مساء الجمعة أراها. أعود من المدينة في الثامنة مساءً، وما إن أدلف بوابة المنزل حتى أراها. أراها جالسةً كعادتها أيام الصيف في شرفة البيت. أراها غالباً، يوم الجمعة، وحيدةً. لعلها تنتظر قدومي، فأسليها، يوم الجمعة، بعد ساعات من وحدتها. تتناول، يوم الجمعة، غداءها عند أحد أبنائها، وفي الرابعة أو الخامسة تترك شقته الواقعة أعلى بيتها، تتركها إلى بيتها، لتجلس في الشرفة، كأنها تنتظر عودتي.
مساء الجمعة، هذه الجمعة الثانية من تموز، في ذكرى استشهاد غسان كنفاني، لم تكن وحيدة. كان أحد أبنائها، يجلس معها، ولمّا جئت جلسنا معاً. أنا وهي وأخي، وحين ناولتها ظرف المكسرات، طلب أخي المزيد منها، أعطيته واحتفظت بالباقي لها، فقد تشعر بالضجر في قادم الأيام، وقد تجد بعض المكسرات فتتسلى. لم يكن يخطر ببالها أنها قد تموت غداً أو أنها قد تذهب في غيبوبة قد تطول. لعلها ما زالت تحب الحياة ما استطاعت إليها سبيلاً. لعلها، وكلما رأيتها مساء الجمعة تنتظر عودتي من المدينة أتذكّر عنوان رواية واسيني الأعرج "حارسة الظلال". هل تحرس ظلالنا؟ ربما.
صباح السبت، في السادسة، وأنا على الشرفة أرى أخي وقد أحضر الطبيب، فأسأله: ما الأمر؟ وأعرف أنها وقعت في الحمام. أنّ ألماً ما ألمّ بها. أن دمها قد تخثر في رأسها. وسأزورها في المشفى، ولا أكلمها. لقد ذهبت في غيبوبة. ومنذ صباح السبت وهي في غيبوبة، لا تكلم أحداً ولا أحد يكلمها، وعندما أزورها في المشفى أُلقي عليها نظرةً وأبتعد عن الغرفة، لأقف في الممر. لعلّي، مثلها، لم أكن أتوقع رؤيتها، صباح السبت إلا وهي تتحرك.. تجلس على الشرفة في المساء.. تنظر من شباك مطبخها المطل على درج شقتي، تراقبني في ذهابي وإيابي، لتسألني إن كنت جائعاً، فأوافق على بعض طعامها. تسرّ إذا ما وافقت، ولا تظهر امتعاضها إنْ رفضت، وغالباً ما أرفض. منذ عشرين عاماً بدأ الحذر يلازمني. غالباً ما أتردد في تناول شاي الآخرين أو قهوتهم أو طعامهم، ومنهم هي.. هي أمي التي قد تجرب في جسدي أشياء وأشياء، لا لكي تضرّني، ولكن لتعرف حقيقة ما جرى ويجري معي. هل أنا صادق فيما أقول؟ هل أنا كاذب فيما أقول؟
ومنذ السبت أذهب إلى المشفى كل مساء. ألقي عليها نظرةً ما وأتساءل: أهي نظرة وداع؟ وحين أتأخر في الذهاب أهاتف إخوتي أو أخواتي: هل من جديد؟ وقد أضطرب قليلاً إذا ما هاتفني أحدهم: لعله يقول لي خبراً سيئاً. لعلّه. أقول.
هذا العام كان عام الموت. مات عمي الأخير في بدايته، وماتت معه ذكريات يافا. وهذا العام، في حزيران مات ابنه البكر عن اثنين وخمسين عاماً. جلطة قوية على الدماغ لم تمهله طويلاً. وها هي.. ها.. هي. هل ستكون نظرة الوداع نظرة هذا اليوم؟ كل يوم أزورها مساء، وأحياناً ينقبض قلبي فأقول: لعلها فارقت الحياة. وأفكر في مقالة الأحد.
سأكتب تحت عنوان "غيبوبة حارسة الظلال". سأكتب تحت عنوان "سيدة المقام". لا. سأكتب تحت عنوان "تعاليم فائزة" فأقلد شاعرنا في "تعاليم حورية".. مات محمود درويش قبل أن تموت أمّه، وكان يمكن أن أموت في آذار من هذا العام في حادث طرق مروّع نجوت منه بأعجوبة. وأتذكر محمود درويش وأمّه. هل حننت يوماً إلى خبزها، إلى قهوتها، إلى لمستها؟ لم أعد أذكر، وحين تسألني إن كنت أتلهف أو أتشوق لأكلة ما أجيبها: لم أعد أتلهف إلى شيء. الأشياء عندي عادية. لا لذة في الطعام ولا اشتياق. لا رغبة في أكلة ما. إنني أمارس حياة دون شهية، وحين أجوع أتلذذ بما يوجد منه حتى لو لم يكن يفتح الشهية.
أقرأ في "تعاليم حورية":
"وأنشأ المنفى لنا لغتين:
دارجة.. ليفهمها الحمام ويحفظ الذكرى
وفصحى.. كي أفسر للظلال ظلالها"
وإذا كانت لغة أمه دارجة، ولغته لغة ظلال، فإن لغتها – لغة أمي هي لغة ظلال. غالباً ما كانت لغتها، في العشرين سنة الأخيرة، وهي تتحدث معي، لغة ظلال. وأنا.. أنا ألجأ للصمت.. أتضايق وألجأ للصمت.. أتضايق من عبث لا جدوى منه وألجأ للعبث، وما عادت أيامي تحوم حولها.. وحيالها. أنا قربها وأشعر باغتراب عنها وعن كل ما حولي.. نعم، أشعر بهذا وأرسل لابنتي رسالة أقول لها فيها هذا. أنا غريب بين أهلي. كان درويش في المنفى يحن إلى أمه، فهي تعد أصابعه العشرين من بعد، وكانت تمشطه بخصلة شعرها الذهبي. تبحث في ثيابه الداخلية عن نساء أجنبيات. وهو.. هو لم يكبر على يدها كما شاء: أنا وهي. يقول، فقد افترقا عند منحدر الرخام..
وأنا أعودها في المشفى، كل يوم، وأراها في غيبوبتها لا أطيل النظر إلى ملامحها. لا أجلس قربها. أحزن لما هي عليه وفيه وأخرج من الغرفة إلى الممر، وأفكر في أن أكتب عنها مقالة الأحد. هل ستظل في غيبوبتها؟ هل ستكون فارقت هذه الدنيا؟ وما سأكتب فيها؟ ماذا أعد لأرثيها؟ وأتذكر شاعراً أموياً ماتت زوجته لم يقدر على رثائها، فاستعار قصيدة شاعر آخر كان يهجوه ليرثي زوجته. هل سأستعير قصيدة "تعاليم حورية" لأنشرها في دفتر الأحد؟ وتجربة درويش وعلاقته بأمه مختلفة كل الاختلاف عن تجربتي وعلاقتي بأمي. إذاً سأكون اخترت نصاً لا تناسبه تجربتي. سأكون لحظتها واقعاً في العمى. سأكون أعمى البصيرة، وسيكون حبي لأشعار درويش، هنا، يعمي ويعتم. [بعض قارئي دراساتي عنه يقولون هذا.].
تضمين: من "تعاليم حورية" لمحمود درويش
"لا نلتقي إلا وداعاً عند مفترق الحديث.
