محمد خيري حلمي - أين راحة البال يا صديقي شريف؟!

أخر ما كتب الأديب الراحل : محمد خيري حلمي


أقلق صديقي الأديب شريف محي الدين منامي، منذ أن أهداني
مجموعته القصصية (أحذية وكلمات) متمنيا لي راحة البال!!
طريقة الموت في نهاية قصصه مفزعة، ومزعجة.

هل لي أن أتمنى أن أموت موتة هادئة بخلاف نهايات قصصك يا صديقي ؟!
.... لعلي أخلع حذائي
وأندس وسط مجموعة فقراء، يصلون فريضة بجوار النيل، و الفقراء هم الذين سيعرفون كيفية تغسيلي بماء النيل الطاهر ، وتكفينني ودفني بجوار نهر النيل المقدس .
أين راحة البال يا شريف؟!
، والأولاد يكبرون،ويكون لكل واحد منهم حياته المستقلة، أنا الآن أراقبهم في هدوء مغلف بالحزن ، وهم يبتعدون عني رويدا رويدا...
والزوجة تنظر لي من فوق لتحت قائلة :
يا ليتك عملت شئ في حياتك له قيمة.
فهي تراني الزوج الأحمق، الفقير الذي أضاع الكثير من فرص حياته، عبثا بين الكتب والأدب والأدباء.

حتى الأصدقاء القدامى أعمت الشهرة أعينهم، بينما الجدد يبحثون عن الشهرة متنازلين عن كل شئ.
أما الزملاء فيغرزون في جسمي الإبر التي تخرج من حبة عيني بالدم.
أتدري يا شريف ماذا يقول لي رؤسائي في العمل؟!
إنهم يقولون لي :
شعرك شاب، وصرت مثل الحصان الذي ينبغي أن يضرب بالرصاص.
...
أين راحة البال يا شريف؟!
تتمنى لي راحة البال وتزعجني بقصصك بل تفزعني؟!

كان لي واحدة اسمها حياة، وكنت أقول لها :
يا حبيبتي.
وكانت تقول لي : يا حبيبي.
بمرور الأيام والسنين، وجدت أن لا فائدة مني، فهي حياة وأنا فان، حين قلت لها كالعادة :
يا حبيبتي.
في هذه المرة لم ترد، بل أعطتني ظهرها وولت هاربة.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى