يتميز السرد في قصة يوسف عليه السلام بجمالية الزمن والمكان وجمالية الشخصيات واللغة الإبداعية وخصائص فنية وأسلوبية تكشف عن سبق القصص القراني في تأسيس الأطر النظرية والتطبيقية لمعايير وعناصر القصة والتوظيف الفني والدلالي في البناء السردي والخطاب الروائي فجاءت مادة تاريخية حياتية غنية بالمعارف الانسانية والجوانب الجمالية الزخرفية في تشييد معمار القصة وحبكتها..
المقالة الافتتاحية اوجزت العناصر التي تشكّل العتبة الجمالية الدلالية (نحن نقص عليك احسن القصص) استهلالا على المستوى الاخباري للعبور الى داخل النص والتعريف بالشخصية الرئيسة والشخصيات الثانوية واضاءات استباقية (الرؤيا والاجتباء وتمام النعمة والنبؤة المستترة) ادوات تسهم لاحقا في البناء السردي وتطور الشخوص وتسلسل الأحداث عبر الزمان والمكان..
تكثيف تقنية الحوار وتعدد أساليبه بتعدد الشخوص الثانوية؛ الاب والاخوة والسيارة ورفقاء السجن والعزيز وامراته نسوة المدينة؛ شخوص متنوعة في طبيعتها ومواقفها وقيمها وادوارها تعكس الصراع وتلقي الضوء على الشخصية الرئيسة وتنقل المشهد الروائي حيا عبر الاحداث ودقة انتقاء اللفظ والعبارات المشحونة بالمعاني والدلالات...
طبيعة المشهد الحركي وتوظيف المكان باعتباره عنصرا مركزيا في البناء السردي يحوي الأحداث وتتابعها اطارا تتحرك فيه الشخوص .. مشحوناً بدلالات سياقية وأبعاد انسانية ونفسية واجتماعية...
ولعلّ أهمّ ما يلفت النظر في توظيف المكان من الناحية الذهنية لم يكن منغلقا بل يتوزّع عبر مراحل السرد دون صعوبة ويتحرك نحو أزمنة أخرى وعلى مختلف مستويات الحلم والذاكرة وهنا يتجلى المعنى المستمد من المشهد القصصي وفق القيمة الفنية والجمالية، التي يعكسها…
تكثيف وتوظيف الزمن النفسي بشكل مستفيض وحضور اعمق داخل السرد يوازي السياق العام للنص (تقنية الاستباق والاسترجاع) يمثل محورا أساسيا في تشكيل وتداخل الاحداث وتجسيد أبعادها التاريخية والنفسية والجمالية خلال التنقلات (الزمنية-المكانية) وعناصر المفاجأة وتغير الحدث ..
الحيز النصي :الحبكة والتنقلات السردية
يعتمد بناء الحبكة السردية في سورة يوسف عليه السلام على نظرة عميقة تعتمد ترابط الأحداث ونموها وفقا لعاملي أالتسلسل الزمني والروابط التي تجمع بين شخصيات القصة وتصاعد حدة التوتر والصراع من خلال الأحداث ثم يعود السرد إلى موقف سابق تتكامل فيه الأحداث والوقائع ضمن السياق العام والشخصية المحورية (يوسف عليه السلام)..
قصة يوسف غنية بتقنية الاستباق والاسترجاع والحذف ايضاً بمعنى تجاوز الازمنة والأمكنة والعناصر غير المهمة في السياق السردي وتضمنت توظيف ما يمكن ان نصفه بتقنية المفاجأة والانتقال من حدث إلى آخر يشابه إسدال الستار في مرحلة محددة أو فاصل على المسرح ثم تنتقل و تتكامل وتتطور الأحداث في المشهد التالي..
تتمثل العقدة الفنية (الحبكة) في الرؤيا المنامية وتنامى الأحداث الرئيسة؛ الغيرة والمؤامرة وما تلتها من احداث (البئر والسيارة والتبني والمراودة) عناصر سردية وادوات اسهمت في إحكام البناء الفني وطواعيته لانبثاق أحداث جديدة كانت سببا لان يكون يوسف عزيز مصر وأخيرا يلقي القرآن الكريم الضوء على أخر مشاهد القصة والارتباط العضوي بين البداية والنهاية في مشهد تصويري فني بليغ..
الموضوع والاستنتاج
جاءت سورة يوسف قمة المثال الحي للجمال الحقيقي للقصة بكل اسراره وذروته وانسجام الصدق بالجمال واشتمالها كل عناصر القصة تتمثل في الأحداث والشخصيات والحوار والزمان والمكان ومنهج روائي متكامل في مخاطبة الشعور النفسي والحسي والديني تمثل في تضمنها أحداثاً ومواقف تتصل بأهم الدوافع لدى الانسان كالحسد والغيرة والدافع الجنسي والسيطرة والتفوّق والكيد والتٱمر صيغت جميعها في شكلٍ قصصيٍ حافل بجماليات السرد الادبي والامتاع الفني والفكري ضمن صياغة فنية وجمالية مؤثرة تفي بكل شروط وآليات التعبير الفني وعناصر السرد الحكائي المؤثر؛ من حبكة وحوار وشخصيات وأحداث وأشكال سردية حيث يظل التصوير المشهدي سمة فنية حاضرة في كل عناصرها الغنية بجمالية ولغة النص الإبداعية .
#Ihsanullah_Osman
Abu Dhabi, January 2024
المراجع والمصادر
1- جمالية القصة القرانية؛ دكتورة بان حميد فرحان. جامعة بغداد كلية التربية
2- جماليات السرد القرآني في قصة ذي القرنين دراسة سيميائية - أسامة عبد العزيز جاب الله
الناشر مجلة علوم إنسانية السنة 7 سنة النشر 2010م
3-التصوير الفني في القرآن، دار الشروق، ص:36
4- البنية القصصية في قصة أصحاب الكهف مقاربة سردية- أ.م.د. نجوى محمد جمعة
مجلة أبحاث البصرة للعلوم الإنسانية العدد 5 - المجلد 42 - لسنة 2017م
5- بلاغة تقنيات السرد في النص القرآني؛ أ.م.د علاء عبد اللطيف السيد النجار- أستاذ البلاغة العربية والنقد الأدبي المساعد
6- فلسفة الجمال والتذوق الجمالي في قصة يوسف عليه السلام مع امرأة العزيز في ضوء أقوال الفلاسفة القدماء 1 نزار بن صالح أحمد عبد الحفيظ - مجلة األكاديمي-العدد 97 السنة 2020
7- غاستون باشلار "جماليات المكان" ص39)
المقالة الافتتاحية اوجزت العناصر التي تشكّل العتبة الجمالية الدلالية (نحن نقص عليك احسن القصص) استهلالا على المستوى الاخباري للعبور الى داخل النص والتعريف بالشخصية الرئيسة والشخصيات الثانوية واضاءات استباقية (الرؤيا والاجتباء وتمام النعمة والنبؤة المستترة) ادوات تسهم لاحقا في البناء السردي وتطور الشخوص وتسلسل الأحداث عبر الزمان والمكان..
تكثيف تقنية الحوار وتعدد أساليبه بتعدد الشخوص الثانوية؛ الاب والاخوة والسيارة ورفقاء السجن والعزيز وامراته نسوة المدينة؛ شخوص متنوعة في طبيعتها ومواقفها وقيمها وادوارها تعكس الصراع وتلقي الضوء على الشخصية الرئيسة وتنقل المشهد الروائي حيا عبر الاحداث ودقة انتقاء اللفظ والعبارات المشحونة بالمعاني والدلالات...
طبيعة المشهد الحركي وتوظيف المكان باعتباره عنصرا مركزيا في البناء السردي يحوي الأحداث وتتابعها اطارا تتحرك فيه الشخوص .. مشحوناً بدلالات سياقية وأبعاد انسانية ونفسية واجتماعية...
ولعلّ أهمّ ما يلفت النظر في توظيف المكان من الناحية الذهنية لم يكن منغلقا بل يتوزّع عبر مراحل السرد دون صعوبة ويتحرك نحو أزمنة أخرى وعلى مختلف مستويات الحلم والذاكرة وهنا يتجلى المعنى المستمد من المشهد القصصي وفق القيمة الفنية والجمالية، التي يعكسها…
تكثيف وتوظيف الزمن النفسي بشكل مستفيض وحضور اعمق داخل السرد يوازي السياق العام للنص (تقنية الاستباق والاسترجاع) يمثل محورا أساسيا في تشكيل وتداخل الاحداث وتجسيد أبعادها التاريخية والنفسية والجمالية خلال التنقلات (الزمنية-المكانية) وعناصر المفاجأة وتغير الحدث ..
الحيز النصي :الحبكة والتنقلات السردية
يعتمد بناء الحبكة السردية في سورة يوسف عليه السلام على نظرة عميقة تعتمد ترابط الأحداث ونموها وفقا لعاملي أالتسلسل الزمني والروابط التي تجمع بين شخصيات القصة وتصاعد حدة التوتر والصراع من خلال الأحداث ثم يعود السرد إلى موقف سابق تتكامل فيه الأحداث والوقائع ضمن السياق العام والشخصية المحورية (يوسف عليه السلام)..
قصة يوسف غنية بتقنية الاستباق والاسترجاع والحذف ايضاً بمعنى تجاوز الازمنة والأمكنة والعناصر غير المهمة في السياق السردي وتضمنت توظيف ما يمكن ان نصفه بتقنية المفاجأة والانتقال من حدث إلى آخر يشابه إسدال الستار في مرحلة محددة أو فاصل على المسرح ثم تنتقل و تتكامل وتتطور الأحداث في المشهد التالي..
تتمثل العقدة الفنية (الحبكة) في الرؤيا المنامية وتنامى الأحداث الرئيسة؛ الغيرة والمؤامرة وما تلتها من احداث (البئر والسيارة والتبني والمراودة) عناصر سردية وادوات اسهمت في إحكام البناء الفني وطواعيته لانبثاق أحداث جديدة كانت سببا لان يكون يوسف عزيز مصر وأخيرا يلقي القرآن الكريم الضوء على أخر مشاهد القصة والارتباط العضوي بين البداية والنهاية في مشهد تصويري فني بليغ..
الموضوع والاستنتاج
جاءت سورة يوسف قمة المثال الحي للجمال الحقيقي للقصة بكل اسراره وذروته وانسجام الصدق بالجمال واشتمالها كل عناصر القصة تتمثل في الأحداث والشخصيات والحوار والزمان والمكان ومنهج روائي متكامل في مخاطبة الشعور النفسي والحسي والديني تمثل في تضمنها أحداثاً ومواقف تتصل بأهم الدوافع لدى الانسان كالحسد والغيرة والدافع الجنسي والسيطرة والتفوّق والكيد والتٱمر صيغت جميعها في شكلٍ قصصيٍ حافل بجماليات السرد الادبي والامتاع الفني والفكري ضمن صياغة فنية وجمالية مؤثرة تفي بكل شروط وآليات التعبير الفني وعناصر السرد الحكائي المؤثر؛ من حبكة وحوار وشخصيات وأحداث وأشكال سردية حيث يظل التصوير المشهدي سمة فنية حاضرة في كل عناصرها الغنية بجمالية ولغة النص الإبداعية .
#Ihsanullah_Osman
Abu Dhabi, January 2024
المراجع والمصادر
1- جمالية القصة القرانية؛ دكتورة بان حميد فرحان. جامعة بغداد كلية التربية
2- جماليات السرد القرآني في قصة ذي القرنين دراسة سيميائية - أسامة عبد العزيز جاب الله
الناشر مجلة علوم إنسانية السنة 7 سنة النشر 2010م
3-التصوير الفني في القرآن، دار الشروق، ص:36
4- البنية القصصية في قصة أصحاب الكهف مقاربة سردية- أ.م.د. نجوى محمد جمعة
مجلة أبحاث البصرة للعلوم الإنسانية العدد 5 - المجلد 42 - لسنة 2017م
5- بلاغة تقنيات السرد في النص القرآني؛ أ.م.د علاء عبد اللطيف السيد النجار- أستاذ البلاغة العربية والنقد الأدبي المساعد
6- فلسفة الجمال والتذوق الجمالي في قصة يوسف عليه السلام مع امرأة العزيز في ضوء أقوال الفلاسفة القدماء 1 نزار بن صالح أحمد عبد الحفيظ - مجلة األكاديمي-العدد 97 السنة 2020
7- غاستون باشلار "جماليات المكان" ص39)