تقول لي مثلاً: تزوج أية امرأة من الغرباء، أجمل من بنات الحيّ. لكن، لا تصدق أية امرأة سواي. ولا تصدق ذكرياتك دائماً. لا تحترق لتنعي أمّك، تلك مهنتها الجميلة. لا تحن إلى مواعيد الندى. كن واقعياً كالسماء. ولا تحن إلى عباءة جدك السوداء، أو رشوات جدتك الكثيرة. وانطلق كالمهر في الدنيا.. وكن مَن أنت حيث تكون. واحملْ عبء قلبك وحده.. وارجع إذا انسلت بلادك للبلاد وغيرت أحوالها..
***
أمي تضيء نجوم كنعان الأخيرة
حول مرآتي،
وترمي، في قصيدتي الأخيرة، شالها..
مساء الجمعة أراها. أعود من المدينة في الثامنة مساءً وأراها على الشرفة تنتظر، وحين أعودها في المشفى وأراها في غيبوبتها سرعان ما أغادر، لأنني لا أريد أن أراها على ما هي عليه وفيه. هل تراودني فكرة أنها ستصحو من نومها/ غيبوبتها تنتظرني مساء الجمعة وأنا عائد من المدينة؟ هل سأراها، وهي وحيدة بلا شال يغطي رأسها، بلا عباءة ترتديها أمام الغرباء. منذ متى ارتدت الجلباب؟ لا أدري، وسأتذكرها وأنا أنظر في غلاف رؤية غسان زقطان "عربة قديمة بستائر" (2011). تتصدر صورة أمه الغلاف. امرأة أنيقة شابة، فأتذكر وضع المرأة في الستينيات، وأتذكرها. أتذكر أمي.
لم تدخل المدرسة، وحين اقترحت عليها أن أعلمها فك الحرف غضبت مني، ولم تكتشف خطأها إلا في السنوات العشرين الأخيرة، حين غدا في منزلها هاتف، وفي يدها جوال. كيف ستستخدمهما؟ وكلما نظرت إلى صورة أم غسان تذكرت أمي في شبابها. من أين كانت تمتلك، هي الفقيرة بنت الفقيرة، كل تلك الأناقة؟ كأنها امرأة ارستقراطية! فستانها. كابها.. حذاؤها.. قصة شعرها و... و...
وأنا أزورها في المشفى، وأراها في غيبوبتها أشعر كأني ألقي عليها نظرة الوداع، فأسأل: كم من مساء جمعة سأعود وحيداً ولا أراها. كم!؟.
عادل الأسطة
2011-07-17
مساء الجمعة، هذه الجمعة الثانية من تموز، في ذكرى استشهاد غسان كنفاني، لم تكن وحيدة. كان أحد أبنائها، يجلس معها، ولمّا جئت جلسنا معاً. أنا وهي وأخي، وحين ناولتها ظرف المكسرات، طلب أخي المزيد منها، أعطيته واحتفظت بالباقي لها، فقد تشعر بالضجر في قادم الأيام، وقد تجد بعض المكسرات فتتسلى. لم يكن يخطر ببالها أنها قد تموت غداً أو أنها قد تذهب في غيبوبة قد تطول. لعلها ما زالت تحب الحياة ما استطاعت إليها سبيلاً. لعلها، وكلما رأيتها مساء الجمعة تنتظر عودتي من المدينة أتذكّر عنوان رواية واسيني الأعرج "حارسة الظلال". هل تحرس ظلالنا؟ ربما.
