محمد فتحي المقداد. - إضاءة على كتاب نصوص الشوارع للكاتب الأديب "طلعت شناعة" منشورات 1990.

الكتابة ساخنة طازجة ما زالت تحتفظ بنكهتها يوم كُتبت قبل ثلاثة عقود ونصف.
العنوان "نصوص الشوارع" لافت وجاذب لمتابعته وقراءة ما انطوى تحته.
وفي دلالة العبارة هذه (الحلم أتاني، فاجأني في الشارع وحدي، قال: هي الأرصفة نخيل الصعاليك؛ فابدأ الرقص يسّاقط الحب ثمرًا جَنِيًا .. اغمس الأضلاع بالحنّاء والبدن وتقبّل دعاء الهابطين إلى محراب قلبك) على رؤية الكاتب لفكرة العنوان.
فالشوارع مسارح استعراضات تعدّد الألوان فيها والأشكال والكلام والأصوات واختلاطاتها المُتعالقة. وفي الشوارع الكثير من فضاءات الأمكنة، فالشارع فضاء من فضاءات واسعة في المدينة أو القرية.
استخدم الكاتب "طلعت شناعة" لنصوصه اللغة الأدبية العالية بمستوى أدائها البنائي والتصويري الحداثي. مشاهد بتتاليات سريعة يربط بينها المكان "الشارع". هذه النصوص لفتت انتباهي لإعادة اكتشاف الشوارع بصخبها والحركة السريعة والمتسارعة فيها، وأصبحت ضرورة حياتيّة للبشر، للشّراء وقضاء الحاجيّات والتنزّه والمواعيد اللقاءات والتسكّع والتلصّص والابتزاز والمراقبة، نصوص الشوارع ملئية بالحياة النابضة بالأمل والأشواق والبهجة، واليأس وفي الجانب المظلم للشوارع المليء بالإحباط والفقر والبطالة والمتسكعين والنشالين والمتحرشين. وفي الحركة العابرة من المشاة والأرصفة والمحلات التجارية والمطاعم والمقاهي والحمامات العامة والحدائق والنوافذ والأبواب المطلة على الشوارع، والأضواء الضجيج والسيارات والمشاة، ولكل مرتاد للشارع له غرضه وهدفه. وكثيرًا ما تأتي اللقاءات العابرة صدفة، لتجدّد الذكريات وتتورد الأحلام والأمنيات.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى