المواطنة أضحت السّبيلُ الوحيدُ لتعايش أبناء الشّعوب في أوطانها
دعا رئيس منظمة رصّ الصفوف لترقية المواطنة و تنظيم المجتمع سعيد بودينار إلى الالتفاف حول مشروع بناء الجزائر الجديدة ، و ترسيخ مفهوم المواطنة، ، ونشر ثقافة التسامح من أجل التوجه نحو المستقبل، و قال سعيد بودينار و هو ضابط سامي متقاعد أن التغيير ليس تغيير المواقع ، مشيرا أن التغيير يكون تدريجيا، على هامش عقده المؤتمر التأسيسي للإعلان عن تنظيمه الوطني كانت لنا مع رئيس منظمة رصّ الصفوف لترقية المواطنة و تنظيم المجتمع ، دردشة قصيرة قدم فيها صورة مستقبلية لهذا التنظيم و الذي جاء في وقته موضحا خلاصة الأهداف التي يسعى الى تحقيقها لبناء مجتمع واعٍ ، قادر ٍ على مواجهة التحديات و التطلع إلى المستقبل خدمة للأجيال القادمة ، للإشارة أن الأستاذ سعيد بودينار صاحب فكر ، و بخك تجربته الطويلة في الجهاز العسكري يسعى بفكره إلى تحقيق الرقي الفكري و بناء مجتمع قادر على تحمل مسؤولياته، مجتمع يواكب التطور و يتعايش مع كل الأوضاع و يكون في مستوى القيادة
كيف يقيم سعيد بودينار الوضع الإجتماعي في الجزائر؟
الجزائر على الدوم دولة مهددة نظرا لطبيعتها و موقعها الاستراتيجي و غناها بالموارد الطبيعية و باعتبارها دولة فعالة و مؤثرة، و هذا يتطلب خلق جبهة داخلية صلبة من شأنها التصدي للتهديدات الخارجية و منع أي تغلغل يمكن أن ينخر جسم المجتمع أو يخلق انقسامات في صفوف الشعب الجزائري.
في رأيكم ماهي الآليات التي تمكن من تجنب أي تهديد سواء كان داخلي أو خارجي؟
هناك آليات يمكن العمل بها ، تتمثل في العودة الى طبيعة الإنسان الجزائري و استخلاص الدروس و تلاحم البسالة و المقاومة التي كنا نتحلى بها خلال حقبة طويلة من الزمن، كذلك فضح المناورات الخارجية الخسيسة التي تهدف إلى زرع اليأس و خلق البلبلة و توسيع الهُوّة بين أفراد المجتمع و بين المجتمع و السلطة، فالشعب هو امتداد للحكومة، و لابد من تبادل الأفكار مهما كانت الاختلافات، و المنظمة تهدف إلى تقديم أفكار لتحريك الطاقة البشرية
كيف يتحقق ذلك؟
يكون ذلك عن طريق اعتماد خطاب مخالفٍ لما تمّ اجتراره سابقا من تصريحات مملة و مستهلكة لم تجدِ أيُّ نفع سابقا، و اتباع أسلوب واضح مرافق لمبادرات عملية يتم من خلالها إشراك المواطن في إيجاد الحلول، أن نعطي للمواطن حرية الفكر و يكون صاحب قرار، حتى لا يكون مستهلكا فقط
في رأيكم هل الخطاب وحده كافٍ لحل المشكلات و رصّ الصفوف أم نحن بحاجة إلى حوار فعّال ؟
هناك مسائل تحتاج الى حلول عاجلة طالما تتعلق بسيادة الدولة و استقرار البلاد، و الجميع مطالب بالتفاعل مع ما يحدث و التنازل و لو عن جزء من الحقوق ، الواجب أولا ثم تأتي المطالب الأخرى، علينا أن نؤدي واجبنا تجاه بلادنا بروح منفتحة ، و التخلي عن وجهات نظر لا تخدم الوضع الراهن الذي نحن فيه.
لنعد إلى مشروعكم، كيف جاءتكم فكرة تأسيس منظمة وطنية لرصّ الصفوف؟
الفكرة بدأت بمتابعة الأحداث التي تعرضت لها الجزائر و تتعرض لها كل الدول و التي وجدت نفسها منقسمة إلى عصبيات أو طبقات اجتماعية أو انتماءات سياسية و عقائدية مختلفة في الفكر و التوجهات، ممّا سهّل الفرص على أعدائها لتقسيمها و تقزيمها و استغلال مقدراتها ، و هذا يدفعنا الى استغلال هاته التجارب المؤسفة التي وجدت نتيجة التهلهل الإجتماعي، و خلق لدينا فكرة أنه لا بديل عن رصّ صفوف المجتمع و إحباط كل المحاولات التخريية.
وضعتم نصب عينكم قضية المواطنة، هناك من يرى أنها غير مجسدة في الواقع؟
المواطنة أضحت السبيل الوحيد لتعايش أبناء الشعوب في أوطانها، والذي يضمن الاستقرار السياسي والاجتماعي، مع التنوع الفكري و الثقافي، نحن نرى المجتمعات الواعية كيف تنشغل بالبناء وتطوير بلدانها اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً، ولا تنشغل بالجدالات والخلافات والنزاعات، ما جعلها تسير نحو التقدم و النمو، في الجزائر كفاءات قادرة على تحقيق طموحات الشعب، نحن بحاجة إلى حراك فكري ثقافي لنؤسس به مجتمعا أكثر وعي بواجباته و حقوقه، و يواكب الأحداث التي يعيشها العالم و هو يشهد تحولات عميقة
لاحظنا وجود تجاوب كبير لمشروعكم في المؤتمر التأسيسي، ما سبب ذلك؟
عندما تكون الأفكار و الرؤى منسجمة مع الطرف و الطرف الآخر و الأهداف متفق عليها، لا أرى وجود لأيّ مشكلة خاصة إذا كان هناك تواصل فكري، تولد عنه توافق في كثير من الأفكار، فهذا التجاوب فإن دلّ على شيئ فإنما يدل على صدق الخطاب المستعمل.
التقت به علجية عيش