صباح السبت، في السادسة، وأنا على الشرفة أرى أخي وقد أحضر الطبيب، فأسأله: ما الأمر؟ وأعرف أنها وقعت في الحمام. أنّ ألماً ما ألمّ بها. أن دمها قد تخثر في رأسها. وسأزورها في المشفى، ولا أكلمها. لقد ذهبت في غيبوبة. ومنذ صباح السبت وهي في غيبوبة، لا تكلم أحداً ولا أحد يكلمها، وعندما أزورها في المشفى أُلقي عليها نظرةً وأبتعد عن الغرفة، لأقف في الممر. لعلّي، مثلها، لم أكن أتوقع رؤيتها، صباح السبت إلا وهي تتحرك.. تجلس على الشرفة في المساء.. تنظر من شباك مطبخها المطل على درج شقتي، تراقبني في ذهابي وإيابي، لتسألني إن كنت جائعاً، فأوافق على بعض طعامها. تسرّ إذا ما وافقت، ولا تظهر امتعاضها إنْ رفضت، وغالباً ما أرفض. منذ عشرين عاماً بدأ الحذر يلازمني. غالباً ما أتردد في تناول شاي الآخرين أو قهوتهم أو طعامهم، ومنهم هي.. هي أمي التي قد تجرب في جسدي أشياء وأشياء، لا لكي تضرّني، ولكن لتعرف حقيقة ما جرى ويجري معي. هل أنا صادق فيما أقول؟ هل أنا كاذب فيما أقول؟
ومنذ السبت أذهب إلى المشفى كل مساء. ألقي عليها نظرةً ما وأتساءل: أهي نظرة وداع؟ وحين أتأخر في الذهاب أهاتف إخوتي أو أخواتي: هل من جديد؟ وقد أضطرب قليلاً إذا ما هاتفني أحدهم: لعله يقول لي خبراً سيئاً. لعلّه. أقول.
هذا العام كان عام الموت. مات عمي الأخير في بدايته، وماتت معه ذكريات يافا. وهذا العام، في حزيران مات ابنه البكر عن اثنين وخمسين عاماً. جلطة قوية على الدماغ لم تمهله طويلاً. وها هي.. ها.. هي. هل ستكون نظرة الوداع نظرة هذا اليوم؟ كل يوم أزورها مساء، وأحياناً ينقبض قلبي فأقول: لعلها فارقت الحياة. وأفكر في مقالة الأحد.
سأكتب تحت عنوان "غيبوبة حارسة الظلال". سأكتب تحت عنوان "سيدة المقام". لا. سأكتب تحت عنوان "تعاليم فائزة" فأقلد شاعرنا في "تعاليم حورية".. مات محمود درويش قبل أن تموت أمّه، وكان يمكن أن أموت في آذار من هذا العام في حادث طرق مروّع نجوت منه بأعجوبة. وأتذكر محمود درويش وأمّه. هل حننت يوماً إلى خبزها، إلى قهوتها، إلى لمستها؟ لم أعد أذكر، وحين تسألني إن كنت أتلهف أو أتشوق لأكلة ما أجيبها: لم أعد أتلهف إلى شيء. الأشياء عندي عادية. لا لذة في الطعام ولا اشتياق. لا رغبة في أكلة ما. إنني أمارس حياة دون شهية، وحين أجوع أتلذذ بما يوجد منه حتى لو لم يكن يفتح الشهية.
أقرأ في "تعاليم حورية":
"وأنشأ المنفى لنا لغتين:
دارجة.. ليفهمها الحمام ويحفظ الذكرى
وفصحى.. كي أفسر للظلال ظلالها"
وإذا كانت لغة أمه دارجة، ولغته لغة ظلال، فإن لغتها – لغة أمي هي لغة ظلال. غالباً ما كانت لغتها، في العشرين سنة الأخيرة، وهي تتحدث معي، لغة ظلال. وأنا.. أنا ألجأ للصمت.. أتضايق وألجأ للصمت.. أتضايق من عبث لا جدوى منه وألجأ للعبث، وما عادت أيامي تحوم حولها.. وحيالها. أنا قربها وأشعر باغتراب عنها وعن كل ما حولي.. نعم، أشعر بهذا وأرسل لابنتي رسالة أقول لها فيها هذا. أنا غريب بين أهلي. كان درويش في المنفى يحن إلى أمه، فهي تعد أصابعه العشرين من بعد، وكانت تمشطه بخصلة شعرها الذهبي. تبحث في ثيابه الداخلية عن نساء أجنبيات. وهو.. هو لم يكبر على يدها كما شاء: أنا وهي. يقول، فقد افترقا عند منحدر الرخام..
وأنا أعودها في المشفى، كل يوم، وأراها في غيبوبتها لا أطيل النظر إلى ملامحها. لا أجلس قربها. أحزن لما هي عليه وفيه وأخرج من الغرفة إلى الممر، وأفكر في أن أكتب عنها مقالة الأحد. هل ستظل في غيبوبتها؟ هل ستكون فارقت هذه الدنيا؟ وما سأكتب فيها؟ ماذا أعد لأرثيها؟ وأتذكر شاعراً أموياً ماتت زوجته لم يقدر على رثائها، فاستعار قصيدة شاعر آخر كان يهجوه ليرثي زوجته. هل سأستعير قصيدة "تعاليم حورية" لأنشرها في دفتر الأحد؟ وتجربة درويش وعلاقته بأمه مختلفة كل الاختلاف عن تجربتي وعلاقتي بأمي. إذاً سأكون اخترت نصاً لا تناسبه تجربتي. سأكون لحظتها واقعاً في العمى. سأكون أعمى البصيرة، وسيكون حبي لأشعار درويش، هنا، يعمي ويعتم. [بعض قارئي دراساتي عنه يقولون هذا.].
تضمين: من "تعاليم حورية" لمحمود درويش
"لا نلتقي إلا وداعاً عند مفترق الحديث.
تقول لي مثلاً: تزوج أية امرأة من الغرباء، أجمل من بنات الحيّ. لكن، لا تصدق أية امرأة سواي. ولا تصدق ذكرياتك دائماً. لا تحترق لتنعي أمّك، تلك مهنتها الجميلة. لا تحن إلى مواعيد الندى. كن واقعياً كالسماء. ولا تحن إلى عباءة جدك السوداء، أو رشوات جدتك الكثيرة. وانطلق كالمهر في الدنيا.. وكن مَن أنت حيث تكون. واحملْ عبء قلبك وحده.. وارجع إذا انسلت بلادك للبلاد وغيرت أحوالها..
***
أمي تضيء نجوم كنعان الأخيرة
حول مرآتي،
وترمي، في قصيدتي الأخيرة، شالها..
مساء الجمعة أراها. أعود من المدينة في الثامنة مساءً وأراها على الشرفة تنتظر، وحين أعودها في المشفى وأراها في غيبوبتها سرعان ما أغادر، لأنني لا أريد أن أراها على ما هي عليه وفيه. هل تراودني فكرة أنها ستصحو من نومها/ غيبوبتها تنتظرني مساء الجمعة وأنا عائد من المدينة؟ هل سأراها، وهي وحيدة بلا شال يغطي رأسها، بلا عباءة ترتديها أمام الغرباء. منذ متى ارتدت الجلباب؟ لا أدري، وسأتذكرها وأنا أنظر في غلاف رؤية غسان زقطان "عربة قديمة بستائر" (2011). تتصدر صورة أمه الغلاف. امرأة أنيقة شابة، فأتذكر وضع المرأة في الستينيات، وأتذكرها. أتذكر أمي.
لم تدخل المدرسة، وحين اقترحت عليها أن أعلمها فك الحرف غضبت مني، ولم تكتشف خطأها إلا في السنوات العشرين الأخيرة، حين غدا في منزلها هاتف، وفي يدها جوال. كيف ستستخدمهما؟ وكلما نظرت إلى صورة أم غسان تذكرت أمي في شبابها. من أين كانت تمتلك، هي الفقيرة بنت الفقيرة، كل تلك الأناقة؟ كأنها امرأة ارستقراطية! فستانها. كابها.. حذاؤها.. قصة شعرها و... و...
وأنا أزورها في المشفى، وأراها في غيبوبتها أشعر كأني ألقي عليها نظرة الوداع، فأسأل: كم من مساء جمعة سأعود وحيداً ولا أراها. كم!؟.
عادل الأسطة
2011-07-17