عبدالرحيم مركزو - بين مطرقة الحرب و سندان النزوح ضياع مستقبل أجيال السودان..!!

كشف الأمين العام للمجلس القومي لرعاية الطفولة عن وجود أكثر من "١٥"مليون طفل خارج التعليم المدرسي... يا للهول... أرقام فلكية... تصيب الناس بدوران الرأس كأنهم سكارى ، و تصيب الجسد بالهزال الفوري مع فقدان الذاكرة و شهية الطعام . يا ليتها كانت القاضية...أكثر من "١٥" مليون طفل هذا يعني أن العدد قد يزيد و لا ينقص، هم أطفال لا تقل أعمارهم عن أربع سنوات و تزيد إلى فوق ستة عشرة سنة، هم تلاميذ مراحل قبل التعليم المدرسي و الابتدائي و المتوسطة، هم المعنيون أو الذين كشف عنهم عبد القادر أبوه. و هذا العدد يشكل ثلث سكان السودان البالغ تعدادهم "٤٠"مليون نسمة.
تشير الدراسات العلمية الخاصة بالعقل البشري، إلى أهمية الإهتمام بالتعليم المبكر، حيث تشير نتائج الأبحاث التي استندت إليها الدراسات إلى أن الخبرات التي يمر بها الطفل في هذه السن المبكرة ما بين "٣-٤"سنوات يمكن أن تحدد حياتهم. هنالك السنة الحرجة للتعلم، و هي الفترة بين الميلاد، و السنة الثالثة من عمر الطفل، حيث أن أثناء هذه الفترة لا بد أن "يستحدث"، من أجل تعليم أفضل، و يعني هذا المصطلح تعليم الأطفال المهارات الأكاديمية، مثل القراءة، و المنطق، و الحساب، و استخدام الكروت المضيئة، و الفيديو، و المواد السمعية و البصرية الأخرى. يرى المختصون في علم الأعصاب عن فاعلية التبكير بعملية التعلم، و تنمية القدرات المعرفية للطفل، حيث أشارت بلاكمور إلى ثلاث حقائق كشفت عنها الدراسات العصبية النمائية و هي:
-في الطفولة تحدث زيادة هائلة في عدد الوصلات بين خلايا المخ.
-هنالك فترات حرجة تتشكل فيها الخبرة في المخ و تؤثر على نموه.
-البيئة الثرية تؤدي إلى عمل المزيد من الترابطات داخل المخ، مقارنة بالبيئة الفقيرة.
لمعالجة هذه الكارثة الإنسانية و امتصاص آثارها المدمرة لجيل المستقبل لا بد من وضع برامج عاجلة من قبل أهل الإختصاص تساعد الأباء و الأمهات عن كيفية إثراء حياة الأطفال. كما أن لا بد من لفت إهتمام الوالدين بإن التعليم المبكر يكون تعلم المهارات المعرفية العامة، بجانب المهارات الاجتماعية، و الانفعالية من خلال اللعب بصفة أساسية.
و فوق كل هذا لا بد من تضافر جهود أبناء الوطن المخلصين، للعمل معاً من أجل وقف الحرب العبثية، و تدارك آثارها المدمرة على فلذات أكبادنا من أجل الحفاظ على مستقبل الأمة السودانية، قبل فوات الأوان... فإن البكاء على اللبن المسكوب لا يجدي نفعاً.
فتكم بخير..!!
أوقفوا الحرب العبثية.
لا للحرب.
نعم للسلام.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...