إن الباحث في دلالات كلمة ترجم في اللسان والصحاح سيجدها في مادة ( ر ج م ) ، وهو أصل معجمي أولى دلائله الرجم ، أي الرمي حقيقة والتكلم ( الرجم ) بالظن مجازا ؛ وإذا فإن أول ما يطالعنا من دلالات هذه المادة هو عدم اليقين وعدم حتمية النتائج .
وإذا انطلقنا من فقه اللغة فإننا سنجد أن كل الكلمات المندرجة تحت مادة معجمية واحدة تتقاطع حتما في الظلال التي تطغى على الحقل الدلالي في إجماله . عندها سندرك أنهم عندما عرفوا الترجمة بالتفسير كان لديهم ، أو لنقل على الأصح كان لدى اللغة في داخل أنساقها ، وعي بالخصائص الاحتمالية للمعنى المقدم . ففي الصحاح للجوهري (ترجم كلامه إذا فسره بلسان آخر ، ومنه الترجمان بفتح التاء ، وقد تضم التاء وتضم الجيم لضمتها ).
هذا الوعي الفطري المبكر في لغتنا العربية لا ينبغي أن ننظر إليه اعتباطا . فالترجمة هي بالفعل "تفسير" و التفسير ما هو سوى مظهر من مظاهر التأويل ومستوى من مستوياته يأتي بعد الفهم والشرح .
وقد يعد هذا التقديم مصادرة على المطلوب ، لكننا نراه ضرورة منهجية ومقدمة كبرى لتأسيس الفرضيات التي ستدور حولها هذه الورقة المختصرة .
الترجمة بالفعل ليست تطابقا بيت المنقول منه والمنقول إليه ، إنما هي بالأحرى محاولة للشرح أو التفسير أو التأويل ، لكي نقرب إلى الأذهان – السامعة أو القارئة – دلالات ومعاني ( وليس ألفاظ) المنطوق أو المكتوب من اللغة المنقول منها إلى المنقول إليها . والذهن البشري ،طبعا، هو كبنيته يتفاوت قوة وضعفا ، ومن شأن ذلك أن ينجم عنه تفاوت وتفاضل بين سهام المترجمين في " رجمهم " للمعنى قربا وبعدا من الهدف المقصود أصلا ؛ مع الأخذ في الاعتبار أن إصابة مركز الهدف إصابة كاملة تامة أمر غير ممكن إطلاقا ، خاصة إن تعلق الأمر بدلالات العلوم الإنسانية لأن معانيها قد ورثت طباع وسلوك مصادرها المنتجة لها أصلا ، وهي مصادر من أخص خصائصها الانبناء على الخيال وعدم حتمية النتائج والتلون بألوان ومميزات المحيط المادي والسياق النصي والإطار النوعي والدائرة الجنسية .
ثم إن للغة من ناحية أخرى ليست تلك " النعمة " البسيطة الاعتباطية في علاقات دوالها بمدلولاتها ، وهي كما قال هيديجر قديما " أعظم نعمة وأخطرها ؛ إنها سكن الوجود " ، أو هي على الأصح الوجود ذاته والفكر ذاته.
فالألفاظ ذات تاريخ وذات طبقات رسوبية تثوي داخلها المعاني والدلالات التي اكتسبتها الكلمة ووظفت لها عبر تاريخها الكينوني على مر الحقب و العصور ، وبالتالي فإن نقل كلمة/لفظة من لغة إلى أخرى ليس سوى محاولة تقريبية إلى الأذهان بنقل ملمح واحد من الملامح المتعددة للفظة الأصل /المنقولة . وهي محاولة تقوم أولا على الفهم ثم الشرح ثم التفسير ، وهذه هي أهم خطوات فلسفة التأويل الحديثة Heremenutics التي تتأسس على ثلاث مراحل هي " الفهم والتفسير والتطبيق " .
ولئن كانت فلسفة التأويل قد اهتمت في البداية بالتطبيق على النصوص الدينية ، فإن المفكرين عرفوا منذ القرن التاسع عشر مع تطور الفلسفة الفينومينولوجية/الظاهراتية أنه لابد من تفعيل دور "التأويل" للحيلولة دون المظاهر المتعددة " لسوء الفهم " ، و التي تحدث غالبا عند الترجمة أو التحليل .
وقد تفاعلت الفلسفتان تفاعلا كبيرا حتى هيمنتا على أنساق النظريات النقدية /الفلسفية المعاصرة ؛ فهيديجر الذي يعد رائد الظاهراتية اعتبر أن معرفة العالم وجود والوجود لا يتم إلا باللغة والفهم الذي هو في نظره مظهر من مظاهر الوجود(1) ، ثم إنه يعلق على ذلك بأن الفهم ليس مطلقا بل هو نسبي متجدد باستمرار ، منفتح على التأويل والمستقبل .
