اثير محمد شهاب من بغداد:
من ضمن المتابعات والاشادات المستمرة لشاعر الريادة محمود البريكان، احتفت مجلة ثقافات الصادرة عن كلية الاداب - جامعة البحرين في عددها السابع والثامن من صيف 2003 بالشاعر الراحل بوصفه شاعرا استطاع عبر مغامرته وتجربـته الشعرية أن يثبت خصوصيته التي تميزه عن غيره من الشعراء العرب.
&وقد قام الشاعر والناقد الفلسطيني محمد الاسعد باعداد الملف، على الرغم من تفكير هيأة تحرير المجلة - قبل ذلك - باعداد ملفا عنه، إلا ان مجيء ملف الناقد ابعدهم عمّا كان مخططا له بحسب ما وصف مقدمة العدد من قبل الناقد عبد الكريم حسن، فضلا عن محاولته - من خلال المقدمة - سبر اغوار عالم البريكان الفكري والايديولوجي، إذ يقول: "البريكان وجودي وان لم يلتحق بمدرسة وجودية محددة. هو يقترب من سارتر ولكنه ليس هو. شعره ينصب على معاناة الذي يحيا. إنسانا كان او كان شجرة او سواها. وجودي لانه يمتع من معاناة الانسان في مواجهة للشر.. الشر في داخله والشر الذي في العالم. ومن جحيم هذه المعاناة تبزغ بين الفينة والاخرى احلام تهدهد الانسان ".
&تضمن الملف دراسة واحدة للناقد معد الملف - محمد الاسعد " شرارة على حدود الابد، دراسة في تجربة محمود البريكان الشعرية "، حيث تحدث الناقد باسهاب عن حياة البريكان وعلاقته به، واثر التقلبات الفكرية والايديولوجية عليه، فضلا عن مغامرته الابداعية، وقد تمثلت المغامرة عن طريق حديثه عن لغة البريكان الشعرية " لغة البريكان في هذا الاطار تميل الى ان تكون قصيرة الجمل نشطة وحيوية، وتحافظ على اقصى طاقتها باقتصارها على تجسيد الشيء بذاته من دون اشارة الى شيء اخر غيره، لهذا نجدها تطرح عنها اداة التشبيه ما استطاعت، وتقف عارية باقل القليل من المحسنات البديعية من رنين وقرع وصخب وتجريد. إن جوهرها يقع في الموقف الذي تكشف عنه وفي زاوية الالتقاط التي يعمد اليها الشاعر، أي تكوين الكلي الذي يطمح اليه بوصفه رؤيا وتجل ".
ويستمر الناقد في الحديث عن مكامن الابداع في تجربة البريكان بوصفه رياديا في تجربته، على النحو الذي يسهم في رسم ملامح الاختلاف عن شعراء الريادة الشعرية.
والمحور الثاني الذي تناول البريكان من خلال استحضار صوته عبر الحوار الذي اداره قبل مدة - الناقد عبد الرزاق المانع سنة 1969، ولعل من اهم الاجابات التي قدمها البريكان في تلك اللحظة: هي دفاعه عن قصيدة التفعيلة من جهة، ومن جهة اخرى هجومه على من يطعن في رؤاها.&وهو في - جانب جديد - يرفض اهمية الاشكال في الكتابة الشعرية باعتبار ان الشعر يتجاوز على الاشكال كافة.
&اما المادة الثالثة في ملف البريكان، فقد تضمنت كلمة البريكان عند ازاحة الستار عن تمثال السياب سنة 1971، وقد قدم الشاعر في كلمته رؤية واضحة عن فلسفة الشعر في الحياة " ابلغ تمجيد للشعر، ان يحن الانسان الى الحرية كاكبر حاجة من حاجاته، وان يجرؤ على الرؤية الساطعة والتحديق في وجوه الازمنة وان يتعلم من الشعراء الحقيقين هذا السحر، معانقة الحياة بلا خوف ولا رياء ".&بعد كلمته تلك جاء رد الشاعر البريكان على تعليق الشاعر عبد الرحمن طهمازي، ذاكرا وداحضا رده بنقاط متسلسلة.
ثم تلا ذلك كلمات وانطباعات نقدية سريعة وخاطفة حول تجربة البريكان من قبل مجموعة من النقاد والشعراء العرب امثال السياب، سعدي يوسف، عبد الرحمن طهمازي، الدكتور قاسم البريسم، رشدي العامل، فؤاد رفقة، سلمى الخضراء الجيوسي وغيرهم.
بعد ذلك جاءت المادة الاخيرة التي تضمنت مختارات من قصائد البريكان الشعرية، وبهذه التنويعات تختتم المجلة ملف الشاعر العراقي الراحل محمود البريكان بوصفه شاعرا متميزا عن اقرانه من شعراء الريادة الشعرية.
