منذ ست سنين في صيف 1906 كنا جماعة من أقطار الأرض لا تربطنا سوى عروة الإنسانية وحب الجمال على ضفاف بحيرة ليمان بمدينة ذات مناظر حسناء وطرق منحدرة لا أصرح باسمها لأنه صار لديَّ من المضنون به على غير عشاقها فإن فطنت إليها فمكافأتك في معرفتك. وكنا جميعاً في ربيع الحياة نعشق الحسن في الطبيعة وفي القول. نجتمع في ضوء القمر بليال ما كان أقصرها وددنا لو تكون أبدية وكنا ننشد أغاني شاعر قديم كان لها في نفوسنا فعل السحر فكان بعضنا يحفظها عن ظهر قلب والبعض يقول عنها أنها إنجيله المنزل. وهذه الأناشيد هي رباعيات الخيام. المدفون في قبر تنمو حوله شجيرات الورد ويهب عليه النسيم من كل جانب.
شعر الخيام الشاعر الفلكي الصوفي المؤمن الجاحد المتصبب العاشق الزاهد الحائر هو زهرة من رياض آداب الفرس بل درة من بحرها الزاخر وعجيب بنا أن يقل لدينا العارفون بها وبه وقد ألم أهل الغرب بكل دقيق وجليل من شؤونها ونقلوها إلى ألسنتهم ولها من اهتمامهم وإعجابهم نصيب وافر.
فكان في آدابنا الحديثة فراغ حاول فريق من الأدباء أن يملؤوه فكتب الأديب عيسى اسكندر معلوف فصلاً في الهلال الأغر عن الخيام ثم دوَّن الألمعي أحمد حافظ عوض فصلاً في مجلة الموسوعات ثم أقبل الكاتب العبقري عباس محمود العقاد ففسر بعض رباعيات عمر الخيام في جريدة الدستور ولكن شاءت الأقدار أن يكون تمام التفسير على يد فرع الدائحة البستانية وهو الألمعي الضليع وديع البستاني.
لا يزال شعر الخيام لغزاً على منشديه وقرائه وقد كانت الحياة كلها لغزاً في نظر عمر. كانت الحياة في نظره لغزاً لا يحل ومن حاول حله ضلوا. ولكن قليلين يفطنون إلى معانيه ومقاصده وهم الذين تألموا مثله وحارت ألبابهم في فهم معجزة الكون وفي قلوبهم نار تتأجج ولا تخمد وبنفوسهم ظمأ لا يطفأ صحونا ففطنا فدهشنا فبحثنا فلم نهتد وعدنا بصفقة المغبون وحسرة النادم وحاولنا إخفاء الحزن بقرع الكؤوس ومغازلة ذات حسن كاعب - هذه فلسفة الخيام التي صاغها في أجمل قالب رباعيات تتملك من أركان القلب الأربعة وأن من يستوعب لسان الفرس العذب ليعروه الطرب كلما أنشد: -
مائيم ومي ومصطبة وتون خراب ... فارغ زميد رحمت وبيم عذاب
جان ودل وجام وجامه بردرد شراب ... آزاد زاخاك وباد اوز آتش وآب
انظر كيف جمع أدوات الصفاء والأنس في سطر فيرتسم في مخيلتك لدى قراءة الربع الأول منظر المجلس والكؤوس والكانون. ثم إذا عرض لك الاعتراض عليه لشربه خرجت من أعماق قلبه صرخة خيامية:
فارغ زميد رحمت وبيم عذاب
أيها اللائم أليك عني فما أنا بخاش تعذيباً ولا براج رحمة أي بعد أن شقيت بنفسي وذبت حسرة بعد الدرس والبحث أصبحت لا أدري نفعاً في الرحمة ولا ضراً في العذاب. وإن للفتى في الحياة الساعة التي هو بها أن هو حظي بها وسعد فاز ون لم يحظ فقد جني على نفسه.
بيد أن هذا ليس قول المدمن ولا الجاهل الراغب عن رحمة الله الساخر من عذابه إنما هو يأس العقل القوي والروح الحائر. بل هذه وسيلة من وسائل إظهار الحزن والأسى.
أما عن صوفية الخيام فلست من القائلين بها. لأن الخيام لم يكن بطبيعته الفكرية ولا بحالته النفسية من فئة المتصوفة الضيقي الفكر اللائذين بأمور معينة يعتقدونها كل شيء إنما كان الخيام حياً شاعراً بحياته ومفكراً قوياً قادراً قوته قدرها والذين نسبوه إلى التصوف أرادوا تبرير قوله في الخمر والحب كما فعلوا في تفسير شعر حافظ الشيرازي البادئ ديوانه بالمطلع الآتي:
ألا يا أيها الساقي ... أدر كأساً وناولها
متى ما تق من تهوى ... دع الدنيا وأهملها
والذي دعا كثيرين ممن اشتغلوا بدرس آداب الفرس إلى انتحال الأعذار الصوفية للخيام والشيرازي ظنهم أن النفس البشرية اليوم هي غيرها بالأمس وأن أبناء القرون الخالية ما كانوا يلتمسون ملجأ من هموم الحياة في الحب والسكر وكل ما جاء عنهم في هذا الباب إنما هو مجاز وكناية على أن عشاق سقراط وابن سيناء لم يلتمسوا لأحدهما عذراً ولم يفسروا قولهما تفسيراً صوفياً لأنه لم يكن في حياتهما مبرر لمثل هذا التفسير ولأن أصحاب العقول الكبرى غير مسؤولين حيال غيرهم من البشر عن حياتهم ما دامت تفيض على العالم نوراً.
أما التفسير العربي الذي قدمه الأديب وديع البستاني لقراء العربية فأقول أنه في مجموعه جيد ولكن فيه مآخذ شتى لا تقلل من قدره سيما وأن الشاعر الشاب أول من بدأ هذا العمل الجليل وأتمه ولولا ثقتي من أن وديعاً يعلم أن نقد الشيء جزءٌ من تقديره ما قلت له الكلمات الآتية:
أولاً - إن الشاعر خرج برباعيات الخيام عن طبيعتها إذ عربها سباعيات أي نقل كل أربعة أسطر انكليزية إلى سباعية ذات سبعة أسطر والرباعية ضرب من الشعر الفارسي والسباعية ضرب من العربي وقد احتفظ المفسرون الأجانب بضروب الخيام ونقلوا شعره رباعيات وفي طليعتهم فتزجيرلد الأيرلندي الذي نقل عنه الأديب البستاني وقد أدى نقل أربعة أسطر في سبعة إلى الإسهاب الغير المقبول كقوله في السباعية الثانية عشر:
فعتيد نزولنا في القبور ... في القبور النزول دان عتيد
كذلك اضطر المفسر العربي في بعض سباعياته إلى تأليف لا يأتلف ومع روح الرباعيات الخفيف العذب كقوله:
والمليك الصيَّاد صيدَ وأردى ... ومن العرش حطّ حطّا للحد
وجمع طاعة لأمر القوافي في إحدى سباعياته بعض الألفاظ الجافية الغير الشعرية كقوله:
ولكم قام في الورى من كليم ... وكليم وفيلسوف عظيم
وأتونا بكل قول عقيم *
فالحكيم والفيلسوف واحد. وانصراف الذهن إلى القصد من الكليم بمعنى الناصح الواعظ المرشد الهادي صعب لأول وهلة وقوله بكل قول عقيم قول لا يوافق شعر الخيام. ثم تلاه قوله:
وهم اليوم في الثري ساكنونا ... لا خطاب يلقونه صامتونا
ثم هناك بعض التصرف في النقل لعل الفاضل البستاني اضطر إليه لكن فيزجيرلد قد سبقه في هذا الميدان وهاك مثالاً في السباعية الثانية والعشرين:
زحل كان موطئي إذ رحلت ... بخيالي وفي السماك حللت
وصعابا من المشكلات حللت ... واجتليت الغوامض المبهمات غير أن الآجال والموت فيها ... ولقيت الحقائق السافرات
ذاك سر لم أنض عنه نقابا
وها نحن أولاء ننقل هذه الرباعية الفارسية وتفسيرها الحرفي ليتبين الفرق بين الأصل والنقل:
اد قعر كل سيارة تالوج زحل ... كردم همه مشكلات كيتي راحل
بيرون جشتم زبندهر مكروحيل ... هريد كشوده شدومكر بندأجل
وهاك التفسير العربي:
بلغت في البحث مقر الحمأ المسنون من بطن الأرض وملتقي السماكين في العلا. وحللت عقدة مشكلات الدهر وقفزت في دائرة ذات حبالة خيوطها صنوف المكر والحيل. وبعد هذا كله تراني عاجزاً عن حل أول قيد ألا وهو قيد الأجل. على أن حسنات التفسير العربي أكثر من أن تحصى والثناء على همة الأديب البستاني وفضله واجب على سائر قراء العربية ومن سباعياته المرقصة قوله:
ومقامي غصن مُظِلٌّ بقفر ... ورغيفان مع زجاجة خمر
كل زادي والأهل ديوان شعر ... وحبيب يهواه قلبي المعني
وشجى يذيبني يتغنى ... هكذا أسكن القفار نعيما
وأرى هذه القصور خرابا *
على أن الخيام نظم رباعياته كهلا وهي تقابل ليالي الفريد دي موسيه في الفرنسية. أما الخيام فقد نظم بعد أن عاش وتألم وبحث ودرس وحار وضل وعشق وأبغض وسكر وصحا ورجا ويئس. بعد أن صنعت الحياة الإنسانية به ما تصنع النار بالذهب. وصديقنا الأديب وديع لا يزال في عنفوان الصبى قلبه مملوء بأحلام الشباب ولم يستوعب ما استوعبه الخيام من مهيئات الحزن الأعظم الذي يغير النفوس. فرجائي إليه أن يعيد التفسير وهو في الخمسين من عمره فسوف يرى الرباعيات بغير العين التي يراها بها اليوم ويصوغها في قالب ترضاه نفسه الناضجة الخالدة.
مجلة البيان للبرقوقي - العدد 6
بتاريخ: 17 - 3 - 1912
شعر الخيام الشاعر الفلكي الصوفي المؤمن الجاحد المتصبب العاشق الزاهد الحائر هو زهرة من رياض آداب الفرس بل درة من بحرها الزاخر وعجيب بنا أن يقل لدينا العارفون بها وبه وقد ألم أهل الغرب بكل دقيق وجليل من شؤونها ونقلوها إلى ألسنتهم ولها من اهتمامهم وإعجابهم نصيب وافر.
فكان في آدابنا الحديثة فراغ حاول فريق من الأدباء أن يملؤوه فكتب الأديب عيسى اسكندر معلوف فصلاً في الهلال الأغر عن الخيام ثم دوَّن الألمعي أحمد حافظ عوض فصلاً في مجلة الموسوعات ثم أقبل الكاتب العبقري عباس محمود العقاد ففسر بعض رباعيات عمر الخيام في جريدة الدستور ولكن شاءت الأقدار أن يكون تمام التفسير على يد فرع الدائحة البستانية وهو الألمعي الضليع وديع البستاني.
لا يزال شعر الخيام لغزاً على منشديه وقرائه وقد كانت الحياة كلها لغزاً في نظر عمر. كانت الحياة في نظره لغزاً لا يحل ومن حاول حله ضلوا. ولكن قليلين يفطنون إلى معانيه ومقاصده وهم الذين تألموا مثله وحارت ألبابهم في فهم معجزة الكون وفي قلوبهم نار تتأجج ولا تخمد وبنفوسهم ظمأ لا يطفأ صحونا ففطنا فدهشنا فبحثنا فلم نهتد وعدنا بصفقة المغبون وحسرة النادم وحاولنا إخفاء الحزن بقرع الكؤوس ومغازلة ذات حسن كاعب - هذه فلسفة الخيام التي صاغها في أجمل قالب رباعيات تتملك من أركان القلب الأربعة وأن من يستوعب لسان الفرس العذب ليعروه الطرب كلما أنشد: -
مائيم ومي ومصطبة وتون خراب ... فارغ زميد رحمت وبيم عذاب
جان ودل وجام وجامه بردرد شراب ... آزاد زاخاك وباد اوز آتش وآب
انظر كيف جمع أدوات الصفاء والأنس في سطر فيرتسم في مخيلتك لدى قراءة الربع الأول منظر المجلس والكؤوس والكانون. ثم إذا عرض لك الاعتراض عليه لشربه خرجت من أعماق قلبه صرخة خيامية:
فارغ زميد رحمت وبيم عذاب
أيها اللائم أليك عني فما أنا بخاش تعذيباً ولا براج رحمة أي بعد أن شقيت بنفسي وذبت حسرة بعد الدرس والبحث أصبحت لا أدري نفعاً في الرحمة ولا ضراً في العذاب. وإن للفتى في الحياة الساعة التي هو بها أن هو حظي بها وسعد فاز ون لم يحظ فقد جني على نفسه.
بيد أن هذا ليس قول المدمن ولا الجاهل الراغب عن رحمة الله الساخر من عذابه إنما هو يأس العقل القوي والروح الحائر. بل هذه وسيلة من وسائل إظهار الحزن والأسى.
أما عن صوفية الخيام فلست من القائلين بها. لأن الخيام لم يكن بطبيعته الفكرية ولا بحالته النفسية من فئة المتصوفة الضيقي الفكر اللائذين بأمور معينة يعتقدونها كل شيء إنما كان الخيام حياً شاعراً بحياته ومفكراً قوياً قادراً قوته قدرها والذين نسبوه إلى التصوف أرادوا تبرير قوله في الخمر والحب كما فعلوا في تفسير شعر حافظ الشيرازي البادئ ديوانه بالمطلع الآتي:
ألا يا أيها الساقي ... أدر كأساً وناولها
متى ما تق من تهوى ... دع الدنيا وأهملها
والذي دعا كثيرين ممن اشتغلوا بدرس آداب الفرس إلى انتحال الأعذار الصوفية للخيام والشيرازي ظنهم أن النفس البشرية اليوم هي غيرها بالأمس وأن أبناء القرون الخالية ما كانوا يلتمسون ملجأ من هموم الحياة في الحب والسكر وكل ما جاء عنهم في هذا الباب إنما هو مجاز وكناية على أن عشاق سقراط وابن سيناء لم يلتمسوا لأحدهما عذراً ولم يفسروا قولهما تفسيراً صوفياً لأنه لم يكن في حياتهما مبرر لمثل هذا التفسير ولأن أصحاب العقول الكبرى غير مسؤولين حيال غيرهم من البشر عن حياتهم ما دامت تفيض على العالم نوراً.
