هؤلاء الذين يُكرمون مائة مرة في العام ألا يحشمون على وجوههم التي تعاني من فقر الدم فلا يحمرون خجلا، مع بعض الإستثناءات التي تستحق رفع القبعة أعلى من الهامة كل يوم ؛ بماذا يتميزون عن بقية المثقفين الحقيقيين الذين من فرط ما لبسوا عباءة الظل لا أحد يذكرهم بضوء من ذبالة شمعة و هم في مراتب الضياء شموس..!
عجبي من بعض النكرات الذين نصبوا أنفسهم مدراء لمهرجانات ثقافية بينما لا يصلحون أن يكونوا حتى مهرجين في سيرك للأطفال؛ عجبي كيف أصبح في يدهم الحل و العقد ليتحكموا في عقول امتلأت بالمعرفة فلم تعد تجد في الفم سعة لتطالب بحقها في الوجود وسط هؤلاء المتقافزين لاهتبال الفرص، لا تريد أن تفسد في الصمت حكمته رغم أنه يكتنف جرحا دفينا من التجاهل و النكران..!
عيب أن ندفن أنفسنا بالحياة حين نقتل في البلد ضمائرنا التي بمهمازها نلكز حمارا متبلِّدا في حواسنا، عسى نستيقظ من غطيط الجهل؛ عيب أن نتخذ التكريم ذريعة عاطفية تكاد تستدر الدمع و هي تتسول الدعم المادي من المؤسسات المعنية بشؤون الثقافة، و هي أموال تمضي للجيوب الخلفية و لا يحظى المُكرم من فتاتها إلا بالصينية و البراد ليكمل ما تبقى من عمره شايا..!
يكفي أن تموت لتبعث حيّا بقدرة أحد المهرجانات التي تجعل اسمك عنوانا عريضا لدورتها، علما أنك كنت ميتا و أنت على قيد الحياة تُحَبِّر أفكارا؛ يكفي أن تموت لتعود لكتبك الروح التي فارقت جسدك كمدا..!
يجدر بالأسماء التي تُرزق بدعوة تكريمية من حيث لا تحتسب، أن تعيد النظر حدَّ الحَوَل في ما بين أسطرالدعوة، هل الجهة التي بعثتها و هي طبعا في الأرض و ليست من كائنات ملائكية في السماء، تملك من المصداقية و الرصانة و الأمانة التي تخوِّل للمُكرَّم أن يُضحي بالرأسمال الرمزي لإسمه حتى لا ينقلب على بطنه طُعما لإحدى الصفقات التي تصطاد القرش ..!
كثرت التكريمات و لم نعد نعرف بين الأرجل التي تطأ كل القيم النبيلة رأساً نفخر به تفكيرا؛ أين من هذه التكريمات الفيلسوف عبد الله العروي (تمثيلا لا حصرا) الذي أغنى الخزانة العربية بمفاهيم تحتاج قرونا ليأتي جيل يفهمها و يعيد لفكره و شخصه الإعتبار؟؛ حقا نعيش زمنا كالحا من النكران و لا نملك من الثقافة إلا الإعتراف الذي ينبت نرجسا في أنفسنا ..!
يجدر بالجهات المعنية بالثقافة أن تدرج في برامجها بابا مُشرع الذراعين خاصا بتكريم الشخصيات في حقول الفن و الإبداع الأدبي و الفكري قيد حياتها، و يكون التكريم حضاريا لائقا يسْتَجْلي النفائس التي في المكتبة الخاصة للأديب أو الفيلسوف ليعرضها على أنظار الناس و التاريخ، ويمتد التكريم أسبوعا على الأقل تتناول كل أعمال الشخصية موضوع الإحتفاء، بحضور كل وسائط الإعلام المرئية و المسموعة و المكتوبة؛ عذرا انتظروا لأصلح الوسادة تحت رأسي حتى لا ينقلب هذا الحلم الجميل إلى أضغاث تأتي بالكوابيس؛ و مع ذلك أقول إن هذا المستوى الراقي من التكريم دون محسوبية أو زبونية هو الواقع الذي نجده في البلدان المتقدمة التي تعتبر شخصياتها الثقافية تراثا يبقى حيا لا تبلى ذاكرته و لا تموت ..!
أما عندنا فتموت مع الشخصيات الثقافية أعمالها، أو قد تُحال ليس إلى معاش طبعا و لكن إلى مراجع في أسفل المقالات؛ أليس من العبث الذي نمزق به ذاكرتنا أن نوجز كل الكتب و المجلدات التي تركها كاتب مغربي إلى مجرد أسطر في نعي..؟
التكريم ليس أن تركب ظهري الذي أحنته الأسفار التي كتبتها لتصل على جسر عموده الفقري الهش إلى مآرب عليا.. !
التكريم أن نشتري للكاتب أو المثقف عموما شقة مفروشة تقيه بسقوفها عوادي الكراء و أقساط السكن أو السجن الإجتماعي التي تحتاج منه عُمرين ليكمل تسديدها، و سيارة تهز رجليه المنهكتين و أجرا سميكا شهريا يجعله يعيش في بحبوحة فلا يفكر هل يحمل القلم أو يحك جيبه الذي التصق بالعظم من فرط الفاقة..!
التكريم أن تُشعرني أنني موجود في واقع يحول الحياة بالجحود عدماً.. !
عجبي من بعض النكرات الذين نصبوا أنفسهم مدراء لمهرجانات ثقافية بينما لا يصلحون أن يكونوا حتى مهرجين في سيرك للأطفال؛ عجبي كيف أصبح في يدهم الحل و العقد ليتحكموا في عقول امتلأت بالمعرفة فلم تعد تجد في الفم سعة لتطالب بحقها في الوجود وسط هؤلاء المتقافزين لاهتبال الفرص، لا تريد أن تفسد في الصمت حكمته رغم أنه يكتنف جرحا دفينا من التجاهل و النكران..!
عيب أن ندفن أنفسنا بالحياة حين نقتل في البلد ضمائرنا التي بمهمازها نلكز حمارا متبلِّدا في حواسنا، عسى نستيقظ من غطيط الجهل؛ عيب أن نتخذ التكريم ذريعة عاطفية تكاد تستدر الدمع و هي تتسول الدعم المادي من المؤسسات المعنية بشؤون الثقافة، و هي أموال تمضي للجيوب الخلفية و لا يحظى المُكرم من فتاتها إلا بالصينية و البراد ليكمل ما تبقى من عمره شايا..!
يكفي أن تموت لتبعث حيّا بقدرة أحد المهرجانات التي تجعل اسمك عنوانا عريضا لدورتها، علما أنك كنت ميتا و أنت على قيد الحياة تُحَبِّر أفكارا؛ يكفي أن تموت لتعود لكتبك الروح التي فارقت جسدك كمدا..!
يجدر بالأسماء التي تُرزق بدعوة تكريمية من حيث لا تحتسب، أن تعيد النظر حدَّ الحَوَل في ما بين أسطرالدعوة، هل الجهة التي بعثتها و هي طبعا في الأرض و ليست من كائنات ملائكية في السماء، تملك من المصداقية و الرصانة و الأمانة التي تخوِّل للمُكرَّم أن يُضحي بالرأسمال الرمزي لإسمه حتى لا ينقلب على بطنه طُعما لإحدى الصفقات التي تصطاد القرش ..!
كثرت التكريمات و لم نعد نعرف بين الأرجل التي تطأ كل القيم النبيلة رأساً نفخر به تفكيرا؛ أين من هذه التكريمات الفيلسوف عبد الله العروي (تمثيلا لا حصرا) الذي أغنى الخزانة العربية بمفاهيم تحتاج قرونا ليأتي جيل يفهمها و يعيد لفكره و شخصه الإعتبار؟؛ حقا نعيش زمنا كالحا من النكران و لا نملك من الثقافة إلا الإعتراف الذي ينبت نرجسا في أنفسنا ..!
يجدر بالجهات المعنية بالثقافة أن تدرج في برامجها بابا مُشرع الذراعين خاصا بتكريم الشخصيات في حقول الفن و الإبداع الأدبي و الفكري قيد حياتها، و يكون التكريم حضاريا لائقا يسْتَجْلي النفائس التي في المكتبة الخاصة للأديب أو الفيلسوف ليعرضها على أنظار الناس و التاريخ، ويمتد التكريم أسبوعا على الأقل تتناول كل أعمال الشخصية موضوع الإحتفاء، بحضور كل وسائط الإعلام المرئية و المسموعة و المكتوبة؛ عذرا انتظروا لأصلح الوسادة تحت رأسي حتى لا ينقلب هذا الحلم الجميل إلى أضغاث تأتي بالكوابيس؛ و مع ذلك أقول إن هذا المستوى الراقي من التكريم دون محسوبية أو زبونية هو الواقع الذي نجده في البلدان المتقدمة التي تعتبر شخصياتها الثقافية تراثا يبقى حيا لا تبلى ذاكرته و لا تموت ..!
أما عندنا فتموت مع الشخصيات الثقافية أعمالها، أو قد تُحال ليس إلى معاش طبعا و لكن إلى مراجع في أسفل المقالات؛ أليس من العبث الذي نمزق به ذاكرتنا أن نوجز كل الكتب و المجلدات التي تركها كاتب مغربي إلى مجرد أسطر في نعي..؟
التكريم ليس أن تركب ظهري الذي أحنته الأسفار التي كتبتها لتصل على جسر عموده الفقري الهش إلى مآرب عليا.. !
التكريم أن نشتري للكاتب أو المثقف عموما شقة مفروشة تقيه بسقوفها عوادي الكراء و أقساط السكن أو السجن الإجتماعي التي تحتاج منه عُمرين ليكمل تسديدها، و سيارة تهز رجليه المنهكتين و أجرا سميكا شهريا يجعله يعيش في بحبوحة فلا يفكر هل يحمل القلم أو يحك جيبه الذي التصق بالعظم من فرط الفاقة..!
التكريم أن تُشعرني أنني موجود في واقع يحول الحياة بالجحود عدماً.. !