علي سيف الرعيني - مرضى التواصل الإجتماعي ونشرالتفاهة!!

يوم امس تحدث احد الذين يظهرون على منصة الفيسبوك او المواقع الاخرى عن المشاهير ودورهم. وسلوكيات البعض منهم !!ممااثارالفضول لدي
للعودة مجددا إلى مرضى مواقع التواصل الاجتماعي تبدأ هؤلاء الفئة بالتعبير عن مواضيع تهم المجتمع ولها حساسية وبطريقة مشاكسة ووقحة دون علم أو معرفة او غرض للبحث عن حل قضية تهم المجتمع فقط لأن المجتمع لم يعتادها وحينما يبدأ الخطوة الأولى بنشر مقال أو نص شعري أو صورة تنهال عليه التعليقات بين مؤيد ومعارض وحينها ينظر صاحب الصفحة بالتفاعل يبدأ الشعور بأهمية ذاته ويحمل نفسه مسؤولية كبيرة قد تصل الى الاعتقاد بدوره وقدرته على التأثير والتغير ويسيطر عليه إحساس يفيد بأن الآخرين ينتظرون ما سيقوله أو ينشره بل يصل أنه بنص فكرة وربع وعي يُخيل له أنه يدير عقارب الزمن ليصنع الأحداث ويغير مجرى التاريخ من على صفحات التواصل الاجتماعي.

ومن هنا تبدأ الأنا تتضخم شيئا فشيئا حتى تصل إلى الانفجار ويبدأ صاحب المرض بافتعال أحداث وأفكار وصور ويلهث وراءها ليزيد الظهور ويجمع أكبر عدد من المعجبين والمتابعين حتى لو كان على حساب كرامة الآخرين أو معتقداتهم ومقدساتهم ويبدأ بالتحرش بكل شيء للفت الانتباه الى درجة تنسيه كل القوانين وكل شيء فقط لسان حاله يقول ما أريكم إلا ما أرى. إن البحث عن الشهرة أصبح مرضا أو متلازمة الشهرة إن جاز لنا أن نسميه وهذا المرض يحقق لصاحبه رضا ذاتي ونشوة بمكانه في المجتمع وأنه أصبح حديث الكثير أخيرا.

لقد تحولت مواقع التواصل الاجتماعي وسيلة لإشباع الرغبات ومساحة زائفة للمرضى والاستعراض ومساحة تلويث بيئة الوعي الإنساني ونشر التفاهة. أصبح كطواحين هواء ليس له فائدة بينما المواضيع التي تكون محمولة بقضايا الإنسان وهمومه وتطلعاته لا أحد يقربها أو يناقشها ولكن رغم الوهم الذي قد يتسرب إلى ذهنهم أنهم مشهورين لكن الحقيقة المرة التي لا يريد هؤلاء أن يعرفوها هو أن الشهرة غير المرتكزة على المحتوى الإبداعي والمعرفي هي حالة مؤقتة ستتلاشى في السراب.

فهذه المواقع لا تؤسس لقيمة تدوم إلا ما أتصل بالقيمة ذاتها ولكن ما ينبغي علينا أن نعرفه أن حالة الفراغ والخواء وأزمة اللاوعي تستفحل وتستبد بالذاكرة الجمعية كل هذه تصنع أصناما في كل المجالات وهو من يعطيهم مساحة ضوء زائفة للظهور لاسيما أولئك الذين ينبروا ليردوا عليهم تحت مسمى الرد على الشبهات فيزيد من صنع نجوميتهم وإلا لو كان هناك وعي لما كان هناك مليمتر مساحة لهؤلاء المرضى!!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...