بيان صحفي
القاهرة- نوفمبر 2024م
عن مؤسسة أروقة للدراسات والترجمةوالنشر بالقاهرة، صدرحديثا كتاب: "الدبلوماسية الثقافية البديلة: إعادة تأسيس الثقافة العربية"، للدكتور حاتم الجوهري أستاذ الدراسات الثقافية المنتدب بالجامعات المصرية، والمشرف على المركز العلمي للترجمة بوزارة الثقافة المصرية وتفعيله، ومدير المركز الدولي للكتاب الأسبق بهيئة الكتاب، والحاصل على جائزة الدولة التشجيعية في العلوم الاجتماعية، مشتملا الكتاب على ستة فصول في 321صفحة من القطع المتوسط، ليحمل تجربة المؤلف وأطروحته عبر عقد من الزمن، يمتدمن منتصف العقد الثاني إلى منتصف العقد الثالث في القرن الحادي والعشرين(2015-2024م).
يطرح الكتاب مفهوما ومقاربة أو نظرية جديدة لتوظيف مجال "الدبلوماسية الثقافية"، المفهوم الجديد هو مفهوم "الدبلوماسية الثقافية البديلة" بإضافة مفردة "البديلة" للمفهوم الأصلي، والمقاربة أو النظرية الجديدة هي تفعيل مجال "الدبلوماسية الثقافية" ونطاق عمله خارج دول المركز الأوربي/ الغربي، ليقوم على فكرة أو نظرية جديدة وهي "تبادل المزيج الثقافي" المتنوع والمتعدد لدول العالم والدول العربية، ومنح هذا "المزيج الثقافي" المتنوع القيمة والمكانة والرتبة نفسها التي يمنحها المركز الغربي/ الأوربي لنفسه وقيمه الثقافية، وتجاوز مركزية "الدبلوماسية الثقافية" الغربية واعتبارها معيارا قياسيا أحاديا لتطبيقات الدبلوماسية الثقافية في العالم وما سواه هوامش وتوابعا، وباعتبار هذه المقاربة أو النظرية فكرة رئيسة جديدة لإعادة تأسيس الثقافة العربية ونظرتها لنفسها، وتجاوز التصورات التي تسعى للتماثل والمشابهة والمطابقة مع التصورات الثقافية والفلسفية والأيديولوجية للنموذج الأوربي التاريخي شرقه وغربه.
يتضمن الكتاب ستة فصول، الفصل الأول بعنوان: ملامح الدبلوماسية الثقافية البديلة،والفصل الثاني بعنوان: مبادرات وتطبيقات في الدبلوماسية الثقافية البديلة، والفصل الثالث بعنوان: التراث الثقافي ودوره في الدبلوماسية الثقافية البديلة، والفصل الرابع بعنوان: دبلوماسية المشترك الثقافي العربي أنموذجا بديلا، والفصل الخامس: في إعادة تأسيس الثقافة العربية وآفاقها البديلة، والفصل السادس: بدائل الثقافة العربية بين الذات والآخر والأدب والسياسية.. مشتملا كل فصل على مجموعة المقالات، والمقابلات الصحفية؛ والمبادرات التطبيقية ونصوصها ذات الصلة، ليطرح حزمة من الأفكار والخبرات والتجارب والمشاريع التي تشكل نسقا معرفيا يطرح حجته ومنطقه الخاص في الدبلوماسية الثقافية البديلة، أو ليشكل حزمة متناغمة من التصورات التي تدعم بعضها بعضا.
ينطلق الكتاب في فصله الأول من المقالة التي كتبها المؤلف وأسست لأطروحة الكتاب حول الدبلوماسية الثقافية البديلة منذ سبع سنوات تقريبابداية عام 2018م، بعنوان: "نحو ثقافة عالمية جديدة: دبلوماسية تبادل المزيج الثقافي"، وفي الوقت نفسه يقدم الكتاب مفاهيم عدة وتصورات جديدة لأدوار: الثقافة، والمثقف، والتراث، والأدب، في سياق الدبلوماسية الثقافية البديلة وفي السياق الثقافي العام، ويطرح بعض المفاهيم الجديدة – سواء نقدا أو تأسيسا- مثل مفهومي "المحاصصة الهوياتية" و"إعادة توظيف" التراث، ومفهوم "الذات العربية المختارة"، كما يقدم تصورا لمفهوم "التراث الثقافي غير المادي" الذي قدمته اليونسكو موضحا السياق التاريخي للتسمية ويفك الاشتباك حول علاقته بـ"التراث المادي"، وكذلك يقترح معيارا للتمييز بين الصناعات الثقافية والصناعات الإبداعية، والكثير من القضايا الثقافية والمفاهيم ذات الصلة.
يقف المتن الأساسي للكتاب على موضوع الدبلوماسية الثقافية البديلة وإعادة التأسيس للثقافة العربية في القرن الحادي والعشرين، وإلى جوار هذا المتن كانالكتابيمر على قضايا أدبية أو موضوع الترجمة أو موضوع الإرهاب أو القضية الفلسطينية، أو الجدل بين الذات والآخر.. الخ، لكن معظم تلك القضايا كان تناولها يأتي من منظور كلي يسهم في إعادة تأسيس الثقافة العربية والبحث عن آفاق جديدة لها، وفي الوقت نفسه سبل توظيف القضايا الجزئية والفرعية كلما أمكن في نسق عام لدبلوماسية ثقافية جديدة فاعلة تخدم الذات العربية في القرن الحادي والعشرين.
يحمل الكتاب خبرات المؤلف وممارساته النظرية والتطبيقية على مدى عقد من الزمن (2015-2024)، والتي شملت ممارستهللدبلوماسية الثقافية العربية من خلال مشروع "المشترك الثقافي العربي"، والمجال العلمي الجديد الذي صاحبه عن "الدراسات الثقافية العربية المقارنة"، وذلك عبر أربع دورات ومؤتمرات عربية سنوية حافلة (2021-2024م)، شملت كل دورة بلدا عربيا عن "المشترك الثقافي" بينه وبين مصر (السودان- 2021م مائدة مستديرة خرجت بوثيقة ثقافية شعبية مفتوحة، تونس- 2022م، اليمن- 2023م، العراق-2024م)، وذلك بالتعاون مع سفارات تلك الدول في مصر ومشاركة مؤسساتها البحثية والأكاديمية والثقافية والدبلوماسية والشعبية، وحضور ومشاركة فعالة من باحثيها والباحثين العرب عموما.
وفي عام 2017م ممارسته الدبلوماسية الثقافية على المستوى الدولي في الصين في "منتدى التبادل الدولي في حماية التراث الثقافي غير المادي"، في خضم مشروع طريق الحرير الصيني الجديد، حيث طرح المؤلففي "بكين"مشروع موازيا باسم "تفعيل طريق رأس رجاء الصالح"، ليدور حول أفريقيا والبحر المتوسط عبر قناة السويس بوصفه مسارا ثقافيا دبلوماسيا ممكنا، ثم طرح المؤلف على الجانب الصيني "مبادرة تبادل المزيج الثقافي بطريق الحرير" عام 2019م في المركز الثقافي الصيني التابع للسفارة الصينية مع ممثلي وزارة الثقافة الصينية، وتحديدا مع ممثلي "الأكاديمية المركزية للإدارة الثقافية" الصينية، والتي حملت تصوره لمفهوم الدبلوماسية الثقافية البديلة وسماتها التي يجب أن تختلف عن الدبلوماسية الثقافية الغربية، ومركزيتها وفلسفتها التي تتحرك في اتجاه واحد مُرسِل (المركز الغربي) إلى اتجاه واحد مستقبل أو مُرسَل إليه (التوابع خارج المركز الغربي).
وفي المغرب عام 2023م ساهم المؤلف في مشروع "الإيسيسكو" (منظمة العالم الإسلامي للتربية والثقافة والعلوم) لإطلاق "إعلان مراكش نحو تشكيل مفهوم "الدبلوماسية الحضارية" بوصفها مرادفا ورديفا لـ"الدبلوماسية الثقافية"، في مواجهة مشروع الصدام الحضاري/ الثقافي الذي يطرحه الغرب بغرض الهيمنة الخشنة والناعمة، حيث قدم ورقة بحثية بعنوان: "الدبلوماسية الحضارية والمسألة العالمية: من الصدام إلى التداول"، وترأس المؤلف الجلسة العلمية الثانية المعنونة: "الأدوار المفترضة للفاعلين في الدبلوماسية الحضارية".
وفي القاهرة عام 2018م على مستوى التراث الثقافي غير المادي ودوره عربياشارك المؤلف مع "اليونسكو" (منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة) في مشروع "تعزيز التعاون الإقليمي من أجل تفعيل اتفاقية عام 2003م" المعنية بصون التراث الثقافي غير المادي التي دشنتها اليونسكو، بحضور عربي واسع وعريض حيث ترأس إحدى مجموعات العمل (شملت مصر وليبيا ولبنان) لوضع مقترح لمشروع مشترك، تعمل عليه الدول الثلاث معا في عناصر التراث الثقافي غير المادي.
وفي عام 2020م مع الألكسو (المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم) قدم المؤلف ورقة بحثية نُشرت في المجلة العربية للثقافة التابعة للمنظمة، بعنوان: "ما بعد المسألة الأوربية: كورونا كمفصلية ثقافية للذات العربية"، حيث وضع تصورا ثقافيا ممكنا لصعود الذات العربية ثقافيا وفق ظرفيتها الذاتية في القرن الحادي والعشرين ومزيجها الثقافي الخاص، بعيدا عن جمود ومركزية المتلازمات الثقافية الرائجة للثقافة الغربية/ الأوربية واستقطاباتها الحدية.
وفي عام 2024م شارك المؤلف مع "المعهد العالمي للتجديد العربي" بأسباينا، ضمن فريق بناء المنظومة الفكرية الثقافية العربية بتقديم تصور مستقبلي للثقافة العربية وسياسة المعهد في هذا السياق، بورقة مقترحة بعنوان: "استراتيجية الأمل: أي تجديد من أجل التجديد الثقافي العربي!" سعي فيها للالتزام بمحرك رئيس وضابط وهو ربط الاستراتيجية الثقافية العامة بالمتغيرات الإقليمية والدولية الجيوثقافية، مع السعي إلى فهم للذات العربية في شكلها التاريخي ووضعها الراهن، وصولا إلى آفاق أرحب لـ"إعادة تأسيس" الثقافة العربية والخروج من المأزق التاريخي.
وفي عام 2021م شارك المؤلف مع اللجنة المصرية الوطنية للتربية والعلوم والثقافة (المشرفة على مشاركات مصر ومساهماتها الرسمية في فعاليات: اليونسكو والإلكسو والإيسيسكو) في ملف "التعريف بأفريقيا ودعم ثقافة السلم"، ضمن فعالية اليونسكو لاعتبار عام 2021م عام أفريقيا، وذلك بورقة بحثية بعنوان: "أفريقيا والسلم بين المسألة الأوروبية وما بعدها"، تنظر في أثر المسألة الأوروبية وتناقضاتها الموروثة في القارة منذ مرحلة الاستعمار، وسياسات رسم الحدود أو إدارة التناقضات الهوياتية المتنوعة وتفجيرها بين دول القارة، وسبل تفكيك أثر تلك التناقضات التاريخية وتمثلاتها المتنوعة في مرحلة ما بعد الاستعمار، سعيا للوصول إلى سلم مستدام وعادل في أفريقيا، وبالتطبيق على بعض الموضوعات ذات الصلة.
إضافة إلى أنه منذ عام 2015م عمل المؤلف على مشروع تطوير "المركز العلمي للترجمة" بوزارة الثقافة المصرية، ليتخصص في مجال الترجمة للآخر عن اللغة العربية وفق مفهوم جديد للدبلوماسية الثقافية العلمية من خلال الترجمة عن العربية للآخروتغيير الصورة النمطية العربية، يعتمد على الوعي الدبلوماسي وخصوصية الخطاب المستخدم الموجه لكل جماعة إنسانية ومحددات تلقيه.
وعلى المستوى العام في علاقة الدبلوماسية الثقافية البديلة بالدبلوماسية العامة، والسياسات الخارجية المصرية والعربية وإعادة تأسيس الثقافة العربية عموما، قدم المؤلف إجمالا مساهماتعدة ومقاربات ثقافية وبحثية عبر الفهم الثقافي/ السياسي المشترك لعدة تمثلات في السياسات الدولية الجديدة في القرن الحادي والعشرين، وتأسيس مقاربات ثقافية أو بالأصح جيوثقافية جديدة للتعامل معها، مثل الإحاطة بـ"مشروع الأوراسية الجديدة" الروسي وتأثيره عربيا ومصريا وكذلك "مشروع الأفروسنتريك" والمركزية العنصرية الأفريقية السوداء وتأثيره على الثقافة العربية عامة وبعدها الجيوثقافي خصوصا، وكذلك البعد السياسي لتمدد طريق الحرير الصيني الجديد وأثره الجيواستراتيجي عموما وفي أفريقيا تحديدا، وكذلك المشاريع الجيوثقافية الإقليمية المتدافعة مع الذات العربية وفضائها الجغرافي.
تقدم أطروحة الكتاب تصورا نظريا لفكرة الدبلوماسية الثقافية البديلة كانت نواته الصلبة في الفصل الأول من الكتاب (مع الإشارة إلى توزعها وحضورها عموما في فصول الكتاب)، خاصة العناصر الثلاث الأولى في الفصل التي شملت المقالة الرئيسة عن "دبلوماسية تبادل المزيج الثقافي"، وكذلك المقالة الثانية عن علاقة الدبلوماسية الثقافية برفد ودعم الدبلوماسية العامة، والتعاضد معها في لحظة تاريخية حرجة تتطلب تضافر كل الجهود العربية، وأيضا المقالة الثالثة وإعادة تعريف الثقافة ودورها عموما في اللحظة التاريخية الراهنة لتكون الثقافة مستوى فاعلا من القوة الناعمة الداخلية، وتعمل بوصفها مشتركا مجتمعيا في ظل غياب اليقين عند لحظات التحول التاريخية مثل التي تمر بها المنطقة العربية والعالم برمته، وما ورد في بقية عناصر الفصل الأول إجمالا.
وفي الوقت نفسه يجمع الكتاب بين الطرح النظري للدبلوماسية الثقافية البديلة، وبين تطبيقات عدة ارتبطت به إقليميا ودوليا (شملت المساهمة في أنشطة وفعاليات كل من: اليونسكو- الألكسو- الإيسيسكو- اللجنة المصرية الوطنية للتربية والعلوم والثقافة- الأكاديمية المركزية الصينية للسياسات الثقافية- المعهد العالمي للتجديد العربي- الملحقيات الثقافية لسفارات تونس واليمن والعراق بمصر- ....).
وتتمثل التطبيقات التي عرض لها الكتاب الكثير من النماذج المباشرة التي عمل المؤلف عليها بوصفها "دراسة حالة" في الفصل الثاني تحديدا (مثل: مبادرة طريق رأس رجاء الصالح، ومبادرة تبادل المزيج الثقافي بطريق الحرير الجديد، والوثيقة الثقافية الشعبية المفتوحة بين مصر والسودان، والمركز العلمي للترجمة ودبلوماسية تغيير الصورة النمطية العربية، ومشروع القائمة العربية المشتركة للتراث الثقافي غير المادي، ....).
كما أن الكتاب اهتم على المستوى التطبيقي بمشروع المشترك الثقافي العربي وأفرد له فصلا مستقلا (الفصل الرابع) ليكون نموذجا ومثالا و"دراسة حالة" قائمة بذاتها في الدبلوماسية الثقافية البديلة، مستعرضا ومستفيضا في تجربته وفي تمثلاته التطبيقية وبعدها النظري الجديد والمستحدث، لحل بعض الإشكاليات التاريخية الحاضرة في هذه المسألة (بالنظر إلى زخم المشروع وتجربته عبر فعاليات عدة شملت بالأساس: ثلاثة مؤتمرات دولية عربية، وسمينارا علميا، ومائدة مستديرة، وكتابا جماعيا، وملفا بحثيا منشورا).
القاهرة- نوفمبر 2024م
عن مؤسسة أروقة للدراسات والترجمةوالنشر بالقاهرة، صدرحديثا كتاب: "الدبلوماسية الثقافية البديلة: إعادة تأسيس الثقافة العربية"، للدكتور حاتم الجوهري أستاذ الدراسات الثقافية المنتدب بالجامعات المصرية، والمشرف على المركز العلمي للترجمة بوزارة الثقافة المصرية وتفعيله، ومدير المركز الدولي للكتاب الأسبق بهيئة الكتاب، والحاصل على جائزة الدولة التشجيعية في العلوم الاجتماعية، مشتملا الكتاب على ستة فصول في 321صفحة من القطع المتوسط، ليحمل تجربة المؤلف وأطروحته عبر عقد من الزمن، يمتدمن منتصف العقد الثاني إلى منتصف العقد الثالث في القرن الحادي والعشرين(2015-2024م).
يطرح الكتاب مفهوما ومقاربة أو نظرية جديدة لتوظيف مجال "الدبلوماسية الثقافية"، المفهوم الجديد هو مفهوم "الدبلوماسية الثقافية البديلة" بإضافة مفردة "البديلة" للمفهوم الأصلي، والمقاربة أو النظرية الجديدة هي تفعيل مجال "الدبلوماسية الثقافية" ونطاق عمله خارج دول المركز الأوربي/ الغربي، ليقوم على فكرة أو نظرية جديدة وهي "تبادل المزيج الثقافي" المتنوع والمتعدد لدول العالم والدول العربية، ومنح هذا "المزيج الثقافي" المتنوع القيمة والمكانة والرتبة نفسها التي يمنحها المركز الغربي/ الأوربي لنفسه وقيمه الثقافية، وتجاوز مركزية "الدبلوماسية الثقافية" الغربية واعتبارها معيارا قياسيا أحاديا لتطبيقات الدبلوماسية الثقافية في العالم وما سواه هوامش وتوابعا، وباعتبار هذه المقاربة أو النظرية فكرة رئيسة جديدة لإعادة تأسيس الثقافة العربية ونظرتها لنفسها، وتجاوز التصورات التي تسعى للتماثل والمشابهة والمطابقة مع التصورات الثقافية والفلسفية والأيديولوجية للنموذج الأوربي التاريخي شرقه وغربه.
يتضمن الكتاب ستة فصول، الفصل الأول بعنوان: ملامح الدبلوماسية الثقافية البديلة،والفصل الثاني بعنوان: مبادرات وتطبيقات في الدبلوماسية الثقافية البديلة، والفصل الثالث بعنوان: التراث الثقافي ودوره في الدبلوماسية الثقافية البديلة، والفصل الرابع بعنوان: دبلوماسية المشترك الثقافي العربي أنموذجا بديلا، والفصل الخامس: في إعادة تأسيس الثقافة العربية وآفاقها البديلة، والفصل السادس: بدائل الثقافة العربية بين الذات والآخر والأدب والسياسية.. مشتملا كل فصل على مجموعة المقالات، والمقابلات الصحفية؛ والمبادرات التطبيقية ونصوصها ذات الصلة، ليطرح حزمة من الأفكار والخبرات والتجارب والمشاريع التي تشكل نسقا معرفيا يطرح حجته ومنطقه الخاص في الدبلوماسية الثقافية البديلة، أو ليشكل حزمة متناغمة من التصورات التي تدعم بعضها بعضا.
ينطلق الكتاب في فصله الأول من المقالة التي كتبها المؤلف وأسست لأطروحة الكتاب حول الدبلوماسية الثقافية البديلة منذ سبع سنوات تقريبابداية عام 2018م، بعنوان: "نحو ثقافة عالمية جديدة: دبلوماسية تبادل المزيج الثقافي"، وفي الوقت نفسه يقدم الكتاب مفاهيم عدة وتصورات جديدة لأدوار: الثقافة، والمثقف، والتراث، والأدب، في سياق الدبلوماسية الثقافية البديلة وفي السياق الثقافي العام، ويطرح بعض المفاهيم الجديدة – سواء نقدا أو تأسيسا- مثل مفهومي "المحاصصة الهوياتية" و"إعادة توظيف" التراث، ومفهوم "الذات العربية المختارة"، كما يقدم تصورا لمفهوم "التراث الثقافي غير المادي" الذي قدمته اليونسكو موضحا السياق التاريخي للتسمية ويفك الاشتباك حول علاقته بـ"التراث المادي"، وكذلك يقترح معيارا للتمييز بين الصناعات الثقافية والصناعات الإبداعية، والكثير من القضايا الثقافية والمفاهيم ذات الصلة.
يقف المتن الأساسي للكتاب على موضوع الدبلوماسية الثقافية البديلة وإعادة التأسيس للثقافة العربية في القرن الحادي والعشرين، وإلى جوار هذا المتن كانالكتابيمر على قضايا أدبية أو موضوع الترجمة أو موضوع الإرهاب أو القضية الفلسطينية، أو الجدل بين الذات والآخر.. الخ، لكن معظم تلك القضايا كان تناولها يأتي من منظور كلي يسهم في إعادة تأسيس الثقافة العربية والبحث عن آفاق جديدة لها، وفي الوقت نفسه سبل توظيف القضايا الجزئية والفرعية كلما أمكن في نسق عام لدبلوماسية ثقافية جديدة فاعلة تخدم الذات العربية في القرن الحادي والعشرين.
يحمل الكتاب خبرات المؤلف وممارساته النظرية والتطبيقية على مدى عقد من الزمن (2015-2024)، والتي شملت ممارستهللدبلوماسية الثقافية العربية من خلال مشروع "المشترك الثقافي العربي"، والمجال العلمي الجديد الذي صاحبه عن "الدراسات الثقافية العربية المقارنة"، وذلك عبر أربع دورات ومؤتمرات عربية سنوية حافلة (2021-2024م)، شملت كل دورة بلدا عربيا عن "المشترك الثقافي" بينه وبين مصر (السودان- 2021م مائدة مستديرة خرجت بوثيقة ثقافية شعبية مفتوحة، تونس- 2022م، اليمن- 2023م، العراق-2024م)، وذلك بالتعاون مع سفارات تلك الدول في مصر ومشاركة مؤسساتها البحثية والأكاديمية والثقافية والدبلوماسية والشعبية، وحضور ومشاركة فعالة من باحثيها والباحثين العرب عموما.
وفي عام 2017م ممارسته الدبلوماسية الثقافية على المستوى الدولي في الصين في "منتدى التبادل الدولي في حماية التراث الثقافي غير المادي"، في خضم مشروع طريق الحرير الصيني الجديد، حيث طرح المؤلففي "بكين"مشروع موازيا باسم "تفعيل طريق رأس رجاء الصالح"، ليدور حول أفريقيا والبحر المتوسط عبر قناة السويس بوصفه مسارا ثقافيا دبلوماسيا ممكنا، ثم طرح المؤلف على الجانب الصيني "مبادرة تبادل المزيج الثقافي بطريق الحرير" عام 2019م في المركز الثقافي الصيني التابع للسفارة الصينية مع ممثلي وزارة الثقافة الصينية، وتحديدا مع ممثلي "الأكاديمية المركزية للإدارة الثقافية" الصينية، والتي حملت تصوره لمفهوم الدبلوماسية الثقافية البديلة وسماتها التي يجب أن تختلف عن الدبلوماسية الثقافية الغربية، ومركزيتها وفلسفتها التي تتحرك في اتجاه واحد مُرسِل (المركز الغربي) إلى اتجاه واحد مستقبل أو مُرسَل إليه (التوابع خارج المركز الغربي).
وفي المغرب عام 2023م ساهم المؤلف في مشروع "الإيسيسكو" (منظمة العالم الإسلامي للتربية والثقافة والعلوم) لإطلاق "إعلان مراكش نحو تشكيل مفهوم "الدبلوماسية الحضارية" بوصفها مرادفا ورديفا لـ"الدبلوماسية الثقافية"، في مواجهة مشروع الصدام الحضاري/ الثقافي الذي يطرحه الغرب بغرض الهيمنة الخشنة والناعمة، حيث قدم ورقة بحثية بعنوان: "الدبلوماسية الحضارية والمسألة العالمية: من الصدام إلى التداول"، وترأس المؤلف الجلسة العلمية الثانية المعنونة: "الأدوار المفترضة للفاعلين في الدبلوماسية الحضارية".
وفي القاهرة عام 2018م على مستوى التراث الثقافي غير المادي ودوره عربياشارك المؤلف مع "اليونسكو" (منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة) في مشروع "تعزيز التعاون الإقليمي من أجل تفعيل اتفاقية عام 2003م" المعنية بصون التراث الثقافي غير المادي التي دشنتها اليونسكو، بحضور عربي واسع وعريض حيث ترأس إحدى مجموعات العمل (شملت مصر وليبيا ولبنان) لوضع مقترح لمشروع مشترك، تعمل عليه الدول الثلاث معا في عناصر التراث الثقافي غير المادي.
وفي عام 2020م مع الألكسو (المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم) قدم المؤلف ورقة بحثية نُشرت في المجلة العربية للثقافة التابعة للمنظمة، بعنوان: "ما بعد المسألة الأوربية: كورونا كمفصلية ثقافية للذات العربية"، حيث وضع تصورا ثقافيا ممكنا لصعود الذات العربية ثقافيا وفق ظرفيتها الذاتية في القرن الحادي والعشرين ومزيجها الثقافي الخاص، بعيدا عن جمود ومركزية المتلازمات الثقافية الرائجة للثقافة الغربية/ الأوربية واستقطاباتها الحدية.
وفي عام 2024م شارك المؤلف مع "المعهد العالمي للتجديد العربي" بأسباينا، ضمن فريق بناء المنظومة الفكرية الثقافية العربية بتقديم تصور مستقبلي للثقافة العربية وسياسة المعهد في هذا السياق، بورقة مقترحة بعنوان: "استراتيجية الأمل: أي تجديد من أجل التجديد الثقافي العربي!" سعي فيها للالتزام بمحرك رئيس وضابط وهو ربط الاستراتيجية الثقافية العامة بالمتغيرات الإقليمية والدولية الجيوثقافية، مع السعي إلى فهم للذات العربية في شكلها التاريخي ووضعها الراهن، وصولا إلى آفاق أرحب لـ"إعادة تأسيس" الثقافة العربية والخروج من المأزق التاريخي.
وفي عام 2021م شارك المؤلف مع اللجنة المصرية الوطنية للتربية والعلوم والثقافة (المشرفة على مشاركات مصر ومساهماتها الرسمية في فعاليات: اليونسكو والإلكسو والإيسيسكو) في ملف "التعريف بأفريقيا ودعم ثقافة السلم"، ضمن فعالية اليونسكو لاعتبار عام 2021م عام أفريقيا، وذلك بورقة بحثية بعنوان: "أفريقيا والسلم بين المسألة الأوروبية وما بعدها"، تنظر في أثر المسألة الأوروبية وتناقضاتها الموروثة في القارة منذ مرحلة الاستعمار، وسياسات رسم الحدود أو إدارة التناقضات الهوياتية المتنوعة وتفجيرها بين دول القارة، وسبل تفكيك أثر تلك التناقضات التاريخية وتمثلاتها المتنوعة في مرحلة ما بعد الاستعمار، سعيا للوصول إلى سلم مستدام وعادل في أفريقيا، وبالتطبيق على بعض الموضوعات ذات الصلة.
إضافة إلى أنه منذ عام 2015م عمل المؤلف على مشروع تطوير "المركز العلمي للترجمة" بوزارة الثقافة المصرية، ليتخصص في مجال الترجمة للآخر عن اللغة العربية وفق مفهوم جديد للدبلوماسية الثقافية العلمية من خلال الترجمة عن العربية للآخروتغيير الصورة النمطية العربية، يعتمد على الوعي الدبلوماسي وخصوصية الخطاب المستخدم الموجه لكل جماعة إنسانية ومحددات تلقيه.
وعلى المستوى العام في علاقة الدبلوماسية الثقافية البديلة بالدبلوماسية العامة، والسياسات الخارجية المصرية والعربية وإعادة تأسيس الثقافة العربية عموما، قدم المؤلف إجمالا مساهماتعدة ومقاربات ثقافية وبحثية عبر الفهم الثقافي/ السياسي المشترك لعدة تمثلات في السياسات الدولية الجديدة في القرن الحادي والعشرين، وتأسيس مقاربات ثقافية أو بالأصح جيوثقافية جديدة للتعامل معها، مثل الإحاطة بـ"مشروع الأوراسية الجديدة" الروسي وتأثيره عربيا ومصريا وكذلك "مشروع الأفروسنتريك" والمركزية العنصرية الأفريقية السوداء وتأثيره على الثقافة العربية عامة وبعدها الجيوثقافي خصوصا، وكذلك البعد السياسي لتمدد طريق الحرير الصيني الجديد وأثره الجيواستراتيجي عموما وفي أفريقيا تحديدا، وكذلك المشاريع الجيوثقافية الإقليمية المتدافعة مع الذات العربية وفضائها الجغرافي.
تقدم أطروحة الكتاب تصورا نظريا لفكرة الدبلوماسية الثقافية البديلة كانت نواته الصلبة في الفصل الأول من الكتاب (مع الإشارة إلى توزعها وحضورها عموما في فصول الكتاب)، خاصة العناصر الثلاث الأولى في الفصل التي شملت المقالة الرئيسة عن "دبلوماسية تبادل المزيج الثقافي"، وكذلك المقالة الثانية عن علاقة الدبلوماسية الثقافية برفد ودعم الدبلوماسية العامة، والتعاضد معها في لحظة تاريخية حرجة تتطلب تضافر كل الجهود العربية، وأيضا المقالة الثالثة وإعادة تعريف الثقافة ودورها عموما في اللحظة التاريخية الراهنة لتكون الثقافة مستوى فاعلا من القوة الناعمة الداخلية، وتعمل بوصفها مشتركا مجتمعيا في ظل غياب اليقين عند لحظات التحول التاريخية مثل التي تمر بها المنطقة العربية والعالم برمته، وما ورد في بقية عناصر الفصل الأول إجمالا.
وفي الوقت نفسه يجمع الكتاب بين الطرح النظري للدبلوماسية الثقافية البديلة، وبين تطبيقات عدة ارتبطت به إقليميا ودوليا (شملت المساهمة في أنشطة وفعاليات كل من: اليونسكو- الألكسو- الإيسيسكو- اللجنة المصرية الوطنية للتربية والعلوم والثقافة- الأكاديمية المركزية الصينية للسياسات الثقافية- المعهد العالمي للتجديد العربي- الملحقيات الثقافية لسفارات تونس واليمن والعراق بمصر- ....).
وتتمثل التطبيقات التي عرض لها الكتاب الكثير من النماذج المباشرة التي عمل المؤلف عليها بوصفها "دراسة حالة" في الفصل الثاني تحديدا (مثل: مبادرة طريق رأس رجاء الصالح، ومبادرة تبادل المزيج الثقافي بطريق الحرير الجديد، والوثيقة الثقافية الشعبية المفتوحة بين مصر والسودان، والمركز العلمي للترجمة ودبلوماسية تغيير الصورة النمطية العربية، ومشروع القائمة العربية المشتركة للتراث الثقافي غير المادي، ....).
كما أن الكتاب اهتم على المستوى التطبيقي بمشروع المشترك الثقافي العربي وأفرد له فصلا مستقلا (الفصل الرابع) ليكون نموذجا ومثالا و"دراسة حالة" قائمة بذاتها في الدبلوماسية الثقافية البديلة، مستعرضا ومستفيضا في تجربته وفي تمثلاته التطبيقية وبعدها النظري الجديد والمستحدث، لحل بعض الإشكاليات التاريخية الحاضرة في هذه المسألة (بالنظر إلى زخم المشروع وتجربته عبر فعاليات عدة شملت بالأساس: ثلاثة مؤتمرات دولية عربية، وسمينارا علميا، ومائدة مستديرة، وكتابا جماعيا، وملفا بحثيا منشورا).