قال تعالى في سورة ص: إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد .فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب .ردوها علي فطفق مسحا بالسوق والأعناق.
وقد اختلف المفسرون حول معنى قوله تعالى :فطفق مسحا بالسوق والأعناق، فقد ذهب ابن عباس رضي الله عنه وطائفة من المفسرين إلى أنه هو المسح المعروف على سيقان الخيل وأعناقها عتابا وملاطفة لها لأنها شغلته عن صلاة العصر أو عن ورده اليومي قبل غروب الشمس ، فيما ذهب الحسن البصري رضي الله عنه وطائفة اخرى من المفسرين إلى أن مسحا بمعنى ذبحا وقطعا ، أي أن سليمان عليه السلام قطع سوق الخيل وأعناقها وذبحها تكفيرا عن ذنبه بعد أن شغلته عن الصلاة والذكر حتى غابت الشمس. والذين يرجحون المسح بمعناه المعروف( يبررون) ذلك بأنه لا يليق بنبي أن يفعل ذلك ، وأن أخلاق التوحيد والإيمان تمنعه من ممارسة ذلك الفعل العنيف. ومنطق (التبرير) غالبا منطق سهل للمؤيدين المعارضين في اي قضية ، فالآخرون القائلون بأنه ذبح تلك الخيل (يبررون أيضا) فعلة الذبح بقولهم إنه دليل على ندمه الشديد ، ومحاولته إرضاء الله تعالى بطريقته التي يراها تكفيرا عن ذنبه. ويقولون إن الأنبياء لحظة الغضب يمكن أن يفعلوا خلاف الأولى كما ألقى موسى الألواح من قبل. وإذا كان الأمر كذلك ، فإننا يمكن أن نتخلى عن منطق التبرير ، ونلجأ إلى منطق اللغة والدليل، فهل يمكن أن تسعفنا اللغة حقا؟ إن الآية تتحدث عن مشهد (مثير) وعجيب لتلك الخيل التي تتمتع بقدر كبير من الجاذبية لحظة وقوفها (الصافنات) وعند انطلاقها وجريانها(الجياد) حتى شغلت النبي سليمان عن ذكر ربه. والآيات تعاملت مع المشهد بطريقة فيها قدر كبير من الغموض والمجاز حتى تطلق العنان لخيال القارئ، فتوارت بالحجاب كناية عن غروب الشمس المحذوفة من السياق، والحجاب كذلك مجاز ، وكلمة الخيل محذوفة أيضا لكنها تفهم من قوله تعالى (الصافنات الجياد)، وربما مع كل هذه المجازات ، ناسب ذلك المشهد (الساحر) استعمال كلمة (مسحا) بدلا من( ذبحا) حتى تتناسق المفردات مع حالة الغموض هذه. و(من الصعب) لغة و إيقاعا استعمال كلمة طفق بقوتها النابعة من حرفي الطاء(أقوى حروف العربية) وحرف القاف (واحد من أقوى حروف العربية)، من الصعب تقبل أن ذلك الفعل (الصارم) ياأتي في سياق مشهد المسح والمداعبة والملاطفة. والفعل طفق لم ينتبه إلىه أكثر المفسرين ، وقالوا إنه بمعنى أخذ أو شرع أو جعل ، وهو فعل من أفعال الشروع ، ومع ذلك ، فلا يمكن مساواته بالفعل شرع، فالقرآن استعمل الفعل طفق دلالة عى رد الفعل المفاجئ والسريع (وربما العنيف) كما في قصة آدم عليه السلام وزوجه حين( طفقال يخصفان عليهما من ورق الجنة. ولذلك فإن طفق في سياق رد فعل النبي سليمان تشي يهذا (العنف المحمود). و مع تقديم كلمة (السوق) على (الأعناق) دون مبرر فني ومنطقي إلا القطع والذبح ، وذلك لإن الطبيعي أن يمسح الإنسان على العنق قبل أن ينحني إلى الساق ، فلو قيلت الآية فطفق مسحا بالأعناق والسوق ، لكانت مسحا دلالة على الملاطفة، ولكان مشهد المداعبة منطقيا، لكن هذا الترتيب (السوق والأعناقل هو الترتيب الذي يحدث حقيقة مع ذبح الحيوان حيث تضرب سيقانه أولا ثم يقطع عنقه.
بقيت ملحوظة أخرى يمكن أن تكون مهمة للتدليل على مشهد الذبح ، وهو استعمال المصدر مسحا بدل الفعل يمسح، وذلك لكي يمر خيال القارئ مرورا سريعا أمام مشهد الذبح، فلو كان المقصود مشهد الرقة والمداعبة لقال : فطفق يمسح بالسوق والاعناق ليكون ذلك أدعى (استحضار) مشهد الملاطفة. وأخيرا فإن الهيروغليفية تحوي الفعل مزح(مسح) بمعنى ذبح وقطع، وهو يتفق مع احد معاني مسح العربية.
وقد اختلف المفسرون حول معنى قوله تعالى :فطفق مسحا بالسوق والأعناق، فقد ذهب ابن عباس رضي الله عنه وطائفة من المفسرين إلى أنه هو المسح المعروف على سيقان الخيل وأعناقها عتابا وملاطفة لها لأنها شغلته عن صلاة العصر أو عن ورده اليومي قبل غروب الشمس ، فيما ذهب الحسن البصري رضي الله عنه وطائفة اخرى من المفسرين إلى أن مسحا بمعنى ذبحا وقطعا ، أي أن سليمان عليه السلام قطع سوق الخيل وأعناقها وذبحها تكفيرا عن ذنبه بعد أن شغلته عن الصلاة والذكر حتى غابت الشمس. والذين يرجحون المسح بمعناه المعروف( يبررون) ذلك بأنه لا يليق بنبي أن يفعل ذلك ، وأن أخلاق التوحيد والإيمان تمنعه من ممارسة ذلك الفعل العنيف. ومنطق (التبرير) غالبا منطق سهل للمؤيدين المعارضين في اي قضية ، فالآخرون القائلون بأنه ذبح تلك الخيل (يبررون أيضا) فعلة الذبح بقولهم إنه دليل على ندمه الشديد ، ومحاولته إرضاء الله تعالى بطريقته التي يراها تكفيرا عن ذنبه. ويقولون إن الأنبياء لحظة الغضب يمكن أن يفعلوا خلاف الأولى كما ألقى موسى الألواح من قبل. وإذا كان الأمر كذلك ، فإننا يمكن أن نتخلى عن منطق التبرير ، ونلجأ إلى منطق اللغة والدليل، فهل يمكن أن تسعفنا اللغة حقا؟ إن الآية تتحدث عن مشهد (مثير) وعجيب لتلك الخيل التي تتمتع بقدر كبير من الجاذبية لحظة وقوفها (الصافنات) وعند انطلاقها وجريانها(الجياد) حتى شغلت النبي سليمان عن ذكر ربه. والآيات تعاملت مع المشهد بطريقة فيها قدر كبير من الغموض والمجاز حتى تطلق العنان لخيال القارئ، فتوارت بالحجاب كناية عن غروب الشمس المحذوفة من السياق، والحجاب كذلك مجاز ، وكلمة الخيل محذوفة أيضا لكنها تفهم من قوله تعالى (الصافنات الجياد)، وربما مع كل هذه المجازات ، ناسب ذلك المشهد (الساحر) استعمال كلمة (مسحا) بدلا من( ذبحا) حتى تتناسق المفردات مع حالة الغموض هذه. و(من الصعب) لغة و إيقاعا استعمال كلمة طفق بقوتها النابعة من حرفي الطاء(أقوى حروف العربية) وحرف القاف (واحد من أقوى حروف العربية)، من الصعب تقبل أن ذلك الفعل (الصارم) ياأتي في سياق مشهد المسح والمداعبة والملاطفة. والفعل طفق لم ينتبه إلىه أكثر المفسرين ، وقالوا إنه بمعنى أخذ أو شرع أو جعل ، وهو فعل من أفعال الشروع ، ومع ذلك ، فلا يمكن مساواته بالفعل شرع، فالقرآن استعمل الفعل طفق دلالة عى رد الفعل المفاجئ والسريع (وربما العنيف) كما في قصة آدم عليه السلام وزوجه حين( طفقال يخصفان عليهما من ورق الجنة. ولذلك فإن طفق في سياق رد فعل النبي سليمان تشي يهذا (العنف المحمود). و مع تقديم كلمة (السوق) على (الأعناق) دون مبرر فني ومنطقي إلا القطع والذبح ، وذلك لإن الطبيعي أن يمسح الإنسان على العنق قبل أن ينحني إلى الساق ، فلو قيلت الآية فطفق مسحا بالأعناق والسوق ، لكانت مسحا دلالة على الملاطفة، ولكان مشهد المداعبة منطقيا، لكن هذا الترتيب (السوق والأعناقل هو الترتيب الذي يحدث حقيقة مع ذبح الحيوان حيث تضرب سيقانه أولا ثم يقطع عنقه.
بقيت ملحوظة أخرى يمكن أن تكون مهمة للتدليل على مشهد الذبح ، وهو استعمال المصدر مسحا بدل الفعل يمسح، وذلك لكي يمر خيال القارئ مرورا سريعا أمام مشهد الذبح، فلو كان المقصود مشهد الرقة والمداعبة لقال : فطفق يمسح بالسوق والاعناق ليكون ذلك أدعى (استحضار) مشهد الملاطفة. وأخيرا فإن الهيروغليفية تحوي الفعل مزح(مسح) بمعنى ذبح وقطع، وهو يتفق مع احد معاني مسح العربية.