اول البهاليل -كما يكشف العلامة د. كامل الشيبي في كتابه الجديد- هو الطفيل بن حكيم الطائي الذي تباله وتبهلل ليتخلص من سيف ونطع الحجاج بن يوسف الثقفي واستطاع بدهائه ان يتخلص من ميتة ظالمة، وكم فعل الفقهاء والادباء ذلك ليتخلصوا من ظلم يكاد يقع عليهم او من موت لا يطيقونه،
فقد ثار الطفيل الطائي مع رجال عبد الرحمن بن الاشعث ضد الدولة الاموية يوم كان الحجاج حاكمها في العراق -وكم من ابن يوسف حكم هذا البلد المبتلى- ثم اسر مع غيره من القراء والفقهاء واقتيدوا الى الحجاج والجلاد الى جواره فقال الحجاج: أطفيل؟ قال: نعم، يا حجاج، طفيل. قال الحجاج: ألم تقدم العراق اعرابياً، لا يفرض لمثلك ففرضت لك؟ (اعطيتك المال والحقوق) قال طفيل: بلى، قال الحجاج: فما اخرجك عليَّ؟ قال الطفيل: ابا محمد، ان رأيت تأذن لي حتى الحق بأهلي؟ قال الحجاج: فأنت مشتاق اليهم؟ فقال: نعم يا حجاج، فقال الحجاج: ذهب -والله- عقل الرجل، سواء عليّ قتلت هذا ام قتلت مجنوناً (لا حرج عليه ولا مسؤولية) خلوا عنه. قال الراوي: والله لقد كان طفيل بن حكيم من اعقل الناس وادهاهم ولكنه اوهم الحجاج انه ذهب عقله فأفلت من يده.
بذلك يفتتح الشيبي كتابه عن (البهلول بن عمرو الكوفي - رائد عقلاء المجانين) وهو كتاب صدر حديثاً للمؤلف وقد سبقت هذه الحكاية تعاريف لغوية بأصل كلمة بهلول واسماء بعض البهاليل من العرب لكنهم لم يتبهللوا قيا اي لم يدعوا الجنون وهم عقلاء ولم يفعلوا ما يسيئ الى حاكم وهم يتقصدون ذلك محتمين بسياج من الوهم في ضعف عقولهم وهم الادق عقلاً والاشد ذكاء لكنهم يتقون سيف الحاكم وجرمه باظهار الغريب وقوله.
والبهلول الكوفي هو بهلول بن محمد الصيرفي الكوفي كما ينسبه الطوسي الذي ذكر انه من اصحاب الامام جعفر الصادق (ع) لكن الكتبي يقول انه البهلول بن عمرو الصيرفي وانه عمر طويلاً حتى الثمانين وقد عاصر البهلول عدة خلفاء اولهم موسى الهادي وله اخبار طريفة مع الرشيد حتى قالوا انه اخيه ومع زبيدة زوجته وابنتها المفترضة حمدونة التي تروي مغامرات غريبة مع المبهلول اشار اليها صاحب (الروض العاطر) ولم يشر لها الشيبي تعففاً ولكن من ذكره مثل الابي والجاحظ قال انه من عقلاء المجانين.
ويتابع الشيبي تفاصيل حياة البهلول واقترانه بالمحدثين والقراء ومنهم عمرو بن دينار ومحمد بن اسماعيل الكوفي معداً تأثير الامام الصادق عليه هو الاكثر وانه كان شيعياً معتدلاً متفقهاً وقد ذكر الشيبي الكثير من نوادره وجرأته على الخلفاء والولاة وطرائفه مع من يريد ان يسخر منه ومن ذلك (انه مر بقوم وهم تحت شجرة عالية مستظلين بها فقال بعضهم: تعالوا نسخر من البهلول، فقال احدهم (له): يا بهلول اتصعد هذه الشجرة وتأخذ من الدراهم عشرة؟ فقال نعم، فأعطوه الدراهم فصرّها في كمّه ثم قال لهم: آتوني بسلم، فقالوا: لم يكن سلم في شرطنا، فقال: كان في شرطي دون شرطكم، واخذ الدراهم ومضى. وله من صفات حسن التخلص الكثير مما ذكره الشيبي الذي وقف عنده شاعراً رقيقاً ومجنوناً عاقلاً وفقيها، ويحلل الشيبي ظاهرة البهللة بقوة السلطة وظاهرة الوسوسة بكونها ظاهرة معروفة في المجتمع العربي في القرنين الثاني والثالث الهجريين وان من هؤلاء الموسوسين ارسيموس اليوناني ورمطة بنت مُر كما يذكر الجاحظ ويعزو الشيبي ظاهرة الوسوسة في تنفيذ عمل ما وخصوصاً الاعمال الابداعية والفكرية بوجه عام الى تأثير الفلسفة اليونانية على الفكر الاسلامي الناقل والمترجم وان ذلك كان مألوفاً ايضاً في مجتمع المتصوفة.
في القسم الذي عنونه المؤلف (البهلول زاهداً) حلل الشيبي زهد البهلول بخوفه من الآخرة وبالنزعة الى التصوف والرغبة في مباعدة الاحياء ومن ذلك ان قوما رأوه في بعض المقابر وقد ادلى رجليه في قبر وهو يلعب بالتراب فقيل له: ما تصنع هنا؟ قال: اجالس قوماً لا يؤذونني وان غبت لا يغتابونني، ونظن ان ترك البهلول لعمله كصيرفي وانصرافه للتفقه ثم تبالهه بعد ذلك كان بسبب افكاره التي يختلط فيها الفكر الصوفي بالفكر الامامي وهو بذلك كان يسيج نفسه عن سوء ظن الحاكمين باظهار الجنون خلاصاً من الشر القادم.
ويسترسل المؤلف في ايراد صور حركة البلهلول في ميدان التصوف واقواله وافعاله ودعم ابن عربي لموقف البهاليل حتى يصل بنا الى تحقيق مكان قبره وهو الموضع الحالي في مقبرة الجنيد البغدادي بالكرخ القريبة من مقبرة المتصوف الاخر معروف الكرخي وزميلهما الثالث الحلاج اضافة الي وجود قبر اخر لحكيم صوفي من سيخ الهند اسمه بابا نانك لدينا وكدرونانك بتسمية اتباعه من السيك والعلامة الشيبي يلمح الى نظرية تناسخ الارواح التي يؤمن بها السيك ويدعو باحثين اخرين لدراسة تأثيرات المتصوفة المسلمين المدفونين في المقبرة الشوينزية التي دفن فيها البير السيخي (او كانت مقاماً له) لفكر البابا نانك ورحلته من الهند الى العراق وهو امر جدير بالسعي العلمي والمراجعة وهو يشير الى تقديس الهنود للشيخ الكيلاني ولشاه بهلول البركي الجشتي السهروردي ورأينا هنا الا علاقة لهذه القداسة او التقديس للكيلاني والسهروردي بموضوعة تناسخ الارواح ذلك ان الشيخين مسلمان متصوفان معروفان بورعهما ولكن. في التصوف تخاطر وفي التصوف توق الى اتصال بالذات الاعلى والاقدس، والحق ان دعوة العلامة الشيبي للبحث في هذا الجانب دعوة هامة دون ريب.
من امتع الصفحات في كتاب الشيبي هذا استعراضه للبهاليل الاخرين في كل ارض وقد اورد منهم -غير الذين اشرنا اليهم- من اسماه احمد بن عروس التونسي الذي نوه به بروكمان ويحيى بن عثمان صاحب القصيدة الزجلية الفياشية التي مطلعها:
انا مالي فياش؟ ايش عليا مني؟!
