من الناس من لم يصله كتاب "تذكرة أولي الألباب والجامع للعجب العجاب" الشهير بتذكرة داود الأنطاكي الطبيب الرئيس الضرير.
ولد المؤلف بقرية قرب إدلب شمال سورية ومنها انتقل إلى انطاكية وعاش فيها ونسب إليها. ولا تعرف سنة ولادته. لكن المصادر تجمع على أن وفاته حدثت بمكة سنة 1008 للهجرة الموافق لسنة 1599 وفي بعض المصادر سنة 1600 ميلاديا.
ولد أكمه، ثم أصيب بالكُساح. ويورد ابن العماد في "شذرات الذهب في أخبار من ذهب" (تحقيق محمود وعبد القادر الأرناؤوط. دار ابن كثير دمشق ط1/ 1986) قصة شفائه من الكساح على يد أعجمي اسمه محمد الشريف حيث دهنه بزيت أعدّه وجعل المريض في لفافة وعرضه لحرّ الشمس مرات متتالية حتى كاد يموت وبعد ذلك انتصب قائما على قدميه...ولعلّ هذه الحادثة (الإصابة بالكساح فالشفاء منه) هي التي وجّهت الصبي الضرير نحو الاهتمام بالطب وبالأعشاب إضافة إلى المنطق والرياضة والفلسفة والطبيعة على يد ذات الرجل الطبيب.
وانتقل بعد ذلك إلى القسطنطينية والأناضول لتحصيل المعرفة، فتعلم اليونانية واللاتينية، ثم رحل إلى القاهرة، فعمل في البيمارستان المنصوري، حيث اطلع على كتب الطب والصيدلة، ودرس الأدوية المفردة والمركبة والنباتية والحيوانية والمعدنية، وألّف فيها وعالج الناس وعُيِّنَ رئيسًا للعشَّابين. (الصيادلة)
وله مؤلفات أغلبها في الطب كما إنّ له مؤلفات في الفلك والمنطق وعلم الكلام
لكن أشهر هذه المؤلفات كتاب "تذكرة أولي الألباب والجامع للعجب العُجاب" المعروف بتذكرة داود الأنطاكي، ونظرا لحاجة الناس إليه وانتفاعهم به فهو من أكثر الكتب استنساخا، نسخه منتشرة في مكتبات العالم الكبرى بالعراق وسورية ومصر والطائف وإسطنبول والمغرب والهند. وقد حققه ونشره أحمد شمس الدين في عدة مجلدات لم نطلع إلا على أوّلها. لكن أمكن تحميل نسخة رقمية منه من الشبكة. ويليه: ذيل التذكرة لأحد تلاميذ المؤلف وبالهامش كتاب آخر للمؤلف هو "النّزهة المبهجة في تشحيذ الأذهان وتعديل الأمزجة." لا نعلم إن كان حظي بطبعة مستقلة.
والكتاب يمكن أن تستفاد منه ملحوظات متعلقة بالجانب الأصولي في مجال علم الطب على الخصوص في زمن التأليف منها أنه لا فصل عصرئذ بين الطب والصيدلة لا في مجال استعمال الأدوية فحسب بل في صناعتها أيضا وما فتئت مفاهيم مصدرها أبقراط وجالينوس ومن تلاهم من أطباء المسلمين سارية سواء أفي الطب أم في الصيدلة مثل استعمال الفصد والحجامة واستعمال التنجيم لأغراض علاجية. كما يستفاد منه أساليب علاجية ما فتئت مستعملة كالاعتناء بأساليب التغذية الملائمة لتناول الدواء واوقات تناول الطعام . وتكتسي المقدمة أو ما درج على تسميته بخطبة الكتاب أهمية بالغة تعتبر رسالة في علم العلوم. والكتاب مذيّل بفهرس ألفبائي بالمفردات الطبيّة ذكرها في لغات ولهجات مختلفة ليكون الكتاب ناجعا في مختلف الأصقاع.
ومن هذا المعجم نقتطف ما يلي ما مادة الفاء:
"فل" : عبارة عن ياسمين مضاعف يكون إما بالتركيب أو يشق أصله صليبا ووضع الياسمين فيه إذا كان أصله نيلوفرا وبالعكس حكاه في الفلاحة وهو زهر نقي البياض باعتبار ما يكتنفه وعليه أوراق متضاعفة تحيط بحبه داخلها أصفر فإذا نضج صار فيه حب أسود وإن نثر الورق المذكور كانت الثمرة حبة مستطيلة تحلو وتحمرّ ويسمى حينئذ الورشكين وليس هو النوفر الهندي ولا الرثة وهو حار في الثانية معتدل أو يابس في الأولى يفتح السّدد وينقي الدماغ ويزيل الخفقان والصداع والغثي واستعمال بزره يبطئ الشيب ويزيل الطحال ووجع الكبد شربا والتّدلّك بورقه يطيّب البدن ويمنع تولّد القمّل.
ولد المؤلف بقرية قرب إدلب شمال سورية ومنها انتقل إلى انطاكية وعاش فيها ونسب إليها. ولا تعرف سنة ولادته. لكن المصادر تجمع على أن وفاته حدثت بمكة سنة 1008 للهجرة الموافق لسنة 1599 وفي بعض المصادر سنة 1600 ميلاديا.
ولد أكمه، ثم أصيب بالكُساح. ويورد ابن العماد في "شذرات الذهب في أخبار من ذهب" (تحقيق محمود وعبد القادر الأرناؤوط. دار ابن كثير دمشق ط1/ 1986) قصة شفائه من الكساح على يد أعجمي اسمه محمد الشريف حيث دهنه بزيت أعدّه وجعل المريض في لفافة وعرضه لحرّ الشمس مرات متتالية حتى كاد يموت وبعد ذلك انتصب قائما على قدميه...ولعلّ هذه الحادثة (الإصابة بالكساح فالشفاء منه) هي التي وجّهت الصبي الضرير نحو الاهتمام بالطب وبالأعشاب إضافة إلى المنطق والرياضة والفلسفة والطبيعة على يد ذات الرجل الطبيب.
وانتقل بعد ذلك إلى القسطنطينية والأناضول لتحصيل المعرفة، فتعلم اليونانية واللاتينية، ثم رحل إلى القاهرة، فعمل في البيمارستان المنصوري، حيث اطلع على كتب الطب والصيدلة، ودرس الأدوية المفردة والمركبة والنباتية والحيوانية والمعدنية، وألّف فيها وعالج الناس وعُيِّنَ رئيسًا للعشَّابين. (الصيادلة)
وله مؤلفات أغلبها في الطب كما إنّ له مؤلفات في الفلك والمنطق وعلم الكلام
لكن أشهر هذه المؤلفات كتاب "تذكرة أولي الألباب والجامع للعجب العُجاب" المعروف بتذكرة داود الأنطاكي، ونظرا لحاجة الناس إليه وانتفاعهم به فهو من أكثر الكتب استنساخا، نسخه منتشرة في مكتبات العالم الكبرى بالعراق وسورية ومصر والطائف وإسطنبول والمغرب والهند. وقد حققه ونشره أحمد شمس الدين في عدة مجلدات لم نطلع إلا على أوّلها. لكن أمكن تحميل نسخة رقمية منه من الشبكة. ويليه: ذيل التذكرة لأحد تلاميذ المؤلف وبالهامش كتاب آخر للمؤلف هو "النّزهة المبهجة في تشحيذ الأذهان وتعديل الأمزجة." لا نعلم إن كان حظي بطبعة مستقلة.
والكتاب يمكن أن تستفاد منه ملحوظات متعلقة بالجانب الأصولي في مجال علم الطب على الخصوص في زمن التأليف منها أنه لا فصل عصرئذ بين الطب والصيدلة لا في مجال استعمال الأدوية فحسب بل في صناعتها أيضا وما فتئت مفاهيم مصدرها أبقراط وجالينوس ومن تلاهم من أطباء المسلمين سارية سواء أفي الطب أم في الصيدلة مثل استعمال الفصد والحجامة واستعمال التنجيم لأغراض علاجية. كما يستفاد منه أساليب علاجية ما فتئت مستعملة كالاعتناء بأساليب التغذية الملائمة لتناول الدواء واوقات تناول الطعام . وتكتسي المقدمة أو ما درج على تسميته بخطبة الكتاب أهمية بالغة تعتبر رسالة في علم العلوم. والكتاب مذيّل بفهرس ألفبائي بالمفردات الطبيّة ذكرها في لغات ولهجات مختلفة ليكون الكتاب ناجعا في مختلف الأصقاع.
ومن هذا المعجم نقتطف ما يلي ما مادة الفاء:
"فل" : عبارة عن ياسمين مضاعف يكون إما بالتركيب أو يشق أصله صليبا ووضع الياسمين فيه إذا كان أصله نيلوفرا وبالعكس حكاه في الفلاحة وهو زهر نقي البياض باعتبار ما يكتنفه وعليه أوراق متضاعفة تحيط بحبه داخلها أصفر فإذا نضج صار فيه حب أسود وإن نثر الورق المذكور كانت الثمرة حبة مستطيلة تحلو وتحمرّ ويسمى حينئذ الورشكين وليس هو النوفر الهندي ولا الرثة وهو حار في الثانية معتدل أو يابس في الأولى يفتح السّدد وينقي الدماغ ويزيل الخفقان والصداع والغثي واستعمال بزره يبطئ الشيب ويزيل الطحال ووجع الكبد شربا والتّدلّك بورقه يطيّب البدن ويمنع تولّد القمّل.