محمد بشكار - إلَى آخِرِ الفَتِيلِ أقْتَفِي احْتِراقِي

بِالكَلامِ
كَفَرتُ ولَكِنّنِي
مَا كَفرْتُ بِمَنْ
نَزَّلهْ
بِالبَياضِ
الّذي تَرْتَديهِ
الجَنَازاتُ
آمَنْتُ
مَا أفْصَحَهْ
البَيَاضُ
الّذي عَارِياً طَافَ
مِثْلَ الكَفَنْ
عَارياً الْتَفَّ
حَوْلِي لِيُوجِز فِي
جُثّةٍ قَبْرَ هَذا
الوَطَنْ
فَمَا لِي
وَهَذَا الكَلامُ
وَقَدْ أوْرَثَتْنِي مَرَاثِيهُ
أنْدَلُساً ضَائِعاً،
مَا لِمِحْبَرةِ القَلْبِ
قَدْ أفْرَغَتْ مِنْ فُؤادِيَ،
حِصَّةَ عَيْنِي مِنَ الدَّمْعِ،
هَلْ كَانَ أجْدَر أنْ
أقْتفِي فِي الفَتِيلِ
خُطَاهُ
لِأكْتُب بالشَّمْعِ
خَاتِمَتِي؟
قُلْتُ: أكْتُبُ..
قَالَ: لِمَنْ والحِوَارُ
المُدَوّرُ قَدْ ضَاقَ
بَيْنَ أصَمٍّ وَأبْكَمْ
أوَ لَمْ تَرَ كَيْفَ
اسْتَوَى بالوُجُودِ
العَدَمْ !
وَمَاذَا يُفِيدُ الكَلامُ وَنَحْنُ نُطَوِّرُ
أسْلِحَةً فِي الكِتَابَهْ
وَمِنْهَا بَوَارِج حَامِلةٌ
لِلْحَائِرَاتِ سَتَرْسُو
بِبَحْرِ الكَآبَهْ،
فَهَلْ هَكَذا نُعْلِنُ
الحَرْبَ هَلْ بِدُخَانٍ
نَضُخُّهُ مِنْ خَلْفِنَا
سَنُحرِّرُ فِي وَتَرٍ
كُلَّ هَذا الأنِينِ
الّذِي خَزّنَتْهُ
الرَّبَابَهْ
وَمَاذَا يُفِيدُ
الكَلَامُ وَقَدْ صِرْتُ
كَالفَلَكِيِّ أُوَزِّعُ عَيْنَيَّ
بَيْنَ كَوَاكِبَ أرْمُقُهَا
فَتطِيحُ..
وآمُرُ عَرَّافَةً
لِتَقُولَ تَعَالِيمَ تَسْبَقُ
مَوْتِي المُؤجَّلَ فِي خَبَرٍ
عَاجِلٍ كَبَاقِي المَآسِي،
لَعَلِّيَ فِي نَجْمَةٍ
أَسْتَرِيحُ،
لَعَلِّيَ أَخْرُجُ
مِنْ زَمَنِي مِثْلَ مَنْ دَخَلُوا
فِي خَرِيفٍ ارتَدتْهُ
جَمِيعُ الفُصُولْ،
أوْ لَعَلِّي أُحَرِّرُنِي مِنْ كَلَامٍ
تَعَبَّأَ فِي دَاخِلِي
كَالقَذَائِفَ، ثُمَّ أُقَيِّدَنِي
بِالخَرَسْ !





.............................................
الافتتاحية هذه المرة قصيدة في ملحق "العلم الثقافي"، ليوم الخميس 8 فبراير 2024

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...