أما التفسير العربي الذي قدمه الأديب وديع البستاني لقراء العربية فأقول أنه في مجموعه جيد ولكن فيه مآخذ شتى لا تقلل من قدره سيما وأن الشاعر الشاب أول من بدأ هذا العمل الجليل وأتمه ولولا ثقتي من أن وديعاً يعلم أن نقد الشيء جزءٌ من تقديره ما قلت له الكلمات الآتية:
أولاً - إن الشاعر خرج برباعيات الخيام عن طبيعتها إذ عربها سباعيات أي نقل كل أربعة أسطر انكليزية إلى سباعية ذات سبعة أسطر والرباعية ضرب من الشعر الفارسي والسباعية ضرب من العربي وقد احتفظ المفسرون الأجانب بضروب الخيام ونقلوا شعره رباعيات وفي طليعتهم فتزجيرلد الأيرلندي الذي نقل عنه الأديب البستاني وقد أدى نقل أربعة أسطر في سبعة إلى الإسهاب الغير المقبول كقوله في السباعية الثانية عشر:
فعتيد نزولنا في القبور ... في القبور النزول دان عتيد
كذلك اضطر المفسر العربي في بعض سباعياته إلى تأليف لا يأتلف ومع روح الرباعيات الخفيف العذب كقوله:
والمليك الصيَّاد صيدَ وأردى ... ومن العرش حطّ حطّا للحد
وجمع طاعة لأمر القوافي في إحدى سباعياته بعض الألفاظ الجافية الغير الشعرية كقوله:
ولكم قام في الورى من كليم ... وكليم وفيلسوف عظيم
وأتونا بكل قول عقيم *
فالحكيم والفيلسوف واحد. وانصراف الذهن إلى القصد من الكليم بمعنى الناصح الواعظ المرشد الهادي صعب لأول وهلة وقوله بكل قول عقيم قول لا يوافق شعر الخيام. ثم تلاه قوله:
وهم اليوم في الثري ساكنونا ... لا خطاب يلقونه صامتونا
ثم هناك بعض التصرف في النقل لعل الفاضل البستاني اضطر إليه لكن فيزجيرلد قد سبقه في هذا الميدان وهاك مثالاً في السباعية الثانية والعشرين:
زحل كان موطئي إذ رحلت ... بخيالي وفي السماك حللت
وصعابا من المشكلات حللت ... واجتليت الغوامض المبهمات غير أن الآجال والموت فيها ... ولقيت الحقائق السافرات
ذاك سر لم أنض عنه نقابا
وها نحن أولاء ننقل هذه الرباعية الفارسية وتفسيرها الحرفي ليتبين الفرق بين الأصل والنقل:
اد قعر كل سيارة تالوج زحل ... كردم همه مشكلات كيتي راحل
بيرون جشتم زبندهر مكروحيل ... هريد كشوده شدومكر بندأجل
وهاك التفسير العربي:
بلغت في البحث مقر الحمأ المسنون من بطن الأرض وملتقي السماكين في العلا. وحللت عقدة مشكلات الدهر وقفزت في دائرة ذات حبالة خيوطها صنوف المكر والحيل. وبعد هذا كله تراني عاجزاً عن حل أول قيد ألا وهو قيد الأجل. على أن حسنات التفسير العربي أكثر من أن تحصى والثناء على همة الأديب البستاني وفضله واجب على سائر قراء العربية ومن سباعياته المرقصة قوله:
ومقامي غصن مُظِلٌّ بقفر ... ورغيفان مع زجاجة خمر
كل زادي والأهل ديوان شعر ... وحبيب يهواه قلبي المعني
وشجى يذيبني يتغنى ... هكذا أسكن القفار نعيما
وأرى هذه القصور خرابا *
على أن الخيام نظم رباعياته كهلا وهي تقابل ليالي الفريد دي موسيه في الفرنسية. أما الخيام فقد نظم بعد أن عاش وتألم وبحث ودرس وحار وضل وعشق وأبغض وسكر وصحا ورجا ويئس. بعد أن صنعت الحياة الإنسانية به ما تصنع النار بالذهب. وصديقنا الأديب وديع لا يزال في عنفوان الصبى قلبه مملوء بأحلام الشباب ولم يستوعب ما استوعبه الخيام من مهيئات الحزن الأعظم الذي يغير النفوس. فرجائي إليه أن يعيد التفسير وهو في الخمسين من عمره فسوف يرى الرباعيات بغير العين التي يراها بها اليوم ويصوغها في قالب ترضاه نفسه الناضجة الخالدة.
مجلة البيان للبرقوقي - العدد 6
بتاريخ: 17 - 3 - 1912