اقلق من رزقي لاش والخالق يرزقني
وهو الدور -المقطع الاساس- للقصيدة التي حورت وغنيت في ما بعد ضمن دور غنائي مشهور يبدأ بـ(ايش عليا من الناس؟ اش على الناس مني؟) وكان الأديب والشاعر المصري مسعود شومان قد اصدر كتاباً عام 2000 عن دار سما بالقاهرة تحت عنوان (مربعات ابن عروس) اذ قام بدراسة حكاية هذا البهلول وحقق شعره اذ يورد روايات متعددة عن ولادته في تونس واخرى عن ولادته في صعيد مصر وان الكثير من شعره في فن (الواو) وهو المربع قد دخل السيرة الهلالية والاغاني الشعبية باقلام بيرم التونسي وصلاح جاهين وعبد الرحمن الابنودي وسيد حجاب دون ذكر لاسمه ومنها قوله:
مسكين من يطبخ الفاس = ويريد مرق من حديدة
مسكين من يصحب الناس = ويريد من لا يريده
سلم امرك لمولاك = داري بحالك وعالم
كنسر في يوم لقياك = وترتد للأهل غانم
وغير ذلك من الحكم والمواعظ التي دخلت في الوعي الشعبي في الشمال الافريقي العربي.
ويتابع د. الشيبي في قسم اخر من هذا الكتاب الجاد صورة البهلول في الادب الاوربي ويشير الي مفاتيح بحث جديدة للاساتذة عبد المطلب صالح و د. حكمة الاوسي ومرتضى الشيخ حسين و د. عبد الرحمن البدوي بشأن تأثيرات البهلول لكن الاهم منها هي دراسة الشيخ حسين (دون كيخوت.. الانتصار والفشل) التي يوضح فيها تأثيرات البهلول الكوفي على (صناعة) الدون كيخوت عبر ابي حامد الايل وظمور شخصية علي الفياش فيها وخبالات كيخوت نفسه وصاحبه وتابعه (العاقل) سانشوبانزا ثم يطرح د. الشيبي سؤالاً حيوياً يتمنى ان يجد من يجيب عنه عمليا ً وهو الحصول على الكتاب الشعبي الخاص بقصص البهلول الذي ذكره نيبور في رحلته الى بغداد والشرق.
اخيراً نقول ان العلامة الشيبي في هذا الكتاب قد حقق الكثير لا في شخصية (شخوص) البهلول فحسب بل في معنى البهللة ايضاً. وساح بنا في الكثير من الاحداث والشخوص والتجارب وفتح المجال عريضاً للكثير من الاسئلة التي تتطلب المتابعة والتحقيق وهي تعبير عن حب كاتب كبير مثله للمعرفة وسعيه الى تحقيقها دوماً
.
فقد ثار الطفيل الطائي مع رجال عبد الرحمن بن الاشعث ضد الدولة الاموية يوم كان الحجاج حاكمها في العراق -وكم من ابن يوسف حكم هذا البلد المبتلى- ثم اسر مع غيره من القراء والفقهاء واقتيدوا الى الحجاج والجلاد الى جواره فقال الحجاج: أطفيل؟ قال: نعم، يا حجاج، طفيل. قال الحجاج: ألم تقدم العراق اعرابياً، لا يفرض لمثلك ففرضت لك؟ (اعطيتك المال والحقوق) قال طفيل: بلى، قال الحجاج: فما اخرجك عليَّ؟ قال الطفيل: ابا محمد، ان رأيت تأذن لي حتى الحق بأهلي؟ قال الحجاج: فأنت مشتاق اليهم؟ فقال: نعم يا حجاج، فقال الحجاج: ذهب -والله- عقل الرجل، سواء عليّ قتلت هذا ام قتلت مجنوناً (لا حرج عليه ولا مسؤولية) خلوا عنه. قال الراوي: والله لقد كان طفيل بن حكيم من اعقل الناس وادهاهم ولكنه اوهم الحجاج انه ذهب عقله فأفلت من يده.
بذلك يفتتح الشيبي كتابه عن (البهلول بن عمرو الكوفي - رائد عقلاء المجانين) وهو كتاب صدر حديثاً للمؤلف وقد سبقت هذه الحكاية تعاريف لغوية بأصل كلمة بهلول واسماء بعض البهاليل من العرب لكنهم لم يتبهللوا قيا اي لم يدعوا الجنون وهم عقلاء ولم يفعلوا ما يسيئ الى حاكم وهم يتقصدون ذلك محتمين بسياج من الوهم في ضعف عقولهم وهم الادق عقلاً والاشد ذكاء لكنهم يتقون سيف الحاكم وجرمه باظهار الغريب وقوله.
