تصادفنا في الحياة اليومية العديد من المواقف و الحالات ذات العلاقة المتشابكة والمرتبطة بالاشياء والعادات والحرف و " الحنطات " التي يعتبرها البعض منسية او من سقط المتاع ، وغير ذات قيمة
في بقجتنا أشياء و كلمات ، وهو كما يبدو عنوان ذو وجهين ، و شيئان على علاقة وثيقة و مترابطة .. و يشكلان معا مادة ثرة للدراسات السيميائية والفلسفية والاجتماعية والاناسية .. نظرا لما للكلمتين من ترابط وثيق في عمقها المعرفي ودلالتهما الايقونية ، اولا الاشياء في شقيها الحسي والملموس/الضمني والعابر ، كاداة للاستعمال ، والكلمات في بعدها المجازي الايحائي ، كوسيلة للنعامل والتواصل بين البشر ، وعلاقتها الوطيدة بالفكر ، ذلك ان بعض الاشياء في سكونيتها وطبيعتها الميتة تدعونا للتامل في محيطنا ، وتلهمنا العديد من الافكار العملية عن اهمية هذه الاشياء ، ومن الحيل الاجرائية ، و طرق التدبير و الابتكار و حس الملاحظة ، والتداعيات غير السلبية عكس ما نتصوره ، وما نكونه عنها من افكار جاهزة و مسبقة بداية الامر ، ولعل ما يستشعره المرء ازاء مشهد بائس ، أو كا يحسه حيال شيء بسيط وتافه ، هو أشد وقعا مما نحسه امام منظر مشرق وبهيج ، وشيء ثمين و فاخر .. خاصة حينما نسمع صياح الباعة وهم يشرون الحاجيات البالية و المستعملة ، و يعرضونها للزبائن الذين يشترونها للضرورة ، او نصادف من ينبشون في المطارح عن الاشياء القديمة و النفايات والخردة ، ثم يعيدون تسويقها وهرضها مرة اخرى ، مما يعني انها وان انقضت صلاحيتها في الظاهر عند البعض ، فانها لا تزال سارية الصلاحية بالنسبة لفئات عريضة من البشر .. و ذات تأثير في الواقع.. وتشكيل مادة لمشاريع فكرية واعمال فنية رائدة..
تحيلنا هذه التصورات على حذاء فان غوغ الذي اشتراه خلال احدى جولاته في اسواق باريس لينتعله ، لكنه يكتشف على ضوء النهار انه حذاء فلاحة ، ولا يصلح للاستعمال ، فيخلده في لوجة شهيرة اسالت الكثير من المداد ،واثارت العديد من النقاشات الفلسفية لدى مارتن هيدغر ، ودريدا ، وشابيرو ، وغيرهم
لا يتوجب علينا ازدراء الاشياء مهما كانت ، فلكل شيء وظيفته الموكولة اليه ، فماركس نقيض هيغل في كل شيء ، وقد شيد المادية الجدلية على انقاض المثالية الهيغلية . لكنه يكن له الاحترام اللازم ، و ينتقد بقسوة من يسيء لشخص هيجل برغم نقض عقيدته ، خاصة على يد قئة ممن يسميهم هو
يقول ميشيل فوكو في كتابه "الكلمات والأشياء" ( مركز الإنماء القومي، بيروت 1990، ص22) : " لقد جعلني نص بورخيس أضحك طويلا ، ربما لأنه في أثره ولدت ريبة أن هناك فوضى أسوأ من فوضى ما هو غير لائق ومقاربة ما لا يتناسب "
نقوس المهدي
في بقجتنا أشياء و كلمات ، وهو كما يبدو عنوان ذو وجهين ، و شيئان على علاقة وثيقة و مترابطة .. و يشكلان معا مادة ثرة للدراسات السيميائية والفلسفية والاجتماعية والاناسية .. نظرا لما للكلمتين من ترابط وثيق في عمقها المعرفي ودلالتهما الايقونية ، اولا الاشياء في شقيها الحسي والملموس/الضمني والعابر ، كاداة للاستعمال ، والكلمات في بعدها المجازي الايحائي ، كوسيلة للنعامل والتواصل بين البشر ، وعلاقتها الوطيدة بالفكر ، ذلك ان بعض الاشياء في سكونيتها وطبيعتها الميتة تدعونا للتامل في محيطنا ، وتلهمنا العديد من الافكار العملية عن اهمية هذه الاشياء ، ومن الحيل الاجرائية ، و طرق التدبير و الابتكار و حس الملاحظة ، والتداعيات غير السلبية عكس ما نتصوره ، وما نكونه عنها من افكار جاهزة و مسبقة بداية الامر ، ولعل ما يستشعره المرء ازاء مشهد بائس ، أو كا يحسه حيال شيء بسيط وتافه ، هو أشد وقعا مما نحسه امام منظر مشرق وبهيج ، وشيء ثمين و فاخر .. خاصة حينما نسمع صياح الباعة وهم يشرون الحاجيات البالية و المستعملة ، و يعرضونها للزبائن الذين يشترونها للضرورة ، او نصادف من ينبشون في المطارح عن الاشياء القديمة و النفايات والخردة ، ثم يعيدون تسويقها وهرضها مرة اخرى ، مما يعني انها وان انقضت صلاحيتها في الظاهر عند البعض ، فانها لا تزال سارية الصلاحية بالنسبة لفئات عريضة من البشر .. و ذات تأثير في الواقع.. وتشكيل مادة لمشاريع فكرية واعمال فنية رائدة..
تحيلنا هذه التصورات على حذاء فان غوغ الذي اشتراه خلال احدى جولاته في اسواق باريس لينتعله ، لكنه يكتشف على ضوء النهار انه حذاء فلاحة ، ولا يصلح للاستعمال ، فيخلده في لوجة شهيرة اسالت الكثير من المداد ،واثارت العديد من النقاشات الفلسفية لدى مارتن هيدغر ، ودريدا ، وشابيرو ، وغيرهم
لا يتوجب علينا ازدراء الاشياء مهما كانت ، فلكل شيء وظيفته الموكولة اليه ، فماركس نقيض هيغل في كل شيء ، وقد شيد المادية الجدلية على انقاض المثالية الهيغلية . لكنه يكن له الاحترام اللازم ، و ينتقد بقسوة من يسيء لشخص هيجل برغم نقض عقيدته ، خاصة على يد قئة ممن يسميهم هو
يقول ميشيل فوكو في كتابه "الكلمات والأشياء" ( مركز الإنماء القومي، بيروت 1990، ص22) : " لقد جعلني نص بورخيس أضحك طويلا ، ربما لأنه في أثره ولدت ريبة أن هناك فوضى أسوأ من فوضى ما هو غير لائق ومقاربة ما لا يتناسب "
نقوس المهدي