اتسمت فلسفة التاريخ عند هيجل بسمات خاصة فكانت بمثابة نقطة تحول هامة في مجرى التفكير في العصر الحديث.. ورغم ان بعض اراء هيجل اصبحت اليوم اراء كلاسيكية.. الا ان الفلاسفة اللاحقين له عملوا على نشرها ودعمها.. بعد ان اخفى الماركسيون جوانبها الروحية لان هيجل يأبى ان ينسب الى الطبيعة أي المادة في الادبيات الماركسية.. أي طابع تاريخي ما دامت الطبيعة في نظره لا تعرف ترقيا او تطوريا بالمعنى الحقيقي لهذه الكلمة.. لا لأن كان في الطبيعة الشيء الكثير من مظاهر التغيير بل لأنها لا تخرج عن كونها عمليات تكرارية ذات حركة دائرية.. ولا تتطور، ولا تترقى في الزمان، بل تظل دائما على ما هي عليه.. واذا كان الفارق جوهريا بين الطبيعة من جهة والروح من جهة اخرى، فذلك لان للروح تاريخا يتحقق في الزمان.. في حين ان كل تحقق طبيعي لا يكاد يعدو حدود المكان.. وبهذا يمكن ان نقول ان التاريخ في نظر هيجل وقف على الروح دون الطبيعة.. لان الروح وحدها التي تستطيع ان تبدع ذاتها، ولان التاريخ انما هو النتيجة المترتبة على فاعلية الروح حين تخلق وجودها بفعلها وتديمه بانطلاقتها.. وقد وقع في ظن الكثيرين ان التاريخ مجموعة من الصدف او الاحداث العارضة في حين ظن اخرون ان التاريخ هو من خلق بعض الافراد الممتازين كالقادة او الزعماء او الابطال.. الا ان هيجل يعتبر ان التاريخ هو وليد عمل الشعوب، لا الافراد رغم تأثر الكثير من كتاباته بنابليون.. وهيجل يعارض شتى النزعات الفردية المتطرفة.. فيقرر بكل قوة ان سائر المبدعات الهائلة التي حققتها الروح البشرية، عبر العصور المختلفة، انما هي من خلق ذلك الجهد الجماعي المشترك الذي قامت به الانسانية منذ الاف السنين، والتاريخ بتطوره في نظر هيجل هو تحقيق لملكوت الله على الارض.. فيقول في مقدمة كتابه (فلسفة التاريخ).. ليس هناك مبرر لليأس من مصير الانسان، او الطعن في عدالة الله.. واذا عرفنا ان البشر ليس الا لحظة مؤقتة في تاريخ التطور العلمي الشامل، امكننا ان ندرك كيف ان الحقيقة الموجبة هي التي تجيء فتستوعب في ثناياها على حقيقة سالبة وليس في وسع العقل ان يعلق كبير اهمية على ما قد يلحق ببعض الافراد من غنى، فان من شأن امثال هذه الوقائع الجزئية، ان تمحي بالضرورة في تلك الحقيقة الشاملة ومعنى هذا ان الغايات الجزئية تذوب في طوايا التاريخ الكلي بحيث ان الفيلسوف ليجد نفسه مدفوعا الى القول بان التاريخ على الرغم من كل ما ينوطي عليه من مظاهر تناقض وصراع والم.. انما هو في صميمه تحقيق لملكوت الله على الارض.. ويعتقد ان الروح بدأت تدرك نفسها وتحقق حريتها من خلال الاغريق.. الا انه يقول لم تكن حرية الروح قد بلغت كمالها، ولم يتمتع بالحرية عند الاغريق الا طائفة قليلة بينما كانت كثرتهم عبيدا ارقاء.. وبعد سقوط روما ظهرت الام الجرمانية على مسرح التاريخ وهنا بلغت الفكرة ذروة الادراك الكامل لاول مرة وجاءت الوحدة الروحية بين الناس مكان الوحدة الدنيوية.. وكما سادت العقيدة المسيحية بين الناس اعترف الانسان بانسانيته كما اعلن الاخاء بين البشر..
ان هيجل اول كاتب حاول ان ينظر الى سير العصور كلها كحركة واحدة شاملة من خلال الروح التي تتجلى فيها وتظهر.. ولو ان هنالك ما عدم دقته في بعض التفصيلات ومن اختياره للحقائق لا يقوم الا على تفسير خاطئ للأحداث.. واخيرا بعد ان سارت الروح هذا الشوط الطويل، واجتازت تلك المراحل المتتابعة فانها تصل اخر ما تصل الى مرتبة الروح المطلق، حيث تمحي كل الفوارق بين الذات والشيء بين الفكر والوجود.. بين اللانهائي والنهائي المحدود.. تبلغ الروح بعد هذه الشقة الطويلة اخر مرتبة ادراك نفسها..
والدين يمثل في تصور هيجل جزءا من سلم آليات ادراك ما هي الروح.. وبحسب والتر ستين اكثر المتخصصين بفلسفة هيجل.. ان ما هية الروح ليس الشعور والوجدان ولا الانفصال او الوعي الحسي ولا حتى الفهم بل العقل.. وبعبارة اخرى هي الفكرة الشاملة.. وماهية الروح هي الفكر بما هو فكر او الكلي.. وبالتالي ان أي ادراك حقيقي للمطلق لابد ان يتعرف عليه لابوصفه موضوعا من موضوعات الحس وانما على انه فكر خالص او عقلي كلي.. ومثل هذه المعرفة لا توجد الا في الفلسفة.. ويجري الروح هذه المصالحة بواسطة الخشوع والعبادة.. أي بواسطة الشعور.. وهو يؤكد انه لا المادة ولا الوعي البشري يمكن اعتبارها اولية.. لانه لا يمكن منطقيا استنتاج الوعي من المادة.. كما لا يمكن استنتاج المادة من الوعي الانساني.. بل يجب ان ينظر لهذا الوعي نتيجة لجوهر اولي مطلق.. وكل هذا ينظر اليه من خلال وحدة الوجود والفكر.. والفكر عند هيجل ليس نشاطا انسانيا ذاتيا فحسب.. بل هو ايضا ما هية موضوعية مستقلة عن الانسان.. ومصدر اساسي اولي لكل ما هو موجود.. وهذا ما يؤكده السيد محمد باقر الصدر في نظام العبادات حيث يقول: ان العبادة ثورة على المادة.. لا لرفض الاخيرة، بل لاخضاعها الى القيم الالهية.. فالسير نحو المطلق كله علم وكله قدرة، وكله عدل، وكله غنى، يعني ان تكون المسيرة الانسانية كفاحا متواصلا باستمرار ضد كل جهل وعجز وظلم وفقر.. وفلسفة الروح عند هيجل قمة الآراء الفلسفية عن تطور المعرفة الفردية والاجتماعية.. وعن التطور العقلي للبشرية.. وتاريخ البشرية لا يكون الا من خلال الفن والدين والفلسفة.. وهي الاشكال العليا لوعي الروح..
وهو ما رفضه مفكرو الماركسية.. واعتبروه ديالكتيك أي جدل يفهم على انه حركة للفكر الخالص ميتافيزيقيا.. وان وعي الانسان هو انعكاس للواقع الموضوعي الموجود خارج هذا الوعي وبشكل مستقل عنه.. واعتبره اخرون تقدما نحو الحرية العقلية في سياق عملية الحركة والتطور الطبيعي للانسان وللبشرية.
ان هيجل اول كاتب حاول ان ينظر الى سير العصور كلها كحركة واحدة شاملة من خلال الروح التي تتجلى فيها وتظهر.. ولو ان هنالك ما عدم دقته في بعض التفصيلات ومن اختياره للحقائق لا يقوم الا على تفسير خاطئ للأحداث.. واخيرا بعد ان سارت الروح هذا الشوط الطويل، واجتازت تلك المراحل المتتابعة فانها تصل اخر ما تصل الى مرتبة الروح المطلق، حيث تمحي كل الفوارق بين الذات والشيء بين الفكر والوجود.. بين اللانهائي والنهائي المحدود.. تبلغ الروح بعد هذه الشقة الطويلة اخر مرتبة ادراك نفسها..
والدين يمثل في تصور هيجل جزءا من سلم آليات ادراك ما هي الروح.. وبحسب والتر ستين اكثر المتخصصين بفلسفة هيجل.. ان ما هية الروح ليس الشعور والوجدان ولا الانفصال او الوعي الحسي ولا حتى الفهم بل العقل.. وبعبارة اخرى هي الفكرة الشاملة.. وماهية الروح هي الفكر بما هو فكر او الكلي.. وبالتالي ان أي ادراك حقيقي للمطلق لابد ان يتعرف عليه لابوصفه موضوعا من موضوعات الحس وانما على انه فكر خالص او عقلي كلي.. ومثل هذه المعرفة لا توجد الا في الفلسفة.. ويجري الروح هذه المصالحة بواسطة الخشوع والعبادة.. أي بواسطة الشعور.. وهو يؤكد انه لا المادة ولا الوعي البشري يمكن اعتبارها اولية.. لانه لا يمكن منطقيا استنتاج الوعي من المادة.. كما لا يمكن استنتاج المادة من الوعي الانساني.. بل يجب ان ينظر لهذا الوعي نتيجة لجوهر اولي مطلق.. وكل هذا ينظر اليه من خلال وحدة الوجود والفكر.. والفكر عند هيجل ليس نشاطا انسانيا ذاتيا فحسب.. بل هو ايضا ما هية موضوعية مستقلة عن الانسان.. ومصدر اساسي اولي لكل ما هو موجود.. وهذا ما يؤكده السيد محمد باقر الصدر في نظام العبادات حيث يقول: ان العبادة ثورة على المادة.. لا لرفض الاخيرة، بل لاخضاعها الى القيم الالهية.. فالسير نحو المطلق كله علم وكله قدرة، وكله عدل، وكله غنى، يعني ان تكون المسيرة الانسانية كفاحا متواصلا باستمرار ضد كل جهل وعجز وظلم وفقر.. وفلسفة الروح عند هيجل قمة الآراء الفلسفية عن تطور المعرفة الفردية والاجتماعية.. وعن التطور العقلي للبشرية.. وتاريخ البشرية لا يكون الا من خلال الفن والدين والفلسفة.. وهي الاشكال العليا لوعي الروح..
وهو ما رفضه مفكرو الماركسية.. واعتبروه ديالكتيك أي جدل يفهم على انه حركة للفكر الخالص ميتافيزيقيا.. وان وعي الانسان هو انعكاس للواقع الموضوعي الموجود خارج هذا الوعي وبشكل مستقل عنه.. واعتبره اخرون تقدما نحو الحرية العقلية في سياق عملية الحركة والتطور الطبيعي للانسان وللبشرية.