رياض محسن المحمداوي - سلطان الالحان .. الفنان العراقي الكبير الملحن الراحل محســن فرحـــــان.

في مدينة الواسطي وابو الطيب المتنبي ولد في مدينة الكوت في العام 1947 صبي جميل احب الموسيقى والنغم . وبعد ثلاثة اشهر من ولادته انتقل وعائلته الى مدينة كربلاء ترعرع فيها وقد سارت خطواته الاولى في حب التعليم فدرس اللغة الانكليزية واختص فيها ونال شهادة الماجيستير ودرس الموسيقى التي احبها منذ صباه ليملأ ارشيف الوجدان العراقي بأغان في غاية الروعة والاحساس (غريبة الروح عيني عيني البارحة يكولون غني بفرح ياطيور الطايرة ما بيه اعوفن هلي) انها اغاني لاتنسى انطبعت فيها روحه بين الحزن الشفافية التي تخاطب الروح والوجدان معآ لتنعكس على الحانه التي اغنت المكتبة الصوتية واضافت رونقآ ساحرآ للاغنية العراقية الحديثه فاصبح من عمالقة الملحينين العراقيين .
نشاء الفنان الكبيرالملحن (محسن فرحان) في بيت يهوى الشعر والادب والموسيقى فقد كان والده يعمل في سلك الشرطة وكان ذو صوت جميل وله علاقاته الطيبة والحميمة ببعض المثقفين والفنانين في كربلاء ومن بينهم (الفنان لطيف رؤوف المعملجي) الذي كان يقود فرقة المحافظة الموسيقية الذي وجد في ( محسن فرحان) الموهبة الفنية الكبيرة فضمه الى كورال الفرقة الا ان (محسن فرحان) لم يجد نفسه في الانشاد بل كان طموحه اكبر. فواضب على المجيء لقاعة التدريبات صباحاً حيث كانت الفرقة تتمرن عصراً فأستغل الوقت وبدأ يتعلم العزف على آلة العود والاوكروديون ففاجئ الجميع بذلك ولم يكتف بل اصبح همّه جمع كل الكتب التي تتعلق بالموسيقي والغناء حتى أتقن التدوين الموسيقي(النوتة) معتمداً على ذكائه وفطنته فدخل معهد الفنون الجميلة في بغداد وكانت المرحلة الجديدة في حياة محسن فرحان لكنه ومع الاسف لم يكمل دراسة لامور خاصة بالوضع الاجتماعي ونظرة المجتمع للفن انذاك رغم انه قد اتقن النوطة والعزف عاى الة العود مايؤهله ان يكون فنانآ اكاديميآ كاملآ وبشهادة فنانين كبار امثال الاستاذ الموسيقار سلمان شكر الموسيقاروروحي الخماش واخرين .فعمل الفنان في النشاط المدرسي والذي قدم من خلاله العشرات من الالحان المختلفة والاوبريتات الغنائية التي طور من خلالها موهبته التلحينية واكتملت ونضجت ادواته الفنية. في العام 1972 بدات محطة جديدة في حياته الفنية فكان قد ارتقى عالم الشهرة من اوسع ابوابها من خلال تقديمه لرائعته السبعينية (غريبة الروح) للفنان حسين نعمة وكلمات الشاعرالكبيرالمرحوم جبار الغزي لتكون جواز سفره الى القلوب العراقية وانطلاقة لعشرات الاعمال الغنائية ولمختلف الاصوات اذكر منها (ما بيه اعوفن هلي) (كوم انثر الهيل (عيني عيني) (لتصدك اليحجون(دمعه وكحل (البارحة (أه يا زماني) (يكولون غني بفرح) (لوغيمت دنياي (شكول عليك) (زمان) (يافيض) (يا هوى الهاب (تردون) كلمات (طير الحمام) (هلا ياعيني . وقد غنى له كبار المطربين العراقيين امثال الكبار سعدون جابروحسين نعمة قحطان العطار وفواد سالم ورضا الخياط وياس خضروحميد منصوروالراحل صباح السهل وكريم منصور ومطربين كثر من الشباب. ومن اهم الشعراء الذين لحن لهم الشاعر الراحل جبار الغزي والشاعر جبار كامل العامري والشاعر الكبيرعريان السيد خلف والشاعركريم راضي العماري والشاعركريم العراقي والشاعرزهير الدجيلي والشاعر الراحل زامل سعيد فتاح والشاعر حسن الخزاعي والشاعر حافظ الحلي. ومكي الربيعي والشاعر عدنان هادي والكثير من الشعراء الشباب.