وتواصلا مع ملف البريكان، فقد احتوى العدد مقالات ونصوص ابداعية عدة
من ضمن المتابعات والاشادات المستمرة لشاعر الريادة محمود البريكان، احتفت مجلة ثقافات الصادرة عن كلية الاداب - جامعة البحرين في عددها السابع والثامن من صيف 2003 بالشاعر الراحل بوصفه شاعرا استطاع عبر مغامرته وتجربـته الشعرية أن يثبت خصوصيته التي تميزه عن غيره من الشعراء العرب.
&وقد قام الشاعر والناقد الفلسطيني محمد الاسعد باعداد الملف، على الرغم من تفكير هيأة تحرير المجلة - قبل ذلك - باعداد ملفا عنه، إلا ان مجيء ملف الناقد ابعدهم عمّا كان مخططا له بحسب ما وصف مقدمة العدد من قبل الناقد عبد الكريم حسن، فضلا عن محاولته - من خلال المقدمة - سبر اغوار عالم البريكان الفكري والايديولوجي، إذ يقول: "البريكان وجودي وان لم يلتحق بمدرسة وجودية محددة. هو يقترب من سارتر ولكنه ليس هو. شعره ينصب على معاناة الذي يحيا. إنسانا كان او كان شجرة او سواها. وجودي لانه يمتع من معاناة الانسان في مواجهة للشر.. الشر في داخله والشر الذي في العالم. ومن جحيم هذه المعاناة تبزغ بين الفينة والاخرى احلام تهدهد الانسان ".
&تضمن الملف دراسة واحدة للناقد معد الملف - محمد الاسعد " شرارة على حدود الابد، دراسة في تجربة محمود البريكان الشعرية "، حيث تحدث الناقد باسهاب عن حياة البريكان وعلاقته به، واثر التقلبات الفكرية والايديولوجية عليه، فضلا عن مغامرته الابداعية، وقد تمثلت المغامرة عن طريق حديثه عن لغة البريكان الشعرية " لغة البريكان في هذا الاطار تميل الى ان تكون قصيرة الجمل نشطة وحيوية، وتحافظ على اقصى طاقتها باقتصارها على تجسيد الشيء بذاته من دون اشارة الى شيء اخر غيره، لهذا نجدها تطرح عنها اداة التشبيه ما استطاعت، وتقف عارية باقل القليل من المحسنات البديعية من رنين وقرع وصخب وتجريد. إن جوهرها يقع في الموقف الذي تكشف عنه وفي زاوية الالتقاط التي يعمد اليها الشاعر، أي تكوين الكلي الذي يطمح اليه بوصفه رؤيا وتجل ".
ويستمر الناقد في الحديث عن مكامن الابداع في تجربة البريكان بوصفه رياديا في تجربته، على النحو الذي يسهم في رسم ملامح الاختلاف عن شعراء الريادة الشعرية.
والمحور الثاني الذي تناول البريكان من خلال استحضار صوته عبر الحوار الذي اداره قبل مدة - الناقد عبد الرزاق المانع سنة 1969، ولعل من اهم الاجابات التي قدمها البريكان في تلك اللحظة: هي دفاعه عن قصيدة التفعيلة من جهة، ومن جهة اخرى هجومه على من يطعن في رؤاها.&وهو في - جانب جديد - يرفض اهمية الاشكال في الكتابة الشعرية باعتبار ان الشعر يتجاوز على الاشكال كافة.
&اما المادة الثالثة في ملف البريكان، فقد تضمنت كلمة البريكان عند ازاحة الستار عن تمثال السياب سنة 1971، وقد قدم الشاعر في كلمته رؤية واضحة عن فلسفة الشعر في الحياة " ابلغ تمجيد للشعر، ان يحن الانسان الى الحرية كاكبر حاجة من حاجاته، وان يجرؤ على الرؤية الساطعة والتحديق في وجوه الازمنة وان يتعلم من الشعراء الحقيقين هذا السحر، معانقة الحياة بلا خوف ولا رياء ".&بعد كلمته تلك جاء رد الشاعر البريكان على تعليق الشاعر عبد الرحمن طهمازي، ذاكرا وداحضا رده بنقاط متسلسلة.
ثم تلا ذلك كلمات وانطباعات نقدية سريعة وخاطفة حول تجربة البريكان من قبل مجموعة من النقاد والشعراء العرب امثال السياب، سعدي يوسف، عبد الرحمن طهمازي، الدكتور قاسم البريسم، رشدي العامل، فؤاد رفقة، سلمى الخضراء الجيوسي وغيرهم.
بعد ذلك جاءت المادة الاخيرة التي تضمنت مختارات من قصائد البريكان الشعرية، وبهذه التنويعات تختتم المجلة ملف الشاعر العراقي الراحل محمود البريكان بوصفه شاعرا متميزا عن اقرانه من شعراء الريادة الشعرية.
وتواصلا مع ملف البريكان، فقد احتوى العدد مقالات ونصوص ابداعية عدة