لكن قضايا التأويل والفهم ظلت في الحقل الفلسفي مرتبطة بسياقاتها النظرية الحافة بها قبل أن تتبلور قضايا التأويل مع " جادامر " خاصة في كتابه " الحقيقة والمنهج " ، الذي حاول فيه وضع تصور يقضي بأن علم التأويل ليس منهجا للعلوم الإنسانية وإنما هو بالأحرى محاولة لفهم ماهية هذه العلوم عبر وعيها المنهجي بذاتها وبما يربطها بتجربتنا عن العالم ككل من جهة ، وتحليل طبيعة الإنسان اللغوية وعلاقة "الفهم" بالتجربة الإنسانية الكلية ، وطبيعة "الفهم"وماهيته من جهة أخرى ؛ فهو يقول عن نفسه " ... إن هدف بحثي ليس تقديم نظرية عامة للهرمنيوطيقا وتقديم تفسير مختلف لمناهجها ، ولكن هدفي هو اكتشاف ما هو مشترك بالنسبة لجميع أوجه الفهم وبيان أن الفهم ليس سلوكا ذاتيا على الإطلاق تجاه موضوع معطى ولكن تجاه تاريخه المؤثر ، بمعنى آخر إنه فهم يخص وجود ما يفهم "(2) .
إن الوجودي المعرفي في آن حول الفهم ومخاطره الحافة به جعل التأويلية المعاصرة تعتبره – أي الفهم – مرادفا للتأويل وللخبرة اللغوية معا ، لأن النصوص – المكتوبة أساسا – تقدم إلينا من خلال وسائط لغوية وينقلها عنا الآخرون إلى لغاتهم كذلك ؛ وبالتالي فإن كلا من القارئ للغة الأصل والمترجم إلى "لغته الأم"(3) يمارس أثناء عمله ذلك مستوى من مستويات الفهم والتأويل ، وهو مستوى يتفاوت كما قلنا بتفاوت قدراتهم وتكوينهم وخبراتهم التي إنما تتكون بكم وكيف التعامل السابق مع النصوص المقروءة و الأخرى المترجمة .
وبهذا تكون الترجمة في تنزلها بين منزلتي الفهم و التأويل عملية تجمع بين خصائص المفهومين . ويطرح هذا التصور أسئلة عدة حول كيفية التأويل وحدوده ؟ وفهم النصوص الإبداعية والنقدية المكتوبة ؟ والعلاقة بين اللغة في زمن الكتابة والغة في المترجم إليها لحظة القراءة !! والآليات الكفيلة بتجنب مزالق سوء الفهم بالمعنى الدلالي ، لا بالمعنى التفكيكي عند "بول ديمان" ؟؟؟
يجيب فلاسفة التأويل خاصة " جادامر " عن هذه التساؤلات بأن النص إنما يتحدث من خلال التأويل ، وأن التأويل في جميع الحالات هو ترجمة ، حتى ولو كانت القراءة للنص تتم داخل لغته الأصلية ، أي بعبارة أخرى أن أي تعامل مع النصوص هو في حد ذاته نوع من أنواع الترجمة ؛ وهو يستعمل هنا الترجمة كمرادف للتفسير والشرح والتكميل لغائب / المحذوف من النصوص ، والتركيز هنا في النصوص على الإبداعية منها .
أما العلاقة بين الماضي والحاضر ، بين أزمنة الكتابة وأزمنة الترجمة/التأويل فتجد مسوغها في الحوار التفاعلي بينهما ، وهو حوار يجب أن يؤسس أولا على الحذق الكبير للغة المحاور-بالفتح- وعلى لغة المحاور-بالكسر- ثانيا لأنه هو الذي سينقل إلينا ما أفصح عنه النص السابق ؛ لذا فقد اشترط "جادامر" في تصور المعنى ونقله ترجمة أن ينزل داخل عالميه اللغويين : العالم العابر منه والعابر إليه ، مؤكدا في الوقت نفسه أن على المؤولين و المترجمين الاقتناع بأن الفهم التام للنص والسيطرة على حدوده أمر مستحيل لأن للألفاظ شحنات نفسية ، معجمية ، بلاغية وأخرى سياقية لا يمكن للاحق إدراكها كلها على النحو الذي عبر عنه بها كاتبها الأول(4) .
وهكذا اعتبر التأويليون أن الترجمة بوصفها محاولة لنقل المعاني من لغة إلى أخرى هي في الحقيقة "تأويل و المترجم مؤول ... وحيث تكون ترجمة يكون فهم ... فهي توسع ( أحيانا ) أفق ما يمكن أن يقال ، وهذا التوسيع هو وظيفة اللغات والمظهر الأبرز لانصهارها ؛ إنها أيضا صورة من صور الحوار بين المترجم/المؤول والنص "(5).
إن الترجمة بوصفها بحثا تفسيريا تأويليا يسعى إلى نقل المعاني والدلالات بين اللغات لتضع نفسها أمام مسؤولية كبيرة وتتجشم حمل أمانة تاريخية وأخلاقية وإنسانية ، فضلا عن الأمانة العلمية التي هي إكسير العملية برمتها ، وهي مسؤولية كاملة لاتقبل التجزئة .
إن على المترجم – وهذا شرط صحة لازم – أن يكون حاذقا حذقا ممتازا لأنساق اللغتين المنقول منها و إليها حتى لا يجني على النص المترجم بالتزييف وعلى المتلقي بالتضليل وتوصيل رسائل غير حقيقية .
ونركز حديثنا هنا عن المسؤولية والأمانة حول لغة العلوم الإنسانية ، والأدبية النقدية منها خاصة ، لأن ترجمتها تأتي في قمة هرم التأويل . فالمترجم فيها يتعامل مع لغة مؤسسة على العدول و الانزياح عن المعاني المباشرة ، وعلى الإيحاء بدلالات قد لا يكون متواضعا عليها . أي أنها لغة تجافي نسق اللغة العلمية/الرياضية ، واللغة اليومية حيث الدال يطابق المدلول دلالة تكاد تكون تامة .
لذا فإن ترجمة النظريات والدراسات الفلسفية والنقدية الحديثة والمعاصرة يطرح تحديا جسيما على المترجمين لأنها مؤسسة على مفاهيم ومصطلحات في غاية التجريد الفلسفي ، وهي مصطلحات لا توجد لها -في الغالب- تعريفات متفق عليها بين أبناء الثقافة الواحدة ، ولا حتى بين أصحاب الحقل المعرفي الواحد الذي أنتجها ، ناهيك عن الغموض الحداثي وما بعد الحداثي الذي يحلو للمنظرين النقديين – وهم في الحقيقة ليسوا على حد تعبير رامان سلدن سوى " فلاسفة يدعون أنهم نقاد للأدب "(6)- أن يلفعوا به مصطلحاتهم رغبة عن الوضوح التام من جهة ورغبة -ربما- في شحذ أذهان القراء بشتى المحفزات للتفاعل مع نصوصهم و مفاهيمهم فهما تأويليا فتكميليا من جهة ثانية .
هذه التحديات و " العوامل مجتمعة في نص نقدي حداثي غربي تضع المترجم أمام مهمة شبه مستحيلة . ومتابعة سيل الترجمات الحداثية إلى العربية في العشرين عاما الأخيرة تؤكد أن المترجم العربي عامة لم يكن على مستوى تلك المسؤولية "(7) . هذا الحكم من الدكتور عبد العزيز حمودة هو في الحقيقة حكم نقدي قاس لكنه للأسف على قدر كبير من الصحة و المصداقية . وهو يدعم رأيه بأمثلة ناصعة لم يعي في البحث عنها وإيجادها ، فالمتتبع للترجمات النقدية ، الفلسفية المعاصرة في الربع الأخير من القرن العشرين سيجد أن معظمها تقدم نصوصا نستطيع أن نجزم أن مترجميها لم يفهموا معانيها ودلالاتها في نصوصها الأصلية ( الفرنسية ، الإنجليزية )، هذا فضلا عن عدم تكمن بعضهم من أنساق اللغة العربية ؛ فتأمل معي أيها القارئ حجم المأساة التي ستحصل عندئذ!!.
بعد أن يورد عبد العزيز حمودة نماذج مؤلمة لسوء الفهم والتأويل في الترجمة نجده يخلص إلى القول إنه فعل هذا " لسبب جوهري وهو إثبات أنه إذا كانت المدخلات Inputs في حالة فوضى فلا بد أن تجيء المخرجات Outputs هي الأخرى في حالة فوضى . فالقرائن المحددة السابقة تؤكد أن أفكار بعض هؤلاء الحداثيين العرب –ولا أقول جميعهم – مشوشة ومبهمة وفي حالة فوضى "(8) .
و إن من يطالع كتاب " المصطلحات الأدبية الحديثة " للدكتور محمد عناني(9) سيقف على نماذج يسوقها الكتاب لما يمكن تسميته " فوضى المصطلح " ، هذه الفوضى التي تجتاح الكتابات الحداثية العربية مازجة بين عدم الاستيعاب وعدم الدقة في الترجمة عن الآخر ، والتصنع في النحت رغبة من الباحثين في أن يكون لكل منهم مصطلحاته التي لم يسبق إليها ، وجهازه المفاهيمي الخاص به . وقد انعكس هذا بصورة سلبية واضحة على درجات فهم الطلاب والمتلقين في السنوات الأخيرة للأسس النظرية والفلسفية للنقدين الحديث والمعاصر . ويرجع ذلك إلى أسباب منها المعضلة النظرية والغموض والتجريد الكائنين في بنية المصطلح ذاته ؛ ثم – وهذا هو الأهم – عدم وعي العديد من المترجمين بأن هذه المصطلحات والمفاهيم ليست قارة ثابتة ، بل هي قوالب معرفية مرنة تستعمل تستعمل في حقول المعرفة الإنسانية بدرجات متفاوتة ، وتكتسب مع كل مرحلة خصائص جديدة ؛ وبالتالي فإن تغيير المدلول وتطوره يتطلب من المترجم الانتباه إلى ذلك من أجل اختيار الدوال المناسبة ، لذا فنحن نحتاج دائما إزاء هذه المفاهيم والمصطلحات الأجنبية " إلى ما يسمى بعملية تعديل دلالية متواصلة Continual redefining of terms والتعديل هنا أقرب إلى الصقل منه إلى التشذيب والتهذيب ، فالغاية هي زيادة درجة المطابقة بين المصطلح والمعنى المستخدم فيه ، أو ضمان عدم الخلط بينه وبين غيره مما يمكن أن يؤدي إلى الالتباس أو الغموض . وعملية التعديل المشار إليها لا تتوقف في اللغات الأوروبية ولا في لغات العالم الحية كلها ومنها العربية ، ولذلك فلسنا وحدنا في تحري المزيد من الدقة والوضوح ، والإصرار على الوصول بالكتابة النقدية إلى المستوى العلمي الرفيع الذي ننشده "(10) واحتراما للأمانات التاريخية والعلمية والأخلاقية حتى لا يتم الزج بأجيال كاملة إلى المزالق والاختلاط ، فتنشأ محتسبة التشويش صفاء والتعرج استقامة .
ولم نشأ التطويل بذكر نماذج من هذه المصلحات و المفاهيم والترجمات المغلوطة ، وإنما اكتفينا بالإحالة إلى الكتب التي تتناولها بالنقد ، والتأكيد أن عددا لا بأس به من الدراسات النقدية الحداثية المترجمة لا تكاد تنجو من الوقوع كليا أو جزئيا في ما أشرنا إليه من ملابسات حول النص والمصطلح المترجمين .
ونختتم هذه الكلمة الموجزة حول الموضوع بسخرية لاذعة ينقلها الدكتور عبد العزيز حمودة (11)عن الناقد جوناثان كللر في دراسته حول "النظرية الأدبية" ؛ حيث يقدم رسما كاريكوتريا يسخر فيه من المنظرين –الحداثيين- الذين أصبح همهم الغموض والإغراب ، فجنوا بذلك على المعاني والأذواق . الرسم يضم رجلين وامرأة ، تقول المرأة لأحدهما متسائلة : أنت إرهابي ؟؟ Terrorist فيقول له الآخر بعد أن تأكد للمرة الثانية من سماع الكلمة : الحمد لله ، لقد ظننت أن (ميغ) تقول إنك منظر Theorist .
والرسم في دلالته يقوم على الإيحاء بأن الجناس اللفظي في الإنجليزية بين اللفظتين المذكورتين توجد بعض ظلاله في سلوك وعمل المنظرين الحداثيين الذين يعد ما يقومون به من خلط وغموض وتعمية في حقل النقد والأدب يكاد يكون إرهابا .
الهوامش :
1- راجع للاستزادة : مارتن هيدجر : التقنية ، الحقيقة ، الوجود – ترجمة : محمد سبيلا /عبد الهادي
مفتاح – المركز الثقافي العربي – بيروت –ط1 – 1995
2- محمود سيد أحمد : الهرمنيوطيقا عند جادامر – دار الثقافة – مصر 1993- ص 20
3- قيدنا هنا بلفظة "المترجم إلى لغته الأم" نظرا إلى أن عديد اللسانيين المعاصرين يرون أنك مهما تعلمت لغة أخرى فأنك لن تدرك أنساقها وروحها إدراك أبناء اللغة الأصليين، وبالتالي يكون المترجمون من لغاتهم إلى لغات أخرى – والعكس – معرضين حتما في أعمالهم إلى النسبية والاحتمالية في الأداء ، ناهيك عن الحفر القاتلة التي سيتردى فيها غير المتمكنين منهم .
4- راجع لهذه الفكرة : لطفي عبد البديع : التركيب للغوي للأدب ( بحث في فلسفة اللغة والإستيطيقا) –راجع منه : قصور الدلالة العقلية- مثالية الدلالة – جهات الدلالة –ص: 62-71- دار المريخ للنشر – الرياض – السعودية – ط 1989
5- راجع : الهرمنيوطيقا عند جادامر ( م- س ، بتصرف ) ص:58-59
6- رامان سلدن : النظرية الأدبية المعاصرة – ترجمة : جابر عصفور – الهيئة العمة لقصور الثقافة – مصر – القاهرة – ط2 – 1996 – ص : 17
7- عبد العزيز حمودة : المرايا المقعرة – نحو نظرية نقدية عربية – سلسلة عالم المعرفة – عدد 272 – أغسطس 2001 – الكويت – ص 117
8- المرجع السابق – ص : 122
9- محمد عناني : المصطلحات الأدبية الحديثة ( دراسة مع معجم انجليزي عربي ) – القاهرة – لونجمان – ط1- 1996
10- محمد عناني ( م – س ) ص 11 – و المرايا المقعرة ( م- س) – ص 95-96
11- المرايا المقعرة : ( م س ) – ص : 137
د. محمد سالم ولد الطلبه
وإذا انطلقنا من فقه اللغة فإننا سنجد أن كل الكلمات المندرجة تحت مادة معجمية واحدة تتقاطع حتما في الظلال التي تطغى على الحقل الدلالي في إجماله . عندها سندرك أنهم عندما عرفوا الترجمة بالتفسير كان لديهم ، أو لنقل على الأصح كان لدى اللغة في داخل أنساقها ، وعي بالخصائص الاحتمالية للمعنى المقدم . ففي الصحاح للجوهري (ترجم كلامه إذا فسره بلسان آخر ، ومنه الترجمان بفتح التاء ، وقد تضم التاء وتضم الجيم لضمتها ).
