د. محمد عبدالفتاح عمار - أرض الملح...




هنالك على أرض الملح تُكتَب

سطورُ الخيانة

ويُرسَم وشم العار

هنالك في أرض الملح

يُفرَض علينا الفرار

هم الأهل

جاءوا في ثياب الغزاة

هم الأهل..

يمزّقون رحم الحياة

................................

حينَ خلعتُ عني ثوب الغباء

وتلصّصت من خلف باب الرياء

أدركت:

أنّ الأرض لا تلد بورًا

ولا تتقيأ من جوفها ملحًا

ولا تسرق عرق الرجال

السادة يزرعون البور

يَخطّون الشقوق

وتجاعيد وجه الأرض

يرسمون الخواء

والسلاطين ينثرون الملح

على وجه الأرض؛

ليزداد وجع الجروح

يخلقون الداء من دون الدواء

فتُظلم الأرض دومًا

ويحجبون نور السماء

فينشد الليل البهيم أغاني الرثاء

......

في أرض الملح

تموت الزهور

وتبقى شجرة الشوك

وثمار الحنظل

وصبّار القبور

..................

في أرض الملح

ينتحر الربيع

وكلّ الفصول فيها خريف

قبيح الوجه

قميء الكلام

ويغتال المطر

تجفّ السماء

ولا رحلة للشتاء

ولا أخرى للصيف

وينسى الطغاة ربّ البيت

فلا تُطعَم قريش

ولا تُسقَى الماء

ويُكتَب عليها الجوع

ويُطرد منها الضيف

ويُصبح كلّ قويّ ضعيفًا

ويُؤخَذ كلُّ عزيز

إلى متاهات السجون

فلا فرار.. ولا فوت

...............

أرض الملح

يعشّش في بواديها الخوف

ويُذلّ فيها العزيز

ويُعزّ فيها اللصوص

ويُنسَى فيها الشريف

ويعلو فيها البغاة



في أرض الملح

تحلو دعارةُ الكلمات

ويغنم تجارُ الرقيق

وتصعدُ إلى العلا

الغانيات

على سلّمٍ من ذهب،

ترقص عاريات الصدور

على فرش من إستبرق

وتمرح

فوق وسائد من حرير

لتطفئ شبق الأمير

في أرض الملح

يباح الفجور

بقدر ما تدفع من دنانير

أو تنشد من أغاني الرياء

................

في أرض الملح

يُعدَم فيها الصقور

وتُرفرف غربان القبور

وينعق بوم الخرائب في نواصي الدور؛

لتهجر بيتها العصافير

ويفر النحل بعد انتحار الزهور

وتبقى خماصًا أرق الطيور

................

في أرض الملح

تفوح الجرائد بلغة النفاق

ويتلو رجال الدين

تعاويذ الدجالين

فما تجدي عصا موسى

وقد فاز الكاذبون

ويرقص العبيد

تحت أقدام فرعون العظيم.









تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى