كفاكم قتلاً للأجساد فلن تستفيدوا شيئاً
لن ينقص الزّحام في تلك الأرض المكتظّة
تلك الأرض عنيدة ومعنّدة، وستُنبِت الأطفال الحاقدين رغماً عنكم
والتربة تلك غنيّة بالبذور المدفونة على ضيم، لأنّ كل قتيل سيتمّ دفنه مع بذرته، والبذرة ستنتش، وتعود لتشقّ وجه الأرض كنباتٍ طفيليّ، رغماً عنكم.
رغماً عنكم
وتقولون أنكم قطعتم عنها الماء فكيف تعاود الاستنبات العنيد؟ وتنسون أنها مجبولة بالدم، تلك التربة المخصوصبة بسماد الآلهة والأنبياء
أوّاه من تلك الأرض، وكم مرّ عليها
والأجساد التي تدرج عليها
استُنكِحت
بكل وسائل القتل المعروفة
وقبلها استنكحت العقول بالأفكار والمعتقدات ومفرزات الكتب المقدّسة
ومن ثم، تمّ عصفُها، وقصفُها.
والعيون التي ترمق ليمونها وزيتونها
استدمعت
وتمّ تجفيف المآق ليس بالأجفان
بل بحواف الأكفان
والدماء استُنزفت
كجداول أفعوانية
ستنتهي بالبحر الميت
والأسماء التي أطلقت على الأطفال الجدد
تمّ شطبها بجرّة قلم وحشية، أو بممحاةٍ مدجّجة بالرصاص الحيّ
والسماء فيها تلوّنت بالألعاب النارية، العنقودية
والألوان الفوسفورية الممنوعة
وشقّ إزارها آلاف الصواريخ العصيّة على القبّة الحديدية
لماذا بنيتم قبّةً حديديّة في تلك الأرض؟
إنها بالأساس بلاد القباب السماوية
وملأى بالقباب الخضر والحجارة النبيّة
يا أيها السجّان، لا لن تستفيد شيئاً، ولو خفّفتَ بالمزيد من القتل زحامَ الأجساد في سجنك الكبير، المكتظ، فلن تستفيد شيئاً
ألا ترى زحام الأرواح بين ظهرانيك
إنها ليست أشباحاً تلك التي تطوف وتحوم في سمائك الملبّدة
إنها الأرواح التي خرجت من القماقم، ولو ختمْتَها بخاتم سليمان
ورجمْتَها بمقلاع داود
وأغلقت عليها المعابر والحدود
وحاصرتها بالبوارج وحاملات الطائرات التي تلقي الورود
على العاشقين
نعم إنهم عاشقون
عاشقو الموت، ومتعشّقون به، ومتعطّشون
لأنه خيارهم الوحيد
فلا ترهبهم بالموت السريع، والتمويت البطيء، لأنهم مستميتون كأجساد، لتتحرّر منهم الأرواح المتمرّدة التي لم تُخترَع بعد وسائلُ قتلها
ولا يمكنكم قتل الأرواح
لأنكم لن ترونها بالرادار
ولا بقرون الاستشعار
ولا يمكن حجزها بالجدار
ولو كان مكهرباً
فقد يأتونك من فوقه أو من تحته أو من ثغرة فيه، منسيّة
ها هي الأرواح المتمرّدة ترتدي الأكفان البيض
كيوم الحشر
اسمع الضجيج الآتي من الحجيج
إنه نوعٌ من الحج المبرور والسعي المشكور أن يحجّوا إلى القدس
بلا جوازٍ للسفر، وتأشيرة من حرس الحدود
يريدون الطواف
ورمي الجمار على الشيطان
وها هم يطوفون كالطوفان
ينقذفون كالبركان
ومن أين يأتي البركان بحممه؟
لا يستوردها من المصانع العصريّة
بل يستقيها من جوف الأرض الملتهبة
الحبلى بهموم النكبات والنكسات وعناقيد الغضب
ولن يخمد البركان إلا بتفريغ ضغطه المحتقن عبر سنيّ الظلم والعذاب والقهر المستطير، الذي ليس له من نظير
لن تستفيدوا شيئاً
تعلّموا من طوفان نوح يا حافظي التوراة
والطوفان انتهى بحمامة السلام التي جاءت بغصن الزيتون
طوفي أيتها الأرواح المتمرّدة، فتلك الأرض هي أرض الطوفان والطواف والتطواف
والأرواح المتمرّدة الطوّافة لا تحتاج لسفينة نوح لتطفو على زبد الموج
لأنها حرّة من القيود
وتطير بالشراع، على الهواء وليس على الماء
كلّما أمعنتم في القتل زادت الأرواح
لن تحتاج الأرواح إلى معبر رفح للعبور
أغلقوه إن شئتم
فهي لن تغادر أرض الأرواح
وترفض إعادة التهجير
وستبقى تطوف كدوامة الإعصار
وهكذا تتجمّع الأرواح المتمردة في غيم السماء
وهل تحجزون الغيم
وستنهمر تهطالاً عليكم
زخّاتٍ وزخات
كراجمات الأحجار العمياء
كالصواريخ اللاذكية، الغبيّة، لأنها مصنّعة محليّاً، ولكنها لكثرتها تنزل كالخبط عشواء، فيدبّ النفير
لن تستفيدوا من السدود
فالطوفان آتٍ كالفيضان يركب الشطوط
انظروا كم هو غنيٌّ بالطمي الجارف المشتقّ من قرارة النهر العظيم
والأرواح المتمرّدة تعجّ بالمردة
والمارد إن خرج من قمقمه المرصود، لا يمكنك إعادته إليه.
وطارت حمامة نوح تبحث عن غصن الزيتون
لتعود به إليه إيذاناً بانتهاء الطوفان
وطارت، وحامت، وأطلقت جناحيها للريح فوق أرض السلام
لكنهم أمطروها بطلقات الرصاص من الأرض، من البنادق الذكية.
وحاولت الهروب والفكاك للتملّص من شبكات الرادار، فرصدتها الأقمار الصناعية التي استنفرت فوق تلك الأرض
وشاهدَتْ من عليائها الكثير من أشجار الزيتون المحروقة
كانت تريد فقط غصناً أخضر لم تتناوله القنابل الإلكترونية
وقيل أنهم أصابوها في مقتل
ولم يعثروا على جثتها في زحمة الأشلاء
وقيل أن روحها انفصلت عنها وما زالت تحوم بين الأرواح المتمرّدة في سماء فلسطين.
لن ينقص الزّحام في تلك الأرض المكتظّة
تلك الأرض عنيدة ومعنّدة، وستُنبِت الأطفال الحاقدين رغماً عنكم
والتربة تلك غنيّة بالبذور المدفونة على ضيم، لأنّ كل قتيل سيتمّ دفنه مع بذرته، والبذرة ستنتش، وتعود لتشقّ وجه الأرض كنباتٍ طفيليّ، رغماً عنكم.
رغماً عنكم
وتقولون أنكم قطعتم عنها الماء فكيف تعاود الاستنبات العنيد؟ وتنسون أنها مجبولة بالدم، تلك التربة المخصوصبة بسماد الآلهة والأنبياء
أوّاه من تلك الأرض، وكم مرّ عليها
والأجساد التي تدرج عليها
استُنكِحت
بكل وسائل القتل المعروفة
وقبلها استنكحت العقول بالأفكار والمعتقدات ومفرزات الكتب المقدّسة
ومن ثم، تمّ عصفُها، وقصفُها.