هذا الوعي الفطري المبكر في لغتنا العربية لا ينبغي أن ننظر إليه اعتباطا . فالترجمة هي بالفعل "تفسير" و التفسير ما هو سوى مظهر من مظاهر التأويل ومستوى من مستوياته يأتي بعد الفهم والشرح .
وقد يعد هذا التقديم مصادرة على المطلوب ، لكننا نراه ضرورة منهجية ومقدمة كبرى لتأسيس الفرضيات التي ستدور حولها هذه الورقة المختصرة .
الترجمة بالفعل ليست تطابقا بيت المنقول منه والمنقول إليه ، إنما هي بالأحرى محاولة للشرح أو التفسير أو التأويل ، لكي نقرب إلى الأذهان – السامعة أو القارئة – دلالات ومعاني ( وليس ألفاظ) المنطوق أو المكتوب من اللغة المنقول منها إلى المنقول إليها . والذهن البشري ،طبعا، هو كبنيته يتفاوت قوة وضعفا ، ومن شأن ذلك أن ينجم عنه تفاوت وتفاضل بين سهام المترجمين في " رجمهم " للمعنى قربا وبعدا من الهدف المقصود أصلا ؛ مع الأخذ في الاعتبار أن إصابة مركز الهدف إصابة كاملة تامة أمر غير ممكن إطلاقا ، خاصة إن تعلق الأمر بدلالات العلوم الإنسانية لأن معانيها قد ورثت طباع وسلوك مصادرها المنتجة لها أصلا ، وهي مصادر من أخص خصائصها الانبناء على الخيال وعدم حتمية النتائج والتلون بألوان ومميزات المحيط المادي والسياق النصي والإطار النوعي والدائرة الجنسية .
ثم إن للغة من ناحية أخرى ليست تلك " النعمة " البسيطة الاعتباطية في علاقات دوالها بمدلولاتها ، وهي كما قال هيديجر قديما " أعظم نعمة وأخطرها ؛ إنها سكن الوجود " ، أو هي على الأصح الوجود ذاته والفكر ذاته.
فالألفاظ ذات تاريخ وذات طبقات رسوبية تثوي داخلها المعاني والدلالات التي اكتسبتها الكلمة ووظفت لها عبر تاريخها الكينوني على مر الحقب و العصور ، وبالتالي فإن نقل كلمة/لفظة من لغة إلى أخرى ليس سوى محاولة تقريبية إلى الأذهان بنقل ملمح واحد من الملامح المتعددة للفظة الأصل /المنقولة . وهي محاولة تقوم أولا على الفهم ثم الشرح ثم التفسير ، وهذه هي أهم خطوات فلسفة التأويل الحديثة Heremenutics التي تتأسس على ثلاث مراحل هي " الفهم والتفسير والتطبيق " .
ولئن كانت فلسفة التأويل قد اهتمت في البداية بالتطبيق على النصوص الدينية ، فإن المفكرين عرفوا منذ القرن التاسع عشر مع تطور الفلسفة الفينومينولوجية/الظاهراتية أنه لابد من تفعيل دور "التأويل" للحيلولة دون المظاهر المتعددة " لسوء الفهم " ، و التي تحدث غالبا عند الترجمة أو التحليل .
وقد تفاعلت الفلسفتان تفاعلا كبيرا حتى هيمنتا على أنساق النظريات النقدية /الفلسفية المعاصرة ؛ فهيديجر الذي يعد رائد الظاهراتية اعتبر أن معرفة العالم وجود والوجود لا يتم إلا باللغة والفهم الذي هو في نظره مظهر من مظاهر الوجود(1) ، ثم إنه يعلق على ذلك بأن الفهم ليس مطلقا بل هو نسبي متجدد باستمرار ، منفتح على التأويل والمستقبل .
