الكثير من الكتب لا تستحق عناوينها الا ان هذا الكتاب يختلف تماما وبشكل مثير للغاية فالمحتوى غني بشتى التصورات وكذلك الأجوبة، فحين نتكلم عن الايروس ونقرنه بالثقافات المتعددة، او حين نتحدث عن فلسفة وتاريخ الحب، فان الأمر لابد ان يكون في كامل التشبع والوضوح.
يتناول كتاب الايروس والثقافة لمؤلفه فياتشيسلاف شستاكوف وترجمة الدكتور نزار عيون السود، مجموعة التصورات البشرية الاولى عن الحب وطبيعته ومعناه وتطورها ضمن سياق الفكر والفلسفة بدءا بالانطباع الاغريقي وانتهاء بالثقافة الاوروبية المعاصرة وعلاقة هذا بالادب والفن وتأثير ذلك في مفاهيم الأخلاق.
المؤلف ينطلق في كتابه من الحاجة الى اعادة الاهتمام بقضايا الايروس ويعيب على القرن العشرين اهمال هذا الموضوع وتفضيل موضوعة الجنس عليه. ويرى شستاكوف ان الكثيرين يجمعون بين الجنس والحب إلا انهما ليسا مجالا واحدا، فالجنس هو سلطة عامة شاملة ومظهر من مظاهر الغريزة، أما الحب فهو فردي دائما ويفترض خيارا شخصيا نشيطا، وهو مفعم بمعنى روحي لا يمكن مماثلته بكل حال من الاحوال مع الرغبة الجنسية البسيطة.
يستعرض فياتشيسلاف شستاكوف في كتابه المفاهيم الاغريقية والرومانية عن الحب والايروس ويقرن ذلك بتأثير هذه الأفكار على الأخلاق العامة ففكرة الحب لصيقة دائما بمعنى الحياة وطبيعة الانسان والموت والخلود ويرى الفلاسفة الاغريق أن الحب هو تجاوز الموت لأن الانسان بفضل الحب يتابع حياته في الناس الآخرين وفي الاجيال الأخرى مبتعدا بذلك عن مأساوية موته الشخصي الفردي.
ويرى فياتشيسلاف شستاكوف أن الفلسفة الاوروبية أدركت جيدا الصلة الوثيقة التي تربط بين الحب والمعرفة وعلى هذه الخلفية بالذات ولدت النظرية المهمة بشأن الايروس الافلاطوني حيث ينظر الى الحب كطريق للمعرفة الايروسية وكعروج الى الحقيقة، الى قيم الوجود الانساني الشاملة، ولهذا كان الحب في الفلسفة الاوروبية قريبا من الاخلاق وليس منها فحسب بل ومن المنطق وطرق الوصول الى الحقيقة. ويؤكد شستاكوف ان معنى الحب لا يتضح إلا في سياق الثقافة، لأن الحب يعكس التقاليد الوطنية والتاريخية ويبرز دائما كقيمة حضارية شديدة التأثير.
يتناول كتاب الايروس والثقافة لمؤلفه فياتشيسلاف شستاكوف وترجمة الدكتور نزار عيون السود، مجموعة التصورات البشرية الاولى عن الحب وطبيعته ومعناه وتطورها ضمن سياق الفكر والفلسفة بدءا بالانطباع الاغريقي وانتهاء بالثقافة الاوروبية المعاصرة وعلاقة هذا بالادب والفن وتأثير ذلك في مفاهيم الأخلاق.
المؤلف ينطلق في كتابه من الحاجة الى اعادة الاهتمام بقضايا الايروس ويعيب على القرن العشرين اهمال هذا الموضوع وتفضيل موضوعة الجنس عليه. ويرى شستاكوف ان الكثيرين يجمعون بين الجنس والحب إلا انهما ليسا مجالا واحدا، فالجنس هو سلطة عامة شاملة ومظهر من مظاهر الغريزة، أما الحب فهو فردي دائما ويفترض خيارا شخصيا نشيطا، وهو مفعم بمعنى روحي لا يمكن مماثلته بكل حال من الاحوال مع الرغبة الجنسية البسيطة.
يستعرض فياتشيسلاف شستاكوف في كتابه المفاهيم الاغريقية والرومانية عن الحب والايروس ويقرن ذلك بتأثير هذه الأفكار على الأخلاق العامة ففكرة الحب لصيقة دائما بمعنى الحياة وطبيعة الانسان والموت والخلود ويرى الفلاسفة الاغريق أن الحب هو تجاوز الموت لأن الانسان بفضل الحب يتابع حياته في الناس الآخرين وفي الاجيال الأخرى مبتعدا بذلك عن مأساوية موته الشخصي الفردي.
ويرى فياتشيسلاف شستاكوف أن الفلسفة الاوروبية أدركت جيدا الصلة الوثيقة التي تربط بين الحب والمعرفة وعلى هذه الخلفية بالذات ولدت النظرية المهمة بشأن الايروس الافلاطوني حيث ينظر الى الحب كطريق للمعرفة الايروسية وكعروج الى الحقيقة، الى قيم الوجود الانساني الشاملة، ولهذا كان الحب في الفلسفة الاوروبية قريبا من الاخلاق وليس منها فحسب بل ومن المنطق وطرق الوصول الى الحقيقة. ويؤكد شستاكوف ان معنى الحب لا يتضح إلا في سياق الثقافة، لأن الحب يعكس التقاليد الوطنية والتاريخية ويبرز دائما كقيمة حضارية شديدة التأثير.