امرأة

امرأة
قصة قصيرة :
بقلم محمد محمود غدية / مصر
مسحورة ومجذوبة ليديه وعبقه، وثرثرته فى اعماقها، وسحلها للصحارى معصوبة العينين، لا تدري اين يفضي بها الحب واين المنتهى ؟ سميك جدا ذلك الرباط الذي ادخلته طواعية فى معصميها، امرأة لا يمكن انجابها الا من فاتنة خارقة الجمال،
عن ملكوت نرجسها، وجبالها الوعرة التي لم ينجح حتى الآن فى تسلقها، يكتبها شعرا رغم هجرته للشعر، لا حديث فى المنتديات الادبية الا عنها، نيرانها ناعمة دافئة دافقة حلوة، من اين اتت بكل هذا الفيض من البهاء ؟
وهى وحدها من ضمدت جراحات وعذابات الايام ؟
موسيقية الصوت والخطى واللهفة، وجه فى لون الصفاء خال من الزينة، رهيفة الملامح قادمة من فيلم ابيض واسود قديم، كلاهما كتب الشعر قبل ان يعرجا على السرد، الحوار بينهما ينبسط ويتمدد ويتشعب، مثل شجر اللبلاب فوق سقيفة من الهدوء، عيناها تتحدثان وفمها مطبق، اذا تكلمت انسابت موسيقات عذبة، ترقق المشاعر والسمع، كتاباتها لها نكهة الشوق ونسيم البحر، تشرق وتغرب فيه، قرأ كثيرا فى كتب السحر، وفن مغازلة النساء، ورغم ذلك انهارت حصونه، امام طلقتها الحنون من مسدس عينيها، واستطاعت بسحرها الأخاذ، زحزحة كل الحسان من حوله، لتكون له بمثابة كل النساء فى امرأة لا تعرف الذبول، تتهادى بكل اناقة على آوتار المساء، وتنشر عطرها فى الانحاء،
اختارها كما هى بجمالها وجموحها، ببساطتها وتعقيداتها، بصدودها وقبولها، بحبها وجنونها، بصراخها وصمتها، ورغم ذلك يخشى الحب اذا تأكد واشتد بين المحبين، كان التهاجر والتشاجر، رغم حرصه على قوة روحه من الصدمات المفاجئة والمروعة، كثيرة الغضب قليلة التسامح، ولشقائه وقع عليها اختياره، ليكتبها سطرا بمداد الورد فى موسوعة الفرح .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى