ربما الواقع بما يعنيه من مخرجات سلبية قادر على هزيمة الإنسان وتكسير أضلاعه ، بما فيه من سيئات تجعل الذات منفردة ووحيدة وغير قادرة على المواجهة او محاولة التغيير كقدر لا فكاك منه سوى بالسقوط والاستنامة والجبن والتراخى كسجين ليس له غير الرضوخ للسجان بيد مكبلة بالأزمات ، والظلام وطعم السياط .. حتى تكون تلك الحياة الرديئة هى ما تعتاد عليه بما تحمله من روائح عفنة ودون هواء نظيف حتى ليورث جيناته من الاستسلام للمصير لأجيال قادمة فلا تستطيع الذات أن تفتح عينيها للضوء ، أو حتى تخلع الذكريات والتواريخ السيئة للهزائم المتوالية .. على يد السجان والسجانين كناية عن واقع مؤلم ليس به ضحكات وكله أثقال على الروح والجسد ونكسات وفراغ وعدم .. ربما كانت تلك الصورة السوداوية أو ما يعبر عنها بالمفردات
الحديد /السجن/ السياط/ الفراغ/ الجسد المتهالك/ الزهايمر/ الضحك الهستيرى /الصحراء ......
كل ذلك يعنى أن لا مواجهة إلا بالعدم النابح ككلب وربما استخدام صورة العدم بتلك الكيفية تعنى مساواته بشحم الجسد المتهالك وهى صورة بشعة من القتامة والمزيد بالثقوب .. وقد يقابل بطبقات من الضحك صوت الكلب/ العدم ، بالألوان والمشاهد التى تقابلها الأصوات .. بالاعتياد على الوجبة المجانية من السياط ورغم قتامة الصورة إلا أن سقوط الصور المؤرشفة لكل الهزائم من ألبوم العين كانت بسيطة تلك النكسات وغالبا لم تكن بسيطة بل فادحة تدفع الذات الشاعرة الى الفراغ والعدم والتلاشى
ربما اعتدت على الظلام والأيادى المكبلة؟!
وربما تكون الرائحة هى ما اعتدت عليها؟!
على الرغم من ذلك أصبحت الذات الشاعرة فى مرحلة اللامبالاة
هل يمكن أن تكون اللامبالاة صورة من صور المقاومة ، صورة من صور التحدى .. تحدى الواقع وتحدى السقوط والعدم وتحدى الهزائم والذكريات والظلام والسلالة التى لها نفس العيون حتى أن الضحكات الهستيرية يمكن أن تكون انتصارا
نحن أمام تاريخ يعيد نفسه تاريخ الصحراء ، تاريخ القياصرة ، تاريخ المكبلين فى السجون التواقون للحرية
إنها ذات بعدة ذوات ..
ص.ع
------------------------
النص :
أرشيف لهزائم متنوعة
للشاعرة :
زوزو سلامة
..
- كل ما مررت به كان سيئا
ولكن ما وصلت إليه الآن أصبح من اللامبالاة
لا تتوقع أن تطير ..... أنت بالأساس مقلم
كل الأثقال تشدك لترسو بالقاع ،
فمن المستحيل أن يصبح للحديد مجدافين
وريشا يستطيع بهما الطيران ،
كل النكسات المسددة بصدرى كانت بسيطة
أمام سقوط الصور المؤرشفة لكل هزائمى
من ألبوم عينى ،
صرت جبانة لحملى على الخروج من السجن
ربما أكون اعتدت على الظلام والأيادى المكبلة ؟!
وربما تكون الرائحة هى ما اعتدت عليها ؟!
ولم يستطع أنفى تحمل استنشاق هواء نظيف ،
ربما كان السجان السبب !
فلقد اعتدت على طعم سياطه
التى تصرف مجانا مع كل وجبة ،
أو ربما العدم الذى يركض بفراغى
ككلب نابح ،
لا أستطيع أن أفتح جفنى للضوء
أو أن أخلع ذكريات السجان
التى تم مسمرتها بتربة رأسى ،
أرمم شحم جسدى المتهالك
بصب مزيد من الثقوب به
قد يصاب بنوبات زهايمر
تطلق العنان لطلقات من الضحك
الهستيرية ،
قد يطلقون يوما ما علىّ إسم صحراء
أما القياصرة ..... لم يكن لهم يوما ما أسماء
بل كانت لهم أجيال ورثت
السيوف ونفس عيون الأسلحة التى وجهت لى ،
وربما أيضا نفس السجن والسجان .....
