هيثم الامين (عطارد المجنون) - .. لا أدري كم زجاجة ليل احتسيت لحدّ الآن

لا أدري كم زجاجة ليل احتسيت لحدّ الآن
الآن، هو توقيت خرافي لا يعترف بعقارب السّاعة
و لكنّ عيني المفقوءة
تشير لما بعد المنتصف بقليلْ
و المنتصف من كلّ شيء لا يكفي رجلا مثلي
رجل يؤمن بأنّ الحياة
هي الطريق الوحيد نحو الموتْ
و العدم هو الطريق الوحيد نحو الكذبة المنجية من الجحيم
أسأل سيجارتي
تُرى كم زجاجة ليل احتسيت لحدّ الآن؟!
فتكتفي
سيجارتي
بذرف رمادها الطويل
و تضحك ولاعتي
أما ذقني التي حلقتها بالأمس
فهي مازلت تبحث عن ملابس داخليّة لتواري سوءتها
تُرى كم سيئة سجّلت في دفاتري
لأنّي سكرت من هذا الليل؟
رغم أنّي مازلتُ أعلم جيدا أنّ الليل ليس نبيذا
و لكنّي أترنّح على حافّة بعرض طريق سيّارة و أكاد أسقط!
و أحاول حشر أي شيء في حلقي لأتقيّأ
و لا أدري حتى ماذا سأتقّيأ
كلّ ما أعرفه أنّ شيئا بحجم كرة يكبر في معدتي أو في صدري أو رأسي
أنا حقّا لا أدري!
تباااااااااااااااااااااااااااااا
كم أشتهي البكاء يا أمّاه
أين انت
أيّتها العاصفة التي رقصت في حفل صراخي الأول
لتعيريني عواء ذئابك الجائعة
فصوتي قد تقاسمه الغجر و رحلوا
و أنا أحتاج للصراخ في وجه هذا الليل
حتّى لا يتبوّل على صدري و يضحكْ
يا أمّي العاصفة
أنا كلّ ليلة
وليمة لليل
و انا أحتاج ركاما جديدا لأجل سفري الأخير
حتى لا تكون جنازتي فارغة منّي و من كل شيء
هل منكم من يدري كم زجاجة ليل احتسيت؟!!!!
تبااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى