وطاروا ..
قاس أكتوبر ،
عميق، وعريق بروح ضاقت ،تخمرت ،
واتسعت في دويّ
مشتعلا بأشلاء اللحم الفلسطيني في
أفواه العالم
ومباركة مرايا الزعتر ،
غضبا يسطع من عروق الحجر
يا محمود
الطريق واضح إلى سر الأصول
سواعد الحلم قامت
نطق الصدى بدفئه الوجودي
ثقنا بالماء ، بأثر الفراشة
وجاء يوم آخر ..
كبر الزعتريون، والحجريون ،
تبعوا رائحة اللوز على السياج
وطاروا ..
أشعلوا دمهم قيامة ،ووجدوا السماء
ما ناموا يوما
إلا وريشة العنقاء تدلهم
وتحت الوسائد
نوافذ تعد المذابح ،
وخطوات الشهداء تسألهم، لكي يروا
صورتهم على سهم الصهيل ،
ويصدقوا الأغنية .
الحالم الحي كالشاعر الميت ،
كالشهيد النائم في الظل المنسي
المقاتل واحد
في دورة الإيقاع
في وصية الدم
في قصيدة الأرض
ويبقى الشعر ،
يبقى الحلم ،
وتبقى المقاومة ،ولا حكمة سواها
عالية وعمودية
تنفذ ماء إلى كل الجهات، وتغوص
تخترق الوجود ،
تصعد باسمة رغم الطغاة ،
وتكمل مسافتها إلى الحرية
" سيدة
الأُرْضِ، أُمُّ البِدَايَاتِ أُمَّ
النِّهَايَاتِ. كَانَتْ تُسَمَّى
فِلِسْطِين. صَارَتْ تُسَمَّى
فلسطين "*
٢ نوفمبر ٢٠٢٣
* من قصيدة " على هذه الأرض " لمحمود درويش