في الساعة الثانية ليلا وكنت في الايفا فاستهدفتنا قذيفة ايرانية .. اربعة تهاووا يتصارخون , كنت اخجل اصرخ لكنني شعرت برطوبة في جوربي وخشيت ان ينقلوهم للطبابة وابقى انزف وحدي فصحت متأوها .
كنا بابعد موقع وصله الجيش العراقي ( بهمشير ) وكنت ضمن الكمندوز رغم اني لست مختصا معهم , هو ذات الموقع الذي اسّرنا فيه وزيرا ايرانيا دخل مواقعنا خطأ, وبعد عشر سنوات سمعت رجلا يصرخ بين الفينة والاخرى في زنزانة انفرادية بمديرية الامن ببغداد صائحا ( اللهم صلي على محمد ) فسالت عنه فقيل الوزير الايراني الاسير .كنا ثلاثة افواج من القوات الخاصة في البصرة الفوج الثامن اقتحم المحمرة ( خرمنشاه ) حيث دارت حرب شوارع .اما فوجنا فدخل المعركة لاحقا لانه مزود ببرمائيات واجل زجه لاجل عبور نهر الكارون .في البدء كنا كخلفيات اعاشة نعسكر في اقاصي الشلامجة المنطقة الحدودية ونرسل عبر عجلات الايفات المواد الطازجة والمعلبة من هناك للفوج المتقدم .كانت رحلة نقل الاغذية محفوفة بالمخاطر فقد كان القصف الليلي بكل مكان .كنت اذا اشتد القصف في غمرة الظلمات اضع يدي على عينيي واغطس وجهي في الرمال ربما لان العيون اهم ما املك فان اصيبتا ساحرم من القراءة والكتابة اللتين هما سر بقائي حيا .وماذا رايت عبر الكارون : اثاث الناس ينهب من القرى حتى ان احدهم ترس عجلة كبيرة وعبر بها في يوم اجازته حيث سينتقل لبيته الحديث الذي بناه لكن قذيفة هشمته وعجلته في الطريق .كنت اتالم للنهب فحين كنا نقتحم المنازل الكردية في شمال العراق في دهوك قبل ثلاث سنوات لم يجرؤ احد ان ينهب عود ثقاب , واذكر يوما عثر ت على مصوغات ذهبية فخبأتها بخرقة واخفيتها في ذات المنزل الذي وجدتها فيه .ربما كنا نستولي على ماشية الهاربين المطلوبن او نكره بعض الاكراد على حمل اكياس الجوز لمسافات طوية اما ان يتجرأ جندي لنهب شيء من منزل فذاك خيال .كان موقع الاعاشة بيت من الطين وكنت فجرا اغادره للقرى الكارونية حذرا من قصفه وهو ما حدث حقا فبعد اصابتي ونقلي تم تحويله لحطام بقذيفة مباغتة .العنف يعكر طقسي النفسي وعلينا تجنب الحروب باي ثمن لهذا كتبت ( دفعتك البنادق نحو البنادق..لا خياربين نار ونارفتقدمت مستهزئا بالهزيمة والانتصار ).
ذات يوم قذفت حجارة قرب راسي واصدمت بالموضع المرتفع فشتمت من قذفها حتى علمت بانها شظية لا حجرا كنت على بعد شبر من الموت .كان لواؤنا القوات الخاصة 33من اقوى الوحدات في البصرة وهو تابع للبحرية واثناء التدريب فجرا نصرخ ( بر بحر جو ) فلدينا مظليون وبرمائيات روسية وفوج مشاة .واذكر حين اعود ظهرا من وحدتي وارى الناس يلوذون من شمس البصرة الصاهرة كنت اسخر منهم فقد تمرسنا عبر التدريب العنيف ان نجتاز قسوة الطقس والحياة.( ان قطرة من العرق تزيح قطرات من الدم ) هكذا كنا نقرا اللافتات التي تنتشر في وحدتنا .وماذا افعل عبر الكارون كنت اصطاد السمك واستهدف بالرصاص بطات تعوم ولدي مصيادة اقنص بها الطيور .بعض الجنود حاصروا يوما حمارا وانثاه وكتبوا عليهما اسماء قادة ايرانيين وارغموهما على التزواج في جوقة مقهقهة .بعد الاصابة وصلنا الطبابة وكل يقول عالجوا صاحبي اولا ورايت ساقي اليسرى غارقة بدم موحل .كانت نسبة اصابتي عشرين بلمائة وحددت بانها تحدد جزئي بالكاحل فقد اخترقت شظية العظم وخرجت من الجهة الاخرى فيما خلفت شظية اخرى اثرها في نفس الجزء من الساق .ثبتت رجلي بجبس من اصابع القدمين حتى اعلى الركبة فيما تركوا فتحة لمعالجة الجرح.عدت بعد قليل من التعافي بعد سنة الى الخلفيات في الشعيبة اتوكأ على عصا .بعدها قرروا ارسالي الى معسكر النقاهة في بغداد وفي الطريق نسيت اوراقي الرسمية في السيارة وفقدتها .قال العقيد اسجنوه يوما واعيدوه ليسترجع اوراقه الرسمية .. كان ذلك وقت الظهيرة فقال الحرس ابق معي هنا فاستغرب حين اخبرته اني اريد ادخل السجن .كان التوقيف قاعة واسعة لها شبابيك واسعة تؤطرها اخشاب ثخينة قاسية وقد ثبتوا عموديا فيها قضبان حديدية .مثل هذا التوقيف لدي زلاطة فقد اعتقلت تحت الارض قبل ثماني سنوات بتهمة قذف السلطة وحكمت لمدة سنة في ابي غريب .بعد العشاء جمعت الموقوفين واقمنا جلسة ادبية .ورايت فيهم من يهتمون بالشعر والادب فسالتهم عن بيت ابوذية ذكره لي جدي وانا صغير حين قال ( مر احد على امراة علوية بازقة بغداد تسح صغيرا فاجابته ( ها يوم ) فقال : على الي صاح تالي الليل ها يوم , فشكت عليه ربها فاصيب بالعمى .وسالتهم هل احد يعرف تكملة وقصة الحكاية ويا للغرابة كان احد الموقوفين يعرف القصة تفصيلا فقال .كان صديقان يتسامران اعلى القرية على ارض رملية فاردا يفترقان قبيل السحر فقال احدهما لصديقة ( تعال معي نتناول الافطار ثم اذهب ).في المنزل قال لامه ( لدي خطار وانا ماض للحمام فاعدي لنا الفطور ).لكن صاحبه لم يتناول لقمة ولم يعد يتكلم فقد احتله وجوم مباغت فلم يتركه صاحبه يمضي وابقاه للغداء والعشاء وحاول بكل الاساليب ان ينطقه فلم يستطع .اول الليل ذهبا للسمر فقال له ( ما بك يا صديقي فقال (لا شيء فقط اريد اغني ) وصدح ..(سريت اقرة بتوالي الليل هايمعلى الي صاح تالي الليل ها يومها عمري ثلثتيام ها يومها كبل الفجر يسرون بيه )وحين توادعا عاد صاحبه لامه وسالها عما حدث حين زارهم صديقه فاجاته ( لا شيء فقط بكى اخوك فناديت اختك (يوم ) فاجابتني ( ها يوم ) وقد مرت على غرفة الضيافة خطفا .قيل انه قصد صاحبه في اليوم الثاني وزوجها اليه .
كنا بابعد موقع وصله الجيش العراقي ( بهمشير ) وكنت ضمن الكمندوز رغم اني لست مختصا معهم , هو ذات الموقع الذي اسّرنا فيه وزيرا ايرانيا دخل مواقعنا خطأ, وبعد عشر سنوات سمعت رجلا يصرخ بين الفينة والاخرى في زنزانة انفرادية بمديرية الامن ببغداد صائحا ( اللهم صلي على محمد ) فسالت عنه فقيل الوزير الايراني الاسير .كنا ثلاثة افواج من القوات الخاصة في البصرة الفوج الثامن اقتحم المحمرة ( خرمنشاه ) حيث دارت حرب شوارع .اما فوجنا فدخل المعركة لاحقا لانه مزود ببرمائيات واجل زجه لاجل عبور نهر الكارون .في البدء كنا كخلفيات اعاشة نعسكر في اقاصي الشلامجة المنطقة الحدودية ونرسل عبر عجلات الايفات المواد الطازجة والمعلبة من هناك للفوج المتقدم .كانت رحلة نقل الاغذية محفوفة بالمخاطر فقد كان القصف الليلي بكل مكان .كنت اذا اشتد القصف في غمرة الظلمات اضع يدي على عينيي واغطس وجهي في الرمال ربما لان العيون اهم ما املك فان اصيبتا ساحرم من القراءة والكتابة اللتين هما سر بقائي حيا .وماذا رايت عبر الكارون : اثاث الناس ينهب من القرى حتى ان احدهم ترس عجلة كبيرة وعبر بها في يوم اجازته حيث سينتقل لبيته الحديث الذي بناه لكن قذيفة هشمته وعجلته في الطريق .كنت اتالم للنهب فحين كنا نقتحم المنازل الكردية في شمال العراق في دهوك قبل ثلاث سنوات لم يجرؤ احد ان ينهب عود ثقاب , واذكر يوما عثر ت على مصوغات ذهبية فخبأتها بخرقة واخفيتها في ذات المنزل الذي وجدتها فيه .ربما كنا نستولي على ماشية الهاربين المطلوبن او نكره بعض الاكراد على حمل اكياس الجوز لمسافات طوية اما ان يتجرأ جندي لنهب شيء من منزل فذاك خيال .كان موقع الاعاشة بيت من الطين وكنت فجرا اغادره للقرى الكارونية حذرا من قصفه وهو ما حدث حقا فبعد اصابتي ونقلي تم تحويله لحطام بقذيفة مباغتة .العنف يعكر طقسي النفسي وعلينا تجنب الحروب باي ثمن لهذا كتبت ( دفعتك البنادق نحو البنادق..لا خياربين نار ونارفتقدمت مستهزئا بالهزيمة والانتصار ).
