رسالة (5)
الجنوب/قرب شجرة زيتون ٨/تشرين الثاني/٢٠٢٤
لا بداية ولا نهاية لرسالتي اليوم لقد استغرق مني الأمر ساعتين كن التوتر والتشنج في أعصابي قبل كتابة أول سطر لك.
فكتابة الرسائل...معناها أن يخاطب المرء أشباحه في العتمة والضوء في آن،ليتخلص من عفن العدم.
ما هذه الحالة التي نحن عليها؟أعلم بأنني أرهق روحي مرتين مرة بغيابك ومرة في الكتابة التي تأكل من أصابعي بشراهة وشغف.
لكن ماذا بوسعي أن أفعل؟لا مفرّ من الألم،لا مفرّ من الحب.
والذراع التي لا ترتفع مع الصوت يجب أن تُكسر،فالصوت لا يخاف الموسيقى،القوارب لا تخاف الموج،الماء لا يخاف الظل،الظل لا يخاف البئر،البئر لا تخاف الجسد المريض والجسد المضنى قلب عاشق لا يخاف الموت.
إنها الساعة الحادية عشر ليلاً بتوقيت الغارات العنيفة في الضواحي والدخان الأسود الأحمر الذي ينهش قلبي قلقاً وخوفاً عليك،فكل الأراضي تحمل قدميك.
في الجنوب،الريح حادة مثل العظام الصلِبة كلها ريحان ودم،وفوق كل هذا الشجر مثل شلالٍ أخضر مع كل رصاصة يلِد ماء والماء يشكل شقائق النعمان في كفيك/
كفاك التي تُريني العالم بشكل أوضح وأصدق،وكأنني عندما ألمسها ألمس نصف شمس ونصف قمر دفعة واحدة.
الحياة بلا مأوى أو وجود إن لم أمُر فيها من خلالك نحو الموت،وأعدكَ بأنه لن يكون هناك تابوتاً يحمل جسدي سوى حضنك المبارك،يا رجلي المقاوم الشريف وطفلي الوحيد.
فالخلود لقصائدي ورسائلي،أحسدها على انتمائها الواضح والمخلص لك،ستحفظك وتصونك بعدي.
أنت تعلم جيداً كم أحبك،أُعلِّم ضميري أن يسامحك على أكبر الأخطاء وأدرِّب قلبي على الخشوع لك في كل غياب قهري.
اليوم،يوم السبت البليد،أشعر بسأمٍ قوي في ذاكرتي وخبث مهذب في الخمسة أيام التي مرَّت بدونك.
اشتقت لك،بقدر ما أنا مريضة بك،مريضة بنور وجهك وحنان روحك،مريضة بجمال ضحكتك وبكل الرجال التي تسكُنك.
وأشعر بأنني فقدت كل شيء،بعينين مملوءتين بالطين وفم فارغ من الصوت والدمع.
ربما أنت لا تدرك معنى العبور من الشارع إلى النهر نحو الغابات ليلاً وفجراً بقدمين حافيتين،هذه هي حالتي عندما تكون بعيداً عني.
لأنه بطبيعة الحال،الجميع يتظاهر بالمودة والرحمه،إلا أنهم من الداخل أعرفهم جيدا خبثاء وأشرار،ولا أنسَ كيف تعاملو معك بحماقة وغباء تلبية لمصالحهم الشخصية.
هل يجب أن أشرح لك أكثر؟لقد كان شرحي واضحاً بعبارات بسيطة،وأحياناً لا قيمة للكلام أمام المشاعر الصادقة.
فالمشاعر أعز وأغلى وأثمن ما نملك.
أحبك بعقل يضحي بكل شيء لأجلك وبقلب يتخلى عن كل رغباته وأهواءه لأجل سعادة عينيك.
عيناك التي ترفع لي البحر شرشفاً أزرقاً فوق ركبتي،عيناك الني تحول دموعي لفراشات وتغمر وجهي بالماء والورد.
حمام يودع حمام،قطار يذهب وآخر يأتي،شمع يشتغل وشمع يذوب،ليل ينام وصبح يستيقظ،رجال تنتظر ورجال تمر وأنا أنتظرك بكامل الشوق،على قيد هواك أحيا.
ليدرك العالم بأسره بأن الكون كله لدي يعادل قطنة واحدة فوق جرح طفيف في قدمكَ المتعبة.