..
من ديوان
حياكة بحبر سريانى
ص 68/69
------
الطبعة الأولى
اكتوبر2023
رقم الإيداع
2023/26754
الترقيم الدولى
978/977-94-7783-1
الربيع للصحافة والاعلان
الحديد /السجن/ السياط/ الفراغ/ الجسد المتهالك/ الزهايمر/ الضحك الهستيرى /الصحراء ......
كل ذلك يعنى أن لا مواجهة إلا بالعدم النابح ككلب وربما استخدام صورة العدم بتلك الكيفية تعنى مساواته بشحم الجسد المتهالك وهى صورة بشعة من القتامة والمزيد بالثقوب .. وقد يقابل بطبقات من الضحك صوت الكلب/ العدم ، بالألوان والمشاهد التى تقابلها الأصوات .. بالاعتياد على الوجبة المجانية من السياط ورغم قتامة الصورة إلا أن سقوط الصور المؤرشفة لكل الهزائم من ألبوم العين كانت بسيطة تلك النكسات وغالبا لم تكن بسيطة بل فادحة تدفع الذات الشاعرة الى الفراغ والعدم والتلاشى
ربما اعتدت على الظلام والأيادى المكبلة؟!
وربما تكون الرائحة هى ما اعتدت عليها؟!
على الرغم من ذلك أصبحت الذات الشاعرة فى مرحلة اللامبالاة
هل يمكن أن تكون اللامبالاة صورة من صور المقاومة ، صورة من صور التحدى .. تحدى الواقع وتحدى السقوط والعدم وتحدى الهزائم والذكريات والظلام والسلالة التى لها نفس العيون حتى أن الضحكات الهستيرية يمكن أن تكون انتصارا
نحن أمام تاريخ يعيد نفسه تاريخ الصحراء ، تاريخ القياصرة ، تاريخ المكبلين فى السجون التواقون للحرية
إنها ذات بعدة ذوات ..
ص.ع
------------------------
النص :
أرشيف لهزائم متنوعة
للشاعرة :
زوزو سلامة
..
- كل ما مررت به كان سيئا
ولكن ما وصلت إليه الآن أصبح من اللامبالاة
لا تتوقع أن تطير ..... أنت بالأساس مقلم
كل الأثقال تشدك لترسو بالقاع ،
فمن المستحيل أن يصبح للحديد مجدافين
وريشا يستطيع بهما الطيران ،
كل النكسات المسددة بصدرى كانت بسيطة
أمام سقوط الصور المؤرشفة لكل هزائمى
من ألبوم عينى ،
صرت جبانة لحملى على الخروج من السجن
ربما أكون اعتدت على الظلام والأيادى المكبلة ؟!
وربما تكون الرائحة هى ما اعتدت عليها ؟!
ولم يستطع أنفى تحمل استنشاق هواء نظيف ،
ربما كان السجان السبب !
فلقد اعتدت على طعم سياطه
التى تصرف مجانا مع كل وجبة ،
أو ربما العدم الذى يركض بفراغى
ككلب نابح ،
لا أستطيع أن أفتح جفنى للضوء
أو أن أخلع ذكريات السجان
التى تم مسمرتها بتربة رأسى ،
أرمم شحم جسدى المتهالك
بصب مزيد من الثقوب به
قد يصاب بنوبات زهايمر
تطلق العنان لطلقات من الضحك
الهستيرية ،
قد يطلقون يوما ما علىّ إسم صحراء
أما القياصرة ..... لم يكن لهم يوما ما أسماء
بل كانت لهم أجيال ورثت
السيوف ونفس عيون الأسلحة التى وجهت لى ،
وربما أيضا نفس السجن والسجان .....
..
من ديوان
حياكة بحبر سريانى
ص 68/69
------
الطبعة الأولى
اكتوبر2023
رقم الإيداع
2023/26754
الترقيم الدولى
978/977-94-7783-1
الربيع للصحافة والاعلان