والبهلول الكوفي هو بهلول بن محمد الصيرفي الكوفي كما ينسبه الطوسي الذي ذكر انه من اصحاب الامام جعفر الصادق (ع) لكن الكتبي يقول انه البهلول بن عمرو الصيرفي وانه عمر طويلاً حتى الثمانين وقد عاصر البهلول عدة خلفاء اولهم موسى الهادي وله اخبار طريفة مع الرشيد حتى قالوا انه اخيه ومع زبيدة زوجته وابنتها المفترضة حمدونة التي تروي مغامرات غريبة مع المبهلول اشار اليها صاحب (الروض العاطر) ولم يشر لها الشيبي تعففاً ولكن من ذكره مثل الابي والجاحظ قال انه من عقلاء المجانين.
ويتابع الشيبي تفاصيل حياة البهلول واقترانه بالمحدثين والقراء ومنهم عمرو بن دينار ومحمد بن اسماعيل الكوفي معداً تأثير الامام الصادق عليه هو الاكثر وانه كان شيعياً معتدلاً متفقهاً وقد ذكر الشيبي الكثير من نوادره وجرأته على الخلفاء والولاة وطرائفه مع من يريد ان يسخر منه ومن ذلك (انه مر بقوم وهم تحت شجرة عالية مستظلين بها فقال بعضهم: تعالوا نسخر من البهلول، فقال احدهم (له): يا بهلول اتصعد هذه الشجرة وتأخذ من الدراهم عشرة؟ فقال نعم، فأعطوه الدراهم فصرّها في كمّه ثم قال لهم: آتوني بسلم، فقالوا: لم يكن سلم في شرطنا، فقال: كان في شرطي دون شرطكم، واخذ الدراهم ومضى. وله من صفات حسن التخلص الكثير مما ذكره الشيبي الذي وقف عنده شاعراً رقيقاً ومجنوناً عاقلاً وفقيها، ويحلل الشيبي ظاهرة البهللة بقوة السلطة وظاهرة الوسوسة بكونها ظاهرة معروفة في المجتمع العربي في القرنين الثاني والثالث الهجريين وان من هؤلاء الموسوسين ارسيموس اليوناني ورمطة بنت مُر كما يذكر الجاحظ ويعزو الشيبي ظاهرة الوسوسة في تنفيذ عمل ما وخصوصاً الاعمال الابداعية والفكرية بوجه عام الى تأثير الفلسفة اليونانية على الفكر الاسلامي الناقل والمترجم وان ذلك كان مألوفاً ايضاً في مجتمع المتصوفة.
في القسم الذي عنونه المؤلف (البهلول زاهداً) حلل الشيبي زهد البهلول بخوفه من الآخرة وبالنزعة الى التصوف والرغبة في مباعدة الاحياء ومن ذلك ان قوما رأوه في بعض المقابر وقد ادلى رجليه في قبر وهو يلعب بالتراب فقيل له: ما تصنع هنا؟ قال: اجالس قوماً لا يؤذونني وان غبت لا يغتابونني، ونظن ان ترك البهلول لعمله كصيرفي وانصرافه للتفقه ثم تبالهه بعد ذلك كان بسبب افكاره التي يختلط فيها الفكر الصوفي بالفكر الامامي وهو بذلك كان يسيج نفسه عن سوء ظن الحاكمين باظهار الجنون خلاصاً من الشر القادم.
ويسترسل المؤلف في ايراد صور حركة البلهلول في ميدان التصوف واقواله وافعاله ودعم ابن عربي لموقف البهاليل حتى يصل بنا الى تحقيق مكان قبره وهو الموضع الحالي في مقبرة الجنيد البغدادي بالكرخ القريبة من مقبرة المتصوف الاخر معروف الكرخي وزميلهما الثالث الحلاج اضافة الي وجود قبر اخر لحكيم صوفي من سيخ الهند اسمه بابا نانك لدينا وكدرونانك بتسمية اتباعه من السيك والعلامة الشيبي يلمح الى نظرية تناسخ الارواح التي يؤمن بها السيك ويدعو باحثين اخرين لدراسة تأثيرات المتصوفة المسلمين المدفونين في المقبرة الشوينزية التي دفن فيها البير السيخي (او كانت مقاماً له) لفكر البابا نانك ورحلته من الهند الى العراق وهو امر جدير بالسعي العلمي والمراجعة وهو يشير الى تقديس الهنود للشيخ الكيلاني ولشاه بهلول البركي الجشتي السهروردي ورأينا هنا الا علاقة لهذه القداسة او التقديس للكيلاني والسهروردي بموضوعة تناسخ الارواح ذلك ان الشيخين مسلمان متصوفان معروفان بورعهما ولكن. في التصوف تخاطر وفي التصوف توق الى اتصال بالذات الاعلى والاقدس، والحق ان دعوة العلامة الشيبي للبحث في هذا الجانب دعوة هامة دون ريب.
من امتع الصفحات في كتاب الشيبي هذا استعراضه للبهاليل الاخرين في كل ارض وقد اورد منهم -غير الذين اشرنا اليهم- من اسماه احمد بن عروس التونسي الذي نوه به بروكمان ويحيى بن عثمان صاحب القصيدة الزجلية الفياشية التي مطلعها:
انا مالي فياش؟ ايش عليا مني؟!
اقلق من رزقي لاش والخالق يرزقني
وهو الدور -المقطع الاساس- للقصيدة التي حورت وغنيت في ما بعد ضمن دور غنائي مشهور يبدأ بـ(ايش عليا من الناس؟ اش على الناس مني؟) وكان الأديب والشاعر المصري مسعود شومان قد اصدر كتاباً عام 2000 عن دار سما بالقاهرة تحت عنوان (مربعات ابن عروس) اذ قام بدراسة حكاية هذا البهلول وحقق شعره اذ يورد روايات متعددة عن ولادته في تونس واخرى عن ولادته في صعيد مصر وان الكثير من شعره في فن (الواو) وهو المربع قد دخل السيرة الهلالية والاغاني الشعبية باقلام بيرم التونسي وصلاح جاهين وعبد الرحمن الابنودي وسيد حجاب دون ذكر لاسمه ومنها قوله:
مسكين من يطبخ الفاس = ويريد مرق من حديدة
مسكين من يصحب الناس = ويريد من لا يريده
سلم امرك لمولاك = داري بحالك وعالم
كنسر في يوم لقياك = وترتد للأهل غانم
وغير ذلك من الحكم والمواعظ التي دخلت في الوعي الشعبي في الشمال الافريقي العربي.
ويتابع د. الشيبي في قسم اخر من هذا الكتاب الجاد صورة البهلول في الادب الاوربي ويشير الي مفاتيح بحث جديدة للاساتذة عبد المطلب صالح و د. حكمة الاوسي ومرتضى الشيخ حسين و د. عبد الرحمن البدوي بشأن تأثيرات البهلول لكن الاهم منها هي دراسة الشيخ حسين (دون كيخوت.. الانتصار والفشل) التي يوضح فيها تأثيرات البهلول الكوفي على (صناعة) الدون كيخوت عبر ابي حامد الايل وظمور شخصية علي الفياش فيها وخبالات كيخوت نفسه وصاحبه وتابعه (العاقل) سانشوبانزا ثم يطرح د. الشيبي سؤالاً حيوياً يتمنى ان يجد من يجيب عنه عمليا ً وهو الحصول على الكتاب الشعبي الخاص بقصص البهلول الذي ذكره نيبور في رحلته الى بغداد والشرق.
اخيراً نقول ان العلامة الشيبي في هذا الكتاب قد حقق الكثير لا في شخصية (شخوص) البهلول فحسب بل في معنى البهللة ايضاً. وساح بنا في الكثير من الاحداث والشخوص والتجارب وفتح المجال عريضاً للكثير من الاسئلة التي تتطلب المتابعة والتحقيق وهي تعبير عن حب كاتب كبير مثله للمعرفة وسعيه الى تحقيقها دوماً
.