ما زلت ألعب لعبتي القديمة، أصنع شجرة وأكتب على أوراقها أسماء الأصدقاء، كل ورقة تحمل إسما، ومع كل فعل يحزنني لصاحب الإسم أنكت في الورقة دبوسا فيثقلها ، مع الوقت تسقط الورقة لثقل حملها فأسقط صاحبها من عالمي. كبرتُ وكبرتْ شجرتي وشملت كل من حولي، لا ألتمس أعذارا وإنما أنكت دبابيسي بلا رحمة، تناثرت الأوراق المثقّبة من حولي بعدما تشوهت ملامحها وما عدت أفرّق بينها وبين مثيلاتها اختلفت الأسماء وتشابهت الأفعال، ضاق عالمي ولم يتبق به سوى صغيرتي، أرى صورتها في مرآتي وترى صورتي في مرآتها، قالت لي ذات يوم وهي تشكو وخز شعيرة نبتت مع شامة واضحة نوعا ما على خدها الأيسر
_هل شامتك تؤلمك مثلما تؤلمني
ابتسمتُ لها كما ابتسمت لي أمي منذ ثلاثين عاما وقلت كما قالت:
_ستعتادين الأمر.
دائرة ابنتي بدأت تتسع لشخص آخر غيري، لم أحتمل وجوده، قالت متحدية: أنا أحبه!
انحنيت لموجتها الهادرة حتى تمر ووضعت له في شجرتي ورقة، عاش بيننا تحت سقف واحد كما يعيش فأر مع قط.
اليوم ..سألتني ابنتي عن ورقة جدتها في شجرتي، لم أجب ولم تلح هي في السؤال، ثم أخبرتني أنها صنعت شجرة. في المساء، تسللت إلى حجرتها، فرأيت شجرتها ذات الورقة الوحيدة وقد نكتت فيها دبوسها الأول ...
أمل
_هل شامتك تؤلمك مثلما تؤلمني
ابتسمتُ لها كما ابتسمت لي أمي منذ ثلاثين عاما وقلت كما قالت:
_ستعتادين الأمر.
دائرة ابنتي بدأت تتسع لشخص آخر غيري، لم أحتمل وجوده، قالت متحدية: أنا أحبه!
انحنيت لموجتها الهادرة حتى تمر ووضعت له في شجرتي ورقة، عاش بيننا تحت سقف واحد كما يعيش فأر مع قط.
اليوم ..سألتني ابنتي عن ورقة جدتها في شجرتي، لم أجب ولم تلح هي في السؤال، ثم أخبرتني أنها صنعت شجرة. في المساء، تسللت إلى حجرتها، فرأيت شجرتها ذات الورقة الوحيدة وقد نكتت فيها دبوسها الأول ...
أمل