أَخي جَاوَزَ الظَّالِمُوْنَ المَدَى**فَــحَقََ الــجِهَادُ وَحَــقَّ الفِدَا
أَنَــتْرُكُهُمْ يَغْصِبُوْنَ العُرُوْبَةَ**مَــجْــد الأُبُـــوَّةِ وَالــسُّؤْددا
وَلَيَسَ بِغَيْرِ صَلِيْلِ السُّيُوْفِ**يجيبون صوتا لنا أو صدى
ــــــــــ
إذا الشّعْبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَاة**فــلا بــدّ أن يستجيب القدرْ
ولا بُـــدَّ لِــلَّيْلِ أنْ يَــنْجَلِي**وَلا بُـــدَّ لــلقَيْدِ أَنْ يَــنْكَسِر
وَمَنْ لَمْ يُعَانِقْهُ شَوْقُ الْحَيَاة**تَــبَخَّرَ فــي جَــوِّهَا وَانْدَثَر
فَــوَيْلٌ لِــمَنْ لَمْ تَشُقْهُ الْحَيَاةُ**مِــنْ صَفْعَةِ العَدَم المُنْتَصِر
إنهما مطلعان لقصيدتين رائعتين من شاعرين كبيرين كبيرين جدا، المقطع الأول هو مطلع لقصيدة للشاعر المصري المرحوم على محمود طه والمقطع الثاني هو مطلع لقصيدة للشاعر التونسي المرحوم أبي القاسم الشابي،والقصيدتان معا هما من الشهرة والصيت بحيث لا يحتاج المرء معهما منا إلى التحدث إليه بشأنهما بمزيد من القول والتفصيل.
المناسبة هنا هي أن القصيدتين معا تجريان على بحر واحد ،وهو بحر المتقارب،وهذا البحر الشعري هو من أحب البحور إليَّ،ولعل القارئ لما أكتبه من نصوص شعرية يلاحظ أنني أدمن قرض الشعر عليه،لِما أجد فيه من استجابة للتعبير عما أحس أو أشعر به في دواخلي من هواطف ومشاعر متعددة ومتباينة.
أصل وزن بحر المتقارب حسب دوائر العروض الشعرية للبحور هو:
فعولن فعولن فعولن فعولن**فعولن فعولن فعولن فعولن
وقد نص العروضيون على أن بحر المتقارب يستعمل تاما هكذا:
فعولن فعولن فعولن فعولن**فعولن فعولن فعولن فعولن
و يستعمل مجزوءا هكذا:
فعولن فعولن فعولن**فعولن فعولن فعولن
ويدخل حشو بحر المتقارب القبض وهو حذف الحرف الخامس الساكن من التفعيلة:
فعولن
فتصير:
فعولُ
ويدخل عروضه الحذف وهو حذف السبب الخفيف من آخر التفعيلة:
فعولن
فتصير هكذا:
فعو
وتؤول إلى:
فعَلْ
ولذلك فلبحر المتقارب عروض واحدة صحيحة (أما العروض الثانية فهي مجزوءة محذوفة ) هي:
فعولن
مع جواز قبضها أو حذفها من غير لزوم.
أما الضرب في بحر المتقارب فيمتنع أن يدخله القبض،ويكون إما صحيحا (فعولن)أو محذوفا(فعَلْ)أومقصورا (فعولْ)،والقصر هو حذف الحرف الساكن من السبب الخفيف من آخر التفعيلة وإسكان ما قبله.وإما مبتورا(فَعْ)،والبتر هو اجتماع الحذف مع القطع،والقطع هو حذف ساكن الوتد المجموع وإسكان ما قبله.
لبحر المتقارب عروضتان وستة أضرب.
1 ـ العروض تامة صحيحة يعتريها الحذف والقبض من غير لزوم.
أ ـ الضرب صحيح تام مثلها.
كقول الشاعر:
وكنا نعدّك للنائباتِ**فها نحن نطلب منك الأمانا
ب ـ الضرب تام مقصور.
كقول الشاعر:
فكم مغرم باقتناء الحطام**وأيامه يقتنيها المصيرْ
ج ـ الضرب تام محذوف.
كقول الشاعر:
وشعب يفر من الصالحاتِ**فرار السليم من الأجربِ
د ـ الضرب تام أبتر.
كقول الشاعر:
فلا القلب ناس لما قد مضى**ولا تاركٌ أبدا غيَّهْ
2 ـ العروض مجزوءة محذوفة.
أ ـ الضرب مجزوء محذوف مثلها.
كقول الشاعر:
أيَا مَن سناه اختفى**وراء حدود البشرْ
ب ـ الضرب مجزوء أبتر.
كقول الشاعر:
تعفّفْ ولا تبتئسْ**فما يُقْضَ يأتيكا
ملاحظة على البيت أعلاه:
"فما يُقْضَ" بالبناء للمجهول و"ما" شرطية ولذا حذفت الألف من "يقضى"،و"يأتيكَ"هو جواب الشرط ورفعه الشاعر لكونه جائزا وإن كان ضعيفا لكون الشرط مضارعا.
والآن إليكم ضابط بحر المتقارب كما ورد عن صفي الدين الحلّي:
عن المتقارب قال الخليلُ**فعولن فعولن فعولن فعولُ
الله عافنا في من عافيت
وبارك لنا في ما أعطيت
سبحانك تَقضي ولا يُقضى عَليك.
أَنَــتْرُكُهُمْ يَغْصِبُوْنَ العُرُوْبَةَ**مَــجْــد الأُبُـــوَّةِ وَالــسُّؤْددا
وَلَيَسَ بِغَيْرِ صَلِيْلِ السُّيُوْفِ**يجيبون صوتا لنا أو صدى
ــــــــــ
إذا الشّعْبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَاة**فــلا بــدّ أن يستجيب القدرْ
ولا بُـــدَّ لِــلَّيْلِ أنْ يَــنْجَلِي**وَلا بُـــدَّ لــلقَيْدِ أَنْ يَــنْكَسِر
وَمَنْ لَمْ يُعَانِقْهُ شَوْقُ الْحَيَاة**تَــبَخَّرَ فــي جَــوِّهَا وَانْدَثَر
فَــوَيْلٌ لِــمَنْ لَمْ تَشُقْهُ الْحَيَاةُ**مِــنْ صَفْعَةِ العَدَم المُنْتَصِر
إنهما مطلعان لقصيدتين رائعتين من شاعرين كبيرين كبيرين جدا، المقطع الأول هو مطلع لقصيدة للشاعر المصري المرحوم على محمود طه والمقطع الثاني هو مطلع لقصيدة للشاعر التونسي المرحوم أبي القاسم الشابي،والقصيدتان معا هما من الشهرة والصيت بحيث لا يحتاج المرء معهما منا إلى التحدث إليه بشأنهما بمزيد من القول والتفصيل.
المناسبة هنا هي أن القصيدتين معا تجريان على بحر واحد ،وهو بحر المتقارب،وهذا البحر الشعري هو من أحب البحور إليَّ،ولعل القارئ لما أكتبه من نصوص شعرية يلاحظ أنني أدمن قرض الشعر عليه،لِما أجد فيه من استجابة للتعبير عما أحس أو أشعر به في دواخلي من هواطف ومشاعر متعددة ومتباينة.
أصل وزن بحر المتقارب حسب دوائر العروض الشعرية للبحور هو:
فعولن فعولن فعولن فعولن**فعولن فعولن فعولن فعولن
وقد نص العروضيون على أن بحر المتقارب يستعمل تاما هكذا:
فعولن فعولن فعولن فعولن**فعولن فعولن فعولن فعولن
و يستعمل مجزوءا هكذا:
فعولن فعولن فعولن**فعولن فعولن فعولن
ويدخل حشو بحر المتقارب القبض وهو حذف الحرف الخامس الساكن من التفعيلة:
فعولن
فتصير:
فعولُ
ويدخل عروضه الحذف وهو حذف السبب الخفيف من آخر التفعيلة:
فعولن
فتصير هكذا:
فعو
وتؤول إلى:
فعَلْ
ولذلك فلبحر المتقارب عروض واحدة صحيحة (أما العروض الثانية فهي مجزوءة محذوفة ) هي:
فعولن
مع جواز قبضها أو حذفها من غير لزوم.
أما الضرب في بحر المتقارب فيمتنع أن يدخله القبض،ويكون إما صحيحا (فعولن)أو محذوفا(فعَلْ)أومقصورا (فعولْ)،والقصر هو حذف الحرف الساكن من السبب الخفيف من آخر التفعيلة وإسكان ما قبله.وإما مبتورا(فَعْ)،والبتر هو اجتماع الحذف مع القطع،والقطع هو حذف ساكن الوتد المجموع وإسكان ما قبله.
لبحر المتقارب عروضتان وستة أضرب.
1 ـ العروض تامة صحيحة يعتريها الحذف والقبض من غير لزوم.
أ ـ الضرب صحيح تام مثلها.
كقول الشاعر:
وكنا نعدّك للنائباتِ**فها نحن نطلب منك الأمانا
ب ـ الضرب تام مقصور.
كقول الشاعر:
فكم مغرم باقتناء الحطام**وأيامه يقتنيها المصيرْ
ج ـ الضرب تام محذوف.
كقول الشاعر:
وشعب يفر من الصالحاتِ**فرار السليم من الأجربِ
د ـ الضرب تام أبتر.
كقول الشاعر:
فلا القلب ناس لما قد مضى**ولا تاركٌ أبدا غيَّهْ
2 ـ العروض مجزوءة محذوفة.
أ ـ الضرب مجزوء محذوف مثلها.
كقول الشاعر:
أيَا مَن سناه اختفى**وراء حدود البشرْ
ب ـ الضرب مجزوء أبتر.
كقول الشاعر:
تعفّفْ ولا تبتئسْ**فما يُقْضَ يأتيكا
ملاحظة على البيت أعلاه:
"فما يُقْضَ" بالبناء للمجهول و"ما" شرطية ولذا حذفت الألف من "يقضى"،و"يأتيكَ"هو جواب الشرط ورفعه الشاعر لكونه جائزا وإن كان ضعيفا لكون الشرط مضارعا.
والآن إليكم ضابط بحر المتقارب كما ورد عن صفي الدين الحلّي:
عن المتقارب قال الخليلُ**فعولن فعولن فعولن فعولُ
الله عافنا في من عافيت
وبارك لنا في ما أعطيت
سبحانك تَقضي ولا يُقضى عَليك.