لكن قضايا التأويل والفهم ظلت في الحقل الفلسفي مرتبطة بسياقاتها النظرية الحافة بها قبل أن تتبلور قضايا التأويل مع " جادامر " خاصة في كتابه " الحقيقة والمنهج " ، الذي حاول فيه وضع تصور يقضي بأن علم التأويل ليس منهجا للعلوم الإنسانية وإنما هو بالأحرى محاولة لفهم ماهية هذه العلوم عبر وعيها المنهجي بذاتها وبما يربطها بتجربتنا عن العالم ككل من جهة ، وتحليل طبيعة الإنسان اللغوية وعلاقة "الفهم" بالتجربة الإنسانية الكلية ، وطبيعة "الفهم"وماهيته من جهة أخرى ؛ فهو يقول عن نفسه " ... إن هدف بحثي ليس تقديم نظرية عامة للهرمنيوطيقا وتقديم تفسير مختلف لمناهجها ، ولكن هدفي هو اكتشاف ما هو مشترك بالنسبة لجميع أوجه الفهم وبيان أن الفهم ليس سلوكا ذاتيا على الإطلاق تجاه موضوع معطى ولكن تجاه تاريخه المؤثر ، بمعنى آخر إنه فهم يخص وجود ما يفهم "(2) .
إن الوجودي المعرفي في آن حول الفهم ومخاطره الحافة به جعل التأويلية المعاصرة تعتبره – أي الفهم – مرادفا للتأويل وللخبرة اللغوية معا ، لأن النصوص – المكتوبة أساسا – تقدم إلينا من خلال وسائط لغوية وينقلها عنا الآخرون إلى لغاتهم كذلك ؛ وبالتالي فإن كلا من القارئ للغة الأصل والمترجم إلى "لغته الأم"(3) يمارس أثناء عمله ذلك مستوى من مستويات الفهم والتأويل ، وهو مستوى يتفاوت كما قلنا بتفاوت قدراتهم وتكوينهم وخبراتهم التي إنما تتكون بكم وكيف التعامل السابق مع النصوص المقروءة و الأخرى المترجمة .
وبهذا تكون الترجمة في تنزلها بين منزلتي الفهم و التأويل عملية تجمع بين خصائص المفهومين . ويطرح هذا التصور أسئلة عدة حول كيفية التأويل وحدوده ؟ وفهم النصوص الإبداعية والنقدية المكتوبة ؟ والعلاقة بين اللغة في زمن الكتابة والغة في المترجم إليها لحظة القراءة !! والآليات الكفيلة بتجنب مزالق سوء الفهم بالمعنى الدلالي ، لا بالمعنى التفكيكي عند "بول ديمان" ؟؟؟
يجيب فلاسفة التأويل خاصة " جادامر " عن هذه التساؤلات بأن النص إنما يتحدث من خلال التأويل ، وأن التأويل في جميع الحالات هو ترجمة ، حتى ولو كانت القراءة للنص تتم داخل لغته الأصلية ، أي بعبارة أخرى أن أي تعامل مع النصوص هو في حد ذاته نوع من أنواع الترجمة ؛ وهو يستعمل هنا الترجمة كمرادف للتفسير والشرح والتكميل لغائب / المحذوف من النصوص ، والتركيز هنا في النصوص على الإبداعية منها .
أما العلاقة بين الماضي والحاضر ، بين أزمنة الكتابة وأزمنة الترجمة/التأويل فتجد مسوغها في الحوار التفاعلي بينهما ، وهو حوار يجب أن يؤسس أولا على الحذق الكبير للغة المحاور-بالفتح- وعلى لغة المحاور-بالكسر- ثانيا لأنه هو الذي سينقل إلينا ما أفصح عنه النص السابق ؛ لذا فقد اشترط "جادامر" في تصور المعنى ونقله ترجمة أن ينزل داخل عالميه اللغويين : العالم العابر منه والعابر إليه ، مؤكدا في الوقت نفسه أن على المؤولين و المترجمين الاقتناع بأن الفهم التام للنص والسيطرة على حدوده أمر مستحيل لأن للألفاظ شحنات نفسية ، معجمية ، بلاغية وأخرى سياقية لا يمكن للاحق إدراكها كلها على النحو الذي عبر عنه بها كاتبها الأول(4) .
وهكذا اعتبر التأويليون أن الترجمة بوصفها محاولة لنقل المعاني من لغة إلى أخرى هي في الحقيقة "تأويل و المترجم مؤول ... وحيث تكون ترجمة يكون فهم ... فهي توسع ( أحيانا ) أفق ما يمكن أن يقال ، وهذا التوسيع هو وظيفة اللغات والمظهر الأبرز لانصهارها ؛ إنها أيضا صورة من صور الحوار بين المترجم/المؤول والنص "(5).
إن الترجمة بوصفها بحثا تفسيريا تأويليا يسعى إلى نقل المعاني والدلالات بين اللغات لتضع نفسها أمام مسؤولية كبيرة وتتجشم حمل أمانة تاريخية وأخلاقية وإنسانية ، فضلا عن الأمانة العلمية التي هي إكسير العملية برمتها ، وهي مسؤولية كاملة لاتقبل التجزئة .
إن على المترجم – وهذا شرط صحة لازم – أن يكون حاذقا حذقا ممتازا لأنساق اللغتين المنقول منها و إليها حتى لا يجني على النص المترجم بالتزييف وعلى المتلقي بالتضليل وتوصيل رسائل غير حقيقية .
ونركز حديثنا هنا عن المسؤولية والأمانة حول لغة العلوم الإنسانية ، والأدبية النقدية منها خاصة ، لأن ترجمتها تأتي في قمة هرم التأويل . فالمترجم فيها يتعامل مع لغة مؤسسة على العدول و الانزياح عن المعاني المباشرة ، وعلى الإيحاء بدلالات قد لا يكون متواضعا عليها . أي أنها لغة تجافي نسق اللغة العلمية/الرياضية ، واللغة اليومية حيث الدال يطابق المدلول دلالة تكاد تكون تامة .
لذا فإن ترجمة النظريات والدراسات الفلسفية والنقدية الحديثة والمعاصرة يطرح تحديا جسيما على المترجمين لأنها مؤسسة على مفاهيم ومصطلحات في غاية التجريد الفلسفي ، وهي مصطلحات لا توجد لها -في الغالب- تعريفات متفق عليها بين أبناء الثقافة الواحدة ، ولا حتى بين أصحاب الحقل المعرفي الواحد الذي أنتجها ، ناهيك عن الغموض الحداثي وما بعد الحداثي الذي يحلو للمنظرين النقديين – وهم في الحقيقة ليسوا على حد تعبير رامان سلدن سوى " فلاسفة يدعون أنهم نقاد للأدب "(6)- أن يلفعوا به مصطلحاتهم رغبة عن الوضوح التام من جهة ورغبة -ربما- في شحذ أذهان القراء بشتى المحفزات للتفاعل مع نصوصهم و مفاهيمهم فهما تأويليا فتكميليا من جهة ثانية .
هذه التحديات و " العوامل مجتمعة في نص نقدي حداثي غربي تضع المترجم أمام مهمة شبه مستحيلة . ومتابعة سيل الترجمات الحداثية إلى العربية في العشرين عاما الأخيرة تؤكد أن المترجم العربي عامة لم يكن على مستوى تلك المسؤولية "(7) . هذا الحكم من الدكتور عبد العزيز حمودة هو في الحقيقة حكم نقدي قاس لكنه للأسف على قدر كبير من الصحة و المصداقية . وهو يدعم رأيه بأمثلة ناصعة لم يعي في البحث عنها وإيجادها ، فالمتتبع للترجمات النقدية ، الفلسفية المعاصرة في الربع الأخير من القرن العشرين سيجد أن معظمها تقدم نصوصا نستطيع أن نجزم أن مترجميها لم يفهموا معانيها ودلالاتها في نصوصها الأصلية ( الفرنسية ، الإنجليزية )، هذا فضلا عن عدم تكمن بعضهم من أنساق اللغة العربية ؛ فتأمل معي أيها القارئ حجم المأساة التي ستحصل عندئذ!!.
بعد أن يورد عبد العزيز حمودة نماذج مؤلمة لسوء الفهم والتأويل في الترجمة نجده يخلص إلى القول إنه فعل هذا " لسبب جوهري وهو إثبات أنه إذا كانت المدخلات Inputs في حالة فوضى فلا بد أن تجيء المخرجات Outputs هي الأخرى في حالة فوضى . فالقرائن المحددة السابقة تؤكد أن أفكار بعض هؤلاء الحداثيين العرب –ولا أقول جميعهم – مشوشة ومبهمة وفي حالة فوضى "(8) .
و إن من يطالع كتاب " المصطلحات الأدبية الحديثة " للدكتور محمد عناني(9) سيقف على نماذج يسوقها الكتاب لما يمكن تسميته " فوضى المصطلح " ، هذه الفوضى التي تجتاح الكتابات الحداثية العربية مازجة بين عدم الاستيعاب وعدم الدقة في الترجمة عن الآخر ، والتصنع في النحت رغبة من الباحثين في أن يكون لكل منهم مصطلحاته التي لم يسبق إليها ، وجهازه المفاهيمي الخاص به . وقد انعكس هذا بصورة سلبية واضحة على درجات فهم الطلاب والمتلقين في السنوات الأخيرة للأسس النظرية والفلسفية للنقدين الحديث والمعاصر . ويرجع ذلك إلى أسباب منها المعضلة النظرية والغموض والتجريد الكائنين في بنية المصطلح ذاته ؛ ثم – وهذا هو الأهم – عدم وعي العديد من المترجمين بأن هذه المصطلحات والمفاهيم ليست قارة ثابتة ، بل هي قوالب معرفية مرنة تستعمل تستعمل في حقول المعرفة الإنسانية بدرجات متفاوتة ، وتكتسب مع كل مرحلة خصائص جديدة ؛ وبالتالي فإن تغيير المدلول وتطوره يتطلب من المترجم الانتباه إلى ذلك من أجل اختيار الدوال المناسبة ، لذا فنحن نحتاج دائما إزاء هذه المفاهيم والمصطلحات الأجنبية " إلى ما يسمى بعملية تعديل دلالية متواصلة Continual redefining of terms والتعديل هنا أقرب إلى الصقل منه إلى التشذيب والتهذيب ، فالغاية هي زيادة درجة المطابقة بين المصطلح والمعنى المستخدم فيه ، أو ضمان عدم الخلط بينه وبين غيره مما يمكن أن يؤدي إلى الالتباس أو الغموض . وعملية التعديل المشار إليها لا تتوقف في اللغات الأوروبية ولا في لغات العالم الحية كلها ومنها العربية ، ولذلك فلسنا وحدنا في تحري المزيد من الدقة والوضوح ، والإصرار على الوصول بالكتابة النقدية إلى المستوى العلمي الرفيع الذي ننشده "(10) واحتراما للأمانات التاريخية والعلمية والأخلاقية حتى لا يتم الزج بأجيال كاملة إلى المزالق والاختلاط ، فتنشأ محتسبة التشويش صفاء والتعرج استقامة .
ولم نشأ التطويل بذكر نماذج من هذه المصلحات و المفاهيم والترجمات المغلوطة ، وإنما اكتفينا بالإحالة إلى الكتب التي تتناولها بالنقد ، والتأكيد أن عددا لا بأس به من الدراسات النقدية الحداثية المترجمة لا تكاد تنجو من الوقوع كليا أو جزئيا في ما أشرنا إليه من ملابسات حول النص والمصطلح المترجمين .
ونختتم هذه الكلمة الموجزة حول الموضوع بسخرية لاذعة ينقلها الدكتور عبد العزيز حمودة (11)عن الناقد جوناثان كللر في دراسته حول "النظرية الأدبية" ؛ حيث يقدم رسما كاريكوتريا يسخر فيه من المنظرين –الحداثيين- الذين أصبح همهم الغموض والإغراب ، فجنوا بذلك على المعاني والأذواق . الرسم يضم رجلين وامرأة ، تقول المرأة لأحدهما متسائلة : أنت إرهابي ؟؟ Terrorist فيقول له الآخر بعد أن تأكد للمرة الثانية من سماع الكلمة : الحمد لله ، لقد ظننت أن (ميغ) تقول إنك منظر Theorist .
والرسم في دلالته يقوم على الإيحاء بأن الجناس اللفظي في الإنجليزية بين اللفظتين المذكورتين توجد بعض ظلاله في سلوك وعمل المنظرين الحداثيين الذين يعد ما يقومون به من خلط وغموض وتعمية في حقل النقد والأدب يكاد يكون إرهابا .
الهوامش :
1- راجع للاستزادة : مارتن هيدجر : التقنية ، الحقيقة ، الوجود – ترجمة : محمد سبيلا /عبد الهادي
مفتاح – المركز الثقافي العربي – بيروت –ط1 – 1995
2- محمود سيد أحمد : الهرمنيوطيقا عند جادامر – دار الثقافة – مصر 1993- ص 20
3- قيدنا هنا بلفظة "المترجم إلى لغته الأم" نظرا إلى أن عديد اللسانيين المعاصرين يرون أنك مهما تعلمت لغة أخرى فأنك لن تدرك أنساقها وروحها إدراك أبناء اللغة الأصليين، وبالتالي يكون المترجمون من لغاتهم إلى لغات أخرى – والعكس – معرضين حتما في أعمالهم إلى النسبية والاحتمالية في الأداء ، ناهيك عن الحفر القاتلة التي سيتردى فيها غير المتمكنين منهم .
4- راجع لهذه الفكرة : لطفي عبد البديع : التركيب للغوي للأدب ( بحث في فلسفة اللغة والإستيطيقا) –راجع منه : قصور الدلالة العقلية- مثالية الدلالة – جهات الدلالة –ص: 62-71- دار المريخ للنشر – الرياض – السعودية – ط 1989
5- راجع : الهرمنيوطيقا عند جادامر ( م- س ، بتصرف ) ص:58-59
6- رامان سلدن : النظرية الأدبية المعاصرة – ترجمة : جابر عصفور – الهيئة العمة لقصور الثقافة – مصر – القاهرة – ط2 – 1996 – ص : 17
7- عبد العزيز حمودة : المرايا المقعرة – نحو نظرية نقدية عربية – سلسلة عالم المعرفة – عدد 272 – أغسطس 2001 – الكويت – ص 117
8- المرجع السابق – ص : 122
9- محمد عناني : المصطلحات الأدبية الحديثة ( دراسة مع معجم انجليزي عربي ) – القاهرة – لونجمان – ط1- 1996
10- محمد عناني ( م – س ) ص 11 – و المرايا المقعرة ( م- س) – ص 95-96
11- المرايا المقعرة : ( م س ) – ص : 137
د. محمد سالم ولد الطلبه