لم يترك جورج حانة في طريق عودته إلى المنزل إلا ودخلها، هنا كأس من النبيذ هناك جرعة ويسكي وليس بعيدًا عن المنزل كأسان من الفودكا، صديقه الذي يسكن بالجوار دعاه لرفع نخب السنة الميلادية الجديدة – كان صديقه قد حصل قبل أيام على زجاجة “أوزو” يونانية فاخرة، أعجب جورج بطعمها، جرع بضعة كؤوس مع بعض الحلوى. أخيرًا قرر العودة إلى المنزل قبل أن تدق أجراس العام الجديد بنصف ساعة، كان يتمايل في جميع الاتجاهات الممكنة من شدّة السكر، وقع على الأرض عدّة مرات ولم يشعر لماذا ارتفع في السماء هذا الكمّ الكبيرمن المتفرقعات… دخلت السنة الميلادية الجديدة التقويم دون أن يدرك جورج هذه الحقيقة، كان الآخرون في حالة من الانتشاء ولم يعره أحد من العابرين أدنى انتباه، لكن جورج كان مصرًا على العودة إلى منزله لاستقبال العام الجديد برفقة زوجته الجميلة ناديجدا. أخيرًا وصل إلى مدخل المبنى الذي يسكنه، بالكاد فتح باب العمارة الخارجي، تجشع بملء صوته، كانت رائحة الكحول تملأ المحيط الذي يترنح جورج فيه. ضرب رأسه الحائط الأيمن ثم الأيسر، ضرب بطرف قدمه سياج الدرج وأخذ يصعد درجة تلو الأخرى. لم يكن جورج قادرًا على تحديد مكان المصعد لهذا فضل الوصول إلى شقته في الطابق الرابع مستخدمًا الأدراج الملتوية.
وضع جورج المفتاح في باب الشقة، كان الوقت قد شارف على الواحدة صباحًا، الموسيقى كانت تصدح في الأنحاء والرقص والمرح في كلّ مكان، إلا جورج الصامت المترنح غير القادر على الوصول إلى غايته. رفض المفتاح الانصباع لإرادته، أداره إلى اليمين واليسار لكن دون جدوى. لم يطق المسكين صبرًا، ضرب الباب بكلّ ما أوتي من قوة حتى تمكن من خلعه من إطاره الخارجي.
دخل جورج إلى بهو الشقة وتوجه إلى غرفة النوم، وجد زوجته مستلقية في السرير بملابس النوم مع جاره إيفان من الطابق الثالث. شعر جورج بالغضب يقضي على كل ما تبقى لديه من حكمة. “يعرف معظم أهالي المبنى بأن جورج يفتقد للحكمة بالفطرة.” هرع إلى المطبخ وأحضر سكينًا حادًا، أخذ يلوّح بها في وجه جاره، كان يشعر بالعار ورفض النظر إلى زوجته وكان يردّد صارخًا “عاهرة .. فعلتيها يا عاهرة!”
شعر إيفان بأن الكيل قد فاض ولم يكن هناك بدًا من معالجة سورة الغضب التي تملكت كيان جورج، لكمه بشدة على وجهه، ترنح الأخير وسقط على أرض الغرفة. بعد ساعات استيقظ جورج من نومه وغيبوبته، وجد نفسه في السرير ذاته، كان يجلس من حوله إيفان وزوجته. عندها أدرك جورج بأنه أخطأ الطابق وكسر باب شقة جاره إيفان، أدرك أيضًا بأن المرأة التي كانت ترقد إلى جانبه هي ألكسندرا زوجة جاره. كانت الأخيرة تبكي وتضحك في الوقت نفسه! تبكي من شدة الخوف الذي تملكها بعد أن شعرت بأن سارق أو مجرم قد اقتحم المنزل، وتضحك من مشهد الغيرة الدرامي الذي قام بدور بطولته الرئيسي جارها جورج.
قرر جورج في أثناء الأسبوع الثاني من السنة الجديدة التوقف عن تناول الكحول. لكن صديقه عرض عليه تناول بعض الأوزو قبل التوقف عن شرب الكحول، وافق جورج وشرب نصف الزجاجة.
* المجلة الثقافية مجلة جزائرية
وضع جورج المفتاح في باب الشقة، كان الوقت قد شارف على الواحدة صباحًا، الموسيقى كانت تصدح في الأنحاء والرقص والمرح في كلّ مكان، إلا جورج الصامت المترنح غير القادر على الوصول إلى غايته. رفض المفتاح الانصباع لإرادته، أداره إلى اليمين واليسار لكن دون جدوى. لم يطق المسكين صبرًا، ضرب الباب بكلّ ما أوتي من قوة حتى تمكن من خلعه من إطاره الخارجي.
دخل جورج إلى بهو الشقة وتوجه إلى غرفة النوم، وجد زوجته مستلقية في السرير بملابس النوم مع جاره إيفان من الطابق الثالث. شعر جورج بالغضب يقضي على كل ما تبقى لديه من حكمة. “يعرف معظم أهالي المبنى بأن جورج يفتقد للحكمة بالفطرة.” هرع إلى المطبخ وأحضر سكينًا حادًا، أخذ يلوّح بها في وجه جاره، كان يشعر بالعار ورفض النظر إلى زوجته وكان يردّد صارخًا “عاهرة .. فعلتيها يا عاهرة!”
شعر إيفان بأن الكيل قد فاض ولم يكن هناك بدًا من معالجة سورة الغضب التي تملكت كيان جورج، لكمه بشدة على وجهه، ترنح الأخير وسقط على أرض الغرفة. بعد ساعات استيقظ جورج من نومه وغيبوبته، وجد نفسه في السرير ذاته، كان يجلس من حوله إيفان وزوجته. عندها أدرك جورج بأنه أخطأ الطابق وكسر باب شقة جاره إيفان، أدرك أيضًا بأن المرأة التي كانت ترقد إلى جانبه هي ألكسندرا زوجة جاره. كانت الأخيرة تبكي وتضحك في الوقت نفسه! تبكي من شدة الخوف الذي تملكها بعد أن شعرت بأن سارق أو مجرم قد اقتحم المنزل، وتضحك من مشهد الغيرة الدرامي الذي قام بدور بطولته الرئيسي جارها جورج.
قرر جورج في أثناء الأسبوع الثاني من السنة الجديدة التوقف عن تناول الكحول. لكن صديقه عرض عليه تناول بعض الأوزو قبل التوقف عن شرب الكحول، وافق جورج وشرب نصف الزجاجة.
* المجلة الثقافية مجلة جزائرية