سافرالفنان محسن فرحان الى القاهرة وفي العام 1976 لاكمال دراسته الموسيقة حيث انضم الى معهد الموسيقى العربية قسم الدراسات الحرة بأشراف عازف القانون (سامي نصير) حتى العام 1978 وخلال هذه الثلاث سنوات توطدت علاقته بكبار الملحنين العرب منهم (بليغ حمدي, محمد الموجي وآخرين وقداستطاع ان يثري تجربته الفنية والموسيقية . ولحسن فرحان مدرسته الخاصة والتي تاثر فيها العديد من الملحنين الشباب فاستطيع ان اقول انها مدرسة فرحانية لا تشبة إلاّ روح محسن فرحان وبالمحصلة انها تنتمي الى المدرسة العراقية الاصيلة التي اغنت الموسيقى العربية والعالمية بالكثير من الاعمال الموسيقية والغنائية المهمة والتي يشار اليها في جميع الاوساط الفنية في الوطن العربي وهي من المراحل الفنية المهمة في تأريخ الحركة الموسيقية العربية . انه عقد السبعينيات والفنان محسن فرحان احد اهم المؤسسين للاغنية السبعينية في العراق والتي جاءت كردة فعل حضاري طبيعي بعد ان استهلكت الاغنية البغدادية وخف بريقها ولمعانها فكان ظهور جيل جديداً رفدالاغنية العراقية بالحان وافكار جديدة عبر فيها عن ولادة عصر جديد للاغنية العراقية تحمل في طياتها الجمال والرشاقة وخفة الايقاع وطربية المعنى . فكان ظهور ملحنين شباب جدد اثروا الساحة الفنية بمئات الاغاني والاوبريتات والموسيقى المفرحة الراقية واذكر منهم الكبارمحمد جواد اموري وطالب القرغولي وكوكب حمزة وفارق هلال وطارق الشبلي ومن الفنانيين الذين اعجب وتاثر فيهم كبارالملحنين والموسيقيين والمطربين من العراقيين والعالم العربي . ولم يقتصر على الفنان تلحين الاغاني بل لحن الكثير من الابريتات والقصائدومنها قصيدة(هل تسمين الذي كان غراماً) وهي قصيدة لشاعر العراق الكبير بدر شاكر السياب غناها الفنان الكبير سعدون جابروهي تايتل لمسلسل بدر شاكر السياب والذي يتناول عن حياة شاعر الوجدان الكبير بدرشاكر السياب وهومن انتاج وتمثيل وغناء الفنان الكبير سعدون جابر.

ومن انجازات الفنان الكبير محسن فرحان :
اسس جمعية الملحنين والمؤلفين العراقيين مع فنانيين عراقيين اخرين من ملحنيين وشعراء. عضو اللجنة الوطنية للموسيقى ومستشارآ في وزارة الثقافة .اصبح رئيسآ لهذه الجمعية. اصبح مستشاراً فنياً لاتحاد الموسيقيين العراقيين ولم يتوقف عند هذا المنصب بل شارك مع قناة السومرية في برنامج (عراق ستار) لرعاية الاصوات الشابة الواعدة ليأخذ بيدها نحو فن صادق جميل وهي محاولة تحسب للقائمين على هذا البرنامج لترميم ما خربته الحروب واعادة الامل من جديد للاغنية العراقية إيماناً بالطاقات الشابة وبالاغنية العراقية التي لها تأثيراً كبيراً في واقع المجتمع العراقي) اما اخر نتاجاته الفنية اغنيتين للفنان حسين نعمة الاولى بعنوان(الضياع) للشاعر لطيف حسين والثانية(عندي الليلة هموم هواي) للشاعر سعدون قاسم وقدم للفنان ياس خضراغنيتين ايضاً (سود الليالي) للشاعر زهير الدجيلي ومكي الربيعي و(شفتونه نحبكم)للشاعر عدنان هادي. ولايزال الفنان محسن فرحان يحمل ارثه التأريخي من ابداعات وعطاء ولم تستطع كل الظروف القاسية ايقاف مجرى مسيرته الفنية المعطاء .
وفاته:
توفي الملحن العراقي محسن فرحان عن عمر ناهز الـ 75 عاماً في مستشفى الكندي العام في العاصمة العراقية بغداد بعد معاناة مع مجموعة من الأمراض المزمنة.
الف تحية لفنان الشعب العراقي سلطان الالحان الفنان الكبيرمحسن فرحان لما قدمه من عطاء مستمر رفد فيه الاغنية العراقية باجمل الاغاني والاعمال الفنية الخالدة والتي لاتنسى على مر الزمن فاصبحت انشودة الودجان وسلوة العاشقين وحنين المغتربين وذكريات الشباب لقد ترك فينا اثر جميلا خليط من الحزن والفرح ممزوجآ بحب الارض والحنين لايام الصبا والاحلام الوردية واول عشق للروح . سلامآ لك ايها الصرح العراقي الكبير لقد اثرة في نفوسنا عذوبة الحانك فجعلنا منها مرسول عشقنا اليومي للارض وللنخيل ولدجلة والفرات ولنوارسهما التي لاتشبهها كل نوارس الارض وهي تغني ( لوغيمة دنياي دنيا انت احس بيك والله يابويه) . تحية اخرى لاتنقطع على مدى العمر وبعد العمرتحية خالدة لسلطان الطرب والالحان الفنان الكبيراستاذنا ابو ميديا. ندعوا من الله لك دوام الصحية والعافية وان يديمك يبننا نخلة عراقية مثمرة وبستان من حب لايموت.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...