في ندوة فكرية حول ارتباط الجزائر بالقضية الفلسطينية أكاديميون:
(مؤتمر "الصومام" وضّح موقف الجزائر من القضة الفلسطينية )في إطار التضامن من الشعب الفلسطيني نظمت مؤسسة عبد الحميد ابن باديس برئاسية الدكتور عبد العزيز فيلالي بولاية قسنطينة ندوة فكرية للتضامن مع الشعب الفلسطيني و حملت الندوة عنوان: الجزائر و فلسطين، شارك فيها أكاديميون منة هم الدكتور أحمد ساري، نور الدين كروشي و الأستاذ نذير برزاق تناول كل واحد منهم رؤيته للواقع الفلسطيني و ما يحدث في غزة أمام الصمت العربي ، مع التركيز على الدور الفعال الذي تقوم به الجزائر و هي المداخلة التي قدمها الدكتور أحمد ساري حول خطاب الحركة الوطنية، و مداخلة الدكتور نور الديم كروشي الذي تناول القضية الفلسطينية في الصحافة الإصلاحية، و اعتبر المحاضرون القضية الفلسطينية هي قضية دينية، و قالوا أن هناك روابط بين الجزائر و فلسطين عن طريق رحلات الحج ، عندما خصص الأستاذ ندير برزاق ورقة خاصة عن أبرز الشخصيات الجزائرية اتي كرست قلمها في الدفاع عن القضية الفلسطينية و جعلها واحدة من القضايا الجزائرية التي وجب إلقاء عليها الضوء أمام الأجيال و حتى تترك بصمتها في التاريخ، مقدما الشيخ الفضيل الورتلاني نموذجا باعتبار أنه ينحدر من منطقته.
و إن كان ما قدمه المحاضرون عبارة عن تحصيل حاصل ، بحيث لم يتطرقوا للحديث عن الواقع الفلسطيني اليوم، لاسيما سكان غزة و هو يواجهون القصف الإسرائيلي من كل الجوانب، و أن ما يحدث هو نكبة ثانية تعرض لها الشعب الفلسطيني، إلا أن المحاضرون كشفوا في مداخلتهم عن بعض الجوانب الخفية في الأحداث التي وقعت لاسيما حادثة "البراق"، و هو ما اشار إليه الدكتور أحمد ساري الذي كشف أن بيان أول نوفمبر 1954 لم يشر إلى القضية الفلسطينية، حتى جاء مؤتمر "الصومام" بقيادة عبان رمضان الذي طالب من القادة الإسرائيليين الانسحاب من فلسطين و وضّح موقف الجزائر من القضية الفلسطينية مذكرا كذلك بموقف بعض الشخصيات على غرار محمد خميستي و أحمد بن بلة و الرئيس هواري بومدين الذين كانوا من الداعمين لفلسطين و الإعتراف بالدولة الفلسطينية، و قال أحمد ساري أن الجزائر هي الدولة الأولى اتي عارضت سياسة أنور السادات في مصر في قضية التطبيع مع الكيان الصهيوني و شكلت مع كل من ليبيا و سوريا و العراق ما سُمِّيَ بـ: "جبهة الصمود و التصدي"، واصفا تلك المرحلة بالعهد الذهبي للدبلوماسية الجزائرية تجاه فلسطين في الفترة بين (1967-1968 ) و هي الفترة التي حكمها الرئيس هواري بومدين.
الورقة الثانية تناولها الدكتور نورالدين كروشي عن القضية الفلسطينية في الصحافة الإصلاحية ، من مختلف جوانبها السياسية و الفكرية و تنوع الأقلام في رسم الواقع الفلسطيني على غرار ما كتبه الشيخ البشير الإبراهيمي ، حيث قدم المحاضر حصيلة المقالات التي نشرتها الصحف الإصلاحية و عددها 104 عنوان، اعتبر اصحابها القضية الفلسطينية قضية دينية، و بشيء من التحفظ عرج المحاضر للحديث و من باب الإشارة أجواء المؤتمر الإسلامي الذي انعقد في ديسمبر 1931 بحيث لم يشر أن الصراع كان بين جمعية العلماء المسلمين الجزائريين و الحركة المصالية بقيادة مصالي الحاج الذي رفض مشروع بلوم فيوليت، و أن القضية الفلسطينية لم تناقش في المؤتمر أو أنه تم الإشارة إليها فقط، حسب المحاضر فإن فكرة "الجهاد" ابتكرتها الصحافة الإصلاحية، و أن هذه الصحف و الجرائد كشفت الخطر الصهيوني و ساهمت في توثيق القضية الفلسطينية.، أما الأستاذ نذير برزاق من قسم التاريخ من جامعة قسنطينة 2 تحدث عن جهود الشيخ الفضيل الورتلاني في الدفاع عن فلسطين عن طريق التجمعات و المؤتمرات و التظاهرات و المراسلات و البرقيات و كان يشجع على الجهاد و حمل السلاح دفاعا عن فلسطين ، موضحا أن الفضيل الورتلاني كان يقارن بين الدعم العربي للحركة الفلسطينية و الدعم اليهودي للحركة الصهيونية .
علجية عيش