لاتتوقف مديات النص القصصي عند حدود دون اخر، فهي بطبعها السردي تحمل حراكاً مغايراً ومعبراً لمديات وافاق قد تجبر المتلقي على التوقف عندها وتأملها بحيث تثير عنده تساؤلات عديدة، وقد لايجد الاجوبة الا من خلال التمعن في النظر الى ماوراء القصة نفسها، تلك هي معابر وممرات القصة القصيرة جداً فهي بتكثيفها واختزالها لاتقتل الحدث والنفس السردي المطول ابداً، انما تمهد لغوص اختياري واجباري احياناً لذهنية المتلقي في البحث في ماوراء الحدث، وفي المجموعة القصصة " عبث" نلامس هذا الحراك الاختياري والاجباري الذي يمتع الحدث السردي ويجعله يحاكي ذهنية المتلقي عبر سلسلة من التداعيات والتوافقيات الدلالية والمشهدية التي تلامس حياته وواقعه من جهة، والتي تحرك فيه سمة البحث عن الاسباب والمسببات من جهة اخرى، وفي " عبث" نشعر بتلك السمة الاستفزازية التي تجبرنا على تتبع خطى الساردة منذ العنوان الذي جاء مواكباً للكثير من الصراعات الداخلية ضمن صيرورة التفاعل الحدثي النصي، فضلاً عن مدايات ومرتكزات اخرى اشتغلت عليها الساردة في مجموعتها ، لاسيما من حيث البناء الشكلي للقصة القصيرة جدا الذي لم يأتي مقترنا فقط بالمدى الذي تأخذه داخل اللغة بالطول او القصر، وانما اعتمد على مرتكزات رئيسية مهمة تميزه عن القصة القصيرة التقليدية، وذلك هو الاختزال والتكثيف في الحدث السردي والاكتفاء بأقل الشخصيات، بالاضافة الى زمكانية مقننة، باعتبار ان التكثيف يشكل معالم القصية القصيرة جدا لا من حيث الاقتصاد اللغوي فحسب وإنما من حيث فاعليته المؤثرة في اختزال الموضوع وطريقة تناوله، وإيجاز الحدث والقبض على وحدته وتناميه وترابطه وتداركه للموقف الاجمالي وقد برزت هذه الخاصية في تلك النصوص التي اعتمدت على " هي" كمرتكز اساس في حراك الحدث والمشهد السردي لاسيما في النصوص الاولى للمجموعة والتي من خلالها تشكلت رؤية ومعانقة الساردة لواقعها بدراية ووعي، كما في" شاهد عدل،، وفتات،، وليلة حب....ووو." وغيرها من النصوص التي اثثت لتلك المعالم البسيطة من حيث الحبكة في فضاء زمكاني مختزل وصاخب وصارخ في آن واحد كما في نص " ابوة".
ومن جانب اخر كان انصراف الساردة الى خوض معترك التجربة عبر نمط سردي مغاير من حيث التمرد على التقنن، والاعتماد على النمط العجائبي الخطابي بشقيه الذي يعانق الممكن من الفضاءات والعوالم والتي من خلالها تنفلت الساردة من تشنجات الواقع وازماته النفسية واختلالاته القيمية، وكثيمة اساسية تشكل المحور الحكائي او النسقي للقصة من جهة اخرى، بحيث تتجلى موضوعات " الانا" عبر جملة معطيات واعتبارات كالحلم والخيال كما في نصوص" غرق،،ارق، وشاية ، نظرة ،، وووو..."، حيث افتعل العجائبي داخل القصة نوع من التغريب والغموض فخلق ذاك التوتر الذي يجعل المتلقي ومعه الساردة تعيش بين عالمين: عالم عبثي مرفوض، وعالم افتراضي حلمي كما في نصوص" لون احمر،، مرايا،، طنين،، عشق،،ووو...".
فضلا عن المرتكزات السابقة فقد تجلت في المجموعة القصصية التي بين ايدينا سمة اخرى يمكن اعتبارها من مرتكزات العمل ايضاً، وهي سمة تخص الاعتماد على اللغة الشعرية في تفعيل الحدث السردي من جهة، وفرض الايقاع الداخلي التجنيسي من جهة اخرى، بيد ان العمل حافظ على توازن البناء السردي من عدم الانجرار وراءها الى خارج سرب القصة القصيرة جدا، حيث نرى في نص " وجع،، زهرة،، ووو" هذا النزوع الشعري حيث تظهر لنا العلاقات الدلالية التي بنيت على مقاربات بلاغية، تنحو بالنص الى مدارات احالية، لا تتعلق بالسدى الموضوعي الذي ربما يرممه السرد في بنيته العلائقية، فالشعرية لاتتدفق في القصة القصيرة جدا من انهمار لغوي ولا من فصاحة الكلمات، وإنما من موسيقى الحياة الأليفة، كما في " موعد،،الحزن ،،..وو." وما يعطي للمجموعة حيويتها هو تنوع ارصاداتها وتظيفاتها في بناء رؤاها التي من جوانب النفسية الساردة من جهة، ومن تراكمات الواقع البراني الملامس لكينونة النفسية الساردة من جهة اخرى، وكذلك تلك التوهيمات التي ترسم ملامح الرغبة في تشكيل عوالم مختلفة عن المرئية والملامسة واقعا عبر الحلم والانسلاخ والاستعارة التي اتت احيانا باقحام الطوطمية في بنيتها لتصبح ركيزة دلالية ومشهدية بين يدي المتلقي.
جوتيار تمر/ اقليم كوردستان
ومن جانب اخر كان انصراف الساردة الى خوض معترك التجربة عبر نمط سردي مغاير من حيث التمرد على التقنن، والاعتماد على النمط العجائبي الخطابي بشقيه الذي يعانق الممكن من الفضاءات والعوالم والتي من خلالها تنفلت الساردة من تشنجات الواقع وازماته النفسية واختلالاته القيمية، وكثيمة اساسية تشكل المحور الحكائي او النسقي للقصة من جهة اخرى، بحيث تتجلى موضوعات " الانا" عبر جملة معطيات واعتبارات كالحلم والخيال كما في نصوص" غرق،،ارق، وشاية ، نظرة ،، وووو..."، حيث افتعل العجائبي داخل القصة نوع من التغريب والغموض فخلق ذاك التوتر الذي يجعل المتلقي ومعه الساردة تعيش بين عالمين: عالم عبثي مرفوض، وعالم افتراضي حلمي كما في نصوص" لون احمر،، مرايا،، طنين،، عشق،،ووو...".
فضلا عن المرتكزات السابقة فقد تجلت في المجموعة القصصية التي بين ايدينا سمة اخرى يمكن اعتبارها من مرتكزات العمل ايضاً، وهي سمة تخص الاعتماد على اللغة الشعرية في تفعيل الحدث السردي من جهة، وفرض الايقاع الداخلي التجنيسي من جهة اخرى، بيد ان العمل حافظ على توازن البناء السردي من عدم الانجرار وراءها الى خارج سرب القصة القصيرة جدا، حيث نرى في نص " وجع،، زهرة،، ووو" هذا النزوع الشعري حيث تظهر لنا العلاقات الدلالية التي بنيت على مقاربات بلاغية، تنحو بالنص الى مدارات احالية، لا تتعلق بالسدى الموضوعي الذي ربما يرممه السرد في بنيته العلائقية، فالشعرية لاتتدفق في القصة القصيرة جدا من انهمار لغوي ولا من فصاحة الكلمات، وإنما من موسيقى الحياة الأليفة، كما في " موعد،،الحزن ،،..وو." وما يعطي للمجموعة حيويتها هو تنوع ارصاداتها وتظيفاتها في بناء رؤاها التي من جوانب النفسية الساردة من جهة، ومن تراكمات الواقع البراني الملامس لكينونة النفسية الساردة من جهة اخرى، وكذلك تلك التوهيمات التي ترسم ملامح الرغبة في تشكيل عوالم مختلفة عن المرئية والملامسة واقعا عبر الحلم والانسلاخ والاستعارة التي اتت احيانا باقحام الطوطمية في بنيتها لتصبح ركيزة دلالية ومشهدية بين يدي المتلقي.
جوتيار تمر/ اقليم كوردستان