أمضي شاحباً، لا أتوقف إلا جنب الفتاة التي تمدّ يدها فوق بحيرةٍ تقولُ إنّ ماءها سينضب إن استمرّتِ السمكة الحمراء في عضّ الطحالبِ ذات الأحذية الحديد.
تقول: إنكَ شاحِبٌ لأني امتصصت لسانك وأنت نائم.
وأنا لم أركب اليوم حصاني لأنه كان قد نسي حدوة يومَ بلغ أشدّه قرب جدولٍ، وأصبح يهاب الضِّفاف!
التقيتُ بالحصان في آخر تانغو بباريس، وبالفتاة حين كنّا نلبس جواربنا أمام إحدى الكاتدرائيات، وسرعان ما وجدنا نفسينا نَصْـفِـرُ في طنجة. روتْ لي كيف كانت ترسم دوائر خضراء لِـيُـرَبِّيَ فيها الشِّتاء أغنامــه. وقالت إنَّها بدورها ربّت فراشة من هيدروجين في شَعْرها.
أخبرتُها بأني، في الطفولة، كنت قد ركلتُ تمثالا، فاخترقتْ شُعلةُ قنديلٍ حشداً من الكلاب نحوي. وكنتُ، كلما تشكّلتْ قارورة من ظلّ يمامة، أسارع إلى مَلْئِها بماء بارد!
قالت: أنتَ نهري الشّاحب، أنت نَهري.
تقول: إنكَ شاحِبٌ لأني امتصصت لسانك وأنت نائم.
وأنا لم أركب اليوم حصاني لأنه كان قد نسي حدوة يومَ بلغ أشدّه قرب جدولٍ، وأصبح يهاب الضِّفاف!
التقيتُ بالحصان في آخر تانغو بباريس، وبالفتاة حين كنّا نلبس جواربنا أمام إحدى الكاتدرائيات، وسرعان ما وجدنا نفسينا نَصْـفِـرُ في طنجة. روتْ لي كيف كانت ترسم دوائر خضراء لِـيُـرَبِّيَ فيها الشِّتاء أغنامــه. وقالت إنَّها بدورها ربّت فراشة من هيدروجين في شَعْرها.
أخبرتُها بأني، في الطفولة، كنت قد ركلتُ تمثالا، فاخترقتْ شُعلةُ قنديلٍ حشداً من الكلاب نحوي. وكنتُ، كلما تشكّلتْ قارورة من ظلّ يمامة، أسارع إلى مَلْئِها بماء بارد!
قالت: أنتَ نهري الشّاحب، أنت نَهري.