ولد الشاعر محمد بن مصطفى بوجندار في مدينة الرباط (المغرب)، وفيها توفي.
حفظ القرآن الكريم في الكتّاب على عادة بني قومه في ذلك الوقت، ثم انضم إلى حلقات الدرس التي كان يعقدها علماء الرباط في المساجد والزوايا، فدرس علم النحو والفقه والحديث، إلى جانب حفظه للكثير من النصوص الأدبية، ومطالعاته في أمهات الكتب، مما كان له الأثر البالغ في ظهور ملكة الشعر لديه، وهو ما يزال في العقد الثاني من العمر، وكان شيوخه يشجعونه على ذلك، لما لمسوه فيه من نبوغ وفطنة.
عمل كاتبًا بمكتب الترجمة في الإدارة الفرنسية، لدى المقيم العام
الفرنسي، وفي عام 1914 عمل مدرسًا بمعهد الدروس العليا، وهناك تعرف على عدد من المستشرقين الفرنسيين، ووقف على الكثير من المصادر والمخطوطات والوثائق.
أقعده مرض الشلل عن مخالطة المجتمع، فبقي رهين الدار حتى وفاته.
الإنتاج الشعري:
- أورد له كتاب «الأدب العربي في المغرب الأقصى» العديد من القصائد، وأورد له كتاب: «ذكريات من ربيع الحياة» عددًا من القصائد، وله تخميس
بعنوان: «الاستشفا بتخميس أبيات الشفا» - طبع بالرباط (د.ت).
الأعمال الأخرى:
- له عدد من المؤلفات، منها: فتح المعجم من لامية العجم - الرباط 1334هـ/ 1915م، ومقدمة الفتح من تاريخ رباط الفتح - الرباط 1926، وتعطير البساط بذكر تراجم قضاة الرباط (د.ت)، والاغتباط بتراجم أعلام الرباط - الرباط 1987، ومبتدأ خبري - سيرة ذاتية (مخطوط).
يدور شعره حول عدد من الأغراض؛ منها الغزل الذي يقتفي فيه أثر أسلافه، مازجًا بين الصريح منه والعفيف. يعذبه الهجر، ويشقيه التجني. محبّ لإخوانه، ومشارك لهم في أفراحهم، ومتأثر بما يصيبهم من أتراح. وله شعر في وصف المدن، خاصة ما كان منه في وصف مدينة الدار البيضاء، يميل إلى التأمل والاستقصاء، إلى جانب استثماره لبنَى الترادف والتجنيس اللغوي، وله شعر في المراسلات الإخوانية والتهاني، كما كتب في تقريظ الشعر. يتميز بنفس شعري طويل. لغته طيعة، وخياله فسيح.
مصادر الدراسة:
1 - عبدالله الجراري: التأليف ونهضته بالمغرب في القرن العشرين - مكتبة المعارف - الرباط 1986.
2 - محمد الجزولي: ديوان ذكريات من ربيع الحياة - مع ترجمة لحياته - مطبعة الأمنية - الرباط 1971.
3 - محمد بن العباس القباج: الأدب العربي في المغرب الأقصى - المطبعة الوطنية - الرباط 1929.
[SIZE=6]من نسيب في وصف حبيب
[/SIZE]
ما للغزال فجلّ الله مُنشيهِ = إذا كتمْتُ هواه الدمعُ يُفشيه
حديث حسنه في قلبي له أثرٌ = عن واقد الوَجَنات اللحظُ يرويه
تاللّهِ ما ليَ في هواه من جَلَدٍ = وقد سقانيَ كأسًا من تجنّيه
هو الغزال الذي فاق الغزالة في = جماله والهلال في تجلّيه
كأن شامته السودا بوجنته الـ = ـحمرا غلامٌ بروْض الورد يجنيه
صباحُ غُرّته في ليل طرّته = يُضلّ مهديه من حيث يَهديه
تغار منه الظِّبا ومن تلفّته = كلُّ الظبا والقضيبُ من تثنّيه
توقّدَ الحسنُ بين ماءِ وجنته = وإنما القلب يصلَى من تلظّيه
ماءٌ ونارٌ بخَدّيه قد اجتمعا = فاعْجَبْ لضدَّين قد تجمّعا فيه
تزوّجَ الشّهد من مُدام رِيقته = فأنتجا الجوهر المنظوم في فِيه
تكاد من رقّةٍ تجري معاطفه = لكنّ قلبه جلمودٌ من التّيه
ما طرفُه غير سهمٍ راشه كَحَلٌ = إذا رمى القلب منا ليس يُخطيه
آهٍ على نفثات السّحر يقذفها = جفنٌ فتيرٌ مياه الغُنج تسقيه
ما رام يلحظ مرأى لحظه أبدًا = إلا انثنى وسهامُ الوجد تصميمه
***
حفظ القرآن الكريم في الكتّاب على عادة بني قومه في ذلك الوقت، ثم انضم إلى حلقات الدرس التي كان يعقدها علماء الرباط في المساجد والزوايا، فدرس علم النحو والفقه والحديث، إلى جانب حفظه للكثير من النصوص الأدبية، ومطالعاته في أمهات الكتب، مما كان له الأثر البالغ في ظهور ملكة الشعر لديه، وهو ما يزال في العقد الثاني من العمر، وكان شيوخه يشجعونه على ذلك، لما لمسوه فيه من نبوغ وفطنة.
عمل كاتبًا بمكتب الترجمة في الإدارة الفرنسية، لدى المقيم العام
الفرنسي، وفي عام 1914 عمل مدرسًا بمعهد الدروس العليا، وهناك تعرف على عدد من المستشرقين الفرنسيين، ووقف على الكثير من المصادر والمخطوطات والوثائق.
أقعده مرض الشلل عن مخالطة المجتمع، فبقي رهين الدار حتى وفاته.
الإنتاج الشعري:
- أورد له كتاب «الأدب العربي في المغرب الأقصى» العديد من القصائد، وأورد له كتاب: «ذكريات من ربيع الحياة» عددًا من القصائد، وله تخميس
بعنوان: «الاستشفا بتخميس أبيات الشفا» - طبع بالرباط (د.ت).
الأعمال الأخرى:
- له عدد من المؤلفات، منها: فتح المعجم من لامية العجم - الرباط 1334هـ/ 1915م، ومقدمة الفتح من تاريخ رباط الفتح - الرباط 1926، وتعطير البساط بذكر تراجم قضاة الرباط (د.ت)، والاغتباط بتراجم أعلام الرباط - الرباط 1987، ومبتدأ خبري - سيرة ذاتية (مخطوط).
يدور شعره حول عدد من الأغراض؛ منها الغزل الذي يقتفي فيه أثر أسلافه، مازجًا بين الصريح منه والعفيف. يعذبه الهجر، ويشقيه التجني. محبّ لإخوانه، ومشارك لهم في أفراحهم، ومتأثر بما يصيبهم من أتراح. وله شعر في وصف المدن، خاصة ما كان منه في وصف مدينة الدار البيضاء، يميل إلى التأمل والاستقصاء، إلى جانب استثماره لبنَى الترادف والتجنيس اللغوي، وله شعر في المراسلات الإخوانية والتهاني، كما كتب في تقريظ الشعر. يتميز بنفس شعري طويل. لغته طيعة، وخياله فسيح.
مصادر الدراسة:
1 - عبدالله الجراري: التأليف ونهضته بالمغرب في القرن العشرين - مكتبة المعارف - الرباط 1986.
2 - محمد الجزولي: ديوان ذكريات من ربيع الحياة - مع ترجمة لحياته - مطبعة الأمنية - الرباط 1971.
3 - محمد بن العباس القباج: الأدب العربي في المغرب الأقصى - المطبعة الوطنية - الرباط 1929.
[SIZE=6]من نسيب في وصف حبيب
[/SIZE]
ما للغزال فجلّ الله مُنشيهِ = إذا كتمْتُ هواه الدمعُ يُفشيه
حديث حسنه في قلبي له أثرٌ = عن واقد الوَجَنات اللحظُ يرويه
تاللّهِ ما ليَ في هواه من جَلَدٍ = وقد سقانيَ كأسًا من تجنّيه
هو الغزال الذي فاق الغزالة في = جماله والهلال في تجلّيه
كأن شامته السودا بوجنته الـ = ـحمرا غلامٌ بروْض الورد يجنيه
صباحُ غُرّته في ليل طرّته = يُضلّ مهديه من حيث يَهديه
تغار منه الظِّبا ومن تلفّته = كلُّ الظبا والقضيبُ من تثنّيه
توقّدَ الحسنُ بين ماءِ وجنته = وإنما القلب يصلَى من تلظّيه
ماءٌ ونارٌ بخَدّيه قد اجتمعا = فاعْجَبْ لضدَّين قد تجمّعا فيه
تزوّجَ الشّهد من مُدام رِيقته = فأنتجا الجوهر المنظوم في فِيه
تكاد من رقّةٍ تجري معاطفه = لكنّ قلبه جلمودٌ من التّيه
ما طرفُه غير سهمٍ راشه كَحَلٌ = إذا رمى القلب منا ليس يُخطيه
آهٍ على نفثات السّحر يقذفها = جفنٌ فتيرٌ مياه الغُنج تسقيه
ما رام يلحظ مرأى لحظه أبدًا = إلا انثنى وسهامُ الوجد تصميمه
***