مررت في موضع ما من كتاب الشاي الصحراوي للباحث أحمد البشير ضماني بإشارة إلى وظيفة "الرغوة" التي تتجاوز ما استند إليه من كان قد حرم الشاي قياسا على الخمر، إذ ذكر أن رغوة الشاي أحيانا تمنع تسلل ذرات الغبار إلى قاع الكأس، وليس هذا من المحال تصوره، وسوف أتحقق لاحقا من التنصيص وموضعه، وقد مررت منذ قليل على صفحة الأديب سيدي ولد الأمجاد بهذه الأبيات الرائعة المعزوة إلى قائلها:
تَبدُو عَلَى كَاسَاتِه رغوة = تَخَالُ بَدرَ التَّمِّ فِيهَا اختفى
تَرشَافُها شَافٍ لِنَفسِ الفَتَى = إنَّ شِفَاءَ النَّفسِ أن تَرشُفَا.
غير أن الكلام عن رغوة الشاي التي تشبه في بعض المواضع من كتاب من الشاي إلى الأتاي بالعمامة أو الرزة، لأنها زينة للكأس المترعة، ينبغي ألا يؤخذ على عمومه، فقد كان كثير من كبار السن لا يستحسنون تقليب الشاي حتى تكثر الرغوة، وفي ذلك شيء من "السحوة".
قد يكون الشاي الذي استأثر باهتمام الفقهاء (تيار التحريم وتيار الحلية)، والشعراء (الفصيح والعامي)، وكتاب النثر (رسائل ومقامات يمكن الرجوع إليها في كتابي: من الشاي إلى الأتاي، وكتاب كناشة الشاي والدخان) أكثر المشروبات استيعابا للرموز، بدءاً من الجيمات التي اشتهرت، مروراً باختلاف طعم الكأس الأولى والوسطى والأخيرة، وانتهاء بما أثير حول الرغوة التي يستجلبها أحيانا استعمال الصمغ أو العلك. وقد لفت انتباهي أن رمزية الرغوة تسللت من المشروب (اللبن، الشاي) إلى السيك (خب الرغوة...).
تَبدُو عَلَى كَاسَاتِه رغوة = تَخَالُ بَدرَ التَّمِّ فِيهَا اختفى
تَرشَافُها شَافٍ لِنَفسِ الفَتَى = إنَّ شِفَاءَ النَّفسِ أن تَرشُفَا.
غير أن الكلام عن رغوة الشاي التي تشبه في بعض المواضع من كتاب من الشاي إلى الأتاي بالعمامة أو الرزة، لأنها زينة للكأس المترعة، ينبغي ألا يؤخذ على عمومه، فقد كان كثير من كبار السن لا يستحسنون تقليب الشاي حتى تكثر الرغوة، وفي ذلك شيء من "السحوة".
قد يكون الشاي الذي استأثر باهتمام الفقهاء (تيار التحريم وتيار الحلية)، والشعراء (الفصيح والعامي)، وكتاب النثر (رسائل ومقامات يمكن الرجوع إليها في كتابي: من الشاي إلى الأتاي، وكتاب كناشة الشاي والدخان) أكثر المشروبات استيعابا للرموز، بدءاً من الجيمات التي اشتهرت، مروراً باختلاف طعم الكأس الأولى والوسطى والأخيرة، وانتهاء بما أثير حول الرغوة التي يستجلبها أحيانا استعمال الصمغ أو العلك. وقد لفت انتباهي أن رمزية الرغوة تسللت من المشروب (اللبن، الشاي) إلى السيك (خب الرغوة...).
