نهار جمعة ربيعي ..
لا تخطئ حبيبتي موعدها معي، أقبلتْ يسبقها حسنها، يعلن عنها بهاؤها، عطرها ملأ الأماكن التي مرتْ بها، شالها الأصفر زادها غموضًا وإجلالًا، حينما ابتسمتْ لي، أطلق الليل سراح الشمس السجينة،عيناها حدثتني بما عجزت عنه كل حروف العشق، أخبرتني أنها لا ترى سواي رجلًا على الأرض.
قالت لي:
- حين نلتقي بعد عشر سنوات، لاتسألني أين كنتِ، لأن النجوم كانت بعيدة ومبعثرة وطبقات السماء ليست سبعًا.
نهار جمعة صيفي آخر ..
تركتني أرفع شالها، ألمسُ خصلات شعرها المجعد، أما يداي، فقد طال حديثها مع تلك الخدود الناعمة،
انتهى الكلام لتبدأ لغة أخرى، قبلتها وسط نظرات الناس التي تريد التهامنا، ضحك الجميع وأشاروا إلينا باستغراب، همستُ في أذنها:
- هذه آخر جمعة لن نكون فيها معًا.
ابتسمتْ بخجل وقالت:
- ليلة البارحة رأيتكَ في حلمي تحيط خصري وعلى ثوبي نبيذ قرمزي اللون!
مطر عينيها حبات من وقت، كل ثانية تسقط أعشقها أكثر من التي قبلها.
أجبتها بعد احتضان كفي بكفها:
- بعد هذا النهار سنكون معًا في الأحلام واليقظة، نعوم سويًا في الموجة تحت البنفسجية وفوق الحمراء.
قالت:
- أنتَ وسيم متفرد حين تتطاير النوتات من فمك!
- وأنت جميلة في الأحمر!
نهار جمعة خريفي ..
جلسنا متجاورين أكثر مما ينبغي، نراقب سقوط أوراق الشجر، سألتني دون أن ترفع رأسها من على كتفي:
- هل تحزن الأشجار لرحيل الأوراق وهجرة الطيور؟
لم أرد عليها، سؤالها هزني بقوة، جعل الكلمات تتطاير صوب تلك الأشجار وتسألها: هل حقاً تحزنين لرحيل الأوراق وهجرة الطيور؟! أم أن شريان الحب الذي يسري في جذوركِ، يمدك دومًا بأمل جديد؟
نهار جمعة شتوي أخير ..
لا تخطئ أبدًا موعدها معي، لم يحدث ولو لمرة أن اخطأت منذُ رحيلها مع تلك الأوراق، أنتظرها مع الوقت، في المكانِ نفسه الذي ألتقيتها فيه، ندخل لذلك المحل، أطلب منها اختيار إطار نظارة مناسب لي وأنتقي لها عطرًا يليق بجسدها الرائع، ثم أدعوها لنحتسي الشاي.
لم يكن ذلك اليوم جمعة، قبلتني قبل أن تتركني لتقطع ذلك الشارع اللعين وتغيب فيه دون رجعة.
رأيتها في حلمي تدعوني لنحلق بعيدًا عن الأرض، همستْ لي:
- هناك، لن تتشظى أرواحنا!
بعد عشرين جمعة ..
لم تُخطئ أبدًا موعدها معي.
لا تخطئ حبيبتي موعدها معي، أقبلتْ يسبقها حسنها، يعلن عنها بهاؤها، عطرها ملأ الأماكن التي مرتْ بها، شالها الأصفر زادها غموضًا وإجلالًا، حينما ابتسمتْ لي، أطلق الليل سراح الشمس السجينة،عيناها حدثتني بما عجزت عنه كل حروف العشق، أخبرتني أنها لا ترى سواي رجلًا على الأرض.
قالت لي:
- حين نلتقي بعد عشر سنوات، لاتسألني أين كنتِ، لأن النجوم كانت بعيدة ومبعثرة وطبقات السماء ليست سبعًا.
نهار جمعة صيفي آخر ..
تركتني أرفع شالها، ألمسُ خصلات شعرها المجعد، أما يداي، فقد طال حديثها مع تلك الخدود الناعمة،
انتهى الكلام لتبدأ لغة أخرى، قبلتها وسط نظرات الناس التي تريد التهامنا، ضحك الجميع وأشاروا إلينا باستغراب، همستُ في أذنها:
- هذه آخر جمعة لن نكون فيها معًا.
ابتسمتْ بخجل وقالت:
- ليلة البارحة رأيتكَ في حلمي تحيط خصري وعلى ثوبي نبيذ قرمزي اللون!
مطر عينيها حبات من وقت، كل ثانية تسقط أعشقها أكثر من التي قبلها.
أجبتها بعد احتضان كفي بكفها:
- بعد هذا النهار سنكون معًا في الأحلام واليقظة، نعوم سويًا في الموجة تحت البنفسجية وفوق الحمراء.
قالت:
- أنتَ وسيم متفرد حين تتطاير النوتات من فمك!
- وأنت جميلة في الأحمر!
نهار جمعة خريفي ..
جلسنا متجاورين أكثر مما ينبغي، نراقب سقوط أوراق الشجر، سألتني دون أن ترفع رأسها من على كتفي:
- هل تحزن الأشجار لرحيل الأوراق وهجرة الطيور؟
لم أرد عليها، سؤالها هزني بقوة، جعل الكلمات تتطاير صوب تلك الأشجار وتسألها: هل حقاً تحزنين لرحيل الأوراق وهجرة الطيور؟! أم أن شريان الحب الذي يسري في جذوركِ، يمدك دومًا بأمل جديد؟
نهار جمعة شتوي أخير ..
لا تخطئ أبدًا موعدها معي، لم يحدث ولو لمرة أن اخطأت منذُ رحيلها مع تلك الأوراق، أنتظرها مع الوقت، في المكانِ نفسه الذي ألتقيتها فيه، ندخل لذلك المحل، أطلب منها اختيار إطار نظارة مناسب لي وأنتقي لها عطرًا يليق بجسدها الرائع، ثم أدعوها لنحتسي الشاي.
لم يكن ذلك اليوم جمعة، قبلتني قبل أن تتركني لتقطع ذلك الشارع اللعين وتغيب فيه دون رجعة.
رأيتها في حلمي تدعوني لنحلق بعيدًا عن الأرض، همستْ لي:
- هناك، لن تتشظى أرواحنا!
بعد عشرين جمعة ..
لم تُخطئ أبدًا موعدها معي.