الكونت لوتريامون (بالفرنسية: Comte de Lautréamont) وهو اللقب الذي كان يكتب باسمه ايزيدور دوكاس (Isidore Lucien Ducasse).
شاعر فرنسي (4 أبريل 1846م مونتفيديو، الأورغواي - وقضى في 24 نوفمبر 1870م في الرابعة والعشرين من العمر)
يعتبر لوتريامون أول من كتب قصيدة النثر وذلك في كتابه ( أناشيد مالدورور ) 1867
موت غامض
كان ذلك نهار الخميس الرابع والعشرين من تشرين الثاني العام 1870م في الثامنة صباحا وعمره لم يتجاوز الرابعة والعشرين "ماذا كان فعل لو أنه تمكن من العيش مزيدا، لقد أفسد عقلي كثيراً متنبأ بوفاته كذلك كتب لوتريامون، مات وترك ورائه كتابا طبعه على نفقته الخاصة ولم تقبل به اي دار نشر كما ترك بعض الرسائل، وصلتنا كتابات لوتريامون بعد ذلك بسنين عن طريق صديق مخلص له حافظ عليها في أحد بنوك الودائع في سويسرا، واحتفي بكتابه بعد وفاته بعشرات السنين، يعتبر لوتريامون أول من كتب قصيدة النثر على وجه المطلق.
مقتطفات من أناشيد مالدورور
لوتريامون.. إزيدور دوكاس
النشيد الأول :
" إن الشرارة الإلهية الموجودة فينا ، والتي نادرًا ما تبرز ، تظهر نفسها ؛ متأخرًا جدًا ! ".
" ما هو إذن الخير والشر ! هل هما شيء واحد نُظهر بواسطته بحنق عن عجزنا ، وعن الشهوة إلى بلوغ اللانهاية حتى بأكثر الوسائل الخرقاء ؟ ".
" أشعر بالحاجة إلى اللانهاية . . . لا أستطيع ، لا أستطيع أن أُشبعَ هذه الحاجة ".
" ظَنَّ الإنسانُ نفسه جميلاً في كلِّ العصور . أنا ، أفترض بالأحرى أن الإنسان لا يؤمن بجماله إلا بداعي الكبرياء ؛ لكنه ليس جميلاً حقًا وإنه يشكُ في هذا الأمر . إذ لماذا ينظر إلى شبيهه بكلِّ هذا الاحتقار ؟ ".
" إن عائلة الآدميين الكونية الكبرى هي قكرة طوباوية خليقة بأردأ منطق ".
" غالبًا ما تساءلتُ أيهما أهون على الاستكشاف : غور البحر أو غور القلب البشري ! ".
" من يفهم لماذا يبتعد عاشقان كانا يتدلهان ببعضهما البارحة ، بسبب كلمة أُسيءَ فهمها ، ويتوَّجهان الواحد شرقًا ، والآخر غربًا ، مع مناخس الحِقد ، الانتقام ، الحبّ والندم ، ولا يعودان يتقابلان ، وقد تجلبب كلٌّ منهما في كبريائه المنعزلة ، إنها أُعجوبة تتجدد كلَّ يوم ".
" من يفهم لماذا نستلذُ ليس فقط مصائب أشباهنا العامة ، بل أيضًا مصائبَ أعزِ أصدقائنا الخاصة ، بينما نحزن لذلك بذاتِ الوقت ؟ ".
" إن الفضول وُلِدَ مع الكون ".
" جميلٌ أن نتأملَ خرابَ المدنِ ؛ لكنهُ جميلٌ أكثر أن نتأملَ خرابَ الآدميين ".
" إنكَ تملكُ وجهًا أكثرَ من بشري ، حزينًا كالكون ، جميلاً كالانتحار ".
النشيد الثاني :
" إن شِعري لن يرتكز إلاّ على مهاجمة ، بشتى الوسائل ، الإنسان ، ذلك الوحش الكاسر ، والخالِق ، الذي ما كان يجب أن يلدَ حشرةً مماثلة ".
" (...) ذاك الذي لم يكن يبدو أنه يشغل باله بشرور ، ولا خيراتِ الحياة الحاضرة ، والذي كان يمضي بلا تبصّر ، بوجهٍ ميتٍ بفظاعة ، شعر منتفش ، مشية مترنحة ، وأذرع تسبحُ بعماء في مياه الأثير الهازئة ، كما لتبحث عن فريسة الأمل الدامية ، المترنحة باستمرار ، عبر مناطق الفضاء الرحبة ، بفعل ريح القدرالصرصر العنيدة ".
" بما إن السماء صنعها الله ، وكذلك الأرض ، فثق أنك ستقابل فيها نفس الشرور الموجودة في الدنيا ".
" الدهاءُ ، أروعُ أداةٍ في يدِ العباقرة ".
" (...) مثقلٌ بالعبء الباهظ لسرٍ أبديّ ، تعبان من الحياة ، وخجلان أن يمشي بين مخلوقاتٍ لا تشبهه ، اليأسُ بلغَ روحه ، وهو يمضي وحيدًا كشحاذٍ في الوادي ".
" إذا ما سألوه لماذا اتخذَ الوحدة رفيقًا ، ترتفعُ عيونه نحو السماء ، وتحبسُ دمعةَ عتابٍ ضدَ القدر ؛ لكنه لا يجيبُ على هذا السؤال الطائش ".
" لا تحاولوا قط أن تكشفوا عن أرواحكم بواسطة اللغة ؛ الزموا صمتًا ورعًا لا يقاطعه شيء ".
" إني أشعرُ منذُ الآن أن الطيبة ليستْ سوى تجميعٍ لمقاطع لفظية رنانة ؛ إني لم أجدها في أيّ مكان ".
" إني أُولِي التبن أهمية أكثر من الضمير ؛ لأن التبن نافع للبقرة التي تجتَّره ، بينما لا يعرف الضمير سوى أن يُظهر مخالبه الفولاذية ".
النشيد الثالث :
" (...) المسار المرتاع الذي تدور فيه الكرة البشرية الغارقة في الهذيان ، المأهولة بأرواح قساة ، يتذابحون فيما بينهم في الميادين التي تجأر بها المعركة ( هذا عندما لا يقتلون بعضهم بغدر ، سرًا ، في وسط المدن ، بخنجر الحقد والطموح ) ، ويتغذون بكائنات زاخرة بالحياة مثلهم وموضوعة على بضع خطوات أدنى منهم في سُلم الموجودات ".
" أشعرُ بأن روحي مغلقٌ عليها بمزلاج جسدي ولا تستطيع الانعتاق ، لتهربَ بعيدًا عن الشواطئ التي يضربها البحر البشري ".
" لقد تلقيتُ الحياةَ كجرحٍ ، ولقد حظرتُ على الانتحار أن يشفيَ النُدبة ".
" إذا كان البشر سُعداء على هذه الأرض ، فإنه عند ذلك قد يكون علينا أن نتعجب ".
" هكذا إذن ، يا مالدورور ، غلبتَ (الأمل) ! من الآن فصاعدًا سيتغذى اليأسُ من أصفى جوهرٍ فيك ".
" أيَ قرارٍ مشؤوم جعلني أعبر حدود السماء ، لأجيء وأحطَّ على الأرض ، وأتذوق شهواتٍ حسية زائلة ".
النشيد الرابع :
" فلتبدأ حربي ضد الإنسان ، بما أن كلاً منا يتعرّف في الآخر على انحطاطه الشخصي . . . بما أن كلانا عدوَّان لدودان . لئن تأتى لي أن أحرزَ انتصارًا مفجعًا أو أن أخسر ، فإن الصراعَ سيكون جميلاً : أنا ، وحدي ، ضدَ الإنسانية ".
" (...) يتعذر جدًا ، وفقًا لبعض الفلاسفة ، التمييز بين المضحك والمحزن ، بما أن الحياة ذاتها هي مأساة هزلية ، أو مهزلة مأساوية ".
" إني نذرتُ أن أعيشَ مع المرض والجمود إلى أن أغلبَ الخالق ".
" إن الحقد لهو أغرب مما تظنّ ؛ إن سلوكه غير قابلٍ للتفسير ، كالمظهر المُحطَّم لعصا معموسة في الماء ".
النشيد الخامس :
" روحي تَجِفُّ بفعل تفكيرٍ مكثّفٍ ومشدودٍ دومًا ؛ إنها تصرخُ كضفدعٍ في مستنقع ".
" (...) قلبي ، ذلك الجائع الذي يأكل نفسه ".
" (...) الجسد ليس بعد سوى جُثة تتنفس . (...) ولاحظوا ، أرجوكم ، أن الشراشف إجمالاً ليستْ سوى أكفان ".
" آه لو أن الكون ، بدل أن يكون جحيمًا لم يكن ألا شرجًا سماويًا هائلاً ".
النشيد السادس :
" ليس من السهل إهلاك البشرية كليًا (...) لكننا نستطيع ، مع الصبر ، إبادة ، واحدة واحدة ، النملات الداعية إلى خير البشرية".
" (...) تَنَكّّرَ لكلِّ شيءٍ ، الأب ، الأم ، العِناية الإلهية ، الحُبّ ، المثال الأعلى ، كيلا يفكر سوى بنفسه وحدها ".
* من أناشيد مالدورور- لوتريامون.. ترجمة : سمير الحاج شاهين.
شاعر فرنسي (4 أبريل 1846م مونتفيديو، الأورغواي - وقضى في 24 نوفمبر 1870م في الرابعة والعشرين من العمر)
يعتبر لوتريامون أول من كتب قصيدة النثر وذلك في كتابه ( أناشيد مالدورور ) 1867
موت غامض
كان ذلك نهار الخميس الرابع والعشرين من تشرين الثاني العام 1870م في الثامنة صباحا وعمره لم يتجاوز الرابعة والعشرين "ماذا كان فعل لو أنه تمكن من العيش مزيدا، لقد أفسد عقلي كثيراً متنبأ بوفاته كذلك كتب لوتريامون، مات وترك ورائه كتابا طبعه على نفقته الخاصة ولم تقبل به اي دار نشر كما ترك بعض الرسائل، وصلتنا كتابات لوتريامون بعد ذلك بسنين عن طريق صديق مخلص له حافظ عليها في أحد بنوك الودائع في سويسرا، واحتفي بكتابه بعد وفاته بعشرات السنين، يعتبر لوتريامون أول من كتب قصيدة النثر على وجه المطلق.
مقتطفات من أناشيد مالدورور
لوتريامون.. إزيدور دوكاس
النشيد الأول :
" إن الشرارة الإلهية الموجودة فينا ، والتي نادرًا ما تبرز ، تظهر نفسها ؛ متأخرًا جدًا ! ".
" ما هو إذن الخير والشر ! هل هما شيء واحد نُظهر بواسطته بحنق عن عجزنا ، وعن الشهوة إلى بلوغ اللانهاية حتى بأكثر الوسائل الخرقاء ؟ ".
" أشعر بالحاجة إلى اللانهاية . . . لا أستطيع ، لا أستطيع أن أُشبعَ هذه الحاجة ".
" ظَنَّ الإنسانُ نفسه جميلاً في كلِّ العصور . أنا ، أفترض بالأحرى أن الإنسان لا يؤمن بجماله إلا بداعي الكبرياء ؛ لكنه ليس جميلاً حقًا وإنه يشكُ في هذا الأمر . إذ لماذا ينظر إلى شبيهه بكلِّ هذا الاحتقار ؟ ".
" إن عائلة الآدميين الكونية الكبرى هي قكرة طوباوية خليقة بأردأ منطق ".
" غالبًا ما تساءلتُ أيهما أهون على الاستكشاف : غور البحر أو غور القلب البشري ! ".
" من يفهم لماذا يبتعد عاشقان كانا يتدلهان ببعضهما البارحة ، بسبب كلمة أُسيءَ فهمها ، ويتوَّجهان الواحد شرقًا ، والآخر غربًا ، مع مناخس الحِقد ، الانتقام ، الحبّ والندم ، ولا يعودان يتقابلان ، وقد تجلبب كلٌّ منهما في كبريائه المنعزلة ، إنها أُعجوبة تتجدد كلَّ يوم ".
" من يفهم لماذا نستلذُ ليس فقط مصائب أشباهنا العامة ، بل أيضًا مصائبَ أعزِ أصدقائنا الخاصة ، بينما نحزن لذلك بذاتِ الوقت ؟ ".
" إن الفضول وُلِدَ مع الكون ".
" جميلٌ أن نتأملَ خرابَ المدنِ ؛ لكنهُ جميلٌ أكثر أن نتأملَ خرابَ الآدميين ".
" إنكَ تملكُ وجهًا أكثرَ من بشري ، حزينًا كالكون ، جميلاً كالانتحار ".
النشيد الثاني :
" إن شِعري لن يرتكز إلاّ على مهاجمة ، بشتى الوسائل ، الإنسان ، ذلك الوحش الكاسر ، والخالِق ، الذي ما كان يجب أن يلدَ حشرةً مماثلة ".
" (...) ذاك الذي لم يكن يبدو أنه يشغل باله بشرور ، ولا خيراتِ الحياة الحاضرة ، والذي كان يمضي بلا تبصّر ، بوجهٍ ميتٍ بفظاعة ، شعر منتفش ، مشية مترنحة ، وأذرع تسبحُ بعماء في مياه الأثير الهازئة ، كما لتبحث عن فريسة الأمل الدامية ، المترنحة باستمرار ، عبر مناطق الفضاء الرحبة ، بفعل ريح القدرالصرصر العنيدة ".
" بما إن السماء صنعها الله ، وكذلك الأرض ، فثق أنك ستقابل فيها نفس الشرور الموجودة في الدنيا ".
" الدهاءُ ، أروعُ أداةٍ في يدِ العباقرة ".
" (...) مثقلٌ بالعبء الباهظ لسرٍ أبديّ ، تعبان من الحياة ، وخجلان أن يمشي بين مخلوقاتٍ لا تشبهه ، اليأسُ بلغَ روحه ، وهو يمضي وحيدًا كشحاذٍ في الوادي ".
" إذا ما سألوه لماذا اتخذَ الوحدة رفيقًا ، ترتفعُ عيونه نحو السماء ، وتحبسُ دمعةَ عتابٍ ضدَ القدر ؛ لكنه لا يجيبُ على هذا السؤال الطائش ".
" لا تحاولوا قط أن تكشفوا عن أرواحكم بواسطة اللغة ؛ الزموا صمتًا ورعًا لا يقاطعه شيء ".
" إني أشعرُ منذُ الآن أن الطيبة ليستْ سوى تجميعٍ لمقاطع لفظية رنانة ؛ إني لم أجدها في أيّ مكان ".
" إني أُولِي التبن أهمية أكثر من الضمير ؛ لأن التبن نافع للبقرة التي تجتَّره ، بينما لا يعرف الضمير سوى أن يُظهر مخالبه الفولاذية ".
النشيد الثالث :
" (...) المسار المرتاع الذي تدور فيه الكرة البشرية الغارقة في الهذيان ، المأهولة بأرواح قساة ، يتذابحون فيما بينهم في الميادين التي تجأر بها المعركة ( هذا عندما لا يقتلون بعضهم بغدر ، سرًا ، في وسط المدن ، بخنجر الحقد والطموح ) ، ويتغذون بكائنات زاخرة بالحياة مثلهم وموضوعة على بضع خطوات أدنى منهم في سُلم الموجودات ".
" أشعرُ بأن روحي مغلقٌ عليها بمزلاج جسدي ولا تستطيع الانعتاق ، لتهربَ بعيدًا عن الشواطئ التي يضربها البحر البشري ".
" لقد تلقيتُ الحياةَ كجرحٍ ، ولقد حظرتُ على الانتحار أن يشفيَ النُدبة ".
" إذا كان البشر سُعداء على هذه الأرض ، فإنه عند ذلك قد يكون علينا أن نتعجب ".
" هكذا إذن ، يا مالدورور ، غلبتَ (الأمل) ! من الآن فصاعدًا سيتغذى اليأسُ من أصفى جوهرٍ فيك ".
" أيَ قرارٍ مشؤوم جعلني أعبر حدود السماء ، لأجيء وأحطَّ على الأرض ، وأتذوق شهواتٍ حسية زائلة ".
النشيد الرابع :
" فلتبدأ حربي ضد الإنسان ، بما أن كلاً منا يتعرّف في الآخر على انحطاطه الشخصي . . . بما أن كلانا عدوَّان لدودان . لئن تأتى لي أن أحرزَ انتصارًا مفجعًا أو أن أخسر ، فإن الصراعَ سيكون جميلاً : أنا ، وحدي ، ضدَ الإنسانية ".
" (...) يتعذر جدًا ، وفقًا لبعض الفلاسفة ، التمييز بين المضحك والمحزن ، بما أن الحياة ذاتها هي مأساة هزلية ، أو مهزلة مأساوية ".
" إني نذرتُ أن أعيشَ مع المرض والجمود إلى أن أغلبَ الخالق ".
" إن الحقد لهو أغرب مما تظنّ ؛ إن سلوكه غير قابلٍ للتفسير ، كالمظهر المُحطَّم لعصا معموسة في الماء ".
النشيد الخامس :
" روحي تَجِفُّ بفعل تفكيرٍ مكثّفٍ ومشدودٍ دومًا ؛ إنها تصرخُ كضفدعٍ في مستنقع ".
" (...) قلبي ، ذلك الجائع الذي يأكل نفسه ".
" (...) الجسد ليس بعد سوى جُثة تتنفس . (...) ولاحظوا ، أرجوكم ، أن الشراشف إجمالاً ليستْ سوى أكفان ".
" آه لو أن الكون ، بدل أن يكون جحيمًا لم يكن ألا شرجًا سماويًا هائلاً ".
النشيد السادس :
" ليس من السهل إهلاك البشرية كليًا (...) لكننا نستطيع ، مع الصبر ، إبادة ، واحدة واحدة ، النملات الداعية إلى خير البشرية".
" (...) تَنَكّّرَ لكلِّ شيءٍ ، الأب ، الأم ، العِناية الإلهية ، الحُبّ ، المثال الأعلى ، كيلا يفكر سوى بنفسه وحدها ".
* من أناشيد مالدورور- لوتريامون.. ترجمة : سمير الحاج شاهين.