن رائع لازال علينا كنسه وتنظيفه بل تقويض اعمدته من الاساس واعادة بناءه من جديد . ان احتجاج التى جمعتنا هى احتجاج النضال الفتى الذى لايعرف الكلل ولايعرف الهزيمة فأزيلوا اللوحة الجدارية من نفوسكم .وكذلك اشباح دون كيشوت الليلية.
24 فبراير 2012
سعيد العليمى - جدارية النائحات على موقع احتجاج ( من روزنامة الثورة )
24 فبراير 2012
سعيد العليمى - جدارية النائحات على موقع احتجاج ( من روزنامة الثورة )