يدرس الناقد وعالم النفس المصري الدكتور خالد عبد الغني في كتابه الجديد (الذات والموضوع في الثقافة العربية المعاصرة) علامات هذه الثقافة زنخا يسورها أو يكتنفها أو ما يحيطها من تيارات لتكون علامة لهذه الثقافة التي تعاني من التراجع بحسب الكثير من المثقفين أنفسهم لما يعيشه الفرد العربي والمثقف بشكل خاص من إحباط ويأس في الحياة ومن الحياة نفسها. والباحث يدرسها من جانبين نفسي ونقدي ليجمع بينهما عبر اتخاذ طرق البحث عن الكينونة ومن خلال عدة طرق منها مقالات آخرين لها ارتباط ببحثه الدراسي من أجل الإشارة إلى تلك العلامات والدوال المؤدية الى دراسة الأدب والفن بعامة عبر ثلاثة تيارات (الأول: يسمى الدراسة الموضوعية للأدب الذي يحاول تكميم الظاهرة الإبداعية مستعينا في ذلك بمنهج العلوم الطبيعية والإحصاء والثاني: يسمى التيار التحليلي الذي يهتم بنظرية التحليل النفسي والاستفادة منها في فهم الأعمال الأدبية بهدف الكشف عن البناء النفسي للمؤلف وعلاقته بالعمل الإبداعي والثالث: التيار التحليلي النفسي الإكلينيكي الذي يسعى للاستفادة من التراث النفسي وعلم النفس المرضى والإكلينيكي بنظرته للشخصية داخل العمل الأدبي من حيث قربها أو بعدها من الحالة المرضية، وصلتها بالمؤلف) ولأن الباحث الدكتور هو اختصاصي بعلم النفس الإكلينيكي فإنه يبرز وسط تراجع الاهتمام بالتحليل النفسي ومسيرته فإنه يريد مما يسميه التيار الإكلينيكي التحليلي أن يأخذ دوره في ربط العلم بالأدب والعكس صحيح، لكنه يربط الأمر بشرط أن (تفسح الدوريات والمؤتمرات لهذا النوع من الدراسات فهناك ثمة صعوبة في إيجاد فرص النشر وبخاصة في تلك الدوريات النفسية المحكمة) التي يراها تهتم بأشياء أخرى أقل أهمية ولا تؤدي الغرض منها سوى إنها بحوث علمية تنشر في هذه المجلة أو تلك.
إن الكتاب الجديد أراده اثبات لاهمية هذا التيار أو العلم من خلال (إثبات العلاقة بين ذات المبدع والقضايا الاجتماعية التي يتناولها في إبداعه بحيث يتداخل ما هو ذاتي خاص بالمبدع مع ما هو موضوعي مستقل عنه وفي لحظة بعينها نجد المبدع يتحدث عما يشغله هو شخصيا وذاتيا مسقطا ذلك الانشغال على اختياره لبعض القضايا دون غيرها أيضا)
الكتاب تضمن فصولا عديدة لكنه وضع تمهيدا له مقدمة كتاب (الادب الغاضب وتحولات النص الرواية العربية ما بعد المتغيرات) للناقد العراقي علي لفتة سعيد ليكون تمهيدا للكتاب قبل مقدمته لما هو متقارب مع رؤيته في الامساك بالمنطقة الوسطى بين الذات والموضوع او الفعل وردة الفعل وصناعة الصورة التي يظهرها هذا التشابك.
الكتاب يتضمن 21 بحثا أو فصلا أو فقرة تدور جميعها حول نقطة المركز التي يريد الباحث الوصول اليها. وهو يناقش في كل فقرة من هذه الفقرات بطريقتي النقد والتحليل العلمي النفسي والعلاقة بين النص الأدبي والواقع والأسطورة والمخيلة والتلاعب الأدبي. ففي القسم الأول (ازدهار وسقوط البطل التراجيدي في "النفي إلى الوطن") للروائي محمد جبريل وهو يحلل فكرة الرواية الربط بين الذات المنتجة والذات الواعية لما حولها من واقع سياسي في زمن محدد، مثلما يناقش في القسم الثاني (السيرة الذاتية في نماذج روائية مغربية للدكتورة ثريا لهي ) وهو يقرأ نماذج لروائيات مغاربيات في محاولة الوصول الى نقطة الموضوع والذات في الثقافة العربية. وهو الامر الذي فعله مع الرواية العراقية في قسم (سيرة الذات والوطن/ العراق في الثلاثية) متخذا من ثلاثية علي لفتة سعيد (الصورة الثالثة/ مزامير المدينة/ فضاء ضيق لتحليل هذا الواقع الثقافي ومن منظور نفسي أدبي ايضا. ليصل الى (نص الأنا واللاشعور في أجواء المدينة) وهي رواية للمصري محمود قنديل ليواصل تفكيك الوحدات الاسطورية كما في الثلاثية ليسلطها على هذه الرواية. ليبحر من جديد في تبويب الذات الواعية المثقفة في (الذات والحقيبة في حائط غاندي) لعزة رشاد وهو الأمر ذاته ينطبق على فقرة (النظر في المرآة ودلالته على الهلاك في تعويذة علام) لعلياء هيكل حيث الفعل الأسطوري والفنتازي في الرواية العربية وأسباب التحول من الواقعية إلى الغرائبية أو الأسطوري والتحول الذاتي في المنطق الأدبي. ويقف في مناقشة العقدة الأوديبية من منظور نفسي نقدي في قسم (النسق الأوديبي قراءة في روايتين) معتمدا في التحليل على أسطورة (الملك أوديب) للمسرحي الإغريقي سوفوكليس من خلال روايتي الأولى رواية (السقشخي) لعلي لفتة سعيد والثانية رواية (مها) لفايزة حلمي، لتقشير العلاقة الذاتية او التفجر الذاتي في النصين من خلال تأثير العقدة الاجتماعية.
إن الكتاب يحاول الوقوف على نماذج اخرى غير الرواية ومنها كما جاء في قسم (الفانتازيا في سبعة نماذج من القص) وهنا يخرج من الأسطورة إلى الفنتازيا باعتبارها واحدة من دلائل التأثير على الذات، من خلال تحليل سبع قصص لقصاصين عرب منهم يوسف إدريس ومحمود قنديل وسعاد سليمان ومحمد الناصر ورزق سالم درويش ومنار فتح الباب، لكنه يتناول التناص مع القرأن لربطه ايضا مع الذات التي تختار هكذا نوع من النصوص (أناشيد مبللة بالحزن) للشاعر السوري عيسى الشيخ حسن حيث يكون الحزن هو المعادل الموضوعي في عملية البث غير المباشر للذات. وهو ذات الأمر مع قسم (التناص مع القرءان والأسطورة في نقضت غزلها) للشاعرأحمد مصطفى سعيد لكنه هنا مع الأسطورة ايضا
الكتاب يريد الوصول أيضا إلى وجود علاقة تربط بين المؤلف وبين القائم بالتحليل النفسي والتي يراها قد تكون عقبة تمنعه من رؤية النص بمعزل عن مؤلفه وربما جعلته يعاني في قراءة النص وبالتالي فهو يتقدم. وهو ما رآه في قسم (صورة الروح والذات الشاعرة في رجل وامرأة) للشاعرة منار حسن فتح الباب؛ حيث يتوغل عميقا من الناحيتين النقدية والنفسية في قصائدها لاصطياد النقطة الموضحة لهذا العالم الذاتي والموضوعي.
إن الكتاب حافل بالمواضيع العديدة التي ترتبط كلها بالعنوان الرئيس الذي يريد مرة أخرى تفكيكه عبر النصوص ومرة جمعه من خلال تحيل النصوص ذاتها باعتبار أن "النقد التحليلي النفسي التقليدي ينحصر في ثلاث فئات عامة تعتمد على الهدف من التحليل وهي" المؤلف أو القارئ أو الأشخاص الموجودين في النص الأدبي – الأبطال-، على اعتبار أن ذلك الهدف كان الاهتمام الرئيسي في التحليل النفسي الكلاسيكي ويبدو حاليا أنه الأكثر مخالفة للحقيقة ومع ذلك فربما كان الأصعب في تجاوزه، ليجيء بعد ذلك ما يدعى بإلحاح منقطع النظير إعلان موت المؤلف) ولذا فإن أقساما أخرى غير الأدبية مثل (الإعلام وتشكيل الوعي "بين الذاتي والموضوعي" و (مفهوم الهوية الثقافية) و (مؤسسات البحث العلمي والشباب) و (النظام الإسلامي أصوله وقواعده) و (حقيقة الثورة على كتاب "في الشعر الجاهلي لطه حسين" فضلا عن (المقاومة والبطولة في الشعر العربي لحسن فتح الباب) و (المعجم العربي نشأته وتطوره لحسين نصار) و (اللغة والتفسير والتواصل لمصطفى ناصف) وكذلك (اللحظة الشعرية الراهنة للشاعر محمود الأزهري) و (الذات والموضوع في الفن التشكيلي لدى الفنانة القطرية سعاد أحمد السالم).
إن هذا الكتاب ربما يكون الأول من نوعه الذي يمزج علم النفس الإكلينيكي والإبداع في كل أجناسه سواء الأدبية أو الفنية وحتى الإعلامية من خلال البحث عن تلك النقاط التي توصل بين الذات والموضوع وهدفيها في تثوير النص.
إن الكتاب الجديد أراده اثبات لاهمية هذا التيار أو العلم من خلال (إثبات العلاقة بين ذات المبدع والقضايا الاجتماعية التي يتناولها في إبداعه بحيث يتداخل ما هو ذاتي خاص بالمبدع مع ما هو موضوعي مستقل عنه وفي لحظة بعينها نجد المبدع يتحدث عما يشغله هو شخصيا وذاتيا مسقطا ذلك الانشغال على اختياره لبعض القضايا دون غيرها أيضا)
الكتاب تضمن فصولا عديدة لكنه وضع تمهيدا له مقدمة كتاب (الادب الغاضب وتحولات النص الرواية العربية ما بعد المتغيرات) للناقد العراقي علي لفتة سعيد ليكون تمهيدا للكتاب قبل مقدمته لما هو متقارب مع رؤيته في الامساك بالمنطقة الوسطى بين الذات والموضوع او الفعل وردة الفعل وصناعة الصورة التي يظهرها هذا التشابك.
الكتاب يتضمن 21 بحثا أو فصلا أو فقرة تدور جميعها حول نقطة المركز التي يريد الباحث الوصول اليها. وهو يناقش في كل فقرة من هذه الفقرات بطريقتي النقد والتحليل العلمي النفسي والعلاقة بين النص الأدبي والواقع والأسطورة والمخيلة والتلاعب الأدبي. ففي القسم الأول (ازدهار وسقوط البطل التراجيدي في "النفي إلى الوطن") للروائي محمد جبريل وهو يحلل فكرة الرواية الربط بين الذات المنتجة والذات الواعية لما حولها من واقع سياسي في زمن محدد، مثلما يناقش في القسم الثاني (السيرة الذاتية في نماذج روائية مغربية للدكتورة ثريا لهي ) وهو يقرأ نماذج لروائيات مغاربيات في محاولة الوصول الى نقطة الموضوع والذات في الثقافة العربية. وهو الامر الذي فعله مع الرواية العراقية في قسم (سيرة الذات والوطن/ العراق في الثلاثية) متخذا من ثلاثية علي لفتة سعيد (الصورة الثالثة/ مزامير المدينة/ فضاء ضيق لتحليل هذا الواقع الثقافي ومن منظور نفسي أدبي ايضا. ليصل الى (نص الأنا واللاشعور في أجواء المدينة) وهي رواية للمصري محمود قنديل ليواصل تفكيك الوحدات الاسطورية كما في الثلاثية ليسلطها على هذه الرواية. ليبحر من جديد في تبويب الذات الواعية المثقفة في (الذات والحقيبة في حائط غاندي) لعزة رشاد وهو الأمر ذاته ينطبق على فقرة (النظر في المرآة ودلالته على الهلاك في تعويذة علام) لعلياء هيكل حيث الفعل الأسطوري والفنتازي في الرواية العربية وأسباب التحول من الواقعية إلى الغرائبية أو الأسطوري والتحول الذاتي في المنطق الأدبي. ويقف في مناقشة العقدة الأوديبية من منظور نفسي نقدي في قسم (النسق الأوديبي قراءة في روايتين) معتمدا في التحليل على أسطورة (الملك أوديب) للمسرحي الإغريقي سوفوكليس من خلال روايتي الأولى رواية (السقشخي) لعلي لفتة سعيد والثانية رواية (مها) لفايزة حلمي، لتقشير العلاقة الذاتية او التفجر الذاتي في النصين من خلال تأثير العقدة الاجتماعية.
إن الكتاب يحاول الوقوف على نماذج اخرى غير الرواية ومنها كما جاء في قسم (الفانتازيا في سبعة نماذج من القص) وهنا يخرج من الأسطورة إلى الفنتازيا باعتبارها واحدة من دلائل التأثير على الذات، من خلال تحليل سبع قصص لقصاصين عرب منهم يوسف إدريس ومحمود قنديل وسعاد سليمان ومحمد الناصر ورزق سالم درويش ومنار فتح الباب، لكنه يتناول التناص مع القرأن لربطه ايضا مع الذات التي تختار هكذا نوع من النصوص (أناشيد مبللة بالحزن) للشاعر السوري عيسى الشيخ حسن حيث يكون الحزن هو المعادل الموضوعي في عملية البث غير المباشر للذات. وهو ذات الأمر مع قسم (التناص مع القرءان والأسطورة في نقضت غزلها) للشاعرأحمد مصطفى سعيد لكنه هنا مع الأسطورة ايضا
الكتاب يريد الوصول أيضا إلى وجود علاقة تربط بين المؤلف وبين القائم بالتحليل النفسي والتي يراها قد تكون عقبة تمنعه من رؤية النص بمعزل عن مؤلفه وربما جعلته يعاني في قراءة النص وبالتالي فهو يتقدم. وهو ما رآه في قسم (صورة الروح والذات الشاعرة في رجل وامرأة) للشاعرة منار حسن فتح الباب؛ حيث يتوغل عميقا من الناحيتين النقدية والنفسية في قصائدها لاصطياد النقطة الموضحة لهذا العالم الذاتي والموضوعي.
إن الكتاب حافل بالمواضيع العديدة التي ترتبط كلها بالعنوان الرئيس الذي يريد مرة أخرى تفكيكه عبر النصوص ومرة جمعه من خلال تحيل النصوص ذاتها باعتبار أن "النقد التحليلي النفسي التقليدي ينحصر في ثلاث فئات عامة تعتمد على الهدف من التحليل وهي" المؤلف أو القارئ أو الأشخاص الموجودين في النص الأدبي – الأبطال-، على اعتبار أن ذلك الهدف كان الاهتمام الرئيسي في التحليل النفسي الكلاسيكي ويبدو حاليا أنه الأكثر مخالفة للحقيقة ومع ذلك فربما كان الأصعب في تجاوزه، ليجيء بعد ذلك ما يدعى بإلحاح منقطع النظير إعلان موت المؤلف) ولذا فإن أقساما أخرى غير الأدبية مثل (الإعلام وتشكيل الوعي "بين الذاتي والموضوعي" و (مفهوم الهوية الثقافية) و (مؤسسات البحث العلمي والشباب) و (النظام الإسلامي أصوله وقواعده) و (حقيقة الثورة على كتاب "في الشعر الجاهلي لطه حسين" فضلا عن (المقاومة والبطولة في الشعر العربي لحسن فتح الباب) و (المعجم العربي نشأته وتطوره لحسين نصار) و (اللغة والتفسير والتواصل لمصطفى ناصف) وكذلك (اللحظة الشعرية الراهنة للشاعر محمود الأزهري) و (الذات والموضوع في الفن التشكيلي لدى الفنانة القطرية سعاد أحمد السالم).
إن هذا الكتاب ربما يكون الأول من نوعه الذي يمزج علم النفس الإكلينيكي والإبداع في كل أجناسه سواء الأدبية أو الفنية وحتى الإعلامية من خلال البحث عن تلك النقاط التي توصل بين الذات والموضوع وهدفيها في تثوير النص.