والليل غارق في سكونه، انتفض من نومه عندما شعر برياح الانتقام تعصف بأنفه، وتروح وتجيء في روحه، وتعبث ببذور الشر في صدره. نهض متحفزا وقرر الانتقام من كل من زرع بذور القلق والهم في قلبه حتى طرحت أشجارا وارفة في صحراء عقله. عندما انتهي من كتابة قائمة الانتقام، شهق متعجبا عندما رأي اسمه الثلاثي "صالح سامح عبد الغفور" على رأس القائمة. أمسك القائمة بيد تنتفض، عصرها بين أنامله وكفه، مزقها إربًا ثم ألقاها في سلسلة القمامة ومعه زئير وساوسه.. أغمض عينيه غصبًا، لعلها تعود لنوبة نومها، ولعله يتناسى عزيمته في الانتقام.