شيء مثير للعحب و الدهشة حين يخرج علينا البحيري الذي ما فتئ يهاجم التراث، ويصفه بالتخلف، ويطالب بتنقيته، ثم يفاجئنا الآن بأن تفسير وعد الآخرة الخاص ببني إسرائيل قد حدث وفقا لأقوال السابقين، اي انه يطالب باحترام التراث واحترام أقوال السابقين في هذه الخا فقط. وهذا التناقض في موقف البحيري يؤكد ما كنا نقوله داذما ولا نزال.، وهو أنه دخيل على العلم، بعيد عن الموضوعية ، وما هو إلا بوق موظف لتتفبذ أجندة مشبوهة.
والذي لا شك فيه ان غرض البحيري هو خدمة المشروع الصهيوني والدعوة إلى بقائه واستمراره، وذلك من خلال ترويجه أن إفساد بني إسرائيل في الأرض مرتين، والعلو الكبير قد حدثأ، و أن ما يمارسه الصهاينة الآن ليس فسادا في الأرض بل هو امر مشروع بقصد الدفاع عن النفس، وهي نفس النغمة والشعار السمج الذي يرفعه الغرب المتغطرس والولايات المتحدة. وعلى فرض أن المرتين المتعلقتين بالإفساد في الأرض قد حدثتا، فهل يعني ذلك الاستسلام للمحتل وعدم مقاومه؛ لأنه لا توجد مرة ثالثة؟ هل هذا منطق مقبول؟ اليس القرآن قد قال في نفس سياق الوعدين : وإن عدتم عدنا؟ اي إن عدتم للإفساد عدنا للعقاب كما قال كثير من السابقين الذين يدعو البحيري إلى احترام تفسير هم في هذه المرة، ثم بعد ذلك يلقى بكلامهم على قارعة العلم. لقد اجتهد السابقون في أمور كثيرة نتفق مع بعضها ونختلف مع بعضها الآخر، لأن النص القرآني بط بطبيعته يتسم بمرونة الدلالة لا جمودها المطلق ، ويمكن أن يتطابق تفسيره مع كثير من. الوقائع في أزمنة مختلفة. وإذا كان بعض السابقين قد قالوا بأن الوعد الثاني قد حدث، وذلك بقيام اليهود بقتل النبي يحيى، فإننا نختلف مع هذا النفسير؛ وذلك لأن هناك شرطين لتحقق الوعدين هما : الإفساد في الأرض، والعلو الكبير، فإذا كان قتل يحيى عليه السلام فسادا و إفسادا، فإنه لم يكن هناك علو كبير في تلك المرحلة، حيث كان بنو إسرائيل مستعبدين ورعايا للإمبراطورية الرومانية، فأين هو العلو الكبير إذن؟ إن معنى العلو الكبير هو السيطرة والتحكم و إقامة الدولة وهذا لم يحدث إلا في المرة الأولى التي انتهت بدخول نبوخذ نصر القدس، وهدم الهيكل عام ٥٨٦ قبل الميلاد. والمرة الثانية والآخرة هي الآن. إن وعد الآخرة هو تلك المرحلة التي نعيشها وذلك لتحقق الشرطتين، وخاصة الشرط الثاني، وهو السيطرة وإقامة الدولة الصهيونية التي تهيمن على المنطقة العربية والعالم. وهناك ملحوظة أخرى لغوية لا يعرفها البحيري، وهي ان وعد الآخرة في آية الإسراء جاء بالفعل المضارع الذي يدل على المستقبل : (ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه اول مرة وليتبروا ما علو تتبيرا، خلافا للوعد ا لأول الذي جاء في الماضي: (بعثنا، فجاسوا، وكان وعدا مفعولا)
والذي لا شك فيه ان غرض البحيري هو خدمة المشروع الصهيوني والدعوة إلى بقائه واستمراره، وذلك من خلال ترويجه أن إفساد بني إسرائيل في الأرض مرتين، والعلو الكبير قد حدثأ، و أن ما يمارسه الصهاينة الآن ليس فسادا في الأرض بل هو امر مشروع بقصد الدفاع عن النفس، وهي نفس النغمة والشعار السمج الذي يرفعه الغرب المتغطرس والولايات المتحدة. وعلى فرض أن المرتين المتعلقتين بالإفساد في الأرض قد حدثتا، فهل يعني ذلك الاستسلام للمحتل وعدم مقاومه؛ لأنه لا توجد مرة ثالثة؟ هل هذا منطق مقبول؟ اليس القرآن قد قال في نفس سياق الوعدين : وإن عدتم عدنا؟ اي إن عدتم للإفساد عدنا للعقاب كما قال كثير من السابقين الذين يدعو البحيري إلى احترام تفسير هم في هذه المرة، ثم بعد ذلك يلقى بكلامهم على قارعة العلم. لقد اجتهد السابقون في أمور كثيرة نتفق مع بعضها ونختلف مع بعضها الآخر، لأن النص القرآني بط بطبيعته يتسم بمرونة الدلالة لا جمودها المطلق ، ويمكن أن يتطابق تفسيره مع كثير من. الوقائع في أزمنة مختلفة. وإذا كان بعض السابقين قد قالوا بأن الوعد الثاني قد حدث، وذلك بقيام اليهود بقتل النبي يحيى، فإننا نختلف مع هذا النفسير؛ وذلك لأن هناك شرطين لتحقق الوعدين هما : الإفساد في الأرض، والعلو الكبير، فإذا كان قتل يحيى عليه السلام فسادا و إفسادا، فإنه لم يكن هناك علو كبير في تلك المرحلة، حيث كان بنو إسرائيل مستعبدين ورعايا للإمبراطورية الرومانية، فأين هو العلو الكبير إذن؟ إن معنى العلو الكبير هو السيطرة والتحكم و إقامة الدولة وهذا لم يحدث إلا في المرة الأولى التي انتهت بدخول نبوخذ نصر القدس، وهدم الهيكل عام ٥٨٦ قبل الميلاد. والمرة الثانية والآخرة هي الآن. إن وعد الآخرة هو تلك المرحلة التي نعيشها وذلك لتحقق الشرطتين، وخاصة الشرط الثاني، وهو السيطرة وإقامة الدولة الصهيونية التي تهيمن على المنطقة العربية والعالم. وهناك ملحوظة أخرى لغوية لا يعرفها البحيري، وهي ان وعد الآخرة في آية الإسراء جاء بالفعل المضارع الذي يدل على المستقبل : (ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه اول مرة وليتبروا ما علو تتبيرا، خلافا للوعد ا لأول الذي جاء في الماضي: (بعثنا، فجاسوا، وكان وعدا مفعولا)