لنتّفق أوّلا على أنّ تأويل التخييل يحتاج إلى فهم خاصّ يقطع مع كلّ تأويلية عامّة تتجاهل خصوصية الحقول الخطابيّة واختلافها. كما أنّ من المطلوب القطع مع كلّ أشكال التقعيد الكونيّة، التي وُضعت من أجل فهم الحكاية وإرجاعها إلى شكل منطقيّ واحد، بل القطع مع التحليل القيميّ الأحادي.
مناسبة هذا القول هو ما تضعه الليالي أمامنا من أسرار تربك الأطر التحليليّة السائدة. وفي مقدمّة هذه الأسرار أنّها بُنيت على استثمار ثلاثة مكوِّنات تُجدِّل في ما بينها: الوضع – الإرادة والرمز. لن ندخل في بسط المحتوى النظري لكلّ مُكوِّن على حدة، وضبط العلاقات بينه وغيره من المكوِّنات. وسنترك استنتاج هذا كلّه إلى لحظة التطبيق. وقبل هذا لا بدّ من التذكير بأنّ الوضع يُعَدُّ الأساس الذي يُؤثِّر في اشتغال المكوِّنيْن الآخريْن. هناك- إذن- ثلاثة أوضاع رئيسة في صياغة الحكاية في «ألف ليلة وليلة»، وهي كالآتي: وضع الورطة ووضع المحنة ووضع المأزق. وهناك فرق بين الوضع الأوّل والوضع الأخير، وإن كانت المصادفة تجمع بينهما. يتمثَّل هذا الفرق في كون الذات تجد نفسها تتورَّط – في وضع الورطة- في مشكلة ما من دون أن تكون السبب فيها، أو يكُون لها دخل فيها، بما يُفيد انتفاء مسؤوليتها في نشوئها، بينما تُعَدُّ – في وضع المأزق- مُقحَمة في مشكلة تتحمَّل قسطا من المسؤولية في نشوئها. وسنكتفي في هذا المقال بمعالجة وضع الورطة تاركين معالجة الوضعين الآخرين إلى مناسبة أخرى، وسنأخذ حكايتي «التاجر والعفريت»، و«الصيّاد والعفريت» نموذجيْن في هذا النطاق.
ينشأ وضع الورطة في حكاية «التاجر والعفريت» من كون الذات تجد نفسها أمام مشكلة تتمثَّل في تهديد العفريت لها بالقتل، من دون أن تكُون قد ارتكبت فعلا عن قصد يُوجب معاقبتها. وهذا يعني انتفاء الإرادة وحضور المباغِت غير المتوقَّع المتمثل في ظهور العفريت واتهامه بقتل ابنه. ومن ثمّة لم تكن الذات – كما في التحليلات السرديّة الإرادويّة- معنية بتنفيذ مهمّة سرديّة واضحة. لكن ما يُثير السؤال هو اختيار الاستسلام الذي واجهت الذات به وضعها هذا؛ أي عدم صدور أيّ ردّ فعل من قِبَلِها تجاه ما هي فيه بغاية إنقاذ نفسها، بل إنّها تُبرم مع العفريت اتّفاقا يدخل في إطار مراعاة العهود والمواثيق. أكيد أنّ موازين القوى بين الذات والعفريت لا تسمح بأيّ مجازفة، ممّا يُؤدّي إلى تقويم داخلي للنجاة بكونها حالة ميؤوسا منها. هذا ما يُشكِّل الملمح المميِّز للحبكة، ويجعلها غير قابلة لأن تُعالج وفق تنفيذ المهامّ التي تتشبث بها السرديات السيميائيّة، لأنّ الفعل موجود في درجة الصفر. كما أنّ الذات غير قابلة لأن يُرى إليها من زاوية كونها فاعلة؛ ممّا ينعكس على فهمها بوصفها ذاتا سرديّة. ولا ينشأ التأويل إلّا بتسريد علاقة وضع الورطة بالإرادة من طريق التعبير اللسانيّ؛ حيث تتدخّل الرمزية في تأدية المعنى. وما أن ننتقل إلى هذه الخطوة تُطرح مسألة تحوير المعاني الحرفيّة للكلمات والعلاقات بالكشف عن الباطن الذي يقبع خلفها. ولا يُمْكِن الوصول إلى هذا الباطن بوساطة اختيارات للمعنى اعتباطيّة، بل بوساطة اختيارات مقيَّدة بفعل التاريخ بوصفه خلفية تخترق عملية التخييل. إنّ ما يفرض ضرورة تحوير معناه الحرفيّ في هذه الحكاية هو «العفريت»؛ والتحوير مقيّد- هنا- من جهة بما هو تاريخيّ، ومن جهة ثانية بما هو نفسيّ- تاريخيّ؛ فـ»العفريت» مجرّد رمز يتضمّن اللامرئي- المهدِّد، ومن ثمّة فهو ليس سوى القوّة غير المرئيّة المهدِّدة التي تُساهم في السوء التاريخيّ، وهو أيضا قوّة نفسيّة مهدِّدة (وسواس قهريّ جماعيّ) داخل نفس الصياد تُخرجَن تخييلا، وتُجسَّم في هيئة برانيّة مهدِّدة تُترجِم الخوف النفسي- التاريخيّ من الموت، وهو خوف جماعيّ يضطلع التاجر بإظهاره تخييلا. ولا تروى الحكايات على لسان التجّار الثلاثة بغاية شراء دم التاجر المهدّد بالقتل من العفريت إلّا ظاهرا؛ أمّا تحوير معناها الرمزيّ فهو تجسيم القوّة المهدّدة في المرأة خاصّة ومسْخُها (إبطال فعاليتها)، ومن ثمّة إبطال الخوف من الموت التاريخيّ (العفريت والقتل).
لا تكاد تختلف حكاية «الصياد والعفريت» عن حكاية «التاجر والعفريت» في تخييل النفسي- التاريخيّ (الخوف من الموت) من طريق التحبيك؛ حيث ينشأ وضع الورطة فيها أيضا من كون الذات (الصيّاد) تُلفي نفسها مُقحَمة في مشكلة مُواجهة القتل من قِبَل العفريت الذي أنقذه من القمقم، من دون أن تكُون بدورها قد أتت بفعل يستحقّ العقاب، بل إنّ فعل إنقاذ العفريت قد أتى بحكم المُصادفة، لا بحكم فعل قصديّ؛ الشيء الذي يُفيد غياب الإرادة، وحضور غير المتوقَّع الذي يُمثِّله العفريت. لكنّ وجه الاختلاف بين هذه الحكاية والأخرى السابقة يتمثَّل في عدم اختيار الاستسلام، وإبداء ردّ فعل تُجاه الوضع الذي هي فيه بغاية إنقاذ نفسها، فلم يكن ردّ الفعل غيريّا، بل ذاتيّا؛ ممّا يُؤهِّل الصيّاد لأن يكُون ذاتا سرديّة مُريدة، وفاعلة، وقادرة تستطيع تقويم الوضع وإنتاج ردّ الفعل (الحلية)؛ ممّا يقلب الوضع، ويحوِّل العفريت إلى خادم لمصلحتها. وينبغي عدم فهم الذات- هنا- سيميائيا، وإنما بوصفها مُكثِّفة حياةٍ (بيولوجيا- قيميا- تاريخيا- أنثربولوجيا… الخ).
لا ينشأ التأويل في هذه الحكاية إلّا على مُستوى الجزاء الناجم عن إنقاذ «العفريت» من القمقم مرّة ثانية (إرشاده إلى بحيرة السمك). ويقوم هذا التأويل على وحدات أربع: القمقم- البحر- البحيرة- السمك. وإذا كان «العفريت» تمثيلا للقوّة المهدِّدة التي تُعَدُّ تجسيما للنفسي – التاريخيّ، التي تُخرجَن من داخل الذات، فإنّ القمقم هو التاريخ نفسه (الزمان) في هيئته الملتبسة؛ ولا يُمْكِن فصله عن فضائه الرمزيّ البحر الذي يتضمّن في بنيته الغدر والتقلّب. إنّ شح البحر المتقلِّب هو شحّ التاريخ نفسه، وكفّه عن أن يكُون مُتملَّكا من قِبل الذات العربيّة. لكنّه يتضمّن- مع ذلك- في طيّاته ما يُفسِّر هذا الشحّ، أي ما يهبه الساكن في القمقم (القوى غير المرئية) من جزاء- رسالة. والمقصود بهذا الأخير التنبيه إلى مصدر الخلل التاريخيّ. ومن ثمّة فإرشاد الصيّاد إلى بحيرة السمك إرشادٌ إلى موضع العلّة المزدوجة المتمثِّلة من جهة في العقم التاريخيّ الناجم عن القطيعة بين المجد (الخلفاء الأقويّاء) والتدهور (ابن الملك المسحور نصفه الأسفل إلى حجر)، ومن جهة أخرى في تواطؤ المرأة (زوجة ابن الملك المسحور) والعبد الأسود. وهذا الأخير تمثيلٌ لجميع العناصر الدخيلة التي هي غير عربيّة، خاصّة المماليك الذين سيطروا على الخلافة. وينبغي التنبّه إلى رمزية السمك في هذا النطاق؛ فهناك انتقال من السمك الحقيقيّ (البحر) إلى السمك الرمزيّ الملوَّن (البحيرة)؛ فهو انتقال من تمثيل التاريخ الحقيقيّ إلى التمثيل السيِّئ له (المسخ: الملوّن الدال على الدخيل). ومن ثمّة يُفسِّر السمكُ الممسوخ اضطرابَ الحياة (الرزق: ندرة السمك الحقيقيّ «العرق الأصيل» في البحر «التاريخ»).
٭ أكاديمي وأديب مغربي
مناسبة هذا القول هو ما تضعه الليالي أمامنا من أسرار تربك الأطر التحليليّة السائدة. وفي مقدمّة هذه الأسرار أنّها بُنيت على استثمار ثلاثة مكوِّنات تُجدِّل في ما بينها: الوضع – الإرادة والرمز. لن ندخل في بسط المحتوى النظري لكلّ مُكوِّن على حدة، وضبط العلاقات بينه وغيره من المكوِّنات. وسنترك استنتاج هذا كلّه إلى لحظة التطبيق. وقبل هذا لا بدّ من التذكير بأنّ الوضع يُعَدُّ الأساس الذي يُؤثِّر في اشتغال المكوِّنيْن الآخريْن. هناك- إذن- ثلاثة أوضاع رئيسة في صياغة الحكاية في «ألف ليلة وليلة»، وهي كالآتي: وضع الورطة ووضع المحنة ووضع المأزق. وهناك فرق بين الوضع الأوّل والوضع الأخير، وإن كانت المصادفة تجمع بينهما. يتمثَّل هذا الفرق في كون الذات تجد نفسها تتورَّط – في وضع الورطة- في مشكلة ما من دون أن تكون السبب فيها، أو يكُون لها دخل فيها، بما يُفيد انتفاء مسؤوليتها في نشوئها، بينما تُعَدُّ – في وضع المأزق- مُقحَمة في مشكلة تتحمَّل قسطا من المسؤولية في نشوئها. وسنكتفي في هذا المقال بمعالجة وضع الورطة تاركين معالجة الوضعين الآخرين إلى مناسبة أخرى، وسنأخذ حكايتي «التاجر والعفريت»، و«الصيّاد والعفريت» نموذجيْن في هذا النطاق.
ينشأ وضع الورطة في حكاية «التاجر والعفريت» من كون الذات تجد نفسها أمام مشكلة تتمثَّل في تهديد العفريت لها بالقتل، من دون أن تكُون قد ارتكبت فعلا عن قصد يُوجب معاقبتها. وهذا يعني انتفاء الإرادة وحضور المباغِت غير المتوقَّع المتمثل في ظهور العفريت واتهامه بقتل ابنه. ومن ثمّة لم تكن الذات – كما في التحليلات السرديّة الإرادويّة- معنية بتنفيذ مهمّة سرديّة واضحة. لكن ما يُثير السؤال هو اختيار الاستسلام الذي واجهت الذات به وضعها هذا؛ أي عدم صدور أيّ ردّ فعل من قِبَلِها تجاه ما هي فيه بغاية إنقاذ نفسها، بل إنّها تُبرم مع العفريت اتّفاقا يدخل في إطار مراعاة العهود والمواثيق. أكيد أنّ موازين القوى بين الذات والعفريت لا تسمح بأيّ مجازفة، ممّا يُؤدّي إلى تقويم داخلي للنجاة بكونها حالة ميؤوسا منها. هذا ما يُشكِّل الملمح المميِّز للحبكة، ويجعلها غير قابلة لأن تُعالج وفق تنفيذ المهامّ التي تتشبث بها السرديات السيميائيّة، لأنّ الفعل موجود في درجة الصفر. كما أنّ الذات غير قابلة لأن يُرى إليها من زاوية كونها فاعلة؛ ممّا ينعكس على فهمها بوصفها ذاتا سرديّة. ولا ينشأ التأويل إلّا بتسريد علاقة وضع الورطة بالإرادة من طريق التعبير اللسانيّ؛ حيث تتدخّل الرمزية في تأدية المعنى. وما أن ننتقل إلى هذه الخطوة تُطرح مسألة تحوير المعاني الحرفيّة للكلمات والعلاقات بالكشف عن الباطن الذي يقبع خلفها. ولا يُمْكِن الوصول إلى هذا الباطن بوساطة اختيارات للمعنى اعتباطيّة، بل بوساطة اختيارات مقيَّدة بفعل التاريخ بوصفه خلفية تخترق عملية التخييل. إنّ ما يفرض ضرورة تحوير معناه الحرفيّ في هذه الحكاية هو «العفريت»؛ والتحوير مقيّد- هنا- من جهة بما هو تاريخيّ، ومن جهة ثانية بما هو نفسيّ- تاريخيّ؛ فـ»العفريت» مجرّد رمز يتضمّن اللامرئي- المهدِّد، ومن ثمّة فهو ليس سوى القوّة غير المرئيّة المهدِّدة التي تُساهم في السوء التاريخيّ، وهو أيضا قوّة نفسيّة مهدِّدة (وسواس قهريّ جماعيّ) داخل نفس الصياد تُخرجَن تخييلا، وتُجسَّم في هيئة برانيّة مهدِّدة تُترجِم الخوف النفسي- التاريخيّ من الموت، وهو خوف جماعيّ يضطلع التاجر بإظهاره تخييلا. ولا تروى الحكايات على لسان التجّار الثلاثة بغاية شراء دم التاجر المهدّد بالقتل من العفريت إلّا ظاهرا؛ أمّا تحوير معناها الرمزيّ فهو تجسيم القوّة المهدّدة في المرأة خاصّة ومسْخُها (إبطال فعاليتها)، ومن ثمّة إبطال الخوف من الموت التاريخيّ (العفريت والقتل).
لا تكاد تختلف حكاية «الصياد والعفريت» عن حكاية «التاجر والعفريت» في تخييل النفسي- التاريخيّ (الخوف من الموت) من طريق التحبيك؛ حيث ينشأ وضع الورطة فيها أيضا من كون الذات (الصيّاد) تُلفي نفسها مُقحَمة في مشكلة مُواجهة القتل من قِبَل العفريت الذي أنقذه من القمقم، من دون أن تكُون بدورها قد أتت بفعل يستحقّ العقاب، بل إنّ فعل إنقاذ العفريت قد أتى بحكم المُصادفة، لا بحكم فعل قصديّ؛ الشيء الذي يُفيد غياب الإرادة، وحضور غير المتوقَّع الذي يُمثِّله العفريت. لكنّ وجه الاختلاف بين هذه الحكاية والأخرى السابقة يتمثَّل في عدم اختيار الاستسلام، وإبداء ردّ فعل تُجاه الوضع الذي هي فيه بغاية إنقاذ نفسها، فلم يكن ردّ الفعل غيريّا، بل ذاتيّا؛ ممّا يُؤهِّل الصيّاد لأن يكُون ذاتا سرديّة مُريدة، وفاعلة، وقادرة تستطيع تقويم الوضع وإنتاج ردّ الفعل (الحلية)؛ ممّا يقلب الوضع، ويحوِّل العفريت إلى خادم لمصلحتها. وينبغي عدم فهم الذات- هنا- سيميائيا، وإنما بوصفها مُكثِّفة حياةٍ (بيولوجيا- قيميا- تاريخيا- أنثربولوجيا… الخ).
لا ينشأ التأويل في هذه الحكاية إلّا على مُستوى الجزاء الناجم عن إنقاذ «العفريت» من القمقم مرّة ثانية (إرشاده إلى بحيرة السمك). ويقوم هذا التأويل على وحدات أربع: القمقم- البحر- البحيرة- السمك. وإذا كان «العفريت» تمثيلا للقوّة المهدِّدة التي تُعَدُّ تجسيما للنفسي – التاريخيّ، التي تُخرجَن من داخل الذات، فإنّ القمقم هو التاريخ نفسه (الزمان) في هيئته الملتبسة؛ ولا يُمْكِن فصله عن فضائه الرمزيّ البحر الذي يتضمّن في بنيته الغدر والتقلّب. إنّ شح البحر المتقلِّب هو شحّ التاريخ نفسه، وكفّه عن أن يكُون مُتملَّكا من قِبل الذات العربيّة. لكنّه يتضمّن- مع ذلك- في طيّاته ما يُفسِّر هذا الشحّ، أي ما يهبه الساكن في القمقم (القوى غير المرئية) من جزاء- رسالة. والمقصود بهذا الأخير التنبيه إلى مصدر الخلل التاريخيّ. ومن ثمّة فإرشاد الصيّاد إلى بحيرة السمك إرشادٌ إلى موضع العلّة المزدوجة المتمثِّلة من جهة في العقم التاريخيّ الناجم عن القطيعة بين المجد (الخلفاء الأقويّاء) والتدهور (ابن الملك المسحور نصفه الأسفل إلى حجر)، ومن جهة أخرى في تواطؤ المرأة (زوجة ابن الملك المسحور) والعبد الأسود. وهذا الأخير تمثيلٌ لجميع العناصر الدخيلة التي هي غير عربيّة، خاصّة المماليك الذين سيطروا على الخلافة. وينبغي التنبّه إلى رمزية السمك في هذا النطاق؛ فهناك انتقال من السمك الحقيقيّ (البحر) إلى السمك الرمزيّ الملوَّن (البحيرة)؛ فهو انتقال من تمثيل التاريخ الحقيقيّ إلى التمثيل السيِّئ له (المسخ: الملوّن الدال على الدخيل). ومن ثمّة يُفسِّر السمكُ الممسوخ اضطرابَ الحياة (الرزق: ندرة السمك الحقيقيّ «العرق الأصيل» في البحر «التاريخ»).
٭ أكاديمي وأديب مغربي