قال لي البروفسور مهيئا إياي لتلقي الصدمة: لا تحسبن سيدي أننا أهملنا ملفك. بل إنا اشتغلنا عليه بشكل مركز، لكننا مع الاسف لم نهتد لاي حل لوضعيتك الصحية المعقدة.
الرائحة كانت قد تناهت لخياشمي. ولذلك عمدت إلى تصحيح وقفتي بحثا عن الصلابة الكافية لتثبيت نفسي قبل ان ترتطم بي وتقتلعني الموجة التي كان هديرها قد صار مسموعا أكثر فاكثر.
أضاف البروفسور: انت عندك " المرض الخايب"
شعرت أن الموجة قد وصلت، وان تيارا قد سرى داخلي من الاعلى الى الاسفل. وبالسرعة نفسها تساءلت: أهي النهاية؟ هل انتهى الأمر؟
كم كان عدد المفردات التي بسطها الطبيب كوعاء تضمن حكاية ما تبقى من حياتي؟ كم عدد الثواني التي تطلبها ذلك التصريح؟ لكن الوقع، هل كان بحجم ما يفيده العد والحساب، وما يفيده الكلام من طول قصر؟
لا، أبدا. صحيح أن الأمر كله كان شبيها بلدغة، او قل وميض برق. لكن هل هناك من يستطيع أن يرفع التحدي ويكون بصره وذاكرته بتلك القدرة المجارية لوميض البرق الخاطف فيعمد الى وصف كل ما كشفته الضياء؟
مثلما حدث في كل مرة تلقيت فيها صدمة، عمدت الى تعطيل مفعول احاسيسي الداخلية حتى لا اسجل اي رد فعل قبل ان اتعايش مع ما يستجد حولي. وانتبهت ساعتها الى ان طبيبا كان يقف الى جواري. ربما بفعل التجارب كان يتوقع ان يحدث لي انهيار مفاجئ. لكني وبرد فعل غير متوقع، او من باب استصغار ما كان يحدث، عقبت على تصريح الطبيب مازحا: قلت مرض " خايب" هل هناك مرض " زوين"؟
أعطى البروفسور اوامره للطبيب الموريتاني كي يكتب لي وصفة. وسرت معه في ممر ونحن نتحدث عن اغنية موريتانية شهيرة" اقبيل الدحميس بنتي" فسألني ما إن كنت أعرف معنى" الدحميس". فقلت أنه الغسق الذي يعقب الغروب.
لا اعرف كيف حضر موضوع كهذا في لحظة كتلك. ربما تشابه الظروف اذ كنت اشعر اني امشي فعلا ملفوفا بحمرة الغروب.
التيار الذي كان قد سرى بداخلي لحظة تصريح الطبيب، عاد معاندا محاولة تغييبي له. ورأيت بشكل جلي اني قد انشطرت الى نصفين. الحزء البادي مني وقد بدا كتمثال نحت من الصخر من اجل مقاومة الزمن. والجزء الداخلي والذي كان قد اصبح مجرد خليط صار معه تمييز اي خلية عن اخرى مستحيلا. ورايت انه بين الشطرين لاح ممر كان اشبه بالمجال الذي تتحرك فيه إبرة ميزان التي لم تكن تستقر على حال، بل كانت تتراقص باستمرار على وقع حركة الكفتين اللتين كانت واحدة منهما تحاول ان تكون هي الوازنة.
لا استطيع ان اضيف الان اكثر مما قلته. فالمعركة ما تزال في بدايتها، او قل ان المرض قد كسب مني حولة بعد ان استقر في اوصالي ولا فكرة لدي عن الفصول القادمة.
لقد كنت دائما حين كنت مشرفا على غير قليل من الصفحات الادبية في زمن ما قبل الفايسبوك انصح الكتاب الشباب بالا يكتبوا عن التجارب الوجدانية المتصلة بذواتهم وهم ما يزالون داخل غمارها لما في ذلك من تأثيرات سلبية قد يكون من نتاىحها غياب الموضوعية، اذ لا يمكن ان يكون الشخص ذاتا وموضوعا في نفس الوقت. كما ان الاراء التي ستثار حول الموضوع، قد تاتي بنتاىج عكسية يتحول فيها الفاعل الى مفعول به.
الرائحة كانت قد تناهت لخياشمي. ولذلك عمدت إلى تصحيح وقفتي بحثا عن الصلابة الكافية لتثبيت نفسي قبل ان ترتطم بي وتقتلعني الموجة التي كان هديرها قد صار مسموعا أكثر فاكثر.
أضاف البروفسور: انت عندك " المرض الخايب"
شعرت أن الموجة قد وصلت، وان تيارا قد سرى داخلي من الاعلى الى الاسفل. وبالسرعة نفسها تساءلت: أهي النهاية؟ هل انتهى الأمر؟
كم كان عدد المفردات التي بسطها الطبيب كوعاء تضمن حكاية ما تبقى من حياتي؟ كم عدد الثواني التي تطلبها ذلك التصريح؟ لكن الوقع، هل كان بحجم ما يفيده العد والحساب، وما يفيده الكلام من طول قصر؟
لا، أبدا. صحيح أن الأمر كله كان شبيها بلدغة، او قل وميض برق. لكن هل هناك من يستطيع أن يرفع التحدي ويكون بصره وذاكرته بتلك القدرة المجارية لوميض البرق الخاطف فيعمد الى وصف كل ما كشفته الضياء؟
مثلما حدث في كل مرة تلقيت فيها صدمة، عمدت الى تعطيل مفعول احاسيسي الداخلية حتى لا اسجل اي رد فعل قبل ان اتعايش مع ما يستجد حولي. وانتبهت ساعتها الى ان طبيبا كان يقف الى جواري. ربما بفعل التجارب كان يتوقع ان يحدث لي انهيار مفاجئ. لكني وبرد فعل غير متوقع، او من باب استصغار ما كان يحدث، عقبت على تصريح الطبيب مازحا: قلت مرض " خايب" هل هناك مرض " زوين"؟
أعطى البروفسور اوامره للطبيب الموريتاني كي يكتب لي وصفة. وسرت معه في ممر ونحن نتحدث عن اغنية موريتانية شهيرة" اقبيل الدحميس بنتي" فسألني ما إن كنت أعرف معنى" الدحميس". فقلت أنه الغسق الذي يعقب الغروب.
لا اعرف كيف حضر موضوع كهذا في لحظة كتلك. ربما تشابه الظروف اذ كنت اشعر اني امشي فعلا ملفوفا بحمرة الغروب.
التيار الذي كان قد سرى بداخلي لحظة تصريح الطبيب، عاد معاندا محاولة تغييبي له. ورأيت بشكل جلي اني قد انشطرت الى نصفين. الحزء البادي مني وقد بدا كتمثال نحت من الصخر من اجل مقاومة الزمن. والجزء الداخلي والذي كان قد اصبح مجرد خليط صار معه تمييز اي خلية عن اخرى مستحيلا. ورايت انه بين الشطرين لاح ممر كان اشبه بالمجال الذي تتحرك فيه إبرة ميزان التي لم تكن تستقر على حال، بل كانت تتراقص باستمرار على وقع حركة الكفتين اللتين كانت واحدة منهما تحاول ان تكون هي الوازنة.
لا استطيع ان اضيف الان اكثر مما قلته. فالمعركة ما تزال في بدايتها، او قل ان المرض قد كسب مني حولة بعد ان استقر في اوصالي ولا فكرة لدي عن الفصول القادمة.
لقد كنت دائما حين كنت مشرفا على غير قليل من الصفحات الادبية في زمن ما قبل الفايسبوك انصح الكتاب الشباب بالا يكتبوا عن التجارب الوجدانية المتصلة بذواتهم وهم ما يزالون داخل غمارها لما في ذلك من تأثيرات سلبية قد يكون من نتاىحها غياب الموضوعية، اذ لا يمكن ان يكون الشخص ذاتا وموضوعا في نفس الوقت. كما ان الاراء التي ستثار حول الموضوع، قد تاتي بنتاىج عكسية يتحول فيها الفاعل الى مفعول به.