الجنوب/قرب شجرة زيتون ٨/تشرين الثاني/٢٠٢٤
لا بداية ولا نهاية لرسالتي اليوم لقد استغرق مني الأمر ساعتين كن التوتر والتشنج في أعصابي قبل كتابة أول سطر لك.
فكتابة الرسائل...معناها أن يخاطب المرء أشباحه في العتمة والضوء في آن،ليتخلص من عفن العدم.
ما هذه الحالة التي نحن عليها؟أعلم بأنني أرهق روحي مرتين مرة بغيابك ومرة في الكتابة التي تأكل من أصابعي بشراهة وشغف.
لكن ماذا بوسعي أن أفعل؟لا مفرّ من الألم،لا مفرّ من الحب.
والذراع التي لا ترتفع مع الصوت يجب أن تُكسر،فالصوت لا يخاف الموسيقى،القوارب لا تخاف الموج،الماء لا يخاف الظل،الظل لا يخاف البئر،البئر لا تخاف الجسد المريض والجسد المضنى قلب عاشق لا يخاف الموت.
إنها الساعة الحادية عشر ليلاً بتوقيت الغارات العنيفة في الضواحي والدخان الأسود الأحمر الذي ينهش قلبي قلقاً وخوفاً عليك،فكل الأراضي تحمل قدميك.
في الجنوب،الريح حادة مثل العظام الصلِبة كلها ريحان ودم،وفوق كل هذا الشجر مثل شلالٍ أخضر مع كل رصاصة يلِد ماء والماء يشكل شقائق النعمان في كفيك/
كفاك التي تُريني العالم بشكل أوضح وأصدق،وكأنني عندما ألمسها ألمس نصف شمس ونصف قمر دفعة واحدة.
الحياة بلا مأوى أو وجود إن لم أمُر فيها من خلالك نحو الموت،وأعدكَ بأنه لن يكون هناك تابوتاً يحمل جسدي سوى حضنك المبارك،يا رجلي المقاوم الشريف وطفلي الوحيد.
فالخلود لقصائدي ورسائلي،أحسدها على انتمائها الواضح والمخلص لك،ستحفظك وتصونك بعدي.
أنت تعلم جيداً كم أحبك،أُعلِّم ضميري أن يسامحك على أكبر الأخطاء وأدرِّب قلبي على الخشوع لك في كل غياب قهري.
اليوم،يوم السبت البليد،أشعر بسأمٍ قوي في ذاكرتي وخبث مهذب في الخمسة أيام التي مرَّت بدونك.
اشتقت لك،بقدر ما أنا مريضة بك،مريضة بنور وجهك وحنان روحك،مريضة بجمال ضحكتك وبكل الرجال التي تسكُنك.
وأشعر بأنني فقدت كل شيء،بعينين مملوءتين بالطين وفم فارغ من الصوت والدمع.
ربما أنت لا تدرك معنى العبور من الشارع إلى النهر نحو الغابات ليلاً وفجراً بقدمين حافيتين،هذه هي حالتي عندما تكون بعيداً عني.
لأنه بطبيعة الحال،الجميع يتظاهر بالمودة والرحمه،إلا أنهم من الداخل أعرفهم جيدا خبثاء وأشرار،ولا أنسَ كيف تعاملو معك بحماقة وغباء تلبية لمصالحهم الشخصية.
هل يجب أن أشرح لك أكثر؟لقد كان شرحي واضحاً بعبارات بسيطة،وأحياناً لا قيمة للكلام أمام المشاعر الصادقة.
فالمشاعر أعز وأغلى وأثمن ما نملك.
أحبك بعقل يضحي بكل شيء لأجلك وبقلب يتخلى عن كل رغباته وأهواءه لأجل سعادة عينيك.
عيناك التي ترفع لي البحر شرشفاً أزرقاً فوق ركبتي،عيناك الني تحول دموعي لفراشات وتغمر وجهي بالماء والورد.
حمام يودع حمام،قطار يذهب وآخر يأتي،شمع يشتغل وشمع يذوب،ليل ينام وصبح يستيقظ،رجال تنتظر ورجال تمر وأنا أنتظرك بكامل الشوق،على قيد هواك أحيا.
ليدرك العالم بأسره بأن الكون كله لدي يعادل قطنة واحدة فوق جرح طفيف في قدمكَ المتعبة.