عزالدين بن محيي الدين الجزائري (حفيد الأمير عبدالقادر الجزائري).
ولد في بلدة دمر (إحدى ضواحي دمشق)، وتوفي في غوطة دمشق شهيدًا، وهو في زهرة شبابه.
عاش في سورية ولبنان.
تلقى تعليمه الأولي في مدرسة عباس الأزهري ببيروت، ثم انتقل إلى المدرسة العلمانية، وبعدها درس الحقوق في بيروت ونال إجازتها.
كان يجيد الفرنسية ويقرأ بها الأدب الفرنسي.
انضم إلى الثورة السورية، وكان بداية يراقب أحوال الثورة مما عَرَّضه للاعتقال فازداد تمسكًا بمبادئها الثورية.
ألف مجموعة من المقاتلين شاركت في معظم معارك الغوطة قبل استشهاده في ريعان الشباب، اشترك مع الشهيد أحمد مريود في معركة جبّاتا الخشب، وكانت له بطولات مشهودة في كثير من معارك الثورة، ومنها: بالا (1927)، و«عين ترما» و«وعرة زاكية»، و«وادي معربا»، و«أم الشراطيط»، و«الحديثة»، وعدد من معارك جبل الدروز.
انتخب رئيسًا للجمعية العربية.
الإنتاج الشعري:
- له قصائد نشرت في مصادر دراسته، في مقدمتها: «تاريخ الثورات السورية».
شاعر وجداني ثائر، جعل من سلاحه وكلمته قنبلة في وجه المستعمر، وتحولت عذوبة شعره في مقتبل حياته إلى قذائف تنم على وطنيته وثورته على الظلم
والاستعمار، المتاح من شعره غير كثير يمثل مرحلة أولى من تجربته الشعرية قبل أن ينشغل بقضايا وطنه، ويختطفه الموت قبل أن تصقل الحياة موهبته الشعرية، وهي المرحلة التي يتجلى فيها توقه لحياة البساطة والفطرة والحرية، وتنديده بالتعصب الطائفي ودعوته إلى الإخاء القومي في لغة عذبة، وتشكيل دال على موهبته، وقصائد تحاول تجاوز الشكل التقليدي باعتماد نظام المقطوعات متعددة القوافي.
مصادر الدراسة:
1 - أدهم آل جندي: تاريخ الثورات السورية في عهد الانتداب الفرنسي - مطبعة الاتحاد - دمشق 1960.
2 - الذكريات الخالدة، الأمير عزالدين الحسني الجزائري - اللجنة التنفيذية للمؤتمر السوري الفلسطيني - القاهرة 1928.
3 - سليمان سليم البواب: موسوعة أعلام سورية في القرن العشرين - دار المنارة - بيروت 2000.
حياة الحرّ
دَعـونـي فـي الـحقـول وفـي الجـبــــــالِ
بقـربِ النَّبع والـمـــــــــــــاء الزلالِ
بـوادٍ حَصْبُهُ شبـه اللآلـــــــــــــــــي
يـمـر بـه النسـيـم عـلى الرمـــــــــال
فـيبعث لـوعةً بـيـــــــــــــــن الصدورِ
دعـونـي هـائمًا بـيـن الصّحـــــــــــاري
عـلى متـن الصـوافـن والـمهــــــــــاري
وأسْري فـي الصـبـاح وفـي النهـــــــــارِ
أنـام بـمفردي بـيـن الــــــــــــبراري
أحـبُّ إلـيَّ مـن سُكـنَى القصـــــــــــــورِ
دعـونـي أرتدي رثَّ الثـيـــــــــــــــابِ
وأقنع بـالقـلـيل مـــــــــــــن الشّرابِ
وأرقـد نـائمًا فـوق الروابـــــــــــــي
عـلى فُرُش الـحجـارة والـتــــــــــــرابِ
أَحَبّ إلـيَّ مـن نــــــــــــــــوم السّرير
دعـونـي عـائشًا بـيـن الرعــــــــــــاةِ
بكهفٍ مظلـمٍ أقضـي حـيـاتـــــــــــــــي
أنـيسـي مزمـري وثغاء شـــــــــــــــاةِ
وصـوت الـذئب يعـوي فـــــــــــي الفلاة
أحـبُّ إلـيَّ مــــــــــــــــن نغم الخدورِ
وعَيْشـي إنْ يكــــــــــــــــن صعبًا ومُرّا
فألقى شدّةً وأنـال شـــــــــــــــــــرّا
فحسبـي أننـي قـد عـشــــــــــــــت حُرَّا
أنـادي مـوطنـي سـرًا وجهــــــــــــــرا
حـيـاة الـحُرِّ نـبراس الســـــــــــــرورِ
وأُوثر أن أكـونَ عـديـمَ فهــــــــــــــمِ
وأبقى جـاهلاً وأعـــــــــــــــــيش أُمِّي
وأصـبح مستقـلاً بـيـن قـومـــــــــــــي
بعـيـد الـدار عـن جـورٍ وضـيـــــــــــمِ
هـنـاك العـيش لا عـيشَ الأســـــــــــير
***
وطن
فكَفَى مـلامًا يـا عذولـــــــــــي لا تثرْ
حـبًا تأصَّل فــــــــــــــي الفؤاد مُخلَّدا
طفلاً تـمـلَّكـنـي وشَبَّ بأضلعـــــــــــــي
هل كـان طفلٌ للـمحـبَّةِ مـــــــــــــوردا
أشكـو الغرام لكل طـيرٍ بـــــــــــــاغمٍ
فتـراه يُسعفـنـي ويصـبح مـــــــــــنشدا
مـا القصدُ فـي شعـري فتـاةٌ إنمـــــــــا
وطنـي بـلادُ العــــــــــرب مُرْديةُ العِدا
يـا قـومُ إنَّا مـــــــــــــن سلالة يَعْرب
والعُرْب لا تـرضى الـمهـانة مـرقـــــــدا
إن الـــــــــــــــــــتعصُّبَ آفةٌ وزرايةٌ
قـد كـان يـنكره الـمسـيح كأحــــــــمدا
وأنـا الـمتـيَّم فـي هـوى وطنـــــــي إذا
مـا نـاح مظلـومٌ أكــــــــــــون له صَدى
***
* صبر وشهادة
أمضَّ فؤادي الشـوقُ والشـوق كــــــــــافرُ
وهـاجتْ بـي الأشجـانُ والفكر حــــــــائرُ
أحِنُّ مدى الأيـام وجـدًا إلـيكـــــــــــمُ
وعـيـنـايَ تـرعـاكـم وجفـنـيَ سـاهــــــرُ
سأصـبرُ صـبر الصـادقـيـــــــــن وان أمتْ
فأقضـي شهـيـدَ الـحـــــــــبِّ والله غافرُ
***
* جور الزمان
يـا سـاكـنَ الغرب قـد هَيَّجْتَ أشجـانــــــي
والشـوقُ أرّقنـي والـبعـد أضنـانــــــــي
يـا دهـرُ مهلاً فإن الـبُعـد يؤلـمـنـــــي
يـا دهـرُ رفقـاً بحـال الـمُدْنف العـانـــي
كـم لـيلةٍ أرِقَتْ عـيـنـايَ مـــــــــن شَجَنٍ
والـبـدرُ فـي كبـد الجـوزاء يرعـانــــي!
فسلْ هلالك قـد يُنـبـيك عـن سهـــــــــري
وسـائلِ النجـمَ كـم هَيَّجْتَ أشجـانــــــــي؟
وثـمَّ عَرِّجْ عـلى الـمـرّيـخ يُخبركـــــــــم
جـور الزمـان الـذي فـي الـمهد أبكـانــي
ولد في بلدة دمر (إحدى ضواحي دمشق)، وتوفي في غوطة دمشق شهيدًا، وهو في زهرة شبابه.
عاش في سورية ولبنان.
تلقى تعليمه الأولي في مدرسة عباس الأزهري ببيروت، ثم انتقل إلى المدرسة العلمانية، وبعدها درس الحقوق في بيروت ونال إجازتها.
كان يجيد الفرنسية ويقرأ بها الأدب الفرنسي.
انضم إلى الثورة السورية، وكان بداية يراقب أحوال الثورة مما عَرَّضه للاعتقال فازداد تمسكًا بمبادئها الثورية.
ألف مجموعة من المقاتلين شاركت في معظم معارك الغوطة قبل استشهاده في ريعان الشباب، اشترك مع الشهيد أحمد مريود في معركة جبّاتا الخشب، وكانت له بطولات مشهودة في كثير من معارك الثورة، ومنها: بالا (1927)، و«عين ترما» و«وعرة زاكية»، و«وادي معربا»، و«أم الشراطيط»، و«الحديثة»، وعدد من معارك جبل الدروز.
انتخب رئيسًا للجمعية العربية.
الإنتاج الشعري:
- له قصائد نشرت في مصادر دراسته، في مقدمتها: «تاريخ الثورات السورية».
شاعر وجداني ثائر، جعل من سلاحه وكلمته قنبلة في وجه المستعمر، وتحولت عذوبة شعره في مقتبل حياته إلى قذائف تنم على وطنيته وثورته على الظلم
والاستعمار، المتاح من شعره غير كثير يمثل مرحلة أولى من تجربته الشعرية قبل أن ينشغل بقضايا وطنه، ويختطفه الموت قبل أن تصقل الحياة موهبته الشعرية، وهي المرحلة التي يتجلى فيها توقه لحياة البساطة والفطرة والحرية، وتنديده بالتعصب الطائفي ودعوته إلى الإخاء القومي في لغة عذبة، وتشكيل دال على موهبته، وقصائد تحاول تجاوز الشكل التقليدي باعتماد نظام المقطوعات متعددة القوافي.
مصادر الدراسة:
1 - أدهم آل جندي: تاريخ الثورات السورية في عهد الانتداب الفرنسي - مطبعة الاتحاد - دمشق 1960.
2 - الذكريات الخالدة، الأمير عزالدين الحسني الجزائري - اللجنة التنفيذية للمؤتمر السوري الفلسطيني - القاهرة 1928.
3 - سليمان سليم البواب: موسوعة أعلام سورية في القرن العشرين - دار المنارة - بيروت 2000.
حياة الحرّ
دَعـونـي فـي الـحقـول وفـي الجـبــــــالِ
بقـربِ النَّبع والـمـــــــــــــاء الزلالِ
بـوادٍ حَصْبُهُ شبـه اللآلـــــــــــــــــي
يـمـر بـه النسـيـم عـلى الرمـــــــــال
فـيبعث لـوعةً بـيـــــــــــــــن الصدورِ
دعـونـي هـائمًا بـيـن الصّحـــــــــــاري
عـلى متـن الصـوافـن والـمهــــــــــاري
وأسْري فـي الصـبـاح وفـي النهـــــــــارِ
أنـام بـمفردي بـيـن الــــــــــــبراري
أحـبُّ إلـيَّ مـن سُكـنَى القصـــــــــــــورِ
دعـونـي أرتدي رثَّ الثـيـــــــــــــــابِ
وأقنع بـالقـلـيل مـــــــــــــن الشّرابِ
وأرقـد نـائمًا فـوق الروابـــــــــــــي
عـلى فُرُش الـحجـارة والـتــــــــــــرابِ
أَحَبّ إلـيَّ مـن نــــــــــــــــوم السّرير
دعـونـي عـائشًا بـيـن الرعــــــــــــاةِ
بكهفٍ مظلـمٍ أقضـي حـيـاتـــــــــــــــي
أنـيسـي مزمـري وثغاء شـــــــــــــــاةِ
وصـوت الـذئب يعـوي فـــــــــــي الفلاة
أحـبُّ إلـيَّ مــــــــــــــــن نغم الخدورِ
وعَيْشـي إنْ يكــــــــــــــــن صعبًا ومُرّا
فألقى شدّةً وأنـال شـــــــــــــــــــرّا
فحسبـي أننـي قـد عـشــــــــــــــت حُرَّا
أنـادي مـوطنـي سـرًا وجهــــــــــــــرا
حـيـاة الـحُرِّ نـبراس الســـــــــــــرورِ
وأُوثر أن أكـونَ عـديـمَ فهــــــــــــــمِ
وأبقى جـاهلاً وأعـــــــــــــــــيش أُمِّي
وأصـبح مستقـلاً بـيـن قـومـــــــــــــي
بعـيـد الـدار عـن جـورٍ وضـيـــــــــــمِ
هـنـاك العـيش لا عـيشَ الأســـــــــــير
***
وطن
فكَفَى مـلامًا يـا عذولـــــــــــي لا تثرْ
حـبًا تأصَّل فــــــــــــــي الفؤاد مُخلَّدا
طفلاً تـمـلَّكـنـي وشَبَّ بأضلعـــــــــــــي
هل كـان طفلٌ للـمحـبَّةِ مـــــــــــــوردا
أشكـو الغرام لكل طـيرٍ بـــــــــــــاغمٍ
فتـراه يُسعفـنـي ويصـبح مـــــــــــنشدا
مـا القصدُ فـي شعـري فتـاةٌ إنمـــــــــا
وطنـي بـلادُ العــــــــــرب مُرْديةُ العِدا
يـا قـومُ إنَّا مـــــــــــــن سلالة يَعْرب
والعُرْب لا تـرضى الـمهـانة مـرقـــــــدا
إن الـــــــــــــــــــتعصُّبَ آفةٌ وزرايةٌ
قـد كـان يـنكره الـمسـيح كأحــــــــمدا
وأنـا الـمتـيَّم فـي هـوى وطنـــــــي إذا
مـا نـاح مظلـومٌ أكــــــــــــون له صَدى
***
* صبر وشهادة
أمضَّ فؤادي الشـوقُ والشـوق كــــــــــافرُ
وهـاجتْ بـي الأشجـانُ والفكر حــــــــائرُ
أحِنُّ مدى الأيـام وجـدًا إلـيكـــــــــــمُ
وعـيـنـايَ تـرعـاكـم وجفـنـيَ سـاهــــــرُ
سأصـبرُ صـبر الصـادقـيـــــــــن وان أمتْ
فأقضـي شهـيـدَ الـحـــــــــبِّ والله غافرُ
***
* جور الزمان
يـا سـاكـنَ الغرب قـد هَيَّجْتَ أشجـانــــــي
والشـوقُ أرّقنـي والـبعـد أضنـانــــــــي
يـا دهـرُ مهلاً فإن الـبُعـد يؤلـمـنـــــي
يـا دهـرُ رفقـاً بحـال الـمُدْنف العـانـــي
كـم لـيلةٍ أرِقَتْ عـيـنـايَ مـــــــــن شَجَنٍ
والـبـدرُ فـي كبـد الجـوزاء يرعـانــــي!
فسلْ هلالك قـد يُنـبـيك عـن سهـــــــــري
وسـائلِ النجـمَ كـم هَيَّجْتَ أشجـانــــــــي؟
وثـمَّ عَرِّجْ عـلى الـمـرّيـخ يُخبركـــــــــم
جـور الزمـان الـذي فـي الـمهد أبكـانــي