لطالما دعتني صديقتي وفاء لزيارتها حيث تقيم ببيروت، حيث الجمال والعطر والطبيعة، ومحط اشواق الروح..
كانت تراسلني دوما وتبث لي مشاعر الاشتياق، وتذكرني دوما بتلك الصداقة الجميلة، حين بدأنا معا لعبة المصارعة، وقضينا فيها سنوات طوال.
وصديقتي وفاء تمتلك كل صفات المصارعة المحنكة، قوة وسرعة َومهارة وذكاء، واكاد اجزم انها لو بقيت مواظبة على التدريب، لاصبح درب العالمية مفتوحا أمامها ومفروشا بالورد كبطلة لا يشق لها غبار، لكننا وحين تراسلنا، لم تذكر لي دوام تواجدها على بساط اللعبة، وانها اتجهت لتوظيف الرياضة كي تزداد بها غنى ليس الا.
لم اقف عند هذا الامر كثيرا، وحين وصلتني دعوة لبيروت كي احضر مؤتمرا عن الملاكمة الحديثة، حزمت حقائبي بسرعة واتجهت صوب الطائر الأخضر ليحلق بي نحو مطار بيروت..
كانت بانتظاري، فقد استحلفتني ان اعلمها ساعة وصولي ارض بيروت، ووعدتها، وكان ما ارادت، حين احتضنتني بشدة ولوقت طويل، قبل ان توصلني بسيارتها الفارهة نحو محل اقامتي.
ودعتني عند باب حجرتي في الفندق، وسألتني مرارا إن كنت بحاجة الى شيء، او ان تبيت معي، فشكرتها واتفقنا على اللقاء عند فراغي من جلسة المؤتمر.
لم اكن اعرف طرق بيروت ومسالكها، فانا غريبة فيها لولا وجود فتاة ملاكمة معي، شاطرتني منامي وكانت برفقتي دوما، وكنا نسير في طرقات بيروت ومعنا مرافقة من البلد المضيف.
حين رن الهاتف مرارا ظهيرة اليوم التالي، علمت انها وفاء، فللتو كنت قد اتصلت بأمي واطمأننت على الجميع، وحين اجبتها قالت لي بلهجتها الغاضبة المازحة المحببة : انت اليوم حصتي، لن ادعك تفلتين مني، انا حاضرة لاصطحابك بسيارتي.
لم تتركني اجيب، بقيت بنفس هندامي الذي حضرت فيه الجلسة، ووجدتني معها حيث اصطحبتني الى افخر مطاعم بيروت، وحين اجبتها اني اسير على نظام غذائي خاص، صرخت وهي تضحك : لا عناد، لا غداء، الا مع وفاء.
ضحكنا معا، وعلى نغمات اغاني فيروز، صارت تحدثني عن هجرتها، وكيف افلحت ونجحت، وها هي تمتلك ناديا كبيرا لتدريب السيدات....
لم أشأ سؤالها عن مصدر هذه الثروة التي تؤهلها لعجلة فارهة وناد ودار سكن وصفته لي انه دار الاحلام، بل اصطحبتني نحو النادي النسوي الذي تملك، والذي اعجبتني سعته واناقته ولفتت نظري تلك الحلبة التي تتوسطه، وعليها نسوة يتصارعن بقوة.
سألتها عن سر هذا النادي، وهل هو لتدريب السيدات او لإعدادهن؟ ضحكت وقالت : هذا موضوع يطول شرحه، موضوع احب طرحه عليك ولكن عقب استقرارك هنا لايام، هو حقيقة موضوع عمل ولكن له أوانه.
لم افهم ما قالت وطلبت منها ان نغادر لاني مرهقة فاستجابت لي واصلتني الفندق وطبعت قبلة على خدي قبل ان نفترق.
ما ان انتهيت من جلسة اليوم التالي حتى وجدتها بانتظاري وهي تبتسم، وحين اعتذرت لها عن الخروج معها بقيت تلح علي فأذعنت لها، وفوجئت بها وهي تتجه بي نحو النادي الذي تملك.
لم نكد نتخذ مقاعدنا، حتى بدأت تسرد ماضيها وفقرها، وكيف اصبحت سيدة اعمال يشار اليها بالبنان، وكل ذا بفضل عروض المصارعة الحرة غير المقيدة للنساء، والتي تقام على حلبة ناديها الذي لا يستقبل جمهورا سوى النساء.
باركت لها الامر، لكنها باغتتني بالقول
- عندي عرض لك يا طيوب..
- عرض.. اي عرض؟
-اعرض عليك ان تحترفي المصارعة الحرة، وسوف اجعل منك البطلة الأولى القادمة لتحطم نساء الاتحاد
- اتحاد؟ اي اتحاد؟
- اتحادنا نحن، اذ نقدم فقرات مصارعة السيدات لجمهور السيدات..
- طيب وكيف تجعلينني البطلة؟
- المسألة يا حبيبتي وكما تعلمين كلها طبخة، نحن نجعل هذه تفوز وهذه تخسر وهذه البطلة وتلك التي تطلب الثأر..
- اهااا، نعم، فهمتك الان ، الامر مجرد مسرحية.. مجرد مصارعة استعراضية لاغير..
- صفيها كما تشائين، المهم قبولك..
- بكل تأكيد سأرفض..
- ماذا؟؟؟ هل تعلمين كم ستحصلين مبلغ مقابل عن كل نزال؟
- أرجوك، اي مبلغ؟ انا اتكلم عن المبدأ وتتكلمين عن المال، انا مصارعة حقيقية ولست ممثلة.
- أي مبدأ، رياضة عادية تتصارعن معا ، ثم تعدن صديقات عقب النزالات وتخرجن وتتبضعن، كما كنا نحن نتصارع ونعود صديقات
- لكن هنالك فرق يا حبيبتي..
- وما الفرق..
- حين ادخل في نزال مع اية متنافسة، فأنا لا اعلم ماهي النتيجة، لا أعلم ان كنت سأخسر أو افوز، لا اتفق مع خصمتي على شيء ولا اتصل بها البتة، لكنني اسعى للفوز بجد، وهنا يكمن شرف الرياضة، وشرف النتيجة..
- تقصدين ان رياضتنا تفتقد للنزاهة؟
-كل شي بلا مصداقية يفتقد للشرف، ورياضتكم حقيقة.محض خداع للغافلات اللواتي يعتقدن الصراع حقيقة..
وفاء يا حبيبتي اشكر عرضك السخي واعتذر عن كلامي، لكنني صريحة..
-فكري في الامر حياتي، انه المال يا غاليتي..
- انا مغادرة الان، وصديقاتي ينتظرن..
- طيب، نسيت ان اعرفك على الانسة نرجس، بطلة الاتحاد.
نهضت احتراما لتلك المصارعة البدينة وثقيلة الوزن، والتي صافحتني بفتور، ثم لم تلبث وفاء ان تتجه بي نحو الباب وهي تبغي ايصالي الفندق، فشكرتها وابديت لها رغبتي في التجَول ببيروت قليلا ، لا سيما وان الفندق ليس ببعيد عن النادي..
عقب يومين من اللقاء، رن جرس الهاتف وفوجئت بوفاء التي بقيت تطلق الطرف وتضحك وتشيع جوا من الفرح من حولها، فضحكنا معا، ثم طلبت مني ان تصطحبني للنادي، فتأففت من الامر ودخول النادي، ورفضت تكرار عرضها مقدما..
لكنها اوضحت لي أن الامر يختلف، فهي قد احضرت جهازا جديدا للرشاقة، وتحاول الاستفادة مني للتعلم عليه، ثم اختتمت كلامها بالقول: ويعز عليك يا طيب ان لا نتعانق قبل سفرك وعودتك؟
الجمتني كلماتها، ووجدتها بعد ربع ساعة عند باب الفندق، ثم دقائق وكنا في النادي، لاجد نفسي قبالة جهاز معتاد تدربنا عليه من قبل، ولم افهم اين الغموض فيه، لكنها اخذت تسالني بضعة اسئلة عنه اجبتها عليها بوضوح لتدعوني للجلوس وشرب شاي الوداع.
لم نكد أن نجلس، حتى وجدت نرجس تقف قبالتي وقد القت تحية بلا ادنى حرارة، ثم قالت لي دون مقدمات:
- اسفة، من المعتاد في مجالس النساء ان تجلس احدانا مع الاخريات دون حدود، وان كنت لا ابغي الجلوس.
اجبتها :
- اهلا وسهلا بك، ليس بيني ووفاء من سر..
ظلت واقفة وهي ترمقني بنظرة حادة وقالت لي
- بلغني انك لا تعترفين بنا وقوتنا وقدرتنا على الصراع..
نظرت صوب وفاء التي بدت صامتة، ثم اجبتها :
- كلا يا حبيبتي، ما قلته ان رياضتكم استعراضية وانا لاعبة حقيقية..
- اذن فنحن مزيفات..
لم اصارعك من قبل لأعلم..
هنا، بدأت تحاول معي الاستفزاز، عبر سحب خصلة من شعري، ووضع يدها على انفي، فلم البث ان حذرتها من الاستمرار في استفزازي، فأطلقت ضحكة عالية وسحبت يدي كي انهض واصارعها..
تركت مقعدي، وابتسمت بوجهها، ثم لم البث ان وجهت لها لكمة واحدة مستقيمة نحو الفك، كانت من القوة بحيث ارتفع جسدها عن الارض، ثم سقطت بلا حراك ولا كلام ، وكأنها خرقة بالية ملقاة دون ان يكترث لها احد.
تركت النادي ووفاء تناديني، واستأجرت سيارة نحو الفندق الذي اقيم فيه لاستجمع حاجياتي استعدادا للسفر، حيث لم يكف الهاتف عن الرنين ورسائل التوسل والاعتذار من وفاء، فلم اكلف نفسي غير الاختصار برسالة جوال واحدة:
- كنت اظنك وفاء لكنك محض خيانة، أية صديقة تلك التي تنصب لصاحبتها فخّا ظنا منها ان من اتت بها ستصرعها، تبا لك ولهذه الصريعة..
أما أنت فلن اقول فيك شيئا الا أنك فاشلة، وكلما ازددت غنى ازددت فشلا، لانك غناك قائم على الكذب.. ولن يفلح الكاذب مهما اتى...
كانت تراسلني دوما وتبث لي مشاعر الاشتياق، وتذكرني دوما بتلك الصداقة الجميلة، حين بدأنا معا لعبة المصارعة، وقضينا فيها سنوات طوال.
وصديقتي وفاء تمتلك كل صفات المصارعة المحنكة، قوة وسرعة َومهارة وذكاء، واكاد اجزم انها لو بقيت مواظبة على التدريب، لاصبح درب العالمية مفتوحا أمامها ومفروشا بالورد كبطلة لا يشق لها غبار، لكننا وحين تراسلنا، لم تذكر لي دوام تواجدها على بساط اللعبة، وانها اتجهت لتوظيف الرياضة كي تزداد بها غنى ليس الا.
لم اقف عند هذا الامر كثيرا، وحين وصلتني دعوة لبيروت كي احضر مؤتمرا عن الملاكمة الحديثة، حزمت حقائبي بسرعة واتجهت صوب الطائر الأخضر ليحلق بي نحو مطار بيروت..
كانت بانتظاري، فقد استحلفتني ان اعلمها ساعة وصولي ارض بيروت، ووعدتها، وكان ما ارادت، حين احتضنتني بشدة ولوقت طويل، قبل ان توصلني بسيارتها الفارهة نحو محل اقامتي.
ودعتني عند باب حجرتي في الفندق، وسألتني مرارا إن كنت بحاجة الى شيء، او ان تبيت معي، فشكرتها واتفقنا على اللقاء عند فراغي من جلسة المؤتمر.
لم اكن اعرف طرق بيروت ومسالكها، فانا غريبة فيها لولا وجود فتاة ملاكمة معي، شاطرتني منامي وكانت برفقتي دوما، وكنا نسير في طرقات بيروت ومعنا مرافقة من البلد المضيف.
حين رن الهاتف مرارا ظهيرة اليوم التالي، علمت انها وفاء، فللتو كنت قد اتصلت بأمي واطمأننت على الجميع، وحين اجبتها قالت لي بلهجتها الغاضبة المازحة المحببة : انت اليوم حصتي، لن ادعك تفلتين مني، انا حاضرة لاصطحابك بسيارتي.
لم تتركني اجيب، بقيت بنفس هندامي الذي حضرت فيه الجلسة، ووجدتني معها حيث اصطحبتني الى افخر مطاعم بيروت، وحين اجبتها اني اسير على نظام غذائي خاص، صرخت وهي تضحك : لا عناد، لا غداء، الا مع وفاء.
ضحكنا معا، وعلى نغمات اغاني فيروز، صارت تحدثني عن هجرتها، وكيف افلحت ونجحت، وها هي تمتلك ناديا كبيرا لتدريب السيدات....
لم أشأ سؤالها عن مصدر هذه الثروة التي تؤهلها لعجلة فارهة وناد ودار سكن وصفته لي انه دار الاحلام، بل اصطحبتني نحو النادي النسوي الذي تملك، والذي اعجبتني سعته واناقته ولفتت نظري تلك الحلبة التي تتوسطه، وعليها نسوة يتصارعن بقوة.
سألتها عن سر هذا النادي، وهل هو لتدريب السيدات او لإعدادهن؟ ضحكت وقالت : هذا موضوع يطول شرحه، موضوع احب طرحه عليك ولكن عقب استقرارك هنا لايام، هو حقيقة موضوع عمل ولكن له أوانه.
لم افهم ما قالت وطلبت منها ان نغادر لاني مرهقة فاستجابت لي واصلتني الفندق وطبعت قبلة على خدي قبل ان نفترق.
ما ان انتهيت من جلسة اليوم التالي حتى وجدتها بانتظاري وهي تبتسم، وحين اعتذرت لها عن الخروج معها بقيت تلح علي فأذعنت لها، وفوجئت بها وهي تتجه بي نحو النادي الذي تملك.
لم نكد نتخذ مقاعدنا، حتى بدأت تسرد ماضيها وفقرها، وكيف اصبحت سيدة اعمال يشار اليها بالبنان، وكل ذا بفضل عروض المصارعة الحرة غير المقيدة للنساء، والتي تقام على حلبة ناديها الذي لا يستقبل جمهورا سوى النساء.
باركت لها الامر، لكنها باغتتني بالقول
- عندي عرض لك يا طيوب..
- عرض.. اي عرض؟
-اعرض عليك ان تحترفي المصارعة الحرة، وسوف اجعل منك البطلة الأولى القادمة لتحطم نساء الاتحاد
- اتحاد؟ اي اتحاد؟
- اتحادنا نحن، اذ نقدم فقرات مصارعة السيدات لجمهور السيدات..
- طيب وكيف تجعلينني البطلة؟
- المسألة يا حبيبتي وكما تعلمين كلها طبخة، نحن نجعل هذه تفوز وهذه تخسر وهذه البطلة وتلك التي تطلب الثأر..
- اهااا، نعم، فهمتك الان ، الامر مجرد مسرحية.. مجرد مصارعة استعراضية لاغير..
- صفيها كما تشائين، المهم قبولك..
- بكل تأكيد سأرفض..
- ماذا؟؟؟ هل تعلمين كم ستحصلين مبلغ مقابل عن كل نزال؟
- أرجوك، اي مبلغ؟ انا اتكلم عن المبدأ وتتكلمين عن المال، انا مصارعة حقيقية ولست ممثلة.
- أي مبدأ، رياضة عادية تتصارعن معا ، ثم تعدن صديقات عقب النزالات وتخرجن وتتبضعن، كما كنا نحن نتصارع ونعود صديقات
- لكن هنالك فرق يا حبيبتي..
- وما الفرق..
- حين ادخل في نزال مع اية متنافسة، فأنا لا اعلم ماهي النتيجة، لا أعلم ان كنت سأخسر أو افوز، لا اتفق مع خصمتي على شيء ولا اتصل بها البتة، لكنني اسعى للفوز بجد، وهنا يكمن شرف الرياضة، وشرف النتيجة..
- تقصدين ان رياضتنا تفتقد للنزاهة؟
-كل شي بلا مصداقية يفتقد للشرف، ورياضتكم حقيقة.محض خداع للغافلات اللواتي يعتقدن الصراع حقيقة..
وفاء يا حبيبتي اشكر عرضك السخي واعتذر عن كلامي، لكنني صريحة..
-فكري في الامر حياتي، انه المال يا غاليتي..
- انا مغادرة الان، وصديقاتي ينتظرن..
- طيب، نسيت ان اعرفك على الانسة نرجس، بطلة الاتحاد.
نهضت احتراما لتلك المصارعة البدينة وثقيلة الوزن، والتي صافحتني بفتور، ثم لم تلبث وفاء ان تتجه بي نحو الباب وهي تبغي ايصالي الفندق، فشكرتها وابديت لها رغبتي في التجَول ببيروت قليلا ، لا سيما وان الفندق ليس ببعيد عن النادي..
عقب يومين من اللقاء، رن جرس الهاتف وفوجئت بوفاء التي بقيت تطلق الطرف وتضحك وتشيع جوا من الفرح من حولها، فضحكنا معا، ثم طلبت مني ان تصطحبني للنادي، فتأففت من الامر ودخول النادي، ورفضت تكرار عرضها مقدما..
لكنها اوضحت لي أن الامر يختلف، فهي قد احضرت جهازا جديدا للرشاقة، وتحاول الاستفادة مني للتعلم عليه، ثم اختتمت كلامها بالقول: ويعز عليك يا طيب ان لا نتعانق قبل سفرك وعودتك؟
الجمتني كلماتها، ووجدتها بعد ربع ساعة عند باب الفندق، ثم دقائق وكنا في النادي، لاجد نفسي قبالة جهاز معتاد تدربنا عليه من قبل، ولم افهم اين الغموض فيه، لكنها اخذت تسالني بضعة اسئلة عنه اجبتها عليها بوضوح لتدعوني للجلوس وشرب شاي الوداع.
لم نكد أن نجلس، حتى وجدت نرجس تقف قبالتي وقد القت تحية بلا ادنى حرارة، ثم قالت لي دون مقدمات:
- اسفة، من المعتاد في مجالس النساء ان تجلس احدانا مع الاخريات دون حدود، وان كنت لا ابغي الجلوس.
اجبتها :
- اهلا وسهلا بك، ليس بيني ووفاء من سر..
ظلت واقفة وهي ترمقني بنظرة حادة وقالت لي
- بلغني انك لا تعترفين بنا وقوتنا وقدرتنا على الصراع..
نظرت صوب وفاء التي بدت صامتة، ثم اجبتها :
- كلا يا حبيبتي، ما قلته ان رياضتكم استعراضية وانا لاعبة حقيقية..
- اذن فنحن مزيفات..
لم اصارعك من قبل لأعلم..
هنا، بدأت تحاول معي الاستفزاز، عبر سحب خصلة من شعري، ووضع يدها على انفي، فلم البث ان حذرتها من الاستمرار في استفزازي، فأطلقت ضحكة عالية وسحبت يدي كي انهض واصارعها..
تركت مقعدي، وابتسمت بوجهها، ثم لم البث ان وجهت لها لكمة واحدة مستقيمة نحو الفك، كانت من القوة بحيث ارتفع جسدها عن الارض، ثم سقطت بلا حراك ولا كلام ، وكأنها خرقة بالية ملقاة دون ان يكترث لها احد.
تركت النادي ووفاء تناديني، واستأجرت سيارة نحو الفندق الذي اقيم فيه لاستجمع حاجياتي استعدادا للسفر، حيث لم يكف الهاتف عن الرنين ورسائل التوسل والاعتذار من وفاء، فلم اكلف نفسي غير الاختصار برسالة جوال واحدة:
- كنت اظنك وفاء لكنك محض خيانة، أية صديقة تلك التي تنصب لصاحبتها فخّا ظنا منها ان من اتت بها ستصرعها، تبا لك ولهذه الصريعة..
أما أنت فلن اقول فيك شيئا الا أنك فاشلة، وكلما ازددت غنى ازددت فشلا، لانك غناك قائم على الكذب.. ولن يفلح الكاذب مهما اتى...