_ ما أندر من شاكل من الكتاب القامة الأدبية السامقة العبقري الملهم رشيد بوجدرة في جرأته على قول الحقيقة كاملة دون مداهنة ولا مواربة .
خلاف أولئك الذين اكتفوا بقول أنصافها المبتورة الخداج وقد سكنهم الخوف حتى عظامهم.
إذ يظل الكاتب العملاق رشيد بوجدرة نسيج وحده في تسليطه سلاح قلمه على الإرهاب بشجاعة أدبية قل نظيرها بضمير حي حر يأبى الخنوع لجنون القهر ووحشية الإستبداد مطلقا رصاصات كلماته على القتلة من قوى الرجعية والظلام دون أن تطيش منها طلقة كلمة ودون أن يخطئ هدفا من أهداف أيديولوجياتهم الممجوجة الفجة.
مستمدا أحداث نصه الروائي التحفة _ الجنازة _ من وقائع حقيقية مرة فيؤرخ بذلك لعشرية قاسية عاشتها الجزائر بكل أطياف طبقاتها الإجتماعية المتباينة إبان تسعينيات القرن المنصرم وسط عالم إكتفى بالتفرج على مأساتها الدامية.
تحسب الرواية على جنس الأدب الواقعي بامتياز وإن خالطها بعض من صبغة الأدب البوليسي والفلسفي في عمومها .
يتبادر للأذهان من خلال عنوانها أنه يعنى بمراسيم دفن جنائزية وفي حقيقته يروي قصة الطفولة الذبيحة والبراءة الموؤدة جورا .
كما يرسم مكان حلحلة عقدة النص المبتكرة ليأخذ هذا العنوان شاكلة المفتاح لخريطة النص ومفتاحا لبوابات أحداثه الموصدة وشيفرة تفكيك لإيحاءاته المخبوءة.
زمكانية النص : تدور أحداث الرواية في الجزائر العاصمة في فترة زمنية حرجة محصورة بين سنين الدم والمحنة عام : ١٩٩٥ و ٢٠٠٠ ميلادية.
أما شخوصها فأبطالها المحوريون من النخبة والثانويون من سائر الطبقات الإجتماعية كون أن ظاهرة الإرهاب لم تستثني منها طبقة.
أتقن الكاتب فن رسمها واختلاق عوالمها ولكأنها شخوص من دم ولحم لا مجرد شخوص ورقية.
لغة الحوار : لغة عربية فصحى راقية عليا كون شخوص أبطالها من الإطارات والنخبة.
سردية النص : لغة مشبعة بأمتع أساليب التشويق المشتهاة مزجت بين القراءات الواقعية الإجتماعية والتحليلات الفلسفية والسياسية أيضا .. لن يكون بإمكان أي قارئ حصيف خاض في قراءة الرواية أن يتوقف عن فعل القراءة إلى أن يأتي على سطرها الأخير وفي جلسة واحدة ليدرك حينها أي أثر بليغ خلفته في ذاته هذه الرواية الرائعة.
الحبكة : تدرج سلس مذ بداية نسجها إلى اتساق تام في منحى تصاعدها وصولا إلى ذروة عقدتها ومن ثمة انسياب في غاية التناسق صوب الحلحلة.
لقد سلط الكاتب الضوء ايضا على الزوايا المعتمة للواقع الإجتماعي البائس للأسرة الجزائرية في ظل ظهور ظاهرة الإرهاب الدخيلة وتغولها.. مع تركيز أنواره الفكرية المتقدة على المرأة كأكبر ضحية إجتماعية في ظل واقع إجتماعي متأزم موبوء وهو يرصد مأساتها بسبب سلطة ذكورية بليدة قاهرة ومستحكمة.
هذا ما أظهر تعاطف الكاتب معها بدعم حقها الوجودي والوجداني خاصة إذ اتخذ له من بطل نصه إمرأة تمتهن واحدة من أشق المهن وأخطرها والتي لم تكن مطلقا ضمن دائرة إهتماماتها متمثلة في شخصية سارة ضابط الشرطة المفوضة في فرقة خاصة لمكافحة الإرهاب.
ليرافع الكاتب بوجدرة بجدارة عن حق المرأة المشروع في نيل حريتها والمساهمة كأي إنسان في أنمطة عيش المجتمعات الحرة الراقية المتحضرة مع استحقاقها التام لمكانتها الرفيعة مع الإعتراف الكامل بقدسية دورها .
وحق لها أن تقابل تضحياتها الجسام بكبير الإمتنان المشفوع بالحب والحرية ووافر التقدير وكبير الإحترام.
اخيرا شكرا لدار الفارابي على هذه الطبعة المميزة وشكرا للمترجم الدكتور خليل احمد خليل الذي أمتعنا بترجمته المدهشة .
جمعي بن بشير شايبي.
خلاف أولئك الذين اكتفوا بقول أنصافها المبتورة الخداج وقد سكنهم الخوف حتى عظامهم.
إذ يظل الكاتب العملاق رشيد بوجدرة نسيج وحده في تسليطه سلاح قلمه على الإرهاب بشجاعة أدبية قل نظيرها بضمير حي حر يأبى الخنوع لجنون القهر ووحشية الإستبداد مطلقا رصاصات كلماته على القتلة من قوى الرجعية والظلام دون أن تطيش منها طلقة كلمة ودون أن يخطئ هدفا من أهداف أيديولوجياتهم الممجوجة الفجة.
مستمدا أحداث نصه الروائي التحفة _ الجنازة _ من وقائع حقيقية مرة فيؤرخ بذلك لعشرية قاسية عاشتها الجزائر بكل أطياف طبقاتها الإجتماعية المتباينة إبان تسعينيات القرن المنصرم وسط عالم إكتفى بالتفرج على مأساتها الدامية.
تحسب الرواية على جنس الأدب الواقعي بامتياز وإن خالطها بعض من صبغة الأدب البوليسي والفلسفي في عمومها .
يتبادر للأذهان من خلال عنوانها أنه يعنى بمراسيم دفن جنائزية وفي حقيقته يروي قصة الطفولة الذبيحة والبراءة الموؤدة جورا .
كما يرسم مكان حلحلة عقدة النص المبتكرة ليأخذ هذا العنوان شاكلة المفتاح لخريطة النص ومفتاحا لبوابات أحداثه الموصدة وشيفرة تفكيك لإيحاءاته المخبوءة.
زمكانية النص : تدور أحداث الرواية في الجزائر العاصمة في فترة زمنية حرجة محصورة بين سنين الدم والمحنة عام : ١٩٩٥ و ٢٠٠٠ ميلادية.
أما شخوصها فأبطالها المحوريون من النخبة والثانويون من سائر الطبقات الإجتماعية كون أن ظاهرة الإرهاب لم تستثني منها طبقة.
أتقن الكاتب فن رسمها واختلاق عوالمها ولكأنها شخوص من دم ولحم لا مجرد شخوص ورقية.
لغة الحوار : لغة عربية فصحى راقية عليا كون شخوص أبطالها من الإطارات والنخبة.
سردية النص : لغة مشبعة بأمتع أساليب التشويق المشتهاة مزجت بين القراءات الواقعية الإجتماعية والتحليلات الفلسفية والسياسية أيضا .. لن يكون بإمكان أي قارئ حصيف خاض في قراءة الرواية أن يتوقف عن فعل القراءة إلى أن يأتي على سطرها الأخير وفي جلسة واحدة ليدرك حينها أي أثر بليغ خلفته في ذاته هذه الرواية الرائعة.
الحبكة : تدرج سلس مذ بداية نسجها إلى اتساق تام في منحى تصاعدها وصولا إلى ذروة عقدتها ومن ثمة انسياب في غاية التناسق صوب الحلحلة.
لقد سلط الكاتب الضوء ايضا على الزوايا المعتمة للواقع الإجتماعي البائس للأسرة الجزائرية في ظل ظهور ظاهرة الإرهاب الدخيلة وتغولها.. مع تركيز أنواره الفكرية المتقدة على المرأة كأكبر ضحية إجتماعية في ظل واقع إجتماعي متأزم موبوء وهو يرصد مأساتها بسبب سلطة ذكورية بليدة قاهرة ومستحكمة.
هذا ما أظهر تعاطف الكاتب معها بدعم حقها الوجودي والوجداني خاصة إذ اتخذ له من بطل نصه إمرأة تمتهن واحدة من أشق المهن وأخطرها والتي لم تكن مطلقا ضمن دائرة إهتماماتها متمثلة في شخصية سارة ضابط الشرطة المفوضة في فرقة خاصة لمكافحة الإرهاب.
ليرافع الكاتب بوجدرة بجدارة عن حق المرأة المشروع في نيل حريتها والمساهمة كأي إنسان في أنمطة عيش المجتمعات الحرة الراقية المتحضرة مع استحقاقها التام لمكانتها الرفيعة مع الإعتراف الكامل بقدسية دورها .
وحق لها أن تقابل تضحياتها الجسام بكبير الإمتنان المشفوع بالحب والحرية ووافر التقدير وكبير الإحترام.
اخيرا شكرا لدار الفارابي على هذه الطبعة المميزة وشكرا للمترجم الدكتور خليل احمد خليل الذي أمتعنا بترجمته المدهشة .
جمعي بن بشير شايبي.