تخلل الأمر بالجثو على الأرض وابل السباب المقذع الذي يخرج من ذلك الصوت الأجش الذي يفصح عن عدم معرفته بمعنى الرحمة في حياته أبدا.
نزل على ركبتيه مستسلما للأمر متجاهلا عرضه وعرض والديه الذي تم إستباحتهم من تلك الحنجرة القاسية وقد لامست أطراف أصابع أقدامهم الحافية ذلك الجرف الذي وقف على حافه ورائحة الموت العفن تخرج منه تملأ صدره الذي خنقه القهر ولم تحرك أطرافه ساكنا لتدفع غصته عن قلبه.
لم يعلم لماذا لم يثور لعرضه أمامهم وهو الذي لا ينفك يقاتل من هم أمثاله فقط إن ذكروهم بما لا يعجبه، أو يرفض ذلك الخضوع المهمين إن كانت النتيجة واحدة، هل يدفع آدميته ثمنا لمجرد ثوان إضافية في عمره حتى تنطلق الرصاصة مخترقة رأسه وينضم جسده إلى أقرانه داخل تلك المقبرة الجماعية.
حتى البهائم تثور إذا إكتشفت غدر سكين الجزار إذا ما نوي التوجه إليها، هل الخوف هو ما جعله في مرتبة أدنى، الخوف الذي عاش عمره به ولم يفارقه، بل جعله يدافع عن جلاديه وكذباتهم التي يعلمها يقينا حتى لا يفارق الأمان الزائف الذي يدفع فيه كرامته وإنسانيته بل ومستقبل أولاده الذي لا يمل من الصراخ بحرصه عليه كذبا.
كان يتمنى أن تقوم الثورة على الجلادين حتى تتحسن أوضاعه، يتمنى أن تقوم دون مشاركته ويحصد نتائجها دون أن يحرك ساكنا، بل أنه سيستميت مانعا إبنه من المشاركة فيها، فليفقد الآخرون أولادهم ليحققوا الخلاص لكنه يخاف، فقط يخاف إلى حد الرعب.
بعد هذا العمر هل يثور الآن ويفقد ثوان قليلة يشتري بها بعضا مما أهدره طوال عمره، هاهو الخوف يلجمه بلجامه المقيت مرة أخرى ويضيع هذه الثواني في الخضوع حتى يسمع آخر ما يربطه بالدنيا، إنه صوت فرقعات الطلقات لمن يجون إلي جواره حتى تصل إلى الفرقة الأخيرة التي تصطدم برأسه.
محمد الدولتلي
نزل على ركبتيه مستسلما للأمر متجاهلا عرضه وعرض والديه الذي تم إستباحتهم من تلك الحنجرة القاسية وقد لامست أطراف أصابع أقدامهم الحافية ذلك الجرف الذي وقف على حافه ورائحة الموت العفن تخرج منه تملأ صدره الذي خنقه القهر ولم تحرك أطرافه ساكنا لتدفع غصته عن قلبه.
لم يعلم لماذا لم يثور لعرضه أمامهم وهو الذي لا ينفك يقاتل من هم أمثاله فقط إن ذكروهم بما لا يعجبه، أو يرفض ذلك الخضوع المهمين إن كانت النتيجة واحدة، هل يدفع آدميته ثمنا لمجرد ثوان إضافية في عمره حتى تنطلق الرصاصة مخترقة رأسه وينضم جسده إلى أقرانه داخل تلك المقبرة الجماعية.
حتى البهائم تثور إذا إكتشفت غدر سكين الجزار إذا ما نوي التوجه إليها، هل الخوف هو ما جعله في مرتبة أدنى، الخوف الذي عاش عمره به ولم يفارقه، بل جعله يدافع عن جلاديه وكذباتهم التي يعلمها يقينا حتى لا يفارق الأمان الزائف الذي يدفع فيه كرامته وإنسانيته بل ومستقبل أولاده الذي لا يمل من الصراخ بحرصه عليه كذبا.
كان يتمنى أن تقوم الثورة على الجلادين حتى تتحسن أوضاعه، يتمنى أن تقوم دون مشاركته ويحصد نتائجها دون أن يحرك ساكنا، بل أنه سيستميت مانعا إبنه من المشاركة فيها، فليفقد الآخرون أولادهم ليحققوا الخلاص لكنه يخاف، فقط يخاف إلى حد الرعب.
بعد هذا العمر هل يثور الآن ويفقد ثوان قليلة يشتري بها بعضا مما أهدره طوال عمره، هاهو الخوف يلجمه بلجامه المقيت مرة أخرى ويضيع هذه الثواني في الخضوع حتى يسمع آخر ما يربطه بالدنيا، إنه صوت فرقعات الطلقات لمن يجون إلي جواره حتى تصل إلى الفرقة الأخيرة التي تصطدم برأسه.
محمد الدولتلي