من ياترى يذكر معي
احتاج ذاكرة كالمرآة
أحتاج قلبا في خفة الريش
ولغة بها عطر خزانتنا القديم
احتاج عينا كالخطاف ويدا كالمروحة
وقدمين حافيتين على اسفلتنا المشقق
من يا ترى يذكر معي؟
من انا بلا ذاكرة تشاركني كل ذاك الزقاق
تلك النوافذ الضيقة الزرقاء
لكنها تكفي لتعبر من خلالها مركبة الشمس
تلك الستائر الخفيفة الزرقاء
المشدودة بالمسامير إلى السقف
بكل اناقة البسطاء وفقر العاشقين
شراشف امي المطرزة بزقزقة العصافير
وجنون الخوخ والكرز
مخداتها المحفوفات بدانتيلا الغجر الإسبان
صوانيها النحاس الكبيرة
الملمعة بالرماد والليمون
خبز ها الذي يشبه خبز الالهة في معبد قرطاجة
زرابيها التي تمخر في صوفها
قطعان سمامة والشعانبي
من يذكر معي من يذكرني ؟
اساورها الفضة
ظفائرها المضمخة بريح السخاب
وقفتها التي تشبه السرو
مشيتها التي تشبه اللبؤة الحذرة ونحن نيام
صوتها الذي في بحة القصب ورنين الخلالة
بخور ها الذي لا يكتفي بالحوش
بل يعبر إلى الزقاق ليلة الجمعة
من يذكر معي من يذكرني
خواتمها المرصعة بعجين القمح
كفها المخضبة ابدا بحنة الجاوي
وهي تشكو من برد لم ندركه
إلا عندما تعبت من حملنا وشاخت
من يذكرني يذكر معي ابي
صوته الملكي وهو يتلو الرحمن
اطراقه وهو ينتظر الأذان
اسراعه مخافة أن يفوته المثول
في حضرة من يهوى
ابي العاشق الولهان ابدا الحالم بعليين
زهده الجميل وهو لايعد النقود
انتظاره السحور في رمضان
وايقاظنا جميعا لناكل بين يديه
من يذكرني من يذكر معي؟
كل هرجنا وصخبنا
وركضنا في كل أوقات النهار
التفافنا حول امي كالرمانة
وهي تحكي في براعة حكاية علي بن السلطان
سبعة صبايا في قصبايا
وشمس بين حيطين
مواسمها الخصيبة
الصوف والقمح والعولة
وكعك العيد والمقروض
ومربى السفرجل تنضجه
في قدر النحاس على الجمر. .....
الزمان الحرير الذي تغطينا به حينها
وقساوة الغطاء الذي نتجلل به الآن. ...
لا أحد يذكرني
كل شيء أذكره وحدي.
فوزية العلوي
احتاج ذاكرة كالمرآة
أحتاج قلبا في خفة الريش
ولغة بها عطر خزانتنا القديم
احتاج عينا كالخطاف ويدا كالمروحة
وقدمين حافيتين على اسفلتنا المشقق
من يا ترى يذكر معي؟
من انا بلا ذاكرة تشاركني كل ذاك الزقاق
تلك النوافذ الضيقة الزرقاء
لكنها تكفي لتعبر من خلالها مركبة الشمس
تلك الستائر الخفيفة الزرقاء
المشدودة بالمسامير إلى السقف
بكل اناقة البسطاء وفقر العاشقين
شراشف امي المطرزة بزقزقة العصافير
وجنون الخوخ والكرز
مخداتها المحفوفات بدانتيلا الغجر الإسبان
صوانيها النحاس الكبيرة
الملمعة بالرماد والليمون
خبز ها الذي يشبه خبز الالهة في معبد قرطاجة
زرابيها التي تمخر في صوفها
قطعان سمامة والشعانبي
من يذكر معي من يذكرني ؟
اساورها الفضة
ظفائرها المضمخة بريح السخاب
وقفتها التي تشبه السرو
مشيتها التي تشبه اللبؤة الحذرة ونحن نيام
صوتها الذي في بحة القصب ورنين الخلالة
بخور ها الذي لا يكتفي بالحوش
بل يعبر إلى الزقاق ليلة الجمعة
من يذكر معي من يذكرني
خواتمها المرصعة بعجين القمح
كفها المخضبة ابدا بحنة الجاوي
وهي تشكو من برد لم ندركه
إلا عندما تعبت من حملنا وشاخت
من يذكرني يذكر معي ابي
صوته الملكي وهو يتلو الرحمن
اطراقه وهو ينتظر الأذان
اسراعه مخافة أن يفوته المثول
في حضرة من يهوى
ابي العاشق الولهان ابدا الحالم بعليين
زهده الجميل وهو لايعد النقود
انتظاره السحور في رمضان
وايقاظنا جميعا لناكل بين يديه
من يذكرني من يذكر معي؟
كل هرجنا وصخبنا
وركضنا في كل أوقات النهار
التفافنا حول امي كالرمانة
وهي تحكي في براعة حكاية علي بن السلطان
سبعة صبايا في قصبايا
وشمس بين حيطين
مواسمها الخصيبة
الصوف والقمح والعولة
وكعك العيد والمقروض
ومربى السفرجل تنضجه
في قدر النحاس على الجمر. .....
الزمان الحرير الذي تغطينا به حينها
وقساوة الغطاء الذي نتجلل به الآن. ...
لا أحد يذكرني
كل شيء أذكره وحدي.
فوزية العلوي