ذات يوم قذفت حجارة قرب راسي واصدمت بالموضع المرتفع فشتمت من قذفها حتى علمت بانها شظية لا حجرا كنت على بعد شبر من الموت .كان لواؤنا القوات الخاصة 33من اقوى الوحدات في البصرة وهو تابع للبحرية واثناء التدريب فجرا نصرخ ( بر بحر جو ) فلدينا مظليون وبرمائيات روسية وفوج مشاة .واذكر حين اعود ظهرا من وحدتي وارى الناس يلوذون من شمس البصرة الصاهرة كنت اسخر منهم فقد تمرسنا عبر التدريب العنيف ان نجتاز قسوة الطقس والحياة.( ان قطرة من العرق تزيح قطرات من الدم ) هكذا كنا نقرا اللافتات التي تنتشر في وحدتنا .وماذا افعل عبر الكارون كنت اصطاد السمك واستهدف بالرصاص بطات تعوم ولدي مصيادة اقنص بها الطيور .بعض الجنود حاصروا يوما حمارا وانثاه وكتبوا عليهما اسماء قادة ايرانيين وارغموهما على التزواج في جوقة مقهقهة .بعد الاصابة وصلنا الطبابة وكل يقول عالجوا صاحبي اولا ورايت ساقي اليسرى غارقة بدم موحل .كانت نسبة اصابتي عشرين بلمائة وحددت بانها تحدد جزئي بالكاحل فقد اخترقت شظية العظم وخرجت من الجهة الاخرى فيما خلفت شظية اخرى اثرها في نفس الجزء من الساق .ثبتت رجلي بجبس من اصابع القدمين حتى اعلى الركبة فيما تركوا فتحة لمعالجة الجرح.عدت بعد قليل من التعافي بعد سنة الى الخلفيات في الشعيبة اتوكأ على عصا .بعدها قرروا ارسالي الى معسكر النقاهة في بغداد وفي الطريق نسيت اوراقي الرسمية في السيارة وفقدتها .قال العقيد اسجنوه يوما واعيدوه ليسترجع اوراقه الرسمية .. كان ذلك وقت الظهيرة فقال الحرس ابق معي هنا فاستغرب حين اخبرته اني اريد ادخل السجن .كان التوقيف قاعة واسعة لها شبابيك واسعة تؤطرها اخشاب ثخينة قاسية وقد ثبتوا عموديا فيها قضبان حديدية .مثل هذا التوقيف لدي زلاطة فقد اعتقلت تحت الارض قبل ثماني سنوات بتهمة قذف السلطة وحكمت لمدة سنة في ابي غريب .بعد العشاء جمعت الموقوفين واقمنا جلسة ادبية .ورايت فيهم من يهتمون بالشعر والادب فسالتهم عن بيت ابوذية ذكره لي جدي وانا صغير حين قال ( مر احد على امراة علوية بازقة بغداد تسح صغيرا فاجابته ( ها يوم ) فقال : على الي صاح تالي الليل ها يوم , فشكت عليه ربها فاصيب بالعمى .وسالتهم هل احد يعرف تكملة وقصة الحكاية ويا للغرابة كان احد الموقوفين يعرف القصة تفصيلا فقال .كان صديقان يتسامران اعلى القرية على ارض رملية فاردا يفترقان قبيل السحر فقال احدهما لصديقة ( تعال معي نتناول الافطار ثم اذهب ).في المنزل قال لامه ( لدي خطار وانا ماض للحمام فاعدي لنا الفطور ).لكن صاحبه لم يتناول لقمة ولم يعد يتكلم فقد احتله وجوم مباغت فلم يتركه صاحبه يمضي وابقاه للغداء والعشاء وحاول بكل الاساليب ان ينطقه فلم يستطع .اول الليل ذهبا للسمر فقال له ( ما بك يا صديقي فقال (لا شيء فقط اريد اغني ) وصدح ..(سريت اقرة بتوالي الليل هايمعلى الي صاح تالي الليل ها يومها عمري ثلثتيام ها يومها كبل الفجر يسرون بيه )وحين توادعا عاد صاحبه لامه وسالها عما حدث حين زارهم صديقه فاجاته ( لا شيء فقط بكى اخوك فناديت اختك (يوم ) فاجابتني ( ها يوم ) وقد مرت على غرفة الضيافة خطفا .قيل انه قصد صاحبه في اليوم الثاني وزوجها اليه .