والعيون التي ترمق ليمونها وزيتونها
استدمعت
وتمّ تجفيف المآق ليس بالأجفان
بل بحواف الأكفان
والدماء استُنزفت
كجداول أفعوانية
ستنتهي بالبحر الميت
والأسماء التي أطلقت على الأطفال الجدد
تمّ شطبها بجرّة قلم وحشية، أو بممحاةٍ مدجّجة بالرصاص الحيّ
والسماء فيها تلوّنت بالألعاب النارية، العنقودية
والألوان الفوسفورية الممنوعة
وشقّ إزارها آلاف الصواريخ العصيّة على القبّة الحديدية
لماذا بنيتم قبّةً حديديّة في تلك الأرض؟
إنها بالأساس بلاد القباب السماوية
وملأى بالقباب الخضر والحجارة النبيّة
يا أيها السجّان، لا لن تستفيد شيئاً، ولو خفّفتَ بالمزيد من القتل زحامَ الأجساد في سجنك الكبير، المكتظ، فلن تستفيد شيئاً
ألا ترى زحام الأرواح بين ظهرانيك
إنها ليست أشباحاً تلك التي تطوف وتحوم في سمائك الملبّدة
إنها الأرواح التي خرجت من القماقم، ولو ختمْتَها بخاتم سليمان
ورجمْتَها بمقلاع داود
وأغلقت عليها المعابر والحدود
وحاصرتها بالبوارج وحاملات الطائرات التي تلقي الورود
على العاشقين
نعم إنهم عاشقون
عاشقو الموت، ومتعشّقون به، ومتعطّشون
لأنه خيارهم الوحيد
فلا ترهبهم بالموت السريع، والتمويت البطيء، لأنهم مستميتون كأجساد، لتتحرّر منهم الأرواح المتمرّدة التي لم تُخترَع بعد وسائلُ قتلها
ولا يمكنكم قتل الأرواح
لأنكم لن ترونها بالرادار
ولا بقرون الاستشعار
ولا يمكن حجزها بالجدار
ولو كان مكهرباً
فقد يأتونك من فوقه أو من تحته أو من ثغرة فيه، منسيّة
ها هي الأرواح المتمرّدة ترتدي الأكفان البيض
كيوم الحشر
اسمع الضجيج الآتي من الحجيج
إنه نوعٌ من الحج المبرور والسعي المشكور أن يحجّوا إلى القدس
بلا جوازٍ للسفر، وتأشيرة من حرس الحدود
يريدون الطواف
ورمي الجمار على الشيطان
وها هم يطوفون كالطوفان
ينقذفون كالبركان
ومن أين يأتي البركان بحممه؟
لا يستوردها من المصانع العصريّة
بل يستقيها من جوف الأرض الملتهبة
الحبلى بهموم النكبات والنكسات وعناقيد الغضب
ولن يخمد البركان إلا بتفريغ ضغطه المحتقن عبر سنيّ الظلم والعذاب والقهر المستطير، الذي ليس له من نظير
لن تستفيدوا شيئاً
تعلّموا من طوفان نوح يا حافظي التوراة
والطوفان انتهى بحمامة السلام التي جاءت بغصن الزيتون
طوفي أيتها الأرواح المتمرّدة، فتلك الأرض هي أرض الطوفان والطواف والتطواف
والأرواح المتمرّدة الطوّافة لا تحتاج لسفينة نوح لتطفو على زبد الموج
لأنها حرّة من القيود
وتطير بالشراع، على الهواء وليس على الماء
كلّما أمعنتم في القتل زادت الأرواح
لن تحتاج الأرواح إلى معبر رفح للعبور
أغلقوه إن شئتم
فهي لن تغادر أرض الأرواح
وترفض إعادة التهجير
وستبقى تطوف كدوامة الإعصار
وهكذا تتجمّع الأرواح المتمردة في غيم السماء
وهل تحجزون الغيم
وستنهمر تهطالاً عليكم
زخّاتٍ وزخات
كراجمات الأحجار العمياء
كالصواريخ اللاذكية، الغبيّة، لأنها مصنّعة محليّاً، ولكنها لكثرتها تنزل كالخبط عشواء، فيدبّ النفير
لن تستفيدوا من السدود
فالطوفان آتٍ كالفيضان يركب الشطوط
انظروا كم هو غنيٌّ بالطمي الجارف المشتقّ من قرارة النهر العظيم
والأرواح المتمرّدة تعجّ بالمردة
والمارد إن خرج من قمقمه المرصود، لا يمكنك إعادته إليه.
وطارت حمامة نوح تبحث عن غصن الزيتون
لتعود به إليه إيذاناً بانتهاء الطوفان
وطارت، وحامت، وأطلقت جناحيها للريح فوق أرض السلام
لكنهم أمطروها بطلقات الرصاص من الأرض، من البنادق الذكية.
وحاولت الهروب والفكاك للتملّص من شبكات الرادار، فرصدتها الأقمار الصناعية التي استنفرت فوق تلك الأرض
وشاهدَتْ من عليائها الكثير من أشجار الزيتون المحروقة
كانت تريد فقط غصناً أخضر لم تتناوله القنابل الإلكترونية
وقيل أنهم أصابوها في مقتل
ولم يعثروا على جثتها في زحمة الأشلاء
وقيل أن روحها انفصلت عنها وما زالت تحوم بين الأرواح المتمرّدة